Share

الفصل 20

Author: شينغ خه
نظرت هند بهدوء إلى الهاتف المُلقى على الأرض، وظلت واقفة لبضع لحظات قبل أن تنحني ببطء لالتقاطه.

هند، كفاكِ إذلالًا لنفسكِ.

من البداية، كان قلب طارق منحازًا تمامًا، ولم يكن يومًا إلا بجانب خلود.

ما حدث بالأمس، لو كان طارق يريد معرفة الحقيقة، لكان بإمكانه إرسال أحد للتحقق منها، لكنه اختار ببساطة تصديق ما قالته خلود.

أهذه هي القوة السحرية لأول حب؟

"مديرة هند، الآنسة نورا والآنسة سميرة ما زالتا في غرفة الاستراحة تنتظرانكِ ."

رأي المساعد هند واقفة في مكانها شاردة، فتقدم بحذر لتذكيرها .

"حسنًا، فهمت."

سرعان ما استعادت هند رباطة جأشها وتوجهت بخطوات كبيرة نحو غرفة الاستراحة.

"ما الأخبار؟ ماذا قال طارق؟" بمجرد دخول هند، سارعت نورا بالسؤال.

كان وجه سميرة مليئًا بالترقب.

هزّت هند رأسها.

تنهدت سميرة بعمق.

قالت نورا بدهشة: "لم أتوقع أبدًا. كنت أظن أن طارق مثل الإمبراطور العظيم، لكنه تبين أنه أشبه بالملك الجائر !"

"إذن، ما الذي سنفعله الآن؟"

"سأذهب للتفاوض معهم لمعرفة ما إذا كان بالإمكان إجراء تعديلات طفيفة، وربما استعارة بعض الأدوات. سميرة ، سأعتمد عليكِ في مراقبة العمل خلال مرحلة المونتاج. لدي فكرة الآن، وسأرسل لكِ مثالًا الليلة." قالت هند .

"حسنًا."

عادت هند إلى غرفة التجميل لتتفاوض مجددًا مع فريق خلود، محاوِلةً تعديل التفاصيل بشكل طفيف على التصميم الحالي.

كانت هند تشعر بالضيق داخليًا، لكنها تعلم أنها المسؤولة عن "م.ك" ، وأن نجاحها أو فشلها سيؤثر عليها بشكل مباشر.إذا لم يكن أداء الحملة الإعلانية مرضيًا، فإن مكانة هند كمسؤولة عن "م.ك" ستتأثر بالتأكيد.

أما بالنسبة لخلود، فالتأثير سيكون أشد.في المرة الماضية، عندما تم تصوير خلود وطارق معًا، وأُعلن أنها أصبحت وجه "م.ك" الإعلاني، بدت الأجواء هادئة في الساحة، لكن الحقيقة كانت مليئة بالصراعات.

كانت إسراء ، إحدى النجمات الشهيرات، قد فقدت عقد الإعلان لصالح خلود . وعلى الرغم من قبول فريقها التعويض، فإن المعجبين استمروا في مهاجمة خلود، وحتى في التعليق بسخرية على حسابها على مواقع التواصل.إذا لم تكن نتائج هذا الإعلان جيدة، فإن خلود لن تفلت من التعليقات الساخرة والانتقادات اللاذعة.

بالإضافة إلى ذلك، كان هذا أول إعلان لخلود منذ عودتها إلى البلاد، وهو أمر في غاية الأهمية بالنسبة لها.لذلك، لم يكن أمامها خيار سوى قبول اقتراحات هند.

وأخيرًا، وبعد جهد كبير، تم حل مشكلة التصميم.بدأ التصوير الرسمي بعد ذلك.

وبعد يوم طويل ومجهد، انتهت أخيرًا عملية التصوير.

رفعت هند رأسها ونظرت عبر النافذة لترى السماء وقد أظلمت.تمددت قليلاً وأخذت مفاتيح سيارتها وتوجهت إلى موقف السيارات.

"هند!"

عندما وصلت إلى موقف السيارات، سمعت فجأة شخصًا ينادي اسمها.

التفتت هند، وابتسمت بفرح عندما رأت من يناديها.

"النجم الكبير زُهَيْر! أنت هنا؟ منذ متى؟ هل لديك عمل قريب؟"ابتسم زُهَيْر وتقدم نحوها: "ظننت أنني أخطأت الرؤية، لكن ها أنتِ هنا بالفعل.

لدي جلسة تصوير لغلاف مجلة، وأنتِ؟ ما الذي يبقيكِ في العمل حتى هذا الوقت؟""مشغولة قليلاً بالعمل مؤخرًا."

"أليس هذا تصوير إعلان "م.ك"؟ قرأت عنه في الأخبار."

"نعم، وأنت؟ هل لديك أعمال أخرى بعد تصوير غلاف المجلة؟"

"لا، كنت مشغولًا جدًا مؤخرًا، وأخيرًا حصلت على بعض الراحة." ثم أضاف مبتسمًا: "دعيني أعزمكِ على العشاء. لم نلتقي منذ فترة طويلة ."

فكرت هند لحظة وقالت: "هذا المساء قد لا أتمكن من ذلك، لدي بعض الأمور التي أحتاج للحديث عنها مع سميرة."

"هل هو أمر عاجل؟ إذا لم يكن كذلك، دعنا ندعو سميرة للانضمام إلينا."

كان زهير قد عمل مع سميرة من قبل، وكانا على معرفة جيدة.

"حسنًا، لا أستطيع الرفض.

بالمناسبة، كيف حال صحة والديك الآن؟"مال زهير للأمام وأزال أوراق الشجر الجافة من فوق رأس هند، نظراته مليئة بالود، وقال: "والداي بصحة جيدة . لقد مضى وقت طويل لم يقابلاكِ ، وقد اشتاقوا إليكِ ، تعالي في يوم من الأيام لزيارتهم في المنزل."

"حسنًا، عندما أنتهي من هذه الفترة المزدحمة، سأزورهما بالتأكيد." ابتسمت هند.

بينما كانا ينتظران سميرة، تبادلت هند بعض الأحاديث مع زهير، وسألته إن كان لديه أي عمل جديد على وشك البث.

يمكن تتبع علاقة هند بزهير إلى أيام الطفولة، حينما كانت والدتها قد انفصلت عن والدها، وعاشت مع جدتها وجدها في الريف.وكانا جيرانًا لزهير، وكانا معًا يتسلقان الأشجار ويذهبون إلى النهر.عندما تتذكر أيام الطفولة مع زهير، شعرت هند وكأنها حدثت البارحة.

لاحقًا، انتقلت عائلة زهير إلى مدينة أخرى بعد أن حقق والداه نجاحًا في الأعمال.

ولسنوات عديدة بعد ذلك، لم تلتقِ هند بزهير، حتى أصبح له شهرة صغيرة في مجال الاعلام وتعرفت عليه مجددًا.

في العام الماضي، عملا معًا في مشروع آخر وكان اللقاء الرسمي الأول لهما.عندما علم زهير بأن جدها وجدتها ووالدها قد توفوا، شعر بالحزن الشديد وذهب لزