Share

الفصل 3

Author: فتاة ناعمة ولامعة

“مم… عائشة عادل!”

أعاد نداءُ رائد يونس العجيبُ عائشة عادل إلى وعيها.

لم تدرِ متى انزلقت أصابعها إلى داخل فمه.

مع أنها ترتدي قفازات طبية، إلا أن عينيها اتسعتا بفزع.

اعتدلت بسرعة وسحبت يدها، لكن الحركة كانت عنيفة فاختلّ توازنها وكادت تسقط عن الكرسي.

أحاط خصرها بذراعٍ قوية، وحملها بيدٍ واحدة وأنزلها عن الكرسي.

شهقت من الذعر، ودفعتْه مبتعدةً كما لو لُسعت، وعضّت على أسنانها لتكتم الصرخةً التي كادت تفلت من حلقها.

توترها كان ظاهرًا للعين.

تجنّبُها له بدا وكأنه شيءٌ مُقزّز!

اسودّ وجه رائد يونس بعد أن كان قد هدأ قليلًا، وسألها من بين أسنانه المكبوتة:

“مِمَّ تهربين؟”

خفق قلبها بعنف، واجتمع الخجل والارتباك والذعر في نظراتها.

لكن خوفها الأكبر كان من غضبه، ومن أن يظن أنها تتعمد التقرب منه، فيقرف منها ويطردها.

تماسكت وقالت بصوتٍ باردٍ متحكّم:

“عذرًا، سيدي. فقدتُ توازني للتو. أعطيتك الدواء، وإن لم يكن هناك ما يلزم، فسأغادر الآن.”

استدارت على عجل حتى كادت تصطدم بالحائط.

وما إن سمع أنها ستغادر حتى بدء يسعل بعنف، وقال بضعف:

“أنا جائع… أريد عصيدة.”

توقفت وقالت بهدوء:

“سأتصل بخدمة المنزل ليبعثوا أحدًا حالًا.”

قال بتسلّط:

“أنتِ من سيطبخها.”

توقفت لحظة واستدارت نحوه، في عينيها شيءٌ من الدهشة.

سخر قائلًا:

“هل نسيتِ وظيفتك بعد نصف شهر من السفر؟”

قالت بثبات:

“لم أنسَ. أنا سكرتيرتك الخاصة، الاعتناء بطعامك ولباسك وإقامتك جزءٌ من عملي. سأبدأ الآن.”

غادرت وهي تنزع القفازات وتلقيها على الكرسي، ثم رفعت شعرها الطويل.

لما رآها تبقى، استرخى توتره، لكن آلام الحمى وإرهاقها أخذت تنهش جسده.

هوى على الكرسي يلهث بثقل.

خرج كريم شريف بحذر من خلف الباب:

“سيدي، هل أرافقك إلى السرير؟”

رفع رائد يونس رأسه قليلًا، ونظر من خلال خصلاته المنفلتة بنظرةٍ غامضة:

“كيف جاءت هي؟”

تفاجأ كريم شريف بصفاء ذهن رئيسه رغم الحمى:

“عادت سكرتيرة عائشة اليوم. حين راسلتني بخصوص العمل، أخبرتها بأنك مصاب بالحمى…”

قاطعه:

“عادت اليوم ولم تُخبر أحدًا إلا أنت؟”

“يبدو ذلك…”

ابتسم ابتسامةً باهتة، وأسند رأسه إلى ظهر الكرسي، وارتسمت على شفتيه المجروحتين سخريةٌ باردة:

“علاقتكما وطيدة إلى هذا الحد؟”

تردد كريم شريف:

“مجرد تقارير عمل طبيعية.”

لم يدعه يفلت:

“أنا رئيسها المباشر، فلماذا تُبلغك أنت وليس أنا؟ هل السكرتير العام للشركة أعلى من الرئيس؟”

تصبّب العرق من جبين كريم شريف:

“لا أجرؤ…”

بدّل رائد يونس الموضوع بلا مبالاة:

“هل جاءت لأنها علمت بمرضي من تلقاء نفسها، أم لأنك طلبتَ منها القدوم؟”

لزم كريم شريف الصمت.

