All Chapters of حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره: Chapter 1 - Chapter 10

30 Chapters

الفصل 1

اهتزّت الطائرة فجأة، تلا ذلك ارتجاجٌ عنيف، وانطلقت صفارات الإنذار الحادة وسط صرخات الركاب المذعورين، وسقطت أقنعة الأكسجين من السقف!شُلَّ تفكير ابتسام سهيل تمامًا أمام هذا الخطر المفاجئ.وفي تلك اللحظة، دوّى صوت المضيفة عبر مكبّر الصوت:"سيداتي وسادتي، الطائرة تواجه تيارًا هوائيًا قويًا، يُرجى ربط أحزمة الأمان، وعدم مغادرة المقاعد، وارتداء أقنعة الأكسجين فورًا."تكررت الإرشادات باللغة الإنجليزية، فحاولت ابتسام سهيل التماسك، وأمسكت بقناع الأكسجين وارتدته بسرعة.كان هذا يومها الأول في العودة إلى الوطن، ولم تكن تريد أن يحدث أي مكروه…لكن لم تتوقف الصرخات المذعورة، رغم محاولات المضيفة المتكررة لتهدئة الركاب.وفجأة، هوت الطائرة مجددًا بلا سابق إنذار، وشعرت ابتسام سهيل بفقدان التوازن يجتاح جسدهاأغمضت عينيها بإحكام، وقبضت على ذراع المقعد، تسمع بوضوح خفقات قلبها المتسارعة.وبالقرب منها، بكى أحد الركاب قائلاً: "ربما علينا أن نكتب وصايانا…"احتمال وقوع حادث جوي ضئيل، لكن احتمال النجاة منه أضأل.وفي خضمّ ارتباكها، دوّى صوت جديد في الإذاعة الداخلية، صوتٌ رجوليّ عميق وهادئ:"أنا قبطان الرحلة إسماع
Read more

الفصل 2

"لا أريد."ثم أضافت بنبرة قاطعة: "أخي، كل ما له علاقة به، لا أريد أن تكون لي به أي صلة بعد الآن."ففي العشرين من عمرها ارتكبت خطأً مراهقًا، وهذه المرة لن تكرر ذلك.لم ترد الاستمرار في هذا الموضوع، فابتسمت لتغيّر الحديث:"أخي، لم أكن أتوقع أن أُقبل في مستشفى الفجر، الأمر فاجأني فعلًا."فقدت والدها في حادث في التاسعة من عمرها، فتهاوى البيت بين ليلة وضحاها.حينها رقّت عائلة خليل لحال والدتها، وسمحوا لها بالعمل لديهم.ورغم أن عملها كان رسميًا تحت مسمى خادمة، إلا أن المعاملة التي حظيت بها كانت راقية إلى حدٍّ بعيد، واعتُبرت ابتسام سهيل كإحدى بناتهم، يُمنح لها كل ما هو أفضل دون تردد.ولذلك، حين عادت إلى مدينة المجد، كان السبب مزدوجًا: اشتياقها لعائلتها، وفرصتها الوظيفية الجديدة التي ستفتح أمامها طريق الترقية إلى منصب رئيسة قسم.تبادلت مع حمزة خليل الحديث والضحك عن ذكرياتها في الخارج خلال الطريق، وكان يصغي باهتمام، يبتسم ويعلّق بين حينٍ وآخر.وعندما وصلا إلى القاعة، كان الأصدقاء قد اجتمعوا مسبقًا.تقدمت نحوها بعض الصديقات وانهلن عليها بالتحية والحديث، فبادلتهن بلباقة.وقف حمزة خليل إلى جانبها
Read more

