Share

‎حين تغيّرت السكرتيرة، فقد الرئيس المتحفظ السيطرة
‎حين تغيّرت السكرتيرة، فقد الرئيس المتحفظ السيطرة
Author: فتاة ناعمة ولامعة

الفصل 1

Author: فتاة ناعمة ولامعة
“بمثل هذا اللباس الفاضح، تقولين إنك جئتِ لتكوني سكرتيرة؟ كيف بالضبط؟”

جلس رائد يونس على الأريكة الجلدية بثقةٍ متغطرسة، وسند ذراعه على المسند ببرودٍ يوحي بالرفض والنفور.

نظر إلى عائشة عادل بنظرةٍ جارحةٍ مليئةٍ بالهيمنة، وقال ساخرًا:

“هل ستستخدمين جسدك الممتلئ لأداء عملك؟”

سقطت كلماته القاسية عليها كالسياط، تحطم ما تبقّى من كبرياء السكرتيرة الجديدة.

كان واثقًا أنها لن تجرؤ على المغادرة، وأنها ستبقى لتكون سكرتيرته الخاصة، تلازمه كظله.

لكنها نظرت إليه بوجهٍ خالٍ من التعبير لبرهة، ثم استدارت وغادرت دون كلمة.

تشقّق وجه رائد يونس المليء بالثقة في لحظة، وقف فجأة ولحق بها، وأمسك بعنف بالباب الذي فتحته، ثم أدارها بعنفٍ ليدفعها على الباب.

“إلى أين؟”

سأل بصوتٍ منخفضٍ مفعمٍ بالتهديد، بينما كانت تتجنب النظر إليه.

فقبض على ذقنها بقسوةٍ وأجبرها على مواجهته.

“لماذا لا تتكلمين؟ حين تجادلينني كنتِ فصيحة اللسان! أتغضبين لأني أرسلتكِ إلى مدينة النور؟”

خفضت نظرها دون أن تجيب.

اشتعلت النار في عينيه، وكأنه لم يرها منذ زمنٍ طويل، وأوشك أن يلتهمها بنظراته.

برودها وعنادها دفعاه إلى أقصى حدوده.

“متى ستعودين؟”

اقترب منها حتى لامس أنفاسها، ونظر بشغفٍ إلى شفتيها المتوردتين، فمال صوته فجأة ولانَ:

“لقد مرّ قرابة نصف شهر… عودي، واعتذري لي فقط، ولن ألومك بعد الآن، حسنًا؟”

دفعتْه فجأة بكل قوتها، محاولةً الإفلات.

كادت تهرب، فاستشاط غضبًا، وأمسك بيديها ورفعها فوق رأسها، مثبتًا إياها على الباب.

عيناه المشتعلتان تتشبثان بشفتيها، ثم في لحظةٍ من فقدان السيطرة، قبلها بعنفٍ وسط مقاومتها الشرسة.

تشابكا بعنفٍ كوحشين حبيسين، وكأن كلٌّ منهما يريد تمزيق الآخر.

ضمّها إليه بجنونٍ، وأنفاسه تتسارع وهو يلهث قرب خدّها، وصوته الأجشّ يختنق بين الرغبة والغضب:

“ألا تريدين أن أؤلمك قليلًا؟ حينها ستنظرين إليّ، وتبكين وتطلبين رحمتي…تتوسلين أن أتركك.”

تهديداته وإغراءاته لم تُجدِ نفعًا، فهي لم ترد عليه بكلمة.

عضّ شفتيها بقسوة، لكنه مهما أراد أن يتقدم أكثر، لم يستطع.

اشتعل فيه الغضب والحرمان حتى شعر أن جسده كله يحترق.

“سيدي؟ سيدي، استفق، ما زال جسدك حارًا!”

سمع صوت كريم شريف في غمرة الهذيان، ففتح عينيه غاضبًا.

“من سمح لك بالدخول؟ اخرج فورًا!”

زمجر بصوتٍ أجشّ وهو يضمّ ما بين ذراعيه بقوةٍ كما لو كان يحمي كنزًا ثمينًا.

