All Chapters of حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره: Chapter 11 - Chapter 20

30 Chapters

الفصل 11

فكرت رويدا لبرهة ثم قالت: "أروى، عند الظهيرة اذهبي بنفسك واسألي والدتك، حسنًا؟""حسنًا!" أجابت الصغيرة وهي تهز رأسها بطاعة، وظلت طوال الصباح تراقب الوقت على ساعتها الذكية، تنتظر بلهفة حتى جاء الظهر، فحملت حقيبتها الصغيرة وركضت بسرعة لتبحث عن والدتها.خرجت ابتسام برفقة بشرى من غرفة العمليات، تستمع باهتمام إلى تحليلها لما واجهتاه أثناء الجراحة. وأثناء مرورهما قرب محطة الممرضات، نادتها إحداهن قائلة: "الدكتورة ابتسام، ابنتك بانتظارك!"عندما سمعت كلمة "ابنتك"، تجمدت ملامح ابتسام وتوقفت عن السير دون وعي.ابتسمت بشرى وهي ترى الطفلة تركض من عند الممرضات نحو ابتسام، فأفسحت لهما المجال بهدوء.لكن ما أثار فضولها هو أن ملف ابتسام يشير بوضوح إلى أنها غير متزوجة، فكيف تكون لها ابنة من وريث عائلة مروان؟ركضت أروى نحو ابتسام مبتسمة، ووقفت أمامها تنظر في عينيها، وقالت بصوت طفولي لطيف: "ماما"كان لهذا النداء وقع غريب على أذن ابتسام، لكن قلبها خفق بقوة حين سمعته.وفي لحظة، انهار الجدار البرود الذي كانت تحتمي به، ولم يبقَ سوى دفءٍ غامرٍ في صدرها.ارتجفت رموش ابتسام قليلًا، وبعد صمتٍ طويل، وتحت نظرات الطف
Read more

الفصل 12

"أروى."قال إسماعيل بنبرة دافئة وهو يحتضن الطفلة الصغيرة بين ذراعيه، ثم ربّت على رأسها برفق قبل أن يوجّه نظره نحو ابتسام التي كانت تقف بهدوء إلى جانبه، وسألها بنبرة لطيفة: "أروى لم تزعجكِ، أليس كذلك؟"لم ترغب ابتسام في إظهار أيّ شيء غير طبيعي أمام الطفلة، فاكتفت بهزّ رأسها بخفة قائلة: "لا، لم تفعل."أومأ إسماعيل برأسه، وكأنه أراد أن يقول شيئًا آخر، لكن أروى سبقتْه قائلة:"أبي، هل عدتَ إلى البيت لتبدّل ملابسك؟"فقد كان والدها دائمًا يأتي لاصطحابها بملابس العمل، أما اليوم فقد ارتدى ثيابًا جديدة بعد أن عاد إلى المنزل.نظرت إليه الصغيرة بفضول وسألته: "أبي، لماذا لا تتكلم؟"تغيّرت ملامح إسماعيل قليلًا ثم ابتسم وأجابها: "ملابس العمل كانت متسخة قليلًا، فعدتُ إلى البيت لأبدّلها."قالت أروى مبتسمة: "آه، فهمت الآن! أبي يبدو أجمل عندما يرتدي اللون الأزرق!"وبحديث الصغيرة هذا، انتبهت ابتسام إلى ما يرتديه إسماعيل، كان يرتدي قميصًا أزرق فاتحًا، قد رفع أكمامه حتى المرفقين، كاشفًا عن ذراعين قويتين، فبدا أنيقًا وواثقًا.كانت هي أيضًا في الماضي تحب رؤيته بهذا اللون.لم تتوقع أن الذوق يمكن أن يُورّث.لكن
Read more