الفصل 3

تأملها حمزة خليل بصمتٍ طويلًا، ثم أفلتت من شفتيه ضحكة خافتة بدت في سكون الليل شديدة الإغراء.لم يواصل الحديث في ذلك الموضوع، بل مدّ أصابعه بخفة على خدها وقال بصوتٍ دافئ:"لا شيء، نامي مبكرًا."أطبقت ابتسام سهيل عينيها مجددًا وهمست:"حسنًا."وحين انتظم تنفّسها وغرقت في نومٍ عميق، نهض حمزة خليل وغادر الغرفة بخطواتٍ خفيفة.ما إن أُغلِق الباب حتى فتحت ابتسام سهيل عينيها ببطء، تنظر إلى ضوء القمر خارج النافذة، وفي عينيها مشاعر معقدة.ربما لأنّها التقت إسماعيل مروان مرتين في يومٍ واحد، قضت تلك الليلة بأكملها غارقة في الكوابيس، فلم تنم جيدًا.وعندما استيقظت صباح اليوم التالي، كانت منهكة، لكنها ما إن رأت سندس آدم حتى أرغمت شفتيها على ابتسامة خفيفة:"أمي.""نعم." أومأت سندس آدم بسرعة، وقد احمرّت عيناها تأثرًا بعد خمس سنوات من الفراق:"لقد عانيتِ كثيرًا يا ابتسام."كلما رأت ابنتها، عاد إلى ذهنها مشهدها على طاولة العمليات الباردة، والإشعار الطبي الذي أعلن أنها بين الحياة والموت، فتنبض في قلبها تلك الرهبة من جديد.لكن شاءت رحمة الله أن تعود ابنتها من حافة الموت.ضحكت ابتسام سهيل برفق وقالت وهي تعان
Read more

الفصل 4

لم ترغب ابتسام سهيل في الاستمرار بالحديث معه، فاستدارت وغادرت.ساد الصمت في الغرفة، وظلّ إسماعيل مروان يحدّق في ظهرها بعينين غارقتين في العتمة والحنين.تنهدت رويدا كامل قائلة:"إسماعيل، يبدو أنها ما زالت تحمل تلك الحادثة في قلبها."لم يُجب، بل ألقى نظرة نحو المطر المنهمر في الخارج، ووضع صندوق الطعام جانبًا، ثم خرج مسرعًا خلفها.كانت الجو متقلبًا، فحين خرجت ابتسام سهيل من المكتب، أوقفتها أمطار غزيرة أمام باب المستشفى.في تلك اللحظة، وصلتها رسالة من حمزة خليل:【لدي اجتماع طارئ، لن أستطيع المجيء فورًا.】كتبت له مطمئنة:【لا بأس، سأستقل سيارة أجرة. نلتقي في البيت.】أرسلت الرسالة، وأغلقت المحادثة، تتأمل شاشة الهاتف التي تظهر عبارة "جارٍ الانتظار"، ثم تنهدت بخفة.لم يكن المطر يهدأ، وبينما كانت تفكر في كيفية العودة، سمعت من خلفها صوتًا باردًا مألوفًا:"لن يتوقف المطر، سأوصلكِ."تجمدت ملامحها، وانخفض نظرها متجاهلة صوته كأنها لم تسمع شيئًا.لكن تجاهلها المتعمد لم يُبعد الرجل الواقف بجانبها، وكأن بينهما صراعًا صامتًا جذب أنظار المارة.بعد صمتٍ طويل، رفع إسماعيل مروان نظره إليها وقال بهدوء:"ابتسا
Read more

الفصل 5

نظر إليه إسماعيل مروان بصمت وبنظرة باردة، فابتسم بلال أكرم ابتسامة محرجة، مدركًا أن ما فكّر فيه لا يمت للواقع بصلة.فمثل إسماعيل مروان، حتى لو لم يكن قائد طائرة، فيكفي أن يعود ليرث أعمال العائلة، فضلًا عن وسامته اللافتة، والتزامه الواضح بالتحفّظ عن النساء.ومع وجود رجل بهذه المواصفات، ففكرة الخيانة تبدو شبه مستحيلة.لكنه مع ذلك لم يستطع كبح فضوله: إن لم تكن خيانة، فلأي سبب افترقا؟وحين لم يُبدِ إسماعيل مروان أي نية للحديث، لم يجرؤ على السؤال أكثر، واكتفى بالتلميح قائلًا:"كلام رجال يا إسماعيل، احذر أن يخطف ذلك الأخ الدكتورة ابتسام منك."انقبضت أصابع إسماعيل مروان قليلًا، وومض شيء في عينيه.في الوقت نفسه، في مستشفى الفجر.وقفت ابتسام سهيل في الخلف، لا رغبة لها في المشاركة في نقاش خروج رويدا كامل من المستشفى.كانت كوثر هادي في المقدمة، تشرح للمريضة بكل ثقة مجموعة من التوصيات الطبية، ثم التفتت متعمدة نحو ابتسام سهيل قبل أن تبتسم وتقول:"نصيحتنا أن تبقي في المستشفى فترة أطول قليلًا."أومأ الطبيب المسؤول خلفها موافقًا:"صحيح يا سيدة رويدا، نفضّل ألّا تتعجلي في مغادرة المستشفى."بدت الحيرة ع
Read more