أدرك كريم شريف أن رئيسه يهذي من شدّة الحمى، فقد كان يتمتم بكلماتٍ غير مفهومة.

قال متردّدًا: “سيدي، يجب أن نذهب إلى المستشفى فورًا، الدواء لم يعد يجدي.”

استعاد رائد يونس وعيه تدريجيًا، نظر إلى البطانية بين ذراعيه، فخمدت اللهفة في عينيه، وحلّ محلها الغضب والعار.

لم تكن عائشة عادل تلك المرأة الملعونة!

والأدهى أنه، في الحلم كان يتوسل إليها أن تعود…بل قبّلها أيضًا!

تصلب جسده، وشعر وكأن عصبًا في رأسه انقطع.

نهض فجأة من السرير، فترنح، وكاد يسقط لولا أن أمسك به كريم شريف بسرعة، لكن رائد دفعه بعنف واندفع نحو الحمام ليتقيأ.

كان تقيؤه مرضيًا، مؤلمًا بلا نهاية، يحاول طرد شيءٍ من داخله، لكن لا شيء يخرج سوى مرارةٍ تحرق حلقه.

كان ذلك الحلم واقعيًا إلى حدٍّ مرعب، حتى أنه ما زال يشعر بطعم قبلتها وكأنه حدثت حقًا.

لكن كيف يمكنه أن يرغب في تقبيلها؟

أي امرأةٍ كانت، في الواقع أو حتى في الحلم، لا يمكن أن يطيق لمسها!

حاول أن يمحو تلك الصور من ذهنه، لكن عبثًا.

وفجأة ظهرت في ذاكرته صورٌ أخرى أكثر بشاعة:

سارة البدري مع عثمان يونس، أجسادهما المتشابكة، فمها الذي دسّت به الدواء ثم قبّلته بالقوة…

تلك الذكريات المقيتة ضربت أعصابه كالصاعقة.

“أوه!”

تقيأ مجددًا، ثم اندفع ليغسل فمه بعنف، يفرّك شفتيه ولسانه حتى سال الدم.

“قذر! كل شيء قذر! قذر!”

ارتجف كريم شريف من هول المنظر، لكنه لم يجرؤ على التدخل. كان يعلم أن مرض رئيسه النفسي يشتدّ،، ولكن حالته اليوم أسوأ من أي وقتٍ مضى!

تراجع إلى الخلف وأرسل رسالة على عجل:

«سكرتيرة عائشة، كم سيستغرق وصولك؟ بسرعة، الرئيس جنّ من جديد! ينظّف فمه بجنون، سينزف ثانيةً!»

وما إن أرسل الرسالة حتى دوّت في الخارج خطوات كعبٍ عالٍ سريعةٍ متوترة.

رفع رأسه بدهشة، فرأى عائشة عادل تدخل بخطى حازمة، وشعرها الأسود المتموّج يتطاير خلفها.

كان جسدها ممتلئًا بأنوثةٍ طاغية، ممتلئًا في المواضع المناسبة تمامًا، تسير بثقةٍ لا تُرى كثيرًا في النساء الممتلئات، وكلّها هيبة وجاذبية.

ملامحها آسرة، خدّاها ممتلئان قليلًا، لكن أول ما يخطر بالبال عند رؤيتها هو“فاتنة باردة الجمال”.

يا تُرى، كيف ستبدو لو نحفت قليلًا؟

كانت تحمل حقيبة طبية صغيرة تحت ذراعها، وتضع قفازاتها الطبية وهي تمشي، أومأت لكريم شريف ثم دخلت الحمام بخطى حاسمة.

كان رائد يونس يفرّك أسنانه بجنون حين باغتته رائحتها المألوفة، وقبل أن يدرك، كانت قد سحبت فرشاته الملطخة بالدم من يده.

رفع عينيه الحمراوين إلى المرآة، فرأى المرأة التي لم يكن من المفترض أن تكون هناك.

كانت نظراته باردة، كأن الذي توسّل إليها في الحلم لم يكن هو.

هل ما زال يحلم؟

لكن لا، حتى لو كان هذا حلمًا، فلن يطلب منها العودة مجددًا!