الفصل 13

قالت أروى بثقة: "بابا يجب أن يذهب إلى العمل!" كانت كلماتها منطقية لدرجة أن إسماعيل لم يجد ما يردّ به، فاكتفى بالقول: "بابا سيأخذ أروى لتتناول العشاء، حسنًا؟"أجابت بحماس: "حسنًا، أريد أن آكل برغر!"ابتسمت أروى ولوّحت لرويدا بيدها، ثم غادرت بسعادة مع إسماعيل. وما إن جلست في السيارة حتى بدأت تروي له بحماس ما حدث اليوم مع ابتسام.قالت بفرح: "بابا، ماما جميلة جدًا، هي أجمل إنسانة رأيتها في حياتي!"وعندما وصلا إلى المطعم، لم تتوقف أروى عن الكلام حتى أثناء تناول الطعام. تذكّرت فجأة وقالت بحماس: "صحيح يا بابا! أنا وماما تبادلنا الأرقام، وماما قالت إنني إذا اشتقت إليها أتصل بها مباشرةً!"وبينما كانت تتحدث، سارعت إلى فتح ساعة الهاتف والاتصال بابتسام.لم يتمكن إسماعيل من منعها، حتى جاء صوت ابتسام اللطيف من الجهة الأخرى: "أروى، هل هناك شيء؟"ردّت أروى بصوتها العذب: "لا، فقط اشتقت إليكِ يا ماما. ماذا تفعلين الآن؟"قالت ابتسام بعد لحظة صمت: "ماما مع خالك." ثم سألتها: "هل ترغبين في إلقاء التحية على خالك؟"" حسنًا."كانت أروى تتذكره قليلاً فقط، لكنها كانت تتلقى منه هدية في كل عيد ميلاد، ولهذا كانت ت
Read more

الفصل 14

مع انتهاء كلمات بلال، شعرت ابتسام بوضوح بيده تضغط على يدها باعتدال.ثم التفتت نحو حمزة وابتسمت له ابتسامة خفيفة وأطبقت شفتيها قائلةً: "لدينا أمر آخر، سنغادر الآن."ورغم أنها لم تعترف صراحة، إلا أنها لم تنكر أيضًا، فازداد مزاج حمزة تحسنًا، وألقى نظرة متعمدة على رد فعل إسماعيل قبل أن يمسك بيد ابتسام ويغادر.ظل بلال يحدّق في ظهرهما المتشابك بالأصابع، وقال دون تفكير: "عدم الإنكار يعني اعترافًا ضمنيًا، أليس كذلك، أخي إسماعيل؟ يبدو أنك فقدت فرصة إحياء مشاعرك القديمة."أعاد إسماعيل نظره بهدوء وقال: "ما يحدث بينهما لا علاقة لي به."أنهى جملته ودخل أولًا إلى بار الغسق.نظر بلال إلى ظهره الممشوق البارد وأصدر صوتًا خافتًا متأملاً، فالأمر محير فعلًا. كان أكثر فضولًا لمعرفة ما الذي حدث بينهما بالضبط، فكلما التقيا، ساد بينهما ذاك الشعور الغامض الذي لا يمكن تفسيره!سرعان ما تبع إسماعيل إلى الغرفة الخاصة، ونظر إليه وهو غارق في التفكير، ثم قرر أن يجازف قليلًا ويقترح عليه فكرة:"أخي إسماعيل، أظن أنك ما زلت تملك فرصة لاستعادة الدكتورة ابتسام، ما رأيك أن تسمع رأيي؟"توقفت يد إسماعيل التي تمسك بالكأس لحظة،
Read more

الفصل 15

لم يمضِ وقت طويل على وجودهما في حانة الغسق حتى تلقّى إسماعيل اتصالًا من ابنته، بصوتها الطفولي الرقيق تطلب منه أن يعود إلى البيت."بابا، أنتظرك لتروي لي قصة قبل النوم"لم يكن إسماعيل يخلع بروده الكامل إلا حين يتحدث مع ابنته، فابتسم وقال بلطف:"حسنًا، سيعود والدك حالًا، كوني فتاة مطيعة يا أروى."نظر بلال إليه وهو يبتسم بهذه المودة الأبوية، ولم يخطر بباله سوى وصف واحد: "عبد لابنته!"فحين انتشر خبر أن إسماعيل قد رُزق بابنة، حزنت الكثير من الفتيات في الشركة.وعندما أنهى المكالمة، ابتسم بلال وهو ينظر إليه، وكاد أن يمازحه، لكنهما فور خروجهما من حانة الغسق حتى شاهدا عند جانب الطريق مشهدًا جميلاً: ابتسام في أحضان حمزة، يتبادلان نظراتٍ مليئة بالعاطفة، ولا يُعرَف عمّا يتحدثان.رجل وسيم وامرأة جميلة، ثنائي منسجم.تجمّد بلال للحظة، ثم التفت غريزيًا نحو إسماعيل ليرى ردّ فعله.لكن ملامح إسماعيل لم تتغير على الإطلاق. ومع افتراق ابتسام وحمزة على مضض، حوّل نظره بعيدًا وسار بخطوات سريعة، يده في جيبه، يغادر وحده.أسرع بلال خلفه قائلاً:"أخي إسماعيل، أوصلني معك!"وكان صوته هو ما جعل حمزة ينتبه إليهما، فنظر
Read more

