فكرت رويدا لبرهة ثم قالت: "أروى، عند الظهيرة اذهبي بنفسك واسألي والدتك، حسنًا؟""حسنًا!" أجابت الصغيرة وهي تهز رأسها بطاعة، وظلت طوال الصباح تراقب الوقت على ساعتها الذكية، تنتظر بلهفة حتى جاء الظهر، فحملت حقيبتها الصغيرة وركضت بسرعة لتبحث عن والدتها.خرجت ابتسام برفقة بشرى من غرفة العمليات، تستمع باهتمام إلى تحليلها لما واجهتاه أثناء الجراحة. وأثناء مرورهما قرب محطة الممرضات، نادتها إحداهن قائلة: "الدكتورة ابتسام، ابنتك بانتظارك!"عندما سمعت كلمة "ابنتك"، تجمدت ملامح ابتسام وتوقفت عن السير دون وعي.ابتسمت بشرى وهي ترى الطفلة تركض من عند الممرضات نحو ابتسام، فأفسحت لهما المجال بهدوء.لكن ما أثار فضولها هو أن ملف ابتسام يشير بوضوح إلى أنها غير متزوجة، فكيف تكون لها ابنة من وريث عائلة مروان؟ركضت أروى نحو ابتسام مبتسمة، ووقفت أمامها تنظر في عينيها، وقالت بصوت طفولي لطيف: "ماما"كان لهذا النداء وقع غريب على أذن ابتسام، لكن قلبها خفق بقوة حين سمعته.وفي لحظة، انهار الجدار البرود الذي كانت تحتمي به، ولم يبقَ سوى دفءٍ غامرٍ في صدرها.ارتجفت رموش ابتسام قليلًا، وبعد صمتٍ طويل، وتحت نظرات الطف
Read more