الفصل 6

نظرت بشرى إليها بنظرة تحمل معنى خفيًا وسألتها: "هل تعرفين السيدة رويدا؟"تبدّل تعبير ابتسام قليلًا، وهزّت رأسها نافية: "لا، لا أعرفها."قالت بشرى باستغراب: "حقًا؟ هذا غريب إذًا."ثم تمتمت بحيرة قبل أن تشرح لها الأمر بوضوح: "المدير مراد هادي استدعاني قبل قليل، وذكر اسمك تحديدًا، وقال إنكِ من الغد ستكونين المسؤولة عن جولات التفقد الخاصة بالسيدة رويدا، وأكد أن عليكِ الحضور بنفسك."وبينما كانت ابتسام تستمع، بدأت حاجباها ينقبضان تدريجيًا. نظرت إلى بشرى نظرة متفحصة، ثم أومأت برفق، وتذرّعت بأن لديها عملًا آخر وغادرت المكتب.استندت إلى الجدار في الممر، وبعد تردد طويل، تخلّت عن فكرة مواجهة إسماعيل؛ فهي حقًا لم تعد ترغب في أي مساحة تجمعهما على انفراد.عند نهاية الدوام، جاء حمزة ليقلّها.حاولت أن تهدئ مشاعرها وألا تسمح لشخص غير مهم بأن يؤثر على مزاجها، فبدأت تشارك حمزة بعض المواقف السعيدة التي حدثت معها في العمل.نظر إليها حمزة وهي تبتسم بابتسامة خفيفة، ولم يستطع مقاومة نفسه، فقرص خدها بلطف وسألها: "ما رأيك ألا نتناول العشاء في البيت الليلة؟"لم تمانع ابتسام لمسته، وأدارت نظرتها إليه قائلة: "إلى
Read more

الفصل 7

عندما رأت الاسم، انقبضت أطراف أصابعها قليلاً.تسللت نظراتها ببطء إلى صورة حسابه في تطبيق واتساب، فإذا بها صورة لفتاة صغيرة في نحو الخامسة من عمرها، تجلس بجانب دمية وتأكل قطعة بطيخ وهي تضحك بفرح طفولي صافٍ.وحين أدركت ابتسام من تكون تلك الطفلة في الصورة، تغيّر تنفسها قليلاً. وبعد لحظات من التردد، لم تستطع منع نفسها من تكبير الصورة.كانت الطفلة تربط شعرها على شكل كعكة صغيرة، ووجنتاها مستديرتين ناعمتين، وملامحها تكاد تكون نسخة مصغرة من إسماعيل. وعندما تبتسم تنحني عيناها بشكل هلال خفيف، وتظهر غمازتان صغيرتان على خديها.ومن مجرد النظر إلى الصورة، كان واضحًا أن الطفلة محبوبة.وفي تلك اللحظة، اجتاح قلب ابتسام دفء غريب جعل أنفاسها تلين دون وعي، وظلت عيناها معلقتين بالصورة، غير قادرة على صرف نظرها عنها.وربما لأنّها لم ترد على رسائله منذ مدة، أرسل إسماعيل رسالة تحقق جديدة:【بخصوص أمر أروى، أريد أن أتحدث معك.】استعادت ابتسام وعيها، حدقت قليلًا في طلب الإضافة، ثم رفضته دون أي تردد.لم تصل أي رسالة أخرى بعد ذلك، ولم تتفاجأ ابتسام، فهي تعرف كم هو متكبّر إسماعيل.كان صوت المطر المنهمر برفق خلف الناف
Read more

الفصل 8

عندما شعر حمزة خليل بارتجاف ابتسام سهيل، ضمّها بقوة إلى صدره، يربّت على ظهرها برفقٍ وهمس مطمئنًا: "لا تخافي، أنا معكِ."وحين أحاطها بهدوئه وثباته، بدأت ابتسام تشعر بأن خوفها يتلاشى تدريجيًا. تنفّست بعمق، ورفعت رأسها نحوه بعينين دامعتين تسأله بنبرة ضعيفة:"هل توصلني اليوم؟ من فضلك؟"كان حمزة دائمًا يلبّي طلباتها بلا تردد، فرفع يده يمسح دموعها بلطف وقال بحنان:"حتى لو لم تطلبي، كنت سأوصلكِ. انظري إلى نفسكِ، بكيتِ حتى صرتِ مثل قطة صغيرة."ضحكت ابتسام رغم دموعها، وأخفت وجهها في صدره، تمسح دموعها بقميصه قائلة بصوت خافت:" كرهتني، أليس كذلك؟"ابتسم حمزة وقال مازحًا:"من قال إنني كرهتك؟ متى فعلتُ ذلك؟ هه؟"ظلّ يمازحها حتى تأكد أن مزاجها تحسّن حقًا، ثم تنفّس بارتياح، ورفع يده يقرص خدها برفق، يتأمل وجهها من الجانبين، ثم قال بابتسامة عابثة:"ابتسام، تكلمي بضمير، مفهوم؟"انحنت عيناها بابتسامة رقيقة وأومأت:"مفهوم، أنتَ من يعاملني بأفضل طريقة."ابتسم حمزة برضا وقال:"هكذا أفضل، لستِ جاحدة إذًا."في تلك اللحظة، فتحت سندس الباب قليلًا، ونظرت من خلال الفتحة إلى الجو الدافئ بينهما، ثم أغلقت الباب بهدو
Read more