فهم رائد يونس في الحال، لكنه أراد اعترافًا صريحًا:

“قل الحقيقة.”

همس كريم شريف:

“أنا من رجاهَا أن تأتي مهما كان.”

ساد الصمت لحظة، ثم رفع كريم شريف نظره بحذر، فإذا بعيني الرئيس تشتعلان غضبًا يكاد يلتهمه.

قال رائد يونس ببرود:

“اخرج وأغلق الباب. سأستحم.”

أغلق كريم شريف الباب على عجل، ثم مضى يبحث عن عائشة عادل.

دخل رائد يونس الحمّام وهو يقمع غضبًا مبهمًا، ورسم اسم “عائشة عادل” على الزجاج المبلل بالبخار.

تمتم بأسنانٍ مشدودة:

“قاسيةٌ وعصبية… حين أعرف مَن أرسلكِ لمراقبتي، سأجعلك تبكين قبل أن أطردك.”

كانت العصيدة تغلي وتفوح رائحتها.

وقف كريم شريف قرب طاولة التحضير يراقبها وهي تقطع الخضار، وقال بإعجاب:

“لا أحد يحسن التصرّف سواكِ. لو لم تعودي اليوم، لما عرفتُ ماذا أفعل. ثم إنكِ الوحيدة الاستثنائية، أنتِ أول سكرتيرةٍ امرأة منذ ست سنوات من تولّي الرئيس منصبه.”

ولما لم تُبدِ زهوًا ولا فخرًا، ازداد احترامه لها.

اقترب وهمس:

“مزاج الرئيس في أسوأ حالاته هذه الأيام. كوني حذرة.”

ابتسمت بخفة.

لقد رأت أفضل ما في رائد يونس. لذا، أيًّا كان ما صار إليه الآن، لن تفعل سوى أن ترافقه وتحرسه بقلبها كله.

ما ينبغي الحذر منه حقًا… هو قلبها، كي لا يفضح حبّها.

“ماذا تفعلان؟”

دوّى صوته الأجشّ البارد كالرعد المكتوم.

ابتعد كريم شريف عنها لا إراديًا:

“سيدي، كنتُ أحدّث سكرتيرة عائشة في أمور العمل.”

تأكّدت عائشة عادل من أنه ارتدى رداؤه ولن يبرد، فلم تقل شيئًا وأكملت التقطيع.

انتقلت نظرات رائد يونس من ذراعيها المكشوفتين إلى كريم شريف، وقال بصرامة:

“وهل الحديث في العمل يستدعي هذا الاقتراب؟ ألا تخشى أن تجرحك سكينها على وجهك؟”

كانا قريبين أكثر مما يجب من زاويته، حتى بدا وكأن كريم شريف يكاد يلامس وجهها، وهي لم تُبعده.

أما هو، فمجرد أنه حملها عن الكرسي، صارت تهرب منه كأنه وباء!

يا لها من معاملةٍ مزدوجةٍ فاضحة. أهو ميتٌ في نظرها؟

“لم يمضِ على عملها معي سوى نصف عام. كيف صارت علاقتكما وطيدةً إلى هذا الحد تحت نظري؟ تفضل، فسّر لي.”

أصاب الصداعُ كريم شريف، فالرئيس اليوم لا يُطاق.

“سيدي، أنا وسكرتيرة عائشة…”

لم يشأ سماعه، فقاطعه ببرود:

“ارجع.”

ابتلع كريم شريف كلماته وغادر فورًا.

تقدّم رائد يونس نحو عائشة عادل. وما إن وقف بجانبها حتى تحركتْ من مكانها سريعًا إلى الخزانة لتأخذ الأطباق.

عضّ شفته تألمًا وهمس “آه”.

استدارت تسأله بقلق:

“ما الأمر؟”

لم يدرِ هل ترتبك لأجله أم لا، لكن الضيق الذي خنقه لأيامٍ خفّ قليلًا.