الفصل 16

ابتسم بلال ابتسامةً محرجةً، لا يعرف ماذا يقول: "أخي إسماعيل، هيا بنا."راقب إسماعيل ابتسام وهي تغادر بلا مبالاة مع حذيفة، فشدّ يده على عجلة القيادة دون وعي.لم يضغط إسماعيل على دواسة البنزين إلا بعد أن ركبت ابتسام سيارة حذيفة الفاضل ورحلت، فاصدرت السيارة صريرًا هائلًا، وانطلقت مسرعة!لم تخفّ السرعة إطلاقًا، فأمسك بلال بمقبض السيارة دون وعي، ولاحظ أن وجه إسماعيل متوتر، فسارع ينصحه: "أخي إسماعيل، إذا كان بينك وبين الدكتورة ابتسام أي سوء تفاهم، فمن الأفضل أن توضّحاه بسرعة، كتمان الأمور ليس جيدًا!"حدّق إسماعيل في الطريق أمامه، مُقطّبًا حاجبيه، ولم يُجب.لكن السيارة خفّضت سرعتها تدريجيًا مع دخولها مركز المدينة.تنفّس بلال الصعداء سرًا حين رأى إسماعيل يهدأ قليلًا، وفكّر في كيف تعمد أن أصدقاؤهما حرصوا على منع أي تواصل بينه وبين ابتسام، فسأله بفضول لم يستطع كتمانه: "أخي إسماعيل، ما الذي دفعك أنت والدكتورة ابتسام إلى الانفصال تحديدًا؟ ولماذا هم حذرون منك تجاهها أكثر من حذرهم من الذئاب…"ومع آخر الجملة، خفّ صوته شيئًا فشيئًا.رمشت عينا إسماعيل قليلًا، وزادت برودة تعابير وجهه، ولم يُجب.ولمّا رأ
Read more

الفصل 17

كانت ابتسام تُعدّ له المفاجآت كل يوم، وكلٌّ منها بطريقة مختلفة. ورغم أنه كان يجد بعضها طفوليًا، فإن نظرتها المليئة بالترقّب كانت تمنعه من قول جملة: لا تتعبي نفسك في المرة القادمة.استمرت هذه الحياة الدافئة والجميلة حتى دخلت ابتسام في الثلث الثاني من حملها، وكأن تغيّرًا خفيًا قد حدث. فقد أصبحت حسّاسة جدًا، وتكرّر عليه جملة واحدة دائمًا."إسماعيل، إذا كنتُ عبئًا عليك، فأخبرني. أعدك أنني لن أستمر في إزعاجك."شعر بالحيرة، إذ بدا مزاجها غير منطقي. وبعد استشارة الطبيب علم أن السبب هو هرمونات الحمل التي جعلتها تفقد شعورها بالأمان.بعد فهم ذلك، حاول أن يعطيها المزيد من الطمأنينة، لكن لأسباب مختلفة، بدأت بينهما شجارات متكررة.في كل مرة كان يواجه فيها اتهاماتها غير المعقولة، كان يحاول جاهدًا تهدئتها، ولكن كلما هدّأها، عادت شكوكها لتظهر من جديد. فمجرد خروجه من المنزل، أو تلقيه اتصالًا على الهاتف من الشرفة، كان يدفعها لسؤاله بإلحاح لا نهاية له.حتى إنها دخلت المستشفى مرة بسبب انفعال شديد، فطلب إجازة خاصة ليكون بجانبها كي لا تتدهور حالتها.وبالفعل، تحسنت حالتها، وعادت ابتسام تبتسم كما كانت، فتنفّس
Read more

