حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره

حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره

作家:  البرتقالي والذهبيたった今更新されました
言語: Arab
goodnovel4goodnovel
評価が足りません
30チャプター
59ビュー
読む
本棚に追加

共有:  

報告
あらすじ
カタログ
コードをスキャンしてアプリで読む

概要

العصر الجديد

فارق السن

غفر

استعادة العلاقة

طبيب

حملت ابتسام سهيل عن طريق الخطأ في العشرين من عمرها، وكانت تظن أنها مميّزة في قلب إسماعيل مروان. لكن بينما كانت على وشك الولادة، سمعت صدفةً حديثه مع حبيبته السابقة: "ارتباطي بابتسام كان بدافع المسؤولية فقط، أنا لا أحبها." عندها أدركت أن العلاقة التي وضعت فيها كل آمالها لم تكن بالنسبة له سوى عبء! كان إسماعيل مروان باردًا ومتعجرفًا في أعماقه، وكل تلك الرقة والصبر لم تكن سوى قناعٍ من التهذيب، أما حقيقته فكانت الزيف بعينه… —— ظن إسماعيل مروان أنها لن تتركه، لكن أول ما قالته بعد استيقاظها كان: "إسماعيل، لم أعد قادرة على حبك، فلنفترق." ومنذ ذلك اليوم، أنجبت الطفل ثم اختفت بلا أثر. —— وحين التقيا مجددًا، كانت برفقة رجل آخر. سألها إسماعيل مروان بعينين محمرّتين: "ابتسام، حتى الطفلة، ألا تريدينها أيضًا؟" فأجابته ببرود وهي تمسك بذراع حبيبها الجديد: "الطفلة لك، ولا علاقة لي بها." في اليوم التالي، انهار إسماعيل مروان تمامًا، متوسلًا بمرارة: "ابتسام، أرجوكِ، امنحيني فرصةً أخيرة!"

もっと見る

第1話

الفصل 1

اهتزّت الطائرة فجأة، تلا ذلك ارتجاجٌ عنيف، وانطلقت صفارات الإنذار الحادة وسط صرخات الركاب المذعورين، وسقطت أقنعة الأكسجين من السقف!

شُلَّ تفكير ابتسام سهيل تمامًا أمام هذا الخطر المفاجئ.

وفي تلك اللحظة، دوّى صوت المضيفة عبر مكبّر الصوت:

"سيداتي وسادتي، الطائرة تواجه تيارًا هوائيًا قويًا، يُرجى ربط أحزمة الأمان، وعدم مغادرة المقاعد، وارتداء أقنعة الأكسجين فورًا."

تكررت الإرشادات باللغة الإنجليزية، فحاولت ابتسام سهيل التماسك، وأمسكت بقناع الأكسجين وارتدته بسرعة.

كان هذا يومها الأول في العودة إلى الوطن، ولم تكن تريد أن يحدث أي مكروه…

لكن لم تتوقف الصرخات المذعورة، رغم محاولات المضيفة المتكررة لتهدئة الركاب.

وفجأة، هوت الطائرة مجددًا بلا سابق إنذار، وشعرت ابتسام سهيل بفقدان التوازن يجتاح جسدها

أغمضت عينيها بإحكام، وقبضت على ذراع المقعد، تسمع بوضوح خفقات قلبها المتسارعة.

وبالقرب منها، بكى أحد الركاب قائلاً: "ربما علينا أن نكتب وصايانا…"

احتمال وقوع حادث جوي ضئيل، لكن احتمال النجاة منه أضأل.

وفي خضمّ ارتباكها، دوّى صوت جديد في الإذاعة الداخلية، صوتٌ رجوليّ عميق وهادئ:

"أنا قبطان الرحلة إسماعيل مروان. أرجو أن تثقوا بطاقمنا. نحن مدرّبون تدريبًا احترافيًا، وسنعيدكم إلى دياركم بسلام."

كان صوته منضبطًا يحمل طمأنينةً غريبة، فنجح حقًا في تهدئة القلوب المرتجفة.

