Share

الفصل 19

Author: شينغ خه
اتّضح أن طارق قد وافق بالفعل.

شعرت هند فجأةً بسخريةٍ كبيرة.بسبب خلود، يتدخل طارق مرة تلو الأخرى في شؤون "م.ك".كان يعطّل ترتيباتها وخططها مرارًا، ليتركها تتولى أمر الفوضى.

كانت خطط التسويق السابقة جاهزًة للتنفيذ منذ فترة، لكنها أصبحت بلا قيمة بسبب تغيير العارضة. لم يرَ طارق الجهود الهائلة التي بذلتها للحفاظ على الوضع الحالي.كل ما كان عليه فعله هو إرضاء خلود.

أما عما إذا كانت الأمور ستصبح أكثر تعقيدًا ام لا ،فهذا شأن هند وحدها.

كيف يمكن له أن يهتم بذلك؟

قالت نورا مستغربًة : "السيد طارق وافق؟ كيف يمكن للسيد طارق أن يهتم بمثل هذه الأمور الصغيرة؟"

ابتسمت خلود قائلةً "آنسة نورا، أنتِ أيضًا تعلمين أن هذه مسألة صغيرة، ولهذا السبب قال طارق إنه يمكنني اتخاذ القرار بنفسي."

ردّت نورا: "آنسة خلود، الجميع يعلم أن ما أصفه بالمشكلة الصغيرة هو بالنسبة للسيد طارق صغيرًا لكن المكياج والتصميم لهما أهمية كبيرة في التصوير. أتمنى أن تفهمي أنني فقط أستغرب لماذا يهتم السيد طارق بمثل هذا الأمر؟"

قالت ليان بابتسامة: "أتعنين أن خلود تكذب؟ المديرة هند، إذا كنتم لا تصدقون، يمكنكم الاتصال بالسيد طارق للتأكد. هذه المسألة تم منحنا الصلاحية بشأنها من قبل السيد طارق، ونحن ملتزمون بالحفاظ على الوضع كما هو. وإذا لم تتمكنوا من حل المشكلة، فبإمكانكم إنهاء العقد. بالنسبة لنا، خلود لا تحتاج إلى هذا الإعلان أصلاً ."

وقفت خلود بجانبها دون أن تقول شيئًا.

كانت نورا غاضبةً للغاية من ليان، لكنها لم تستطع الرد.

بعد أن خرجت من غرفة التجميل، ضربت كفّها بيدها قائلةً :"طوال هذه السنوات في هذا المجال، وتعاملت مع العديد من النجوم، لكن هذه أول مرة أرى شخصًا بلا حياء بهذا الشكل. إذا لم تكن بحاجةٍ لهذا الإعلان، فلماذا أخذته من إسراء؟ تتصرف كالملاك بينما هي ليست سوى منافقة!"

كانت نورا معروفةً في الوسط بأنها خبيرةٌ في مجال التصميم والمكياج، وقد تعاونت مع العديد من نجوم السينما والتلفزيون.في العام الماضي، أصبح بطل أحد المسلسلات القصيرة مشهورًا، كا زادت شعبية البطلة بشكل كبير ،لكنها غالبًا ما كانت تُنتقد بسبب ملامحها العادية وزوايا وجهها الحادة.

لاحقًا، بفضل نصائح نورا وتصميماتها، تم التقاط مجموعة من الصور التي أصبحت شائعةً بشكلٍ كبير.

وقفت سميرة بجانبها تشاهد ما حدث، وقالت مواسيةً لها : "لا تغضبي، فكري فقط في كيفية التعامل مع الموقف لاحقًا. إذا كانت مصرة على عدم تغيير المكياج والتصميم، فقد نحتاج إلى تعديل خطة التصوير."

نظرت نورا إلى هند وسألتها: "هند، ماذا ستفعلين الآن؟"

"اذهبوا إلى غرفة الاستراحة وانتظروني، سأجري مكالمة هاتفية وسنناقش الأمور عند عودتي."

"حسنًا، افعلي ذلك."

اتجهت هند إلى زاوية فارغة في الاستوديو، وأخرجت هاتفها، واتصلت بطارق.

بعد وقتٍ قصير، تم الرد على المكالمة.جاء صوت رجلٍ هادئ من الطرف الآخر: "مرحبًا.""أنا، هند."