الفصل 9

بعد أن خفّض السرعة، هبطت الطائرة بسلاسة على المدرج، ثم فُتحت قوة الدفع العكسية لتقليل السرعة بشكل كبير، وبدأت الطائرة بالتحرك على المدرج حتى وصلت إلى الموقف المحدد بتعليمات برج المراقبة.في الخارج، كان صوت الرعد يدوي بقوة، يذكّر الجميع بسوء الأحوال الجوية.ومع ذلك، وتحت قيادة إسماعيل، هبطت الطائرة هبوطًا مثاليًا رغم العاصفة الرعدية.وبعد الانتهاء من فحص ما بعد الرحلة وتسليم الطائرة إلى فريق الصيانة، قال أحد أفراد الطاقم بإعجاب:"القبطان إسماعيل، لا أحد يستطيع أن يهبط بالطائرة بهذه الثبات في عاصفة رعدية سواك."كان وجه إسماعيل هادئًا، فمثل هذا الهبوط لم يكن صعبًا عليه، لكنه لم يكن يحب الطقس الماطر والرعدي.فهذا النوع من الطقس دائمًا ما يذكّره بتلك الحادثة القديمة.في صباح مدينة الشمس، كان الجو ملبّدًا بالغيوم، لكن دون أي علامة على المطر.وأثناء جولة التفقد، أخذت بشرى معها الدكتورة ابتسام لتطلعها على الحالة الصحية لرويدا.كانت ابتسام تحاول كبح مشاعرها الشخصية، وأصغت باهتمام لكل ما توضحه بشرى.وحين وصلتا إلى غرفة المريضة، وقفت ابتسام خلف بشرى، تسجّل بعناية كل ما كانت تشرحه.أما كوثر، التي
Read more

الفصل 10

فُتح باب غرفة المستشفى بهدوء، تاركًا فجوة صغيرة كسرت الأجواء الحساسة التي خيّمت على المكان.نظرت أروى إلى الأطباء في الغرفة بخجلٍ لطيف، ثم ركضت بخفة نحو رويدا وهي تناديها بصوتٍ عذب:"جدتي، لقد اشتقتُ إليكِ!"كانت رويدا تحب حفيدتها الصغيرة حبًا صادقًا، ففتحت ذراعيها واحتضنتها بحنان، ثم قبّلتها على جبينها قائلة:"وجدّتكِ أيضًا اشتاقت إلى أروى."ابتسمت أروى ابتسامة مشرقة، ثم استقرت في حضن جدتها وهي تتفحص الغرفة بعينيها الواسعتين. وحين لم ترَ الشخص الذي كانت تبحث عنه، همست بخفوت:"جدتي، أين أمي؟"خفّ بريق الابتسامة على وجه رويدا قليلًا، ونظرت نحو ابتسام بتردد. لا تدري كيف تجيب، تخشى أن تكون ابتسام لا ترغب برؤية الصغيرة، فتخيّب أملها.تبعت أروى نظرة جدتها، فوقعت عيناها الصافيتان على وجه ابتسام، وما إن رأتها حتى تعرّفت عليها فورًا.لكنها لاحظت أن أمها لم تبدُ سعيدة برؤيتها، فترددت في الاقتراب منها، خائفة أن تكون أمها لا تحبها...منذ اللحظة التي دخلت فيها الصغيرة الغرفة، تجمّد الدم في عروق ابتسام. وحين التقت نظراتهما، انقبض قلبها بشدة وشعرت بغصّة في حلقها، وكأنها تختنق فعلًا.تصلّبت أصابعها،
Read more
PREV
123
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status