أعادت المضيفة كلماته بالإنجليزية، لكن ابتسام لم تعد تسمعها بوضوح، إذ كان ذهنها مشغولًا بذلك الصوت المألوف… هل يمكن أن يكون هو؟

بدأت الطائرة تستقر تدريجيًا، إلا أن التوتر ما زال يخيّم على الجميع.

ثم جاء صوت المضيفة بقلق واضح: "هل بين الركاب طبيب أو مسعف؟ لدينا راكب في الدرجة الاقتصادية يعاني أزمة قلبية!"

قالت ابتسام سهيل بهدوء: "أنا…" وفكّت حزام الأمان، ثم تبعت المضيفة وسط نظرات الركاب.

كان المريض مصابًا أصلاً بمرض قلبي، ومع الخوف فقد وعيه تمامًا.

تفحّصت ابتسام سهيل صدره، فلم تجد تنفسًا ولا استجابة، فبدأت فورًا بإنعاش القلب.

تابعت المضيفة والمشرفة بقلقٍ شديد، تخشيان أن تتحوّل الرحلة إلى مأساة.

وحين استعاد المريض وعيه أخيرًا، انهالتا عليها بالشكر والامتنان، بل عرضتا عليها مكافأة رمزية، لكنها رفضت بلطف.

فهي طبيبة، ولا يمكنها أن تغضّ الطرف عن من يحتاج المساعدة.

وعندما هبطت الطائرة بسلام، دوّى تصفيق حار في المقصورة.

تهيأت ابتسام سهيل للمغادرة بهدوء، فهي لا تريد أن تصادف ذلك الرجل، لكن أوقفتها المشرفة قائلة:

"السيدة ابتسام، نشكرك جزيل الشكر على موقفك الشجاع. باسم طاقم الرحلة بأكمله، نعرب لك عن امتناننا العميق."

ثم أضافت برجاء: "هل يمكن أن تلتقطي صورة تذكارية معنا ومع طاقم القيادة؟"

كانت ابتسام سهيل على وشك الرفض، عندما فُتح باب قمرة القيادة من الداخل—

رفعت نظرها غريزيًا، فتلاقت عيناها بعينيه.

تجمدت أنفاسها للحظة، تحدق في وجهه الهادئ البارد، بعينيه الواثقتين، وزيّه الجوي الأنيق الذي يزيّنه أربع شرائط ذهبية على كتفيه، رمز الخبرة والمكانة.

لاحظت المشرفة النظرات بينهما، فبادرت قائلة: "السيدة ابتسام، هذا هو كابتن الرحلة—"

لكن قاطعتها ابتسام سهيل بهدوء: "عذرًا، لديّ أمر عاجل، لن أتمكن من التقاط الصور."

ثم غادرت بسرعة وسط دهشة المشرفة، دون أن تلاحظ الجمود المفاجئ في ملامح إسماعيل مروان.

تبادلت أفراد الطاقم نظراتٍ مازحة.

قالت المشرفة ضاحكة: "لم أتوقع أن يفقد الكابتن إسماعيل سحره اليوم!"

فهو أصغر قبطان في شركة الطيران، وسيم الملامح، يحمل هالة من الهدوء والهيبة، وله معجبات لا يُحصين.

لكن هذه المرة، لم تنجح وسامته في شيء.

وفي أثناء الضحك الخفيف، لاحظ مساعده بلال أكرم شروده، فاتّبع نظره ليرى ظلّ الراكبة التي غادرت للتو، ولوّح أمام وجهه مازحًا:

"ما الأمر يا إسماعيل؟ لا تقل إنك وقعت في حبها من النظرة الأولى!"

انتظر حتى اختفى ذلك الظلّ الرقيق تمامًا، ثم حوّل إسماعيل مروان نظره بهدوء، يخفي عمق مشاعره خلف عينيه الساكنتين.

أنهى فحص ما بعد الرحلة، وسلّم الإجراءات الفنية، واعتذر عن حضور مأدبة الطاقم، وعاد وحده إلى موقف السيارات.

جلس في سيارته صامتًا، دون أن يشغّل المحرك.

توالت إشعارات هاتفه، ففتحها: كانت رسالة من مجموعة الأصدقاء.