“سيدي، أدر وجهك إليّ.”

كان صوتها ناعمًا لكن مفعمًا بالإرهاق والبرود.

أدارت وجهه برفقٍ وحزمٍ في آنٍ واحد، ثم أخذت منديلاً ومسحت الدم عن شفتيه بعناية، مركزّةً فقط على فمه الجريح، حتى احمرّت قفازاتها.

نقل نظره من يديها إلى وجهها القريب، شعر بحرارتها، برائحتها، بوجودها الحقيقي.

إنها هي حقًا… ليست حلمًا.

في الأحلام، لم تكن تتحدث إليه أبدًا.

خفق قلبه بعنف، لكنه قال ببرودٍ وسخريةٍ معتادة:

“سكرتيرتي العظيمة تذكّرتِ طريق العودة؟ ظننت أنكِ قررتِ الزواج والعيش بسلام في مسقط رأسك مدينة النور.”
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • ‎حين تغيّرت السكرتيرة، فقد الرئيس المتحفظ السيطرة   الفصل 30

    استفاقت عائشة عادل من شرودها، رفّت عيناها لتطرد ما تبقّى من دموع، وقالت بامتنانٍ صادق ونبرة جادة:“لن أنسى ذلك أبدًا.”ابتسم سلمان مازن بلطف، وقال بنبرة هادئة تفيض دفئًا:“أتمنى أن تبقي شجاعة كما كنتِ دائمًا، يا آنسة عائشة.إذا شعرتِ يومًا أن قلبكِ مثقل، تعالي إليّ.أنا موجود دائمًا من أجلك.”ثم رفع يده، وربّت على رأسها بخفة، كانت تلك المرة الأولى منذ سبع سنوات من معرفتهما التي يلمسها فيها.تجمدت للحظة، ثم أمالت جسدها قليلًا وهي تفك حزام الأمان، وقالت بابتسامة خفيفة:“شكرًا لك، أخي سلمان. أعلم أن لديك الكثير من العمل، لذا لن أُتعبك بالدخول.في المرة القادمة سأدعوك لتناول العشاء بشكلٍ رسميّ، احتفالًا بوصولك إلى المدينة.”ظهرت عند عينيه تجاعيد لطيفة وهو يبتسم:“اتفقنا، سأنتظر هذه الدعوة يا آنسة عائشة.”لوّحت له مودّعة، ثم صعدت إلى شقتها.أما هو، فظلّ يحدّق باتجاهها، وقد رفع يده التي لمست شعرها قبل قليل، يمرر أصابعه عليها وهمس بابتسامة خافتة:“لا بأس… لقد جئت بنفسي هذه المرة، والوقت في صفي.”ثم أدار محرك السيارة وغادر ببطء.في مقرّ الشركة، طرق كريم شريف الباب وأدخل صينية صغيرة.قال بحذر و

  • ‎حين تغيّرت السكرتيرة، فقد الرئيس المتحفظ السيطرة   الفصل 29

    “السكرتيرة عائشة، كيف حالكِ الآن؟ إن كنتِ قادرة على الحضور، فهل يمكنك المجيء إلى المكتب اليوم؟”كانت عائشة عادل تتناول الغداء مع سلمان مازن حين رنّ هاتفها. فتحت الرسالة وقرأت. “لقد أخذت إجازة ليوم واحد، لن أعود اليوم. ما الأمر يا كريم؟”جاء الرد فورًا:“الرئيس في حالة غضب شديد اليوم، لا أستطيع تحمّله أكثر! لقد قلب الغداء الذي أحضرته له، ربما الطعام لم يعجبه.”عضّت عائشة على شفتها بتردد، شاعرة بوخزة قلق تجاه الرئيس، إذ لم يأكل منذ الصباح.“اذهب واطلب له عصيدة بيضاء، اجعلها سميكة قليلًا، مع بعض الأطباق الجانبية الخفيفة، وسيأكلها. ولا تنسَ أن يتناول الدواء.”ارتجف كريم شريف وهو يقرأ الرسالة، وكأنه تلقى أمرًا انتحاريًا.“أأنتِ متأكدة أنكِ لا تستطيعين العودة اليوم؟”تنفست عائشة بعمق، كانت مترددة فعلًا. كانت ترغب في العودة، حتى لو فقط لتتأكد أنه تناول طعامه.لكنها أغلقت عينيها، وكتبت كلمتين فقط:“لا أستطيع.”ثم أغلقت صوت الهاتف، ووضعت الجهاز مقلوبًا على الطاولة، متجنبة النظر إليه من جديد.لم يتدخل سلمان مازن طوال الوقت، حتى وضعت هاتفها جانبًا. عندها فقط قال بهدوء:“هل هناك ما يشغلكِ؟ إن كان