"هل هناك شيء؟"

"السيد طارق، هل وافقت للآنسة خلود على إحضار خبيرة المكياج الخاصة بها وتصميم المكياج؟"

صمت طارق للحظة، ثم قال: "نعم، لماذا؟"

"خطط التصوير اليوم تم تحديدها مع خبراء التجميل والمصورين وطاقم العمل مسبقًا. لكن مكياجها وتصميمها غير متطابقين تمامًا مع خطة اليوم، وهي ترفض بشدة التغيير، بل وتهدد بإنهاء التعاون. قد يؤثر ذلك على النتيجة النهائية للإعلان."

عندما انتهت هند من الكلام، عمّ الصمت في الطرف الآخر من المكالمة.

كانت هند تحمل أملًا صغيرًا بأن يتراجع طارق عن قراره بمنح خلود الحرية الكاملة بشأن التصميم والمكياج.

قبل عودة خلود، كانت هند دائمًا تعتقد أن طارق رجلٌ جاد وعقلاني ودقيق في العمل.

حتى عندما ارتكبت أخطاءً في الشركة، لم يكن لديه أي تساهلٍ أو تعاطفٍ معها.

عندما انضمت إلى الشركة، كانت قد تعرضت للنقد العلني والإهانة من قبل طارق في الاجتماعات أمام الجميع.

لكن بعد عودة خلود، بدا أن كل شيءٍ تغير.اتضح أن طارق أيضًا يمكن أن يكون متحيزًا في العمل، لكن الشخص الذي يفضله ليس هي، بل خلود.

خيّب طارق أملها حين قال: "ربما هناك سوء فهم؟"وقبل أن يسمع رد هند، قال: "خلود ليست من هذا النوع من الأشخاص. التهديد بإنهاء التعاون، كيف يمكن أن يكون ذلك مفيدًا لخلود؟"

تنهدت هند وقالت: "لا يوجد سوء فهم. لقد تحدثت معها ومع فريقها، وهم مصرّون على عدم التغيير."

بدلًا من الرد، سأل طارق: "لم أسألكِ بعد، لماذا لم يتم تنفيذ خطة التصوير التي تم تحديدها بالأمس، ولماذا لم يتم إخطار خلود؟"

شعرت هند بالاختناق للحظة.طارق لم يصدقها.

قال طارق بنبرةٍ جافة: "هند خيبتِ املي بكِ. البارحة، لم تقل خلود كلمة سيئة عنكِ، بل دافعت عنكِ.و أنتِ؟"

كانت كلماته كالسكاكين التي تخترق أذنيها.

شعرت هند ببرودةٍ تسري في جسدها بالكامل.ارتعشت أصابعها وهي تمسك الهاتف، ولم تستطع التنفس.

كانت تشعر بالمرارة في حلقها، ولم تستطع النطق بأي كلمة.كجنديٍ مهزوم، لم تجرؤ على سماع المزيد من كلمات طارق، وضغطت على زر إنهاء المكالمة بشكلٍ عشوائي.

ارتجفت يدها، وسقط الهاتف على الأرض بسبب ارتعاش أصابعها.
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 30

    "سأحاول قدر المستطاع." قالها طارق."ما الأمر مع الآنسة خلود؟" استجمعت هند شجاعتها لتسأله.كانت تشعر في أعماقها أن طارق لن يعود هذه المرة، تمامًا كما حدث بالأمس.تساءلت عن السبب الذي دفع خلود لاستدعائه مجددًا، يومين متتاليين.استدار طارق لينظر إليها بملامح عابسة، "هند، لم تعتادي على الأسئلة الكثيرة هكذا بالماضي."شحب وجه هند، "قدمي تؤلمني بشدة، ألا يمكنك...""إصابتكِ ليست خطيرة، إذا كنتِ بحاجة إلى شيء، استدعي العاملة."أنهى كلماته ببرود واستدار، مغادرًا دون أن يلتفت مرة أخرى.ظلت هند تحدق في ظهره وهو يبتعد، تتجرع مرارة الخيبة.نادراً ما كانت تُظهر جانبها اللطيف والضعيف أمامه، لكنه شعر أنها تبالغ.حينما لا يكترث أحد لوجودكِ، حتى وإن أظهرتِ ضعفكِ، فلن يغير هذا شيئًا.كانت تعلم جيدًا أنهما على وشك الطلاق، فما الذي يجعلها تعتقد أنها تملك الحق في السؤال؟لقد كانت في وهم مجرد وضعه للدواء لها جعلها تنسى نفسها .لكن إهانة أخرى كانت بانتظارها.لكن ما لم تتوقعه هند أن طارق لم يعد في تلك الليلة ولا الليلة التي تليها .جلست تنتظره طوال الليل، متشبثة بالأمل، تتصفح هاتفها بملل حتى استسلمت للنوم في

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 29

    حتى تتجنب عناء الصعود والنزول، لم تغادر هند غرفة النوم بالطابق الثاني منذ تعرضها لإصابة في كاحلها. كانت العاملة توصل لها الطعام يوميًا. في إحدى المرات، وبينما كانت هند منهمكة في العمل على حاسوبها المحمول، سمعت صوت فتح الباب. اعتقدت أن العاملة جاءت لتوصيل الطعام، فقالت دون أن تنظر: "ضعيه على الطاولة، سأتناول الطعام بعد قليل.""الأفضل أن تأكلي الآن قبل متابعة العمل. دقائق لن تضركِ." كان صوت طارق.رفعت" هند" رأسها لترى طارق وقد جاء بنفسه بالطعام. فوجئت وقالت: "انهيت عملك؟""نعم."أغلقت "هند" الحاسوب، ووضع طارق الطعام على الطاولة المجاورة لسريرها، ثم نزل ليتناول طعامه.بعد أن انتهت من تناول الطعام، عاد طارق ليأخذ الأطباق. هذه المرة، كان يحمل كيسًا بلاستيكيًا مليئًا بالأدوية. جلس بالقرب منها وبدأ بإخراج الأدوية، بعضها كان للالتهابات وبعضها الآخر خاص بمعدتها.لم تشمل هذه الأدوية تلك الموصوفة للتو من المستشفى فحسب، بل تشمل أيضًا “أدوية اضطراب الجهاز الهضمي” التي تناولتها من قبل.كان طارق ينظر وهو يخرد الأدوية واحدًا تلو الآخر، خفق قلب هند وأمسكت بإحكام بزوايا ملابسها.سألها وهو يمسك زجا

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 28

    لم تعرف هند كم مضى من الوقت حتى أفاقت وسط ظلام حالك، لتشعر برائحة المطهرات تخترق أنفها بقوة.فتحت عينيها ببطء، ونظرت حولها لتجد نفسها في غرفة مستشفى."هند لقد استيقظتِ؟ كيف تشعرين؟" لترفع هند عينيها وترى وجه طارق الوسيم أمامها.دون أن تشعر، وضعت يدها على بطنها، وردت بهدوء:"أنا بخير... "ثم ألقت نظرة نحو النافذة لترى أن الليل قد خيم.في تلك اللحظة، سمعت صوت معدتها تقرقر بصوت مسموع ."جائعة؟ سأطلب شيئًا ليُحضَر فورًا." قالها طارقلكن هند رفعت رأسها ونظرت إليه بنبرة طفولية لم يعهدها منها:وقالت "طارق، أنا جائعة جدًا الآن. لا أريد الانتظار. هل يمكنك أن تذهب بنفسك لشراء الطعام؟" هند رفعت رأسها ونظرت إليه .طارق، الذي فوجئ بهذا الطلب الممزوج ببراءة لم يعهدها منها، هز رأسه دون وعي وقال:"بالطبع، سأذهب فورًا. لكن لا تتحركي من السرير، وإذا شعرتِ بأي ألم، استدعي الممرضة فورًا."هزّت هند رأسها بالموافقة، وانتظرت حتى غادر. ثم ضغطت على زر الاستدعاء، لتدخل الممرضة بعد لحظات."كيف يمكنني مساعدتكِ، سيدتي؟ هل تشعرين بأي ألم؟"قالت هند بقلق وهي تضع يدها على بطنها:"أريد أن أعرف عن حالة طفلي..."