قال:

“ما قصتكِ مع كريم شريف؟”

أرادت أن تضع الطعام في الأطباق، لكنه لم يفسح المكان، فترددتْ في الاقتراب، خشية أن يُفسّر أي حركةٍ منها بأنها توددًا متعمّدًا.

اضطرت إلى غسل الأطباق النظيفة مرةً أخرى عند الحوض.

قالت بهدوء:

“زميلٌ عادي. لا شيء غير ذلك.”

لحق بها، ووقف خلفها يحدّق في عنقها الناصع الطري، فجفّ حلقه دون سبب، ولعق شفتيه دون وعي.

قال بنبرةٍ ساخرة:

“زميلٌ عادي؟ أول ما فعلتِ بعد عودتك من السفر أن تواصلي معه. هذا زميلٌ عادي؟”

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • ‎حين تغيّرت السكرتيرة، فقد الرئيس المتحفظ السيطرة   الفصل 30

    استفاقت عائشة عادل من شرودها، رفّت عيناها لتطرد ما تبقّى من دموع، وقالت بامتنانٍ صادق ونبرة جادة:“لن أنسى ذلك أبدًا.”ابتسم سلمان مازن بلطف، وقال بنبرة هادئة تفيض دفئًا:“أتمنى أن تبقي شجاعة كما كنتِ دائمًا، يا آنسة عائشة.إذا شعرتِ يومًا أن قلبكِ مثقل، تعالي إليّ.أنا موجود دائمًا من أجلك.”ثم رفع يده، وربّت على رأسها بخفة، كانت تلك المرة الأولى منذ سبع سنوات من معرفتهما التي يلمسها فيها.تجمدت للحظة، ثم أمالت جسدها قليلًا وهي تفك حزام الأمان، وقالت بابتسامة خفيفة:“شكرًا لك، أخي سلمان. أعلم أن لديك الكثير من العمل، لذا لن أُتعبك بالدخول.في المرة القادمة سأدعوك لتناول العشاء بشكلٍ رسميّ، احتفالًا بوصولك إلى المدينة.”ظهرت عند عينيه تجاعيد لطيفة وهو يبتسم:“اتفقنا، سأنتظر هذه الدعوة يا آنسة عائشة.”لوّحت له مودّعة، ثم صعدت إلى شقتها.أما هو، فظلّ يحدّق باتجاهها، وقد رفع يده التي لمست شعرها قبل قليل، يمرر أصابعه عليها وهمس بابتسامة خافتة:“لا بأس… لقد جئت بنفسي هذه المرة، والوقت في صفي.”ثم أدار محرك السيارة وغادر ببطء.في مقرّ الشركة، طرق كريم شريف الباب وأدخل صينية صغيرة.قال بحذر و

  • ‎حين تغيّرت السكرتيرة، فقد الرئيس المتحفظ السيطرة   الفصل 29

    “السكرتيرة عائشة، كيف حالكِ الآن؟ إن كنتِ قادرة على الحضور، فهل يمكنك المجيء إلى المكتب اليوم؟”كانت عائشة عادل تتناول الغداء مع سلمان مازن حين رنّ هاتفها. فتحت الرسالة وقرأت. “لقد أخذت إجازة ليوم واحد، لن أعود اليوم. ما الأمر يا كريم؟”جاء الرد فورًا:“الرئيس في حالة غضب شديد اليوم، لا أستطيع تحمّله أكثر! لقد قلب الغداء الذي أحضرته له، ربما الطعام لم يعجبه.”عضّت عائشة على شفتها بتردد، شاعرة بوخزة قلق تجاه الرئيس، إذ لم يأكل منذ الصباح.“اذهب واطلب له عصيدة بيضاء، اجعلها سميكة قليلًا، مع بعض الأطباق الجانبية الخفيفة، وسيأكلها. ولا تنسَ أن يتناول الدواء.”ارتجف كريم شريف وهو يقرأ الرسالة، وكأنه تلقى أمرًا انتحاريًا.“أأنتِ متأكدة أنكِ لا تستطيعين العودة اليوم؟”تنفست عائشة بعمق، كانت مترددة فعلًا. كانت ترغب في العودة، حتى لو فقط لتتأكد أنه تناول طعامه.لكنها أغلقت عينيها، وكتبت كلمتين فقط:“لا أستطيع.”ثم أغلقت صوت الهاتف، ووضعت الجهاز مقلوبًا على الطاولة، متجنبة النظر إليه من جديد.لم يتدخل سلمان مازن طوال الوقت، حتى وضعت هاتفها جانبًا. عندها فقط قال بهدوء:“هل هناك ما يشغلكِ؟ إن كان