كتب حمزة خليل: 【أختي عادت اليوم، تأكدوا أنكم تحضرون في الوقت المحدد، لا أحد يتأخر!】

توالت الردود بالموافقة، لكن لم يذكر أحدًا اسمه.

أغلق إسماعيل مروان الهاتف، وقاد السيارة بهدوء مبتعدًا.

كان طقس يونيو متقلّبًا، والمطر يتساقط بخفة.

وعندما مرّ بسيارته قرب محطة المطار، لمح ابتسام سهيل واقفة هناك تنتظر الحافلة، فتوقف على مقربة منها.

لم تلحظ السيارة، كانت منشغلة بالرد على رسالة حمزة خليل:

【انتظريني خمس دقائق، سأصل حالًا.】

ابتسمت بخفة، وقد عادت إلى مدينة المجد بعد خمس سنوات من الغياب، وكان قلبها مطمئنًا.

لو لم ترَ إسماعيل مروان، لكانت أكثر سعادة، لكنها لم تعد تضع أمثاله في اعتبارها.

حين رفعت رأسها، توقفت أمامها سيارة، وانخفضت نافذة المقعد الأمامي.

قال إسماعيل مروان بنبرة هادئة باردة:

"اصعدي، سأوصلك."

ردّت ببرود مماثل: "لا داعي للإزعاج."

مرّت نظراتها سريعًا على المقعد الخلفي، فرأت مقعد طفلة صغير.

لم يُجبها، لكنه ظل يحدّق بها.

ابتعدت بخطواتٍ ثابتة، فقاد سيارته واندسّ في زحام الطريق دون تردد.

بقيت تنظر إليه للحظة، ثم سحبت نظراتها ببرود.

وصل حمزة خليل بعد قليل وأخذها من المطار.

جلسا في صمت متبادل، وكأن بينهما اتفاقًا على عدم التطرق لما حدث قبل خمس سنوات.

كانت شوارع مدينة المجد مزدحمة كعادتها، والمطر قد توقف تدريجيًا.

فتحت ابتسام سهيل النافذة قليلًا لتتنفس الهواء الرطب، فسألها حمزة خليل وهو يلتفت نحوها:

"لن ترحلي مجددًا هذه المرة، أليس كذلك؟"

قالت بصوتٍ خافتٍ هادئ:

"لن أرحل. مدينة المجد بيتي أيضًا، وليس من المنطقي أن أكون أنا من يغادرها."

ثم أضافت في سرّها: فقط أتمنى ألا أراه بعد اليوم.

ابتسم حمزة خليل بخفة، ثم سألها فجأة:

"هل ترغبين في رؤية الطفلة؟"

