Tous les chapitres de : Chapitre 21 - Chapitre 30

30

الفصل 21‬‬‬‬

قبل أن تظهر رانيا، كان دائمًا هكذا؛ يتحدث معها بلطف، يوصيها برقة أن تنام باكرًا، ويمسح شعرها بحنان.لم يحدث بينهما أي شجار من قبل.لكن، ما أهمية ذلك؟ هل الزواج الذي يخلو من الشجار يعني بالضرورة شيئًا حقًا؟ليان لم تعد ترغب في استرجاع ما كان بينها وبين رائد. فكلما تذكّرت، شعرت بألم يعتصر رأسها كأن طوقًا محكمًا يضغط عليه. فبدلاً من ذلك، من الأفضل أن تكرّس وقتها للدراسة.نهضت على الفور، وبعد أن غسلت وجهها، نقلت حاسوبها وهاتفها إلى غرفة الضيوف، وبدأت تبحث عن مكاتب التقديم للدراسة في الخارج والمنشورات ذات الصلة.وبصراحة، ما تفعله خوارزميّات اليوم مذهل حقًا، فبعد أن شاهدت العرض ليلة أمس، امتلأت صفحتها الرئيسية هذا الصباح بعدة منشورات عن عرض البارحة.ومن خلال تلك المنشورات، عرفت أن اسم الممثل الرئيسي هو سيف عدنان.بدا الاسم مألوفًا، وكأنها سمعته من قبل في الكلية...ثم صادفت منشورًا لسيف عدنان نفسه.وبمجرد أن رأت الصورة، شعرت أن المشهد مألوف جدًا...كانت الصورة توثّق اللحظة التي قدّم فيها سيف الزهور لها!فزعت، هل من الممكن أنه التقط صورة ظهرت فيها هي أيضًا؟فتحت المنشور بسرعة.لحسن الحظ، كانت ه
Read More

الفصل 22‬‬‬‬

قائل هذه الكلمات كان سيف عدنان.بدا وكأنه خرج للتو من دورة المياه في قاعة المأدبة، ونظر إلى رائد ورانيا بنظرة غامضة يصعب تفسيرها.تغيّر لون وجه كلٍّ من رائد ورانيا بوضوح، ولا سيما رائد الذي كان منذ أيام الجامعة شخصية قيادية في مجلس الطلبة، موهوبًا، متألّقًا، ولم يسبق له أن واجه مثل هذا الموقف المحرج.لكن هذا الارتباك لم يدم طويلاً، إذ سرعان ما استعاد هدوءه، وابتسم بأدبٍ رفيع قائلاً: "نعم، لذلك خلال السنوات الخمس الماضية نادرًا ما خرجت زوجتي من المنزل. كانت تواظب على العلاج التأهيلي باستمرار، والآن بدأت تظهر بعض النتائج، لكنها ما زالت حساسة للغاية، تخشى نظرات الناس المختلفة، ولهذا لا تخرج كثيرًا. اليوم أقنعتها بالحضور إلى الحفل بعد جهدٍ كبير، وأكدت لها مرارًا أن السيد سامر لا يدعو إلا ضيوفًا راقين، لن يسيئوا إليها."كان كلامه متقن للغاية، فمعناه أن واصل الحديث في هذا الموضوع سيكون غير مهذّب، ويُسيء إلى رانيا.لكن يا رائد، إذًا أنت تدرك أن هذا يُعد إساءة؟ فماذا كنت تفعل حين أساء إليّ أصدقاؤك؟ وماذا كنت تفعل حين كان كريم يقلّد طريقتي في المشي؟حقًا، يبدو أن ازدواجية الناس يمكن أن تبلغ هذا
Read More

