كان صوت الماء المتساقط يتردّد من داخل الحمّام.كان رائد وهاب يستحمّ.الساعة الثالثة فجرًا.لقد عاد للتوّ.وقفت ليان جابر أمام باب الحمّام، ترغب في التحدّث إليه بشأن أمرٍ ما.كانت متوتّرة، لا تدري إن كان سيوافق على ما ستخبره به أم لا.وبينما كانت تفكّر في الطريقة المناسبة لبدء الحديث، سمعت فجأة أصواتًا غريبة من الداخل.أنصتت جيّدًا، لتفهم أخيرًا أنّه كان يحاول أن يُريح نفسه وحده.تتابعت أنفاسه المكتومة، كضرباتٍ ثقيلة متلاحقة تهوي على صدرها، فأحسّت بألم ينتشر في كيانها كالموج، يغمرها حتّى كادت تختنق.كان اليوم ذكرى زواجهما، مرور خمس سنوات على زفافهما، ومع ذلك لم يجمع بينهما شيء كزوجين.أ فحقًا يفضّل أن يُريح نفسه...على أن يلمسها؟ومع ازدياد أنفاسه اضطرابًا، دوّى صوته المكبوت فجأة: "رانيا..."كانت تلك الكلمة آخر ما تبقّى من صبرها، كسرت ما في داخلها من تماسك.وضعت يدها على فمها كي لا تبكي بصوتٍ مسموع، ثمّ استدارت مسرعة، لكنّها تعثّرت في خطوتها الأولى واصطدمت بحوض الغسيل، فسقطت أرضًا."ليان؟" جاء صوته من الداخل، لم يزل لاهثًا، يحاول أن يبدو متماسكًا.قالت وهي تتلعثم: "كنتُ أريد دخول الحمّام
Magbasa pa