  • ‎حين تغيّرت السكرتيرة، فقد الرئيس المتحفظ السيطرة   الفصل 28

    أليست مريضة؟إن كانت مريضة فعليها أن تبقى في المنزل وتستريح، لا أن تتجول في السوق مع رجل غريب!ومنذ متى كان هناك رجل بجانبها أصلًا؟أخرج رائد يونس هاتفه وبدأ يتصفح حسابها في مواقع التواصل، لكن منشوراتها خلال الأشهر الستة الماضية كانت قليلة جدًا، بلا صور شخصية.حتى لو أراد أن يري أحدًا صورتها للتأكد، لم يجد شيئًا. “اللعنة!”شتم بصوت عالٍ، واتجه غاضبًا إلى غرفة المراقبة في المركز التجاري.لم يعرفه أحد الحراس الجدد، وحاول أحدهم منعه من الدخول، فركله رائد يونس بقدمه حتى سقط أرضًا.“ابتعد عن طريقي!”هرع مدير الأمن وهو يتصبب عرقًا:“عذرًا، سيدي الرئيس! إنه جديد ولا يعرفك بعد.”شدّ رائد يونس ياقة قميصه وقال بصرامة:“كف عن الكلام الفارغ. أريد تسجيل كاميرات المقهى قبل نصف ساعة، أسرعوا.”ارتبك الجميع، وأصدر المدير أوامره للفنيين لعرض التسجيل فورًا.لكن فجأة قال رائد يونس ببرود:“انتظروا.”توقفوا جميعًا ونظروا إليه بدهشة.حتى هو نفسه لم يفهم ما الذي يفعله.هل يهمه فعلًا إن كانت تلك المرأة هي عائشة عادل أم لا؟وحتى لو كانت هي، فمن يكون ذلك الرجل الذي كان يضحك معها؟ وما علاقته بها؟ولماذا، بحق الس

  • ‎حين تغيّرت السكرتيرة، فقد الرئيس المتحفظ السيطرة   الفصل 27

    رَمَى قطعتي السلسلة على المكتب، وأشعل سيجارة بابتسامة باهتة.دخّن سيجارتين متتاليتين دون أن يهدأ ضيقه، ففرك جبينه بعصبية، وأطفأ السيجارة بقوة، ثم أمسك بقطع السلسلة وخرج من المكتب.نهض كريم شريف بسرعة:“سيدي، إلى أين؟ هل أجهز السيارة؟”لوّح رائد يونس بيده دون أن يلتفت:“تابع عملك، لست بحاجة إليك.”قاد سيارته بنفسه إلى أحد المراكز التجارية، واتجه مباشرة إلى محل مجوهرات فاخر.ألقى قطع السلسلة على الطاولة وقال ببرود:“أصلحوها.”أصاب الارتباك الموظفين للحظة، فالرئيس شخصيًا أمامهم! سارع أحدهم إلى أخذها ورشة الصيانة.قال رائد يونس بنبرة حادة:“دعوا أمهر الحرفيين يتولاها، أريدها تبدو كأنها لم تُكسر قط.”“حاضر، سيدي الرئيس.”جلس في غرفة الضيوف المخصصة لكبار الزبائن، يحدق عبر الزجاج في الرجال والنساء المتجولين في الخارج، وشعر بنفور شديد منهم جميعًا.في الجهة المقابلة، خرج سلمان مازن من متجر إلكترونيات يحمل أكياسًا، وعائشة عادل إلى جواره.قال مبتسمًا:“شكرًا للآنسة عائشة التي رافقت هذا الرجل القادم من الريف في جولته داخل المدينة.”ضحكت قائلة:“لا تقل إنك من الريف وتجرّني معك! أنا لست من الريف، مس