الفصل 23‬‬‬‬‬

كانت ملامح وجهَي رائد ورانيا مشهدا لا يُنسى بحقّ.أما ليان، فكانت تخفي في داخلها خوفًا عميقًا، تخاف أن يُرى عرجها أمام الناس، وتخشى أن يتحدث الآخرون عن قدمها. لكنها كانت قد وعدت نفسها ألا تبقى إلى الأبد في الظل، كفأر يخاف الضوء. والآن، وهي ترى تعابير وجهي رائد ورانيا، لم يعد لديها أي سبب للتراجع."ليان!" نادتها الدكتورة هناء بصوتٍ يفيض حنانًا،، وتقدمت لتأخذ يدها، تمنحها بذلك دعمًا جسديًا ومعنويًا.لكن زوجها الأقرب إلى قلبها، في تلك اللحظة، كان يمسك بيد رانيا ليسندها وهي تكاد تفقد توازنها…كان الضيوف جميعًا من أصدقاء السيد سامر والدكتورة هناء، وكلهم أصحاب ذوق وثقافة، فلم ينظر أحد إلى قدم ليان نظرة استغراب أو ازدراء.لكن عرجها كان واقعًا لا يمكن إنكاره.اقترب سيف من ليان، ووقف إلى جانبها، بينما كانت الدكتورة هناء على الجانب الآخر، وكأنهما يحميانها من كل اتجاه.قال سيف مبتسمًا: "هذه هي زميلتي الكبرى في المعهد، أنا والدكتورة هناء بحثنا لها عن طبيب."ثم التفت نحو رائد قائلاً: "هل تتساءل يا سيد رائد كيف أُصيبت زميلتي؟"حافظ رائد على ابتسامته المتكلفة وأناقة مظهره وقال: "أظن أن هذا من خصوصيات
Read More

الفصل24‬‬‬‬

مدّت الدكتورة هناء رأسها لتنظر.والفتاة التي قالت إنها راقصة اقتربت هي الأخرى لتشاهد.لم تفهم ليان كيف حصل سيف على مقطع فيديو لحفل زفافها؛ فعرسها لم يكن علنيًا ولا فخمًا، ولم تنشر عنه شيئًا في أي منصة تواصل اجتماعي.لكن ذلك كان بالفعل مقطع زفافها، وتذكّرت كيف كانت تبتسم بصفاء في ذلك اليوم، حين كانت تحبه بصدق، وكانت تؤمن حقًا بأنهما سيسيران معًا حتى نهاية العمر...غير أنّ الزمن مرّ طويلاً، طويلاً جدًا...حتى كادت تنسى أنها ضحكت يومًا بتلك العفوية المشرقة...وعندما أعادت النظر الآن، أدركت أن ملامح رائد يوم الزفاف كانت مشبعة باليأس، كأن حياته انتهت منذ تلك اللحظة...رائد، لماذا فعلت ذلك بنفسك...كان الجميع ينظر إلى رائد ورانيا.المقطع أمامهم، لا مجال للجدال. أما رانيا فقد انهارت بالبكاء حتى غدت دموعها سيلاً.أما رائد فأظهر تحمّلا كبيرًا للمسؤولية، ووضع رانيا خلفه دون وعي منه، وقال: "السيد سامر، الدكتورة هناء، أيها الأصدقاء...أعتذر لأنكم شهدتم هذا الموقف المحرج، الخطأ خطئي، لا أجرؤ على طلب مسامحتكم، وسأغادر الآن مع من معي حتى لا أفسد عليكم أجواء المأدبة. أعتذر حقًا."ثم نظر إلى ليان بنظرة
Read More

الفصل 25‬‬‬‬

احمرّ وجه رانيا على الفور، وراحت دموع المظلومية تدور في عينيها، بينما أمسك رائد بيدها واقتادها إلى الخارج.حدّقت الدكتورة هناء بغضب في السيد سامر، وكأن ما حدث اليوم من صنع يده، ثم التفتت إلى ليان قائلة: "ما رأيك في هذا المشروع؟ سنسمع كلمتكِ!"ابتسمت ليان وقالت: "لا داعي لأن تفكروا بي، يا أستاذتي، أنتِ والسيد سامر قررا ما ترونه مناسبًا، لا تأخذا رأيي بعين الاعتبار." ثم غمزت لها بخفة وأضافت: "أستاذتي، أنا الفراشة الصغيرة، أستطيع الطيران."تنفست الدكتورة هناء الصعداء، وقالت مبتسمة: "هكذا أفضل! نحن لم نُطِل النظر في الأداء العاطفي إلا من أجلك، لم نرد أن نطارد الفأر فنكسر القارورة الثمينة. طالما قلتِ هذا، فأنا مطمئنة الآن."أما الآخرون، فلم تكن بينهم معرفة وثيقة بليان أو برائد، فلم يتدخلوا. وبعد كلام الدكتورة هناء، خفّ التوتر في الأجواء."حسنًا، لنكمل ما بدأناه." قالت الدكتورة مبتسمة وهي تدعو الجميع للمتابعة.قضت ليان أمسية لطيفة في ضيافة الدكتورة هناء؛ كان الجميع ودودين، وتبادلوا جهات الاتصال، وخاصة الفتاة التي تدرس الرقص مثلها، كانت دافئة ومشرقة كالشمس الصغيرة، وكان اسمها يشبهها تمامًا، ت
Read More

الفصل 26‬‬‬‬

"نعم." أجابت ليان ببرود، ولم تجد داعيًا لمزيد من الشرح.تقدّم رائد خطوة إلى الأمام، حتى صار قريبًا منها جدًا، قريبًا لدرجة أنها رأت بوضوح التجاعيد الخفيفة تحت عينيه المرهقتين.في الثلاثين من عمره، بل لم يبلغها بعد، ومع ذلك بدت على وجهه آثار السنين."ليان." أمسك بكتفيها، وتسلّل عطر خفيف من جسده، وقال بصوت مبحوح: "هل قصّرتُ معكِ في شيءٍ طوال هذه السنوات؟"بينما كان يتحدث، تسرّب التعب من بين حاجبيه المعقودين، ومن سواد عينيه المرهقتين.تنهدت بصوت خافت.نعم.تعترف، لقد حاول أن يكون جيدًا معها قدر استطاعته — في المأكل، والملبس، والسكن، والمال، وحتى تجاه جدتها وعائلتها، لم يبخل بشيء، ولم يتردد يومًا.لكن يا رائد، هذا النوع من "الطيبة" منك، كان أهون لو أنّك دفعتَ لي مالًا منذ البداية لتشتريَ ساقي المعيبة وتتركني حرة..."إن لم أكن قد أسأتُ إليكِ، فكيف استطعتِ أن تقسي عليّ هكذا؟" قالها بعينين محمرتين، "كيف طاوعك قلبك أن تتعاوني مع الغرباء ضدي؟ أليست أموالي أموالك؟ أليست مسيرتي مسيرتكِ؟ ألسنا زوجين، جسدًا واحدًا؟"الآن فقط تذكّر أنهما "جسد واحد"؟ ألم يكن دائمًا يقف إلى جانب إخوته ورانيا، بينما هي
Read More

الفصل 27‬‬‬‬

كان قلبها يتبع خطاه.لذلك كانت تُعدّ له الطعام بعناية، وتعتني بالبيت ليكون له ملاذًا دافئًا. حتى وإن كان يعود متأخرًا كل ليلة، كانت تتمنى أن يجد الراحة ما إن تطأ قدماه البيت...لكن للأسف، بدا وكأنه لا يحتاج إلى ذلك.فلتدع إذًا لمن يهتم لأمره هو، أن يقلق عليه.استعدّت لتأخذ حمامًا، ثم تنوي أن تبحث قليلًا عن معلومات تخصّ الدراسة في الخارج قبل أن تنام.لكن وسائل التواصل الاجتماعي مزعجة أحيانًا، تُظهر دائمًا ما لا تودّ أن تراه أعيننا.فتحت إنستغرام، وإذا بمنشورٍ لرانيا يظهر مجددًا في صفحتها الأولى.نُشر قبل دقائق قليلة، وكان عن أحداث هذه الليلة.صورة ليدين متشابكتين، يد رائد تمسك بيدها.والتعليق يقول: كان دائمًا شجرةً شامخة، معتدًّا بنفسه، مفعمًا بالثقة والحياة، لا تكسره العواصف مهما اشتدت، لكنه الليلة عانى من أجلي. شكرًا لأنك واجهت العالم من أجلي. حتى لو لامك الجميع، ستبقى في عيني شامخًا كالجبل.ابتسمت ليان بسخرية مريرة، وضغطت على زر " عدم الاهتمام بهذا المنشور"، متمنية ألا تراه مجددًا.ولحسن الحظ، لم تُقارن نفسها يومًا برانيا في مكانتها داخل قلب رائد، وإلا لكانت قد خسرت تمامًا.كان رائد
Read More

الفصل 28‬‬‬‬

لم تكن تعرف كيف يبدو رائد حين يفقد صوابه.منذ أن تعرفت عليه، كان أشبه بضباب المساء بين الجبال، أو كغصن خيزران في الغابة، هادئًا، غامضًا، تحيط به مسافة لا تُرى، فلا يُمكن الاقتراب منه تمامًا.حتى بعد زواجهما، ظلّ على حاله.لكن في تلك اللحظة، بدا عليه جنون غير مألوف.حدّقت في قميصه المفتوح على مصراعيه، وفي خطوط عضلاته المنسابة التي انكشفت تحته بسلاسة، وامتلأ قلبها بالخوف.قالت وهي تشد الغطاء حول جسدها: "رائد، ماذا تنوي أن تفعل؟"رفع نظره إليها، وفي عينيه قسوة نادرة: "ماذا أريد أن أفعل؟ أنتِ زوجتي، تأكلين من مالي وتعيشين في بيتي، ثم تتآمرين مع غيري لتوقعي بي؟ قولي لي، ماذا تظنين أني سأفعل؟"قالت بصوت مضطرب: "لم أفعل..." لم تكن ترى حاجة لتبرير نفسها، لكن حين رأت ملامحه، أدركت أنه ربما يقدم على تصرف طائشٍ وجنوني فعلاً.فجأة، فكّ رائد حزامه. فقفزت ليان من السرير محاولة الهرب من الجهة الأخرى، لكنّه انقضّ عليها وأعادها إلى السرير، هي والغطاء معًا.صرخت: "رائد، أتركني!"لكنه لم يسمعها، أو ربما تجاهلها عمدًا.في لحظات، انتزع الغطاء عنها، وبدأ يشدّ فستان نومها.تذكرت بوضوح المرة السابقة التي فقد
Read More

الفصل 29‬‬‬‬

كانت ليان في غاية العجز والضيق، لا، بل لم تعد ترغب حقًا في أن تحمل لقب زوجة رائد بعد الآن! قالت بانفعال: "رائد، ما الذي يجعلك مصرًّا إلى هذا الحد على أن أظلّ زوجتك في هذا البيت؟ لا أريد أن أكون زوجتك إلى الأبد، دع رانيا تُهدّد موقعي قليلاً، أليس هذا أفضل؟"توقف رائد لحظة، وظهرت على وجهه ابتسامة ساخرة، ظنّ أنها فقط تتدلل، ثم مضى إلى حمّام غرفة النوم الرئيسية ليغتسل.بعد ما حدث للتو، كانت ليان غارقة في العرق، فدخلت هي الأخرى لتستحم من جديد، ثم ارتدت قميصًا قطنيًا، ثم عادت إلى الفراش.في الليل، هطلت أمطار غزيرة. كان صوت المطر وهو يضرب الزجاج كان أشبه بضوضاء بيضاء تساعد على النوم، كما انخفضت درجة الحرارة فجأة. ومع صوت المطر، غفت تدريجيًا.في صباح اليوم التالي، استيقظت من تلقاء نفسها، نظرت إلى الساعة، فإذا بها التاسعة! والمفاجأة أن رائد لا يزال في الخارج يتحدث مع الخالة سعاد، ولم يذهب إلى الشركة بعد، وهذا ليس من عادته كمدمن عمل.بعد أن أنهى حديثه مع الخالة سعاد، خرج من المنزل، عندها فقط نهضت ليان من السرير.وأثناء تناولها الإفطار، جاءت الخالة سعاد لتنقل لها كلامه: "سيدتي، قال السيد إنه خرج
Read More

الفصل 30‬‬‬‬

"افتحه بنفسك!" قالت وهي واقفة في مكانها لا تتحرك، أدارت وجهها بعيدًا، وأسندت ظهرها إلى الحائط، ضاغطة على الظرف في يدها.نظر إليها بنظرةٍ يملؤها العجز وقال: "مزاجك هذا... يبدو أنه ازداد سوءًا في الآونة الأخيرة."لكنه لم يُصرّ عليها، ولم يشكّ لحظة في أنها تخفي شيئًا خلفها، ثم دخل إلى الغرفة.في النهاية، كانت الخالة سعاد هي من فتحت الطرد، بينما أسرعت ليان تُخفي النتيجة، وعادت إلى غرفة الضيوف."ليان، استعدي، سننطلق ." ناداها رائد من الخارج."رائد!" استدارت نحوه قائلة: "هل يمكنك أن تحترمني قليلًا؟ لماذا تُخبرني بكل شيء في آخر لحظة، وكأنه مجرد إشعار متأخر!"اقترب من باب الغرفة وقال بهدوء: "يا سيدة ليان، أهذا أيضًا يُعتبر إشعارًا متأخرًا؟ اليوم عيد ميلاد والدك."ليان: …"أم تفضلين أن أذهب وحدي؟" رفع حاجبيه وسألها بنبرة غامضة."انتظر لحظة، سأبدّل ملابسي." قالت وهي تغلق الباب.لكن على غير المتوقع، مدّ يده ليمنع الباب من الإغلاق، ونظر إليها بعينين عميقتين يملؤهما الشك: "هل هناك ضرورة لإغلاق الباب؟ أهو بسبب ذلك الشاب الراقص؟""كم أنت غريب!" قالت وهي تدفع الباب بقوة وتغلقه.خمس سنوات من الزواج، أل
Read More
Dernier
123
Scanner le code pour lire sur l'application
DMCA.com Protection Status