الفصل 18

مع حلول الظلام، عاد حمزة إلى الفيلا ورأى ضوءًا ليليًا صغيرًا لا يزال مضاءً في المطبخ.خطا بساقيه الطويلتين نحو الداخل، فخرجت ابتسام من المطبخ حاملة وعاءً من المعكرونة الساخنة.عندما رأته يعود، ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت: "يبدو أنني ضبطت الوقت جيدًا."كانت قد تلقت رسالته قبل قليل يخبرها أنه سيصل خلال أكثر من عشر دقائق. فكرت بأنه شرب الخمر مساءً ولم يأكل جيدًا، وخشيت أن يتعب معدته، فحرصت على تجهيز المعكرونة في الوقت المناسب.رفع حمزة حاجبه قليلًا، واقترب منها، وضحك بخفة: "ما كل هذا الاهتمام!"دفعت ابتسام المعكرونة نحوه، ونظرت إليه، وابتسامة خفيفة ترتسم على شفتيها، وحثته بلطف: "لا تسأل كثيرًا، أسرع وتناول الطعام، وإلا سيبرد."في الواقع، لم تكن ابتسام تجيد التعبير عن مشاعرها، فغالبًا ما تميل إلى الخجل والهرب، لكن حمزة كان على النقيض تمامًا؛ فقد كانت طريقته في التعبير عن الحب قوية ومباشرة.كما في هذه اللحظة، حين دفعها برفق نحو الطاولة، يحدّق مباشرة في عينيها المربكتين، ويميل بجسده نحوها ببطء——"ابتسام." كان صوته أجشًا بالكاد يُلاحظ بينما استقرت نظراته ببطء على شفتيها الورديتين.أدركت ابتسا
Read more

الفصل 19

لم يتدخّل إسماعيل بعد ذلك، واكتفى بالقول بصوت منخفض: "شعرت ببعض الجوع فقط."لم تُكثر الخالة أمينة من الأسئلة، وسرعان ما أعدّت له طبقًا من المعكرونة الساخنة.ولكن عندما قُدّمت المعكرونة لإسماعيل، لم يتناول سوى قضمة واحدة، ثم وضع الشوكة وصعد إلى الطابق العلوي.لم تفهم الخالة أمينة تصرفه هذا.في الصباح، حين استيقظت ابتسام، كان حمزة يجلس عند مائدة الطعام، يستمع عبر الهاتف لمكالمة تخص العمل كالعادة.كانت ابتسام أحيانًا تُعجب به حقًا، وتتساءل في سرّها: منصب رئيس تنفيذي بثروة هائلة كهذه ليس أمرًا يمكن لأي أحد تحمله.فالأمر يتطلّب حدسًا حادًا، وعقلًا صافيًا طوال الوقت، وقدرة هائلة على التحمّل والصبر.وفي الطريق لإيصالها إلى المستشفى، لاحظ حمزة نظراتها نحوه، فأغلق الهاتف وسأل مبتسمًا: "ما الذي تنظرين إليه؟"التفتت ابتسام إليه قائلةً بجدية: "أخي، أنا معجبة بك حقًا الآن."اتسعت ابتسامة حمزة وسأل بنبرة ماكرة: "إعجاب فقط؟"أدركت ابتسام قصده، فابتسمت دون أن تُجيبه على سؤاله، وذكّرته: "توقف عند التقاطع، ولا تأتِ لاصطحابي مساءً.""لا أستطيع المجيء الليلة بالفعل، عليّ الذهاب في رحلة عمل إلى المدينة الم
Read more

الفصل 20

"حسنًا!" مدت أروى الهاتف إلى ابتسام بترقب: "أمي، تحدثي مع أبي."أمام نظرة الطفلة المنتظرة، لم تستطع ابتسام الرفض، بل ردّت بهدوء: "حسنًا، تفضل.""أوافق على ما قالت أروى، لكن لديّ شرط واحد: أحتاج إضافتكِ للتواصل معكِ." كان صوت إسماعيل هادئًا، وكأنه خمن ترددها، فأوضح بهدوء: "لا أقصد شيئًا، أنا فقط قلق على أروى."فهمت ابتسام قصده؛ فهو يخشى أن تأخذ أروى وحدها دون علمه. حاولت إقناعه: "لا تقلق، سأرافق أروى غدًا فقط لإيصالها...""إضافتكِ هي شرط لازم." لم تترك نبرة إسماعيل مجالًا للتفاوض.ومع سماع ضوضاء الإذاعة في الخلفية، ونظرات أروى المتوسِّلة، عقدت ابتسام حاجبيها ولم تعرف كيف تجيب.فهي حقًا لا تريد أي تواصل مباشر مع إسماعيل بعد الآن.لكن رؤية ابنتها جعلت كل شيء يتغير.خشيت الفتاة الصغيرة ألا توافق والدتها، فاحتضنتها بسرعة، متوسلة بهدوء: "أمي، أرجوكِ..."لم تستطع ابتسام مقاومة توسلات الفتاة، وشعرت بالذنب تجاه ابنتها. وبينما كانت على وشك الموافقة، جاء صوت فجأة من جانب إسماعيل، يسأل: "كابتن إسماعيل، من المتصل؟"كانت نبرة إسماعيل غير مبالية: "العائلة."عندما سمعت ابتسام إجابته، صمتت للحظة، ثم
Read more
PREV
123
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status