もっと見る
次へ
ダウンロード

最新チャプター

続きを読む

コメント

コメントはありません
30 チャプター
الفصل 1
اهتزّت الطائرة فجأة، تلا ذلك ارتجاجٌ عنيف، وانطلقت صفارات الإنذار الحادة وسط صرخات الركاب المذعورين، وسقطت أقنعة الأكسجين من السقف!شُلَّ تفكير ابتسام سهيل تمامًا أمام هذا الخطر المفاجئ.وفي تلك اللحظة، دوّى صوت المضيفة عبر مكبّر الصوت:"سيداتي وسادتي، الطائرة تواجه تيارًا هوائيًا قويًا، يُرجى ربط أحزمة الأمان، وعدم مغادرة المقاعد، وارتداء أقنعة الأكسجين فورًا."تكررت الإرشادات باللغة الإنجليزية، فحاولت ابتسام سهيل التماسك، وأمسكت بقناع الأكسجين وارتدته بسرعة.كان هذا يومها الأول في العودة إلى الوطن، ولم تكن تريد أن يحدث أي مكروه…لكن لم تتوقف الصرخات المذعورة، رغم محاولات المضيفة المتكررة لتهدئة الركاب.وفجأة، هوت الطائرة مجددًا بلا سابق إنذار، وشعرت ابتسام سهيل بفقدان التوازن يجتاح جسدهاأغمضت عينيها بإحكام، وقبضت على ذراع المقعد، تسمع بوضوح خفقات قلبها المتسارعة.وبالقرب منها، بكى أحد الركاب قائلاً: "ربما علينا أن نكتب وصايانا…"احتمال وقوع حادث جوي ضئيل، لكن احتمال النجاة منه أضأل.وفي خضمّ ارتباكها، دوّى صوت جديد في الإذاعة الداخلية، صوتٌ رجوليّ عميق وهادئ:"أنا قبطان الرحلة إسماع
続きを読む
الفصل 2
"لا أريد."ثم أضافت بنبرة قاطعة: "أخي، كل ما له علاقة به، لا أريد أن تكون لي به أي صلة بعد الآن."ففي العشرين من عمرها ارتكبت خطأً مراهقًا، وهذه المرة لن تكرر ذلك.لم ترد الاستمرار في هذا الموضوع، فابتسمت لتغيّر الحديث:"أخي، لم أكن أتوقع أن أُقبل في مستشفى الفجر، الأمر فاجأني فعلًا."فقدت والدها في حادث في التاسعة من عمرها، فتهاوى البيت بين ليلة وضحاها.حينها رقّت عائلة خليل لحال والدتها، وسمحوا لها بالعمل لديهم.ورغم أن عملها كان رسميًا تحت مسمى خادمة، إلا أن المعاملة التي حظيت بها كانت راقية إلى حدٍّ بعيد، واعتُبرت ابتسام سهيل كإحدى بناتهم، يُمنح لها كل ما هو أفضل دون تردد.ولذلك، حين عادت إلى مدينة المجد، كان السبب مزدوجًا: اشتياقها لعائلتها، وفرصتها الوظيفية الجديدة التي ستفتح أمامها طريق الترقية إلى منصب رئيسة قسم.تبادلت مع حمزة خليل الحديث والضحك عن ذكرياتها في الخارج خلال الطريق، وكان يصغي باهتمام، يبتسم ويعلّق بين حينٍ وآخر.وعندما وصلا إلى القاعة، كان الأصدقاء قد اجتمعوا مسبقًا.تقدمت نحوها بعض الصديقات وانهلن عليها بالتحية والحديث، فبادلتهن بلباقة.وقف حمزة خليل إلى جانبها
続きを読む
الفصل 3
تأملها حمزة خليل بصمتٍ طويلًا، ثم أفلتت من شفتيه ضحكة خافتة بدت في سكون الليل شديدة الإغراء.لم يواصل الحديث في ذلك الموضوع، بل مدّ أصابعه بخفة على خدها وقال بصوتٍ دافئ:"لا شيء، نامي مبكرًا."أطبقت ابتسام سهيل عينيها مجددًا وهمست:"حسنًا."وحين انتظم تنفّسها وغرقت في نومٍ عميق، نهض حمزة خليل وغادر الغرفة بخطواتٍ خفيفة.ما إن أُغلِق الباب حتى فتحت ابتسام سهيل عينيها ببطء، تنظر إلى ضوء القمر خارج النافذة، وفي عينيها مشاعر معقدة.ربما لأنّها التقت إسماعيل مروان مرتين في يومٍ واحد، قضت تلك الليلة بأكملها غارقة في الكوابيس، فلم تنم جيدًا.وعندما استيقظت صباح اليوم التالي، كانت منهكة، لكنها ما إن رأت سندس آدم حتى أرغمت شفتيها على ابتسامة خفيفة:"أمي.""نعم." أومأت سندس آدم بسرعة، وقد احمرّت عيناها تأثرًا بعد خمس سنوات من الفراق:"لقد عانيتِ كثيرًا يا ابتسام."كلما رأت ابنتها، عاد إلى ذهنها مشهدها على طاولة العمليات الباردة، والإشعار الطبي الذي أعلن أنها بين الحياة والموت، فتنبض في قلبها تلك الرهبة من جديد.لكن شاءت رحمة الله أن تعود ابنتها من حافة الموت.ضحكت ابتسام سهيل برفق وقالت وهي تعان
続きを読む
الفصل 4
لم ترغب ابتسام سهيل في الاستمرار بالحديث معه، فاستدارت وغادرت.ساد الصمت في الغرفة، وظلّ إسماعيل مروان يحدّق في ظهرها بعينين غارقتين في العتمة والحنين.تنهدت رويدا كامل قائلة:"إسماعيل، يبدو أنها ما زالت تحمل تلك الحادثة في قلبها."لم يُجب، بل ألقى نظرة نحو المطر المنهمر في الخارج، ووضع صندوق الطعام جانبًا، ثم خرج مسرعًا خلفها.كانت الجو متقلبًا، فحين خرجت ابتسام سهيل من المكتب، أوقفتها أمطار غزيرة أمام باب المستشفى.في تلك اللحظة، وصلتها رسالة من حمزة خليل:【لدي اجتماع طارئ، لن أستطيع المجيء فورًا.】كتبت له مطمئنة:【لا بأس، سأستقل سيارة أجرة. نلتقي في البيت.】أرسلت الرسالة، وأغلقت المحادثة، تتأمل شاشة الهاتف التي تظهر عبارة "جارٍ الانتظار"، ثم تنهدت بخفة.لم يكن المطر يهدأ، وبينما كانت تفكر في كيفية العودة، سمعت من خلفها صوتًا باردًا مألوفًا:"لن يتوقف المطر، سأوصلكِ."تجمدت ملامحها، وانخفض نظرها متجاهلة صوته كأنها لم تسمع شيئًا.لكن تجاهلها المتعمد لم يُبعد الرجل الواقف بجانبها، وكأن بينهما صراعًا صامتًا جذب أنظار المارة.بعد صمتٍ طويل، رفع إسماعيل مروان نظره إليها وقال بهدوء:"ابتسا
続きを読む
الفصل 5
نظر إليه إسماعيل مروان بصمت وبنظرة باردة، فابتسم بلال أكرم ابتسامة محرجة، مدركًا أن ما فكّر فيه لا يمت للواقع بصلة.فمثل إسماعيل مروان، حتى لو لم يكن قائد طائرة، فيكفي أن يعود ليرث أعمال العائلة، فضلًا عن وسامته اللافتة، والتزامه الواضح بالتحفّظ عن النساء.ومع وجود رجل بهذه المواصفات، ففكرة الخيانة تبدو شبه مستحيلة.لكنه مع ذلك لم يستطع كبح فضوله: إن لم تكن خيانة، فلأي سبب افترقا؟وحين لم يُبدِ إسماعيل مروان أي نية للحديث، لم يجرؤ على السؤال أكثر، واكتفى بالتلميح قائلًا:"كلام رجال يا إسماعيل، احذر أن يخطف ذلك الأخ الدكتورة ابتسام منك."انقبضت أصابع إسماعيل مروان قليلًا، وومض شيء في عينيه.في الوقت نفسه، في مستشفى الفجر.وقفت ابتسام سهيل في الخلف، لا رغبة لها في المشاركة في نقاش خروج رويدا كامل من المستشفى.كانت كوثر هادي في المقدمة، تشرح للمريضة بكل ثقة مجموعة من التوصيات الطبية، ثم التفتت متعمدة نحو ابتسام سهيل قبل أن تبتسم وتقول:"نصيحتنا أن تبقي في المستشفى فترة أطول قليلًا."أومأ الطبيب المسؤول خلفها موافقًا:"صحيح يا سيدة رويدا، نفضّل ألّا تتعجلي في مغادرة المستشفى."بدت الحيرة ع
続きを読む
الفصل 6
