Share

الفصل 9

Penulis: جين يه
لم يتوقع أحد أنها ستعترف بذلك بمحض إرادتها، فصُدم الجميع، بما في ذلك وليد.

قالت ريم، "بما أن السيد وليد مصرّ على أن عطر "الحب الأول" كان نتاج اجتهاد الآنسة كارمن بالكامل، وبما أنك تعرف تفاصيل هذا الأمر جيداً، لماذا لا تطلب من الآنسة كارمن أن تحدد التغيير الذي أجريته على التركيبة؟ والمكون الذي قمت بتعديله؟"

بدأ وجه كارمن يتلوّن، وقالت بتلعثم، "أنا..."

لم تدخل كارمن لمختبر خلال العامين الماضيين إلا نادراً، وبرغم أنها لم تنسَ تمامًا المعلومات التي اكتسبتها خلال عملها في الشركة، إلا انه كان يستحيل عليها فعل هذا الأمر، لأن كل تركيبة عطر تختلف عن الأخرى من حيث المكونات والمواد الخام وحتى النسب.

وأثناء تطوير ريم لهذا العطر، كانت كارمن تقضي جلّ وقتها مع وليد، معتقدة أن استحواذها على قلبه سيضمن لها كل الشرف والتقدير والمكافآت، دون الحاجة للعمل الشاق على البيانات والتجارب.

أمسكت كارمن بطرف قميص وليد وضغطت عليه بشدة، وزمّت شفتيها ولم تنطق بكلمةً واحدة.

لاحظ وليد توترها، فتقدم خطوة للأمام وجعلها خلفه، وقال: "بما أنكِ عدّلتِ التركيبة، فمن المستحيل أن تعرف كارمن ماذا فعلتِ. لكن بما أنكِ اعترفتِ بذلك، فأعتقد أن المسألة قد حُسمت، فلندع هذا الأمر..."

قاطعته ريم بحدّة، "أنا اعترفت فقط بتعديل التركيبة، ولم أعترف بسرقتها. التركيبة تخصّني، وأستطيع تعديلها كما أشاء. أمّا كارمن التي تزعم أن هي من صنعت عطر "الحب الأول"، كيف لا تعرف تفاصيل تركيبتها الخاصة؟"

لم تتوقف ريم وتابعت كلامها بنبرة قاسية، "أم أن السارق يدّعي بأنه بريء؟ الحقيقة أن كارمن هي من سرقت تركيبتي ونسبتها لنفسها!"

وقفت كارمن تسمع هذا الاتهام العلنيّ وهي عاجزة عن الرد، وتعتريها حالة من الغضب والذهول. أشارت بإصبعها نحو ريم وصرخت، "أنتِ تتهمينني زوراً! أنتِ أيتها الـ..." وقبل أن تكمل كلامها انهارت فجأة وسقطت.

"كارمن!" صرخ وليد وكان وهو يسند جسدها المتهاوي.

ثم قال، "عذراً، بسبب حالة الآنسة كارمن الصحية، علينا مغادرة المكان الآن." التفت نحو مقدم المسابقة وتحدث بنبرة مهذبة وصارمة.

بعدها، نظرنحو ريم نظرةً حادّةً وقال، "وبخصوص هذه القضية لن نسمح بأن يُفترى علينا بهذه السهولة!"

رفعت ريم حاجبيها قليلاً وهي تراقبه يحمل كارمن بين ذراعيه ويخرج مسرعاً من القاعة.

"آه، كارمن تعرف كيف تخرج من المآزق حقاً."

لم تستطع الرد أو تقديم الأدلة، فاستخدمت حيلة الإغماء.

ورغم أنها حيلة قديمة، لكنها ما تزال فعالة.

على الأقل، استطاعت الإقلات من هذا المأزق مؤقتاً.

"هل اختفيتِ عن مجال صناعة العطور في العامين الماضيين بسبب تلك المسابقة التي عُقدت وقتها؟"

"كيف وقعتِ عقداً مع شركة أنفاس الورد؟ قال السيد وليد أنكِ موظفة في شركته، فهل انتقلتِ أم خالفتِ العقد؟"

"هناك شائعات تقول أنكِ على علاقة رومانسية مع السيد وليد من شركة K&W، فهل ما فعلته كان بدافع الانتقام؟"

توالت عليها الأسئلة تباعاً وأخذت تزيد تدريجياً، لكن ريم حافظت على ابتسامتها الهادئة، ولم تتجنب أي سؤال من تلك الأسئلة العدائية.