  • ‎حين تغيّرت السكرتيرة، فقد الرئيس المتحفظ السيطرة   الفصل 26

    نظر السائق إلى ساعته، كانت تقترب من التاسعة صباحًا، وقد مضت أكثر من ساعة وهما ينتظران أمام مدخل المجمّع الذي تسكن فيه سكرتيرة الرئيس.تردد قليلًا قبل أن يسأل الراكب الجالس في المقعد الخلفي، بوجه متجهّم لا يُقرأ عليه أي تعبير:“سيدي الرئيس، هل ترغب أن أتصل بالسيدة عائشة؟”لم يجب رائد يونس، فقد ظلّ بصره ثابتًا على بوابة المجمع السكني.كان واثقًا أنه إن خرجت، فسيلاحظها على الفور.ألقى نظرة أخرى على ساعته، وبدأ يحسب الوقت في ذهنه.في الأيام العادية، تصل إلى المكتب قبله بقليل، والطريق من منزلها إلى الشركة يستغرق عشرين دقيقة، وهي عادةً ما تغادر في الثامنة والثلث.لكنه ينتظر منذ السابعة وخمسين دقيقة… حتى الآن، قاربت الساعة التاسعة، ولم تظهر بعد.هل مرضت؟هل استيقظت متأخرة؟أم أنها غاضبة لدرجة أنها لا تنوي الذهاب إلى العمل اليوم؟كبح تلك الرغبة العارمة في الصعود إلى شقتها وطرق الباب بعنف، وأحكم قبضته حتى وخزته السلسلة المعدنية في كفه.أعاد نظره إلى الأمام وقال ببرود:“انطلق.”تحركت السيارة فورًا، بينما كان السائق يغلي من الفضول، ماذا حدث بينهما الليلة الماضية؟فالرئيس، الذي لم ينتظر أحدًا في ح

  • ‎حين تغيّرت السكرتيرة، فقد الرئيس المتحفظ السيطرة   الفصل 25

    أومأت عائشة عادل مبتسمة:“بالطبع.”تظاهر سلمان مازن بالإصابة وقال ممازحًا:“هل يمكنكِ على الأقل التوقف عن مناداتي بـ(الدكتور سلمان)؟ هذا يجعلنا كالغرباء.”ضحكت بدورها، ثم نادته كما كانت تفعل في آخر مرة غادرت فيها عيادته:“الأخ سلمان مازن.”ابتسم بلطف، وقد لاحظ أن روحها بدأت تهدأ، فدخل في صلب الحديث.“لماذا أنتِ حزينة؟”ربما لأن الطبيعة تبعث على الطمأنينة، وربما لأن الشخص الذي أنقذها من ظلماتها النفسية أكثر من مرة يقف أمامها، لم تعد تشعر بالارتباك والخوف كما من قبل.قالت بصوت منخفض:“الشخص الذي أحبه يكره النساء… ولا يثق بي أبدًا.”تجمّد الابتسام على وجه سلمان مازن للحظة، لكنّه أخفى اضطرابه بسرعة، وقال بهدوء:“إذًا التقيتِ بمن كنتِ تحبينه سرًّا طوال تلك السنوات؟”أومأت برأسها.أظلمت نظراته قليلًا، كان يعلم أن فتاة بمثل إصرارها وثباتها لا يمكن أن تظلّ مكتوفة اليدين وهي تحمل حبًّا دفينًا طوال هذه المدة.لكنه أدرك أيضًا أنه جاء متأخرًا.ومع ذلك، لا بأس… فالجميع في النهاية يُحبّون من طرف واحد، ويبقى الحسم لمن يملك الصبر والحنكة.سألها بتركيز:“ما الذي يحزنك حقًا؟ أو ما الذي تخافين منه؟”قالت

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status