  • ‎حين تغيّرت السكرتيرة، فقد الرئيس المتحفظ السيطرة   الفصل 28

    أليست مريضة؟إن كانت مريضة فعليها أن تبقى في المنزل وتستريح، لا أن تتجول في السوق مع رجل غريب!ومنذ متى كان هناك رجل بجانبها أصلًا؟أخرج رائد يونس هاتفه وبدأ يتصفح حسابها في مواقع التواصل، لكن منشوراتها خلال الأشهر الستة الماضية كانت قليلة جدًا، بلا صور شخصية.حتى لو أراد أن يري أحدًا صورتها للتأكد، لم يجد شيئًا. “اللعنة!”شتم بصوت عالٍ، واتجه غاضبًا إلى غرفة المراقبة في المركز التجاري.لم يعرفه أحد الحراس الجدد، وحاول أحدهم منعه من الدخول، فركله رائد يونس بقدمه حتى سقط أرضًا.“ابتعد عن طريقي!”هرع مدير الأمن وهو يتصبب عرقًا:“عذرًا، سيدي الرئيس! إنه جديد ولا يعرفك بعد.”شدّ رائد يونس ياقة قميصه وقال بصرامة:“كف عن الكلام الفارغ. أريد تسجيل كاميرات المقهى قبل نصف ساعة، أسرعوا.”ارتبك الجميع، وأصدر المدير أوامره للفنيين لعرض التسجيل فورًا.لكن فجأة قال رائد يونس ببرود:“انتظروا.”توقفوا جميعًا ونظروا إليه بدهشة.حتى هو نفسه لم يفهم ما الذي يفعله.هل يهمه فعلًا إن كانت تلك المرأة هي عائشة عادل أم لا؟وحتى لو كانت هي، فمن يكون ذلك الرجل الذي كان يضحك معها؟ وما علاقته بها؟ولماذا، بحق الس

  • ‎حين تغيّرت السكرتيرة، فقد الرئيس المتحفظ السيطرة   الفصل 27

    رَمَى قطعتي السلسلة على المكتب، وأشعل سيجارة بابتسامة باهتة.دخّن سيجارتين متتاليتين دون أن يهدأ ضيقه، ففرك جبينه بعصبية، وأطفأ السيجارة بقوة، ثم أمسك بقطع السلسلة وخرج من المكتب.نهض كريم شريف بسرعة:“سيدي، إلى أين؟ هل أجهز السيارة؟”لوّح رائد يونس بيده دون أن يلتفت:“تابع عملك، لست بحاجة إليك.”قاد سيارته بنفسه إلى أحد المراكز التجارية، واتجه مباشرة إلى محل مجوهرات فاخر.ألقى قطع السلسلة على الطاولة وقال ببرود:“أصلحوها.”أصاب الارتباك الموظفين للحظة، فالرئيس شخصيًا أمامهم! سارع أحدهم إلى أخذها ورشة الصيانة.قال رائد يونس بنبرة حادة:“دعوا أمهر الحرفيين يتولاها، أريدها تبدو كأنها لم تُكسر قط.”“حاضر، سيدي الرئيس.”جلس في غرفة الضيوف المخصصة لكبار الزبائن، يحدق عبر الزجاج في الرجال والنساء المتجولين في الخارج، وشعر بنفور شديد منهم جميعًا.في الجهة المقابلة، خرج سلمان مازن من متجر إلكترونيات يحمل أكياسًا، وعائشة عادل إلى جواره.قال مبتسمًا:“شكرًا للآنسة عائشة التي رافقت هذا الرجل القادم من الريف في جولته داخل المدينة.”ضحكت قائلة:“لا تقل إنك من الريف وتجرّني معك! أنا لست من الريف، مس