وقالت بهدوء، "الوقت سيمنحكم الإجابات التي تبحثون عنها"

ثم تركت تلك الجملة معلقة وصعدت إلى السيارة برفقة فريق شركة أنفاس الورد.

أُغلقت أبواب السيارة، فانقطع ضجيج الصحفيين في الخارج وتلاشت أضواء الكاميرات. شعرت ريم بالبرد بسبب مكيف السيارة، وأخذت ترتجف لا إراديًا. وإذ بمعطف دافئ يوضع على كتفيها.

فقالت بدهشة، "ألم تغادر بعد؟ ظننتك غادرت منذ فترة"

فرد السيد سعيد وهو يسحب يده ويتنهّد تنهيدة خفيفة، "كيف يمكنني أن أفوت ذلك العرض المثير؟ لكن للأسف، جاءت النتيجة أقل من المتوقع."

هزت ريم رأسها وقالت، "لم نصل بعد إلى النتيجة، فهذه بداية العرض فقط."

"هه."

"ما هو لي، لن أسمح بأن يُنتزع مني مرة أخرى."

كانت ريم ساذجة في الماضي، تخلت عن كل شيء في سبيل الحب، حتى أنها تخلت عن عائلتها. كل ما قدمته لحبّها لم يُقابل بتقدير، بل استُغفلت فوق ذلك. إذا كانت لديها أي آمال قبل اليوم، فقد أطفأ تصرف وليد في القاعة آخر جذوة من تلك الآمال.

كان يعلم تمامًا أن عطر "الحب الأول" هو نتاج جهدها وتعبها، وكانت قد تخلت عن العديد من الجوائز والتكريمات بسببه. لكنه اتهمها علنًا بأنها "سارقة" ليدعم موقف كارمن. لقد كان مستعدًا للتضحية بأي من أجلها!

رن هاتفها أكثر مرة في جيبها، وعندما أخرجته ورأت أن المتصل هي يارا، أجابت فورًا، "يارا!"

لم تكد تنطق باسمها حتى سمعت ضحكات مليئة بالفرح من الطرف الآخر.

"يا عيني عليك! هاهاها، لقد شفيت غليلي! ريم، كيف فعلت ذلك بهذه الروعة! لقد أدهشتِني الليلة حقاً، هاها!"

كانت يارا تضحك بصوت مرتفع لدرجة أن الهاتف كان يهتز. تنحت ريم بالهاتف، ونظرت إلى سعيد وهي تسعل بنوع من الإحراج، "يارا، لا يجب أن تضحكي بهذه الطريقة، أليس كذلك؟"

"بل يجب بالطبع!" قالت يارا وهي تضحك، "كنت أعتقد أن وليد سيظل مسيطراً عليكِ طوال حياتك، لم أتوقع أن طلبك مني إضافة المكونات كان لهذا السبب. لا تعلمين كيف كانت كارمن متغطرسة ومتكبرة عندما أخذت العينة منيّ، عندما رأيتها تتعرض للإحراج على البث المباشر، شعرت بسعادة تغمر قلبي!"

كانت يارا متحمسة للغاية، وتتحدث بسرعة وكأنها ببغاء، فلم تتمكن ريم من قول كلمة واحدة.

"ولكن يا ريم، بعد أن قطعتِ علاقتك معهم بهذه الطريقة، هل هذا يعني أنك ستتركين شركة K&W؟ كما أنني أراك قد انتقلت إلى شركة أنفاس الورد؟ متى انتقلتِ، وهل كان ذلك مضمونًا؟ وهل ناقشتِ كل الشروط معهم؟"

احمرّت وجنتا ريم من الإحراج. وبرغم أن سعيد لم يكن ينظر إليها أثناء حديثها في الهاتف، وكانت عيناه تر اقبان المنظر خارج النافذة، إلا أنه كان يستمع إلى كل كلمة.

قالت ريم بهدوء، "هكذا شاء حظّي."

الحظ من جعلها تلتقي بالسيد سعيد، والحظ من جعله يرغب في مساعدتها، والحظ أيضًا... من جعلهما يتزوجان بسرعة.

