5 回答
أمسكتُ بنفسي أتبع أثر خطوات الحجل على تراب طريق ريفي، وفكرت كم هو ذكاؤه في إيجاد طعام صيفي. كثيرًا ما يزورون حواف الحقول والبساتين الصغيرة حيث تتجمع بذور الأعشاب والفاكهة المتساقطة، ويقتربون من أودية الري حيث تنشط الحشرات بعد الغروب.
أجمل مشهد لي كان عند شروق الشمس، حين القطيع يتقاطر إلى بقعة نائية من القمح المستبدل بالبقايا، يخرّبشون الأرض قليلاً ويجدون بقايا الحبوب القديمة بالإضافة إلى ديدان صغيرة وحشرات. تُذكرني حركاتهم البسيطة بأهمية تنوع الموائل لحياة الطيور، وهو شيء أراه مهمًا للحفاظ عليهم في مواسم الجفاف.
أحب الوقوف على ظهر تلة صغيرة والتمعن في مجموعات الحجل وهي تتفرق على بقاع القصب والسهول. الصيف يجعلهم يعتمدون بقوة على الحشائش الجافة والبذور المتساقطة من النباتات الحولية، وتجدهم يقبعون عند بصيلات الماء أو قرب أخاديد الري لالتقاط الحشرات.
أحيانًا تندهش لرؤيتهم يسحبون قطعة من العشب لفضح ديدان أو يلتقطون بذرة عباد الشمس المتناثرة بعد مرور الآلات الزراعية. سلوكهم عملي وواضح: حاجتهم للطعام تقودهم إلى أقرب مصدر آمن ومتنوّع.
أجد أن التجوال في أحواض القمح والبرسيم في الصيف يكشف لي أسرار أكل الحجل بصورة ممتعة ومفيدة.
أرى الحجل عادةً يبحث عن الحبوب المتبقية بعد النشر أو الحصاد، خصوصًا في حقول القمح والشعير والذرة الصغيرة، حيث يقفز بخفة ويخدش الأرض من أجل القشور والحبوب المكشوفة. كما أنه يتغذى على بذور الأعشاب البرية والثمار الصغيرة التي تظهر على أطراف الحقول؛ تلك البذور تكون مصدر طاقة جيد في الأيام الحارة.
في الصباح الباكر والمساء تكون ساعات النشاط الأكبر، أما الصغار فتعتمد في الأساس على الحشرات—جَرَبِيل الحقل، الجنادب، اليرقات—لأن البروتين ضروري لنموها. لاحظت أيضًا أنهم يترددون على الجوانب المظللة من الأسوار والسُدود الترابية حيث تتجمع الرطوبة والديدان، وفي الحقول المتروكة أو الأراضي البور يجدون غطاء نباتي متنوع يوفر لهم مأكلاً وسهولة للاختباء.
في صباحٍ حار كنت أتابع قطيعًا صغيرًا من الحجل على طول حافة حقل عباد الشمس، ولاحظتُ أن نمط بحثهم عن الطعام يعتمد على التنوع المحلي للنباتات والحشرات. أمضي وقتًا أراقب كيف يختار كل طائر بقعة ظليلة ويبدأ بخدش خفيف حتى يكشف عن بذور صغيرة أو يرقة ذبابة. الحقل المشرق نفسه يوفر بذورًا بعد أن تبدأ رؤوس الأزهار بالجفاف، أما الأراضي البور فتمنحهم تنوعًا من بذور الأعشاب والفاكهة البرية التي تنضج لاحقًا.
ما يثير اهتمامي هو أن وجود أسوار حية وأكوام حجارة ومجاري مائية صغيرة قرب الحقل يزيد من فرص العثور على غذاء متنوع. أما في الحقول التي تُبخّر بالمبيدات فتقل الحشرات بشكل ملحوظ، مما يضطر الحجل للتجول لمسافات أطول أو الاعتماد أكثر على الحبوب الجافة، وهو ما رأيته يتكرر عند العمال الذين يجرون الحصاد.
ألتقط صورًا ذهنية للحجل وهو يقلب التربة بحثًا عن طعمه، وغالبًا ما أجده عند حواف الحقول وأراضي الماشية. هذه المناطق مليئة بحبوب الأعشاب والنبَات المتساقط، وبالتالي تكون وجبة سريعة وسهلة. في الصيف، ومع ندرة المياه ألاحظ أنه يقترب من مصاطب الري وأحواض التجميع لأن الحشرات تتجمع هناك كذلك، ما يجعل الطريدة مزدوجة الفائدة: طعام وشرب.
أحيانًا أدرك الفرق بين ما تأكله الطيور البالغة وما يحتاجه الصغار؛ أكبرتها تقبل الحبوب والحشائش، بينما الصغار تلاحق الحشرات الصغيرة بلا توقف.