  • ‎حين تغيّرت السكرتيرة، فقد الرئيس المتحفظ السيطرة   الفصل 26

    نظر السائق إلى ساعته، كانت تقترب من التاسعة صباحًا، وقد مضت أكثر من ساعة وهما ينتظران أمام مدخل المجمّع الذي تسكن فيه سكرتيرة الرئيس.تردد قليلًا قبل أن يسأل الراكب الجالس في المقعد الخلفي، بوجه متجهّم لا يُقرأ عليه أي تعبير:“سيدي الرئيس، هل ترغب أن أتصل بالسيدة عائشة؟”لم يجب رائد يونس، فقد ظلّ بصره ثابتًا على بوابة المجمع السكني.كان واثقًا أنه إن خرجت، فسيلاحظها على الفور.ألقى نظرة أخرى على ساعته، وبدأ يحسب الوقت في ذهنه.في الأيام العادية، تصل إلى المكتب قبله بقليل، والطريق من منزلها إلى الشركة يستغرق عشرين دقيقة، وهي عادةً ما تغادر في الثامنة والثلث.لكنه ينتظر منذ السابعة وخمسين دقيقة… حتى الآن، قاربت الساعة التاسعة، ولم تظهر بعد.هل مرضت؟هل استيقظت متأخرة؟أم أنها غاضبة لدرجة أنها لا تنوي الذهاب إلى العمل اليوم؟كبح تلك الرغبة العارمة في الصعود إلى شقتها وطرق الباب بعنف، وأحكم قبضته حتى وخزته السلسلة المعدنية في كفه.أعاد نظره إلى الأمام وقال ببرود:“انطلق.”تحركت السيارة فورًا، بينما كان السائق يغلي من الفضول، ماذا حدث بينهما الليلة الماضية؟فالرئيس، الذي لم ينتظر أحدًا في ح

  • ‎حين تغيّرت السكرتيرة، فقد الرئيس المتحفظ السيطرة   الفصل 25

    أومأت عائشة عادل مبتسمة:“بالطبع.”تظاهر سلمان مازن بالإصابة وقال ممازحًا:“هل يمكنكِ على الأقل التوقف عن مناداتي بـ(الدكتور سلمان)؟ هذا يجعلنا كالغرباء.”ضحكت بدورها، ثم نادته كما كانت تفعل في آخر مرة غادرت فيها عيادته:“الأخ سلمان مازن.”ابتسم بلطف، وقد لاحظ أن روحها بدأت تهدأ، فدخل في صلب الحديث.“لماذا أنتِ حزينة؟”ربما لأن الطبيعة تبعث على الطمأنينة، وربما لأن الشخص الذي أنقذها من ظلماتها النفسية أكثر من مرة يقف أمامها، لم تعد تشعر بالارتباك والخوف كما من قبل.قالت بصوت منخفض:“الشخص الذي أحبه يكره النساء… ولا يثق بي أبدًا.”تجمّد الابتسام على وجه سلمان مازن للحظة، لكنّه أخفى اضطرابه بسرعة، وقال بهدوء:“إذًا التقيتِ بمن كنتِ تحبينه سرًّا طوال تلك السنوات؟”أومأت برأسها.أظلمت نظراته قليلًا، كان يعلم أن فتاة بمثل إصرارها وثباتها لا يمكن أن تظلّ مكتوفة اليدين وهي تحمل حبًّا دفينًا طوال هذه المدة.لكنه أدرك أيضًا أنه جاء متأخرًا.ومع ذلك، لا بأس… فالجميع في النهاية يُحبّون من طرف واحد، ويبقى الحسم لمن يملك الصبر والحنكة.سألها بتركيز:“ما الذي يحزنك حقًا؟ أو ما الذي تخافين منه؟”قالت

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status