"يارا، لنترك هذا الموضوع الآن. بشأن ما حدث اليوم، من المؤكد أن وليد سيبحث عنكِ ليزعجكِ. إذا سألك، قولي إنكِ لا تعرفين شيئًا، وألقي باللوم كله عليّ، مفهوم؟"

قالت يارا دون اكتراث، "لا تقلقي، أنا لا أخاف منه، وإذا اضطررت، سأترك الوظيفة بكل بساطة."

كانت يارا تكره وليد منذ فترة طويلة بسبب طبيعته الأنانية والاستغلالية، لكنها كانت تفضل الصمت فقط لأن ريم لا تقول شيئًا.

قالت يارا، "لكن ماذا عنكِ يا ريم؟ لقد قطعتِ العلاقات معه، وسوف يبحث عنكِ ويسبب لك المتاعب. لماذا لا تبتين الليلة في منزلي؟ على الأقل ستكونين في أمان."

كانت ريم على وشك الرد عندما التفت إليها سعيد فجأة، وكان نظراته حادّةً جداً. فأجابت بسرعة، "لا داعي، لدي ترتيبات أخرى. لنكمل حديثنا غدًا."

وأنهت المكالمة بسرعة، ولو لم تذكّرها يارا، لكادت تنسى أن هذه الليلة تُعد ليلتها، أو ليلتهما، أو بالأصح، ليلة زفافهما.
Lanjutkan membaca buku ini secara gratis
Pindai kode untuk mengunduh Aplikasi

Bab terbaru

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 30

    مشت ريم مباشرة وجلست في مقعدها بكل أناقة.حينها وصلت كارمن، فلمحت وليد ورأته وهو يشير إليها بإشارة "تمام"، عندها شعرت ببعض الراحة.بدأ المؤتمر الصحفي بسرعة، وشرع وليد مباشرة في التحدث عن الموضوع الأساسي الذي يريد طرحه."بالنسبة للحدث الذي وقع في مسابقة العطور الجديدة في مدينتنا مساء الأمس، أظن أن الجميع قد اطلع عليه، هناك بعض سوء الفهم الذي أحاط به، وها نحن اليوم نجتمع في هذا المؤتمر الصحفي لنوضح من خلالكم، أيها الإعلاميون الأعزاء، للزملاء المهتمين بهذه القضية ولكل من يتابعها، حقيقة الأمر وتفاصيله"."لقد لاقى المنتج المشارك في مسابقة العطور ليلة أمس بعنوان 'الحب الأول' إشادة كبيرة، لكن طرأت بعض المشكلات، مثل تداخل أعمال شركتين من ضمن الشركات وتبادل الاتهامات بسرقة الأفكار، لكن نعلمكم أن الأشخاص المعنيون بالأمر موجودون هنا اليوم، لذا سأترك لهما المجال لشرح التفاصيل بأنفسهما".قال ذلك، ثم قام بتمرير الميكروفون إلى كارمن.كانت كارمن ترتدي فستانًا أسودًا بكتفٍ واحدٍ، مما أضفى عليها مظهرًا قويًا ومهيبًا، وما يلفت النظر هو التباين الكبير بينها وبين ريم الجالسة بجانبها، حيث كانت ريم ترتدي فست

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 29

    كان السيد سعيد معروف بقسوته، ومعاملته الجافة القاسية وأسلوبه الحاد، لم يتوقع أحد أبدًا أن يكون بهذه الرقة والاهتمام.وبالفعل، كانت درجة حرارة الماء مثالية، فاستمتعت ريم بحمام دافئ ومريح، ثم ارتدت ملابس نظيفة واستخدمت مستلزماتها الشخصية المريحة، مما خفف بشكل كبير من آلام الدورة الشهرية وجعلها تشعر بارتياح كبير.كان السيد سعيد محقًا، فعلاً لا حاجة للاستعجال، يجب عليها أن تأخذ قسطًا من الراحة.غفَت قليلاً بينما كان السيد سعيد يحتضنها، مما منحها شعورًا عميقًا بالأمان، استرخيا معًا، دون أن يفعلوا شيئًا سوى النوم، ولكن ريم شعرت حينها بسكينة وسعادة فريدة لم تعهدها من قبل.نامت ربما ساعة أو أكثر، وعندما استيقظت، وجدت أن هاتفها كان على وشك الانفجار من كثرة المكالمات.كان وليد كان مستعجلاً للغاية، وكلما استعجل، كلما زادت ريم في التراخي والتأجيل.وقفت بهدوء، وارتدت فستانًا أبيض بسيطًا، دون أي زينة أو تصميمات خاصة، كان تصميمه بسيطًا جدًا، لكنه كان يتناسب تمامًا مع قوامها، وعندما ارتدته، ظهرت بمظهر أنيق وجميل.وقبل أن تذهب، وقف السيد سعيد ولف يديه حول خصرها وقبَّل رقبتها، قائلاً: "لو كان الأمر بيدي