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 27

    رفعت خلود عينيها بفرح، وهتفت :طارق! خطا طارق خطوات واسعة نحوها، لكن فجأة تغيرت ملامح وجهه وصاح: “احذري!”هند التي كانت قريبة، رفعت رأسها عند سماع الصوت، لكنها فجأة شعرت بدفعة قوية أسقطتها أرضًا.دوى صوت التصادم! سقط أحد الأرفف الثقيلة على الأرض، محدثًا ضجيجًا مدويًا.وجدت هند نفسها على الأرض، حاولت الحركة، لكن قدمها لم تستجب.طارق الذي كان قد اندفع لاحتضان خلود وحمايتها،سأل بقلق: “هل أصبتِ؟”ردت خلود بصوت مليء بالخوف: "طارق كدت أموت من الذعر! لولا أنك جذبتني في اللحظة الأخيرة، لحسن الحظ أنك أتيت لأخذي من العمل وإلا لكانت الكارثة قد وقعت عليّ.”استندت خلود على صدره وهي ترتعش، فيما تحدثت إحدى الحاضرات وقالت:”يا لحسن الحظ! لو لم يكن طارق سريعًا، لكانت خلود الآن في خطر كبير!”تجمدت هند في مكانها وكأن جسدها كله قد تخدر حتي أنها لم تشعر بألم قدمها، وهي ترى المشهد أمامها، حيث كان طارق يحتضن خلود بحنان. هو يرى خلود فقط !لم يكن الأمر متعلقًا باهتمام طارق بخلود فحسب، بل بالطريقة التي دفعها بها إلى الخطر لإنقاذ خلود.من أجل حماية خلود يمكنه دفعها للخطر بل حتي للموت بدلاً عنها .إذا كان يحب

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 26

    أغمضت هند عينيها بسرعة، متظاهرة بالنوم. أنا لا أراه ... لا أراه .... لا أراه... كانت تردد ذلك في قلبها مرارًا؛ولكن جسدها المرتعش فضح تماما مشاعرها . خطوات الرجل تقترب أكثر فأكثر. كان يتقدم نحو سريرها .هند شعرت بقلبها يكاد يقفز من صدرها. وفجأة، شعرت ببرودة تسري في جسدها... لقد تم رفع الغطاء عنها. تجمدت هند في مكانها، وأغمضت عينيها بإحكام، وشدت ساقيها بقوة وهي تردد في داخلها : أنا نائمة ... أنا نائمة. طالما لا أراه، فلن يقتلني .... لكن صوتا منخفضًا ساخراً اقترب من أذنها وهمس: "أعلم أنكِ مستيقظة افتحي عينيكِ وانظري إلي.... وإلا... سأفعل بكِ ما تكرهينه ثم أقتلكِ." ارتجف عقل هند كليا فتحت عينيها ببطء، وصوتها يرتعش "سأفتح عيني... فقط أرجوك... لا تقتلني .... لا تقتلني.....ولكن قبل أن تكمل كلامها، توقفت فجأة..... لترى وجه الرجل الذي أمامها .إن لم يكن طارق فمن سيكون ؟همست هند بصدمة. ملامح وجهها تجمدت مزيج من الخوف الحيرة والإحراج اجتاحها في تلك اللحظة. أدركت أنها نسيت تماما أن طارق لا يزال في المنزل، وأن أمن الفيلا محكم جدًا بحيث لا يمكن لأي غريب الدخول. نظرت بعيدًا وهي تحاول التماس

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 25

    ألن تذهب إلى الغرفة الأخرى؟هيا أسرع.قالتها هند وهي تلتقط المنشفة بسرعة، تحاول تغطية جسدها بارتباك.كانت هند مندهشة.كان وجهه الوسيم يقترب منها ببطء، وانتشر نفسه الدافيء على وجهها.لم تستطع إلا أن تغمض عينيها.حتى وإن كنت مغمض العينين، يمكنك الشعور بالضوء أمامك.لكن لم تأتِ تلك القبلة قط.فتحت هند عينيها.تراجع طارق بضع خطوات للخلف، وقال: “آسف، سأذهب للنوم في الغرفة الأخرى، استريحي"وقف خلف الباب، أغمض عينيه محاولًا أن يتناسى المشهد في ذهنه . كاد أن يقبلها.لقد جن حقًا.هو وهند علي وشك الانفصال ويمكنه أن يكون مع خلود قريبًا،كيف يمكنني أن أكون مع هند .... كان يحاول أن يبرر لنفسه ويواسيها، أي رجل طبيعي كان سوف يثيره هذا الموقف، إن هذا رد فعل طبيعي.فرك طارق جبينه.......تخدرت هند عند سماعها لصوت إغلاق الباب وتوقفت في مكانها.كانت برودة الغرفة تغزو جسدها العاري. سحبت الغطاء وغطت جسدها، وانكمشت إلى زاوية السرير، ودفنت رأسها فيه. لكنها لم تستطع كبح الدموع التي انسابت بلا توقف، حتى تبلل الغطاء.كان شكلها وهو يغادر ببرود كالصفعة على وجهها.أظهر لها القليل من الحنان، وكانت غارقة فيه.أر

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status