نظرت بشرى إليها بنظرة تحمل معنى خفيًا وسألتها: "هل تعرفين السيدة رويدا؟"تبدّل تعبير ابتسام قليلًا، وهزّت رأسها نافية: "لا، لا أعرفها."قالت بشرى باستغراب: "حقًا؟ هذا غريب إذًا."ثم تمتمت بحيرة قبل أن تشرح لها الأمر بوضوح: "المدير مراد هادي استدعاني قبل قليل، وذكر اسمك تحديدًا، وقال إنكِ من الغد ستكونين المسؤولة عن جولات التفقد الخاصة بالسيدة رويدا، وأكد أن عليكِ الحضور بنفسك."وبينما كانت ابتسام تستمع، بدأت حاجباها ينقبضان تدريجيًا. نظرت إلى بشرى نظرة متفحصة، ثم أومأت برفق، وتذرّعت بأن لديها عملًا آخر وغادرت المكتب.استندت إلى الجدار في الممر، وبعد تردد طويل، تخلّت عن فكرة مواجهة إسماعيل؛ فهي حقًا لم تعد ترغب في أي مساحة تجمعهما على انفراد.عند نهاية الدوام، جاء حمزة ليقلّها.حاولت أن تهدئ مشاعرها وألا تسمح لشخص غير مهم بأن يؤثر على مزاجها، فبدأت تشارك حمزة بعض المواقف السعيدة التي حدثت معها في العمل.نظر إليها حمزة وهي تبتسم بابتسامة خفيفة، ولم يستطع مقاومة نفسه، فقرص خدها بلطف وسألها: "ما رأيك ألا نتناول العشاء في البيت الليلة؟"لم تمانع ابتسام لمسته، وأدارت نظرتها إليه قائلة: "إلى
続きを読む
الفصل 7
عندما رأت الاسم، انقبضت أطراف أصابعها قليلاً.تسللت نظراتها ببطء إلى صورة حسابه في تطبيق واتساب، فإذا بها صورة لفتاة صغيرة في نحو الخامسة من عمرها، تجلس بجانب دمية وتأكل قطعة بطيخ وهي تضحك بفرح طفولي صافٍ.وحين أدركت ابتسام من تكون تلك الطفلة في الصورة، تغيّر تنفسها قليلاً. وبعد لحظات من التردد، لم تستطع منع نفسها من تكبير الصورة.كانت الطفلة تربط شعرها على شكل كعكة صغيرة، ووجنتاها مستديرتين ناعمتين، وملامحها تكاد تكون نسخة مصغرة من إسماعيل. وعندما تبتسم تنحني عيناها بشكل هلال خفيف، وتظهر غمازتان صغيرتان على خديها.ومن مجرد النظر إلى الصورة، كان واضحًا أن الطفلة محبوبة.وفي تلك اللحظة، اجتاح قلب ابتسام دفء غريب جعل أنفاسها تلين دون وعي، وظلت عيناها معلقتين بالصورة، غير قادرة على صرف نظرها عنها.وربما لأنّها لم ترد على رسائله منذ مدة، أرسل إسماعيل رسالة تحقق جديدة:【بخصوص أمر أروى، أريد أن أتحدث معك.】استعادت ابتسام وعيها، حدقت قليلًا في طلب الإضافة، ثم رفضته دون أي تردد.لم تصل أي رسالة أخرى بعد ذلك، ولم تتفاجأ ابتسام، فهي تعرف كم هو متكبّر إسماعيل.كان صوت المطر المنهمر برفق خلف الناف
続きを読む
الفصل 8
عندما شعر حمزة خليل بارتجاف ابتسام سهيل، ضمّها بقوة إلى صدره، يربّت على ظهرها برفقٍ وهمس مطمئنًا: "لا تخافي، أنا معكِ."وحين أحاطها بهدوئه وثباته، بدأت ابتسام تشعر بأن خوفها يتلاشى تدريجيًا. تنفّست بعمق، ورفعت رأسها نحوه بعينين دامعتين تسأله بنبرة ضعيفة:"هل توصلني اليوم؟ من فضلك؟"كان حمزة دائمًا يلبّي طلباتها بلا تردد، فرفع يده يمسح دموعها بلطف وقال بحنان:"حتى لو لم تطلبي، كنت سأوصلكِ. انظري إلى نفسكِ، بكيتِ حتى صرتِ مثل قطة صغيرة."ضحكت ابتسام رغم دموعها، وأخفت وجهها في صدره، تمسح دموعها بقميصه قائلة بصوت خافت:" كرهتني، أليس كذلك؟"ابتسم حمزة وقال مازحًا:"من قال إنني كرهتك؟ متى فعلتُ ذلك؟ هه؟"ظلّ يمازحها حتى تأكد أن مزاجها تحسّن حقًا، ثم تنفّس بارتياح، ورفع يده يقرص خدها برفق، يتأمل وجهها من الجانبين، ثم قال بابتسامة عابثة:"ابتسام، تكلمي بضمير، مفهوم؟"انحنت عيناها بابتسامة رقيقة وأومأت:"مفهوم، أنتَ من يعاملني بأفضل طريقة."ابتسم حمزة برضا وقال:"هكذا أفضل، لستِ جاحدة إذًا."في تلك اللحظة، فتحت سندس الباب قليلًا، ونظرت من خلال الفتحة إلى الجو الدافئ بينهما، ثم أغلقت الباب بهدو
続きを読む
الفصل 9
بعد أن خفّض السرعة، هبطت الطائرة بسلاسة على المدرج، ثم فُتحت قوة الدفع العكسية لتقليل السرعة بشكل كبير، وبدأت الطائرة بالتحرك على المدرج حتى وصلت إلى الموقف المحدد بتعليمات برج المراقبة.في الخارج، كان صوت الرعد يدوي بقوة، يذكّر الجميع بسوء الأحوال الجوية.ومع ذلك، وتحت قيادة إسماعيل، هبطت الطائرة هبوطًا مثاليًا رغم العاصفة الرعدية.وبعد الانتهاء من فحص ما بعد الرحلة وتسليم الطائرة إلى فريق الصيانة، قال أحد أفراد الطاقم بإعجاب:"القبطان إسماعيل، لا أحد يستطيع أن يهبط بالطائرة بهذه الثبات في عاصفة رعدية سواك."كان وجه إسماعيل هادئًا، فمثل هذا الهبوط لم يكن صعبًا عليه، لكنه لم يكن يحب الطقس الماطر والرعدي.فهذا النوع من الطقس دائمًا ما يذكّره بتلك الحادثة القديمة.في صباح مدينة الشمس، كان الجو ملبّدًا بالغيوم، لكن دون أي علامة على المطر.وأثناء جولة التفقد، أخذت بشرى معها الدكتورة ابتسام لتطلعها على الحالة الصحية لرويدا.كانت ابتسام تحاول كبح مشاعرها الشخصية، وأصغت باهتمام لكل ما توضحه بشرى.وحين وصلتا إلى غرفة المريضة، وقفت ابتسام خلف بشرى، تسجّل بعناية كل ما كانت تشرحه.أما كوثر، التي
続きを読む
الفصل 10
فُتح باب غرفة المستشفى بهدوء، تاركًا فجوة صغيرة كسرت الأجواء الحساسة التي خيّمت على المكان.نظرت أروى إلى الأطباء في الغرفة بخجلٍ لطيف، ثم ركضت بخفة نحو رويدا وهي تناديها بصوتٍ عذب:"جدتي، لقد اشتقتُ إليكِ!"كانت رويدا تحب حفيدتها الصغيرة حبًا صادقًا، ففتحت ذراعيها واحتضنتها بحنان، ثم قبّلتها على جبينها قائلة:"وجدّتكِ أيضًا اشتاقت إلى أروى."ابتسمت أروى ابتسامة مشرقة، ثم استقرت في حضن جدتها وهي تتفحص الغرفة بعينيها الواسعتين. وحين لم ترَ الشخص الذي كانت تبحث عنه، همست بخفوت:"جدتي، أين أمي؟"خفّ بريق الابتسامة على وجه رويدا قليلًا، ونظرت نحو ابتسام بتردد. لا تدري كيف تجيب، تخشى أن تكون ابتسام لا ترغب برؤية الصغيرة، فتخيّب أملها.تبعت أروى نظرة جدتها، فوقعت عيناها الصافيتان على وجه ابتسام، وما إن رأتها حتى تعرّفت عليها فورًا.لكنها لاحظت أن أمها لم تبدُ سعيدة برؤيتها، فترددت في الاقتراب منها، خائفة أن تكون أمها لا تحبها...منذ اللحظة التي دخلت فيها الصغيرة الغرفة، تجمّد الدم في عروق ابتسام. وحين التقت نظراتهما، انقبض قلبها بشدة وشعرت بغصّة في حلقها، وكأنها تختنق فعلًا.تصلّبت أصابعها،
続きを読む
無料で面白い小説を探して読んでみましょう
GoodNovel アプリで人気小説に無料で!お好きな本をダウンロードして、いつでもどこでも読みましょう!
アプリで無料で本を読む
コードをスキャンしてアプリで読む
DMCA.com Protection Status