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 28

    اغرتها بشرته السمراء وعضلاته الممشوقة حتى كادت تمد يدها لتلمسهم.ابتلعت ريقها بصوت مسموع."ريم، ريم؟".لم تُجب فظن وليد أنها اغلقت الخط، فناداها عدة مرات.في هذه اللحظة، فتحت ريم عينيها على آخرهما، وهي ترى السيد سعيد ينحني بجسده الطويل نحوها، ووجهه الوسيم يقترب من وجهها أكثر فأكثر.حبست أنفاسها، ثم ..........عندما كادت شفتيه تلامسان شفتيها، مال بوجهه فجأة قليلاً، وقبَّلها بلطف بالقرب من أذنها، ثم اعتدل ودخل مباشرة إلى غرفة الملابس."بوووم! طاااخ!"انزلق الهاتف من يدها وتدحرج على السجادة مرتين.لولا هذه السجادة، لتحطم الهاتف تمامًا.حينها انزعج وليد، الذي كان ينتظر ردها من الجهة الأخرى من الهاتف، بسبب الصوت العالي الذي صدر إثر سقوط الهاتف، فسرعان ما أبعد الهاتف عن أذنه.وبعد أن تدارك الأمر، بدأ يصرخ: "ريم! ماذا تفعلين بالضبط؟ هل سمعتي ما قلته؟"انحنت ريم لالتقاط الهاتف، وعندما سمعت صراخ السيد وليد، مسحت الهاتف بهدوء، وتأكدت من عدم تعرضه لأي ضرر ثم قالت: "سيد وليد، إن كان هناك أمر طارئ، أخبرني به مباشرة"."أنتِ......."كبح وليد غضبه، وأخبر نفسه أنه يجب أن يتحمل مزاجها المتقلب هذا حتى تن

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 27

    "أنا أحب الهدوء، وهناك سيدة تأتي كل يومين لتنظيف المنزل" قال وهو يفك ربطة عنقه: "سأذهب للاستحمام، يمكنكِ أن تستريحي قليلًا، يوجد غرفة ملابس فارغة بالداخل، يمكنكِ وضع أغراضكِ فيها".قال كلامه هذا وكان قد دخل إلى غرفته بالفعلاستمعت ريم إلى صوت تدفق الماء القادم من الغرفة الداخلية، وشعرت ببصيص من الارتياح.فبعدما وجدت نفسها في هذا المكان الغريب، كانت في أمس الحاجة إلى بعض الوقت للتأقلم.كانت الفيلا فسيحة، تتكون من ثلاثة طوابق تقريبًا، وكان الطابق العلوي عبارة عن علية منخفضة الارتفاع، بينما تمتد المساحة الرئيسة للفيلا على كونها فسيحة متسعة.غلبت الألوان الباردة والخطوط البسيطة الأنيقة على ديكورات المكان وكأنها تعكس شخصية مالكه: باردة حازمة دؤوبة.دخلت ريم إلى الغرفة حاملة حقيبتها، وشعرت بدهشة بسبب حجم غرفة الملابس وما بها من تجهيزات.تبدو الغرفة وكأنها غرفة عادية لا شيء مميز فيها، ففي داخلها، بجانب خزانتي ملابس تحتويان على ملابس رجالية مرتبة، لا يوجد شيء آخر سوى مساحة فارغة لا شيء فيها.لم يكن لديها سوى بضع قطع من الملابس، علقتها واحدة تلو الأخرى، ثم أخرجت كيسًا صغيرًا به جميع وثائقها الم

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 26

    "لقد شبعت"، خفضت ريم رأسها، وأحمر خدها قليلًا."إذاً، لنذهب الآن، دعينا نرتاح أولًا، فأنتِ بحاجة للراحة، سنناقش باقي الأمور غدًا".بدا السيد سعيد وكأنه يعلم ما يدور في ذهنها فقال: "بالنسبة لما ذكرتِهِ، سأطلب من فوزي أن يحل الأمر، لا تقلقي".بعدما قال ذلك، لم تشعر بالاطمئنان فحسب، بل كانت في قمة الراحة والسكينة.فالشعور بأن هناك من يقرأ أفكارك قبل أن تتكلم، ويقوم بتنظيم كل شيء لك بشكل مثالي، هو شعور لا يوصف ولا يضاهي جماله أي شعور آخر.بينما كانت تجلس ريم في السيارة مع السيد سعيد، سألها السيد سعيد فجأة: "هل الشقة التي تسكنين فيها الآن هي شقة مؤجرة؟""أجل"."اتركيها، وانتقلي لتعيشي معي".ثم أمسك بيدها برفق وهو يتحدث معها.تسارعت نبضات قلب ريم فجأة، فقبضت على أصابعها قليلاً، ثم خفضت رأسها وفكرت فيما يقوله في صمت.لم يكن مستعجلاً في دفعها للإجابة، بل ظل صبورًا، ممسكًا بيدها بهدوء، وينظر إلى الأمام وكأنه ينتظر ردها.في الواقع، كانت ريم على علم بأن هذا اليوم سيأتي، لكنها لم تتصور أنه سيأتي بهذه السرعة.على أي حال، لقد حصلوا على شهادة زواجهما، ويمكن القول أنهم... تشاركوا سرير واحد، وفي النهاي

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 25

    قالت ريم بشيء من المزاح: "لا داعي لذلك حقًا، اسمعيني يا يارا، لقد أرهقك العمل مؤخرًا، عليك أن ترتاحي قليلًا".فلما رأتها مصرة على رأيها، توقفت يارا عن نصحها: "حسن إذًا، أنت تعرفين أن ادي هاتفين، سأغلق هاتف العمل، وإذا طرأ شيء اتصلي على الهاتف الآخر"."نعم، استمتعي بوقتك".ولما أغلقت المكالمة، وجدت السيد سعيد يتأملها بنظره، فأطرقت ريم قليلًا وكأن شيئًا لم يحدث."ما الأمر؟"."هل دفعتها إلى الرحيل لأنك لا تريدين إقحامها في ذلك الأمر؟".ولما تطرق السيد سعيد إلى لب الموضوع مباشرة، تسمرت ريم في مكانها، ثم ضحكت قائلة: "ليس الأمر هكذا بالضبط"."يارا كانت دائمًا مساعدتي المقربة، ويمكنني القول إنها على دراية تامة بكل إنجازاتي. وقد عقد وليد عزمه هذه المرة على أن يكيل لي التهم الكاذبة والافتراءات، وإذا قرر النبش في الماضي، فإنهم بالتأكيد سيلجؤون إلى يارا للحصول على الوثائق، وإذا لم تكن يارا قد استقالت حينها، فسيتعين عليها الإفصاح عما تعرفه، شاءت ذلك أم أبت"."لذا فإن غيابها عن المشهد وقتئذ هو الخيار الأمثل".كانت ريم تواصل تناول طعامها وتباشر الحديث مع السيد سعيد في آن واحد.ثمة دائمًا س

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   القصل 24

    قال السيد سعيد ضاحكًا كما لو أنه استطاع حقًا قراءة أفكار ريم،: "لست من هواة تقفي الأثر، لكن لي عينان أبصر بهما وأذنان أسمع بهما!".ثم وخزها في بطنها بإصبعه، فتظاهرت ريم بعدم الشعور بألم، لكنها في ذلك الوقت أحست بقرقرة الجوع في بطنها.اصطحبها السيد سعيد إلى مطعم الحديقة المعلقة.كان مطعمًا مشهورًا في المدينة، ليس فقط لتصميمه الفريد؛ وإنما أيضًا للمنظر الخلاب من حوله.كان هذا المطعم قبلة الطبقة "الراقية"، وكان يقدم الطعام السوري بشكل رئيس، حيث استقدم طهاة بارعين من أمهر الطهاة في سوريا، لذا، فمهما كان زوقك، ستجد ما يلائمك في هذا المطعم.وبالطبع. كانت أسعاره غالية جدًا، لا يستطيع الشخص العادي تحملها.ومع هذا، كان الحصول على مقعد هناك يتطلب كثيرًا من الانتظار، وقد كانت بعض المقاعد محجوزة خصيصًا لبعض الأشخاص.نظرت ريم إلى الرجل الجالس أمامها وهو يتناول قائمة الطعام بأناقة ويقدمها إليها، كما أنه منذ نزولهما من السيارة، كان ثمة من يستقبلهما خصيصًا، كان الأمر معدًا له مسبقًا على ما يبدو.قال لها السيد سعيد: "اطلبي أنتِ".بدأ النادل في القيام على خدمتهم بتلطف: "ما نوع الأطباق التي تفضل

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 23

    انطلقت السيارة بسرعة البرق، وسرعان ما تمكنوا من الفرار من السيارة التي كانت تلاحقهم.التفتت ريم بعد لحظة إدراك وقالت: "لقد أرسل رجالًا يتبعونني، يريد أن يعرف هل ما زلت على تواصل مع شركة أنفاس الورد للعطور"."آه"، رفع السيد سعيد حاجبيه وقال: "هل وعدتيه بعدم الذهاب إلى شركة أنفاس الورد للعطور؟"."لم أعده بأي شيء، لكنه ربما يظن أنه قد استطاع إقناعي".في الحقيقة لم تعده ريم بأي شيء، لكن وليد ظن أنه نجح في خداعها ثانية بكذبته السخيفة تلك.فهذه ليست المرة الأولى، وهي لا تختلف عن المرات السابقة، لقد اعتاد الأمر منذ فترة.لكنه لم يكن يعلم أن ريم التي وثقت به سابقًا، لما رأت بعينيها خيانته ونذالته، وعلاقته غير المشروعة بكارمن، انهارت ثقتها به كليًا، وما عادت تثق بكلمة أو حرف واحد مما يقول."ماذا تنوين أن تقعلي إذًا؟".لم يتدخل السيد سعيد في قرارها، على الرغم من شعوره ببعض الرغبة وشيء من الفضول.….كيف ستتصرف في هذا الموقف.بصراحة، ذلك الوغد المدعو وليد آذاها بشدة، في البداية كان ينوي أن يطالب لها بحقها، لكن الآن بعد أن استغنت زوجته تمامًا عن حمايته، صار يحق لها أن تتصرف بطريقتها.نظرت ر

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 22

    "برأيك ما أكثر ما أخشاه حين يرغمني وليد على الاعتراف أمام الناس بالنصب والاحتيال؟".ثم نظرت إلى يارا بنظرة مبهمة وأردفت قائلة: "شاهد ودليل يقفان ضده، أما الدليل فقد سرقه، وأما الشاهد.….."."أنا هي الشاهدة؟"، تحسست يارا أنفها لما تجلت لها الحقيقة."يمكنني أن أقف وأشهد لك"، ثم تخصرت بكلتا يديها وقالت بكل حماس: "حينها يمكننا أن نسقط عنه ذلك القناع الزائف، ونكشف للجميع حقيقة هذا الشخص".هزت ريم رأسها وقالت وعلى شفتيها ابتسامة خفيفة: "لا، لا تذهبي، كل ما ينبغي عليك فعله هذين اليومين أن تأخذي إجازة"." إجازة؟"."نعم، إجازة! وليد لا يحتاجك أن تشهدي له، هو فقط يريد ألا يشهد لي أحد، وإذا غادرتِ حينها، فسيكون ذلك مثاليًا بالنسبة له".أضف إليه أن يارا إذا استقالت مباشرة في تلك اللحظة الحرجة، فإن وليد -بطبعه المتعنت- لن يدعها ترحل بسلام؛ بل سيتهمها بالتقاعس عن أداء الواجب، وهذا خيار مثالي بالنسبة له.كانت يارا لا تزال قلقة: "لكنني يجب أن أقف إلى جانبك في ذلك الوقت يا ريم، ألا يعد هروبي حينها فرارًا من المعركة؟"."أيتها الحمقاء، هذه ليست معركة، وهذا ليس فرارًا!"، ثم لم تتمالك ريم نفسها عن

Jelajahi dan baca novel bagus secara gratis
Akses gratis ke berbagai novel bagus di aplikasi GoodNovel. Unduh buku yang kamu suka dan baca di mana saja & kapan saja.
Baca buku gratis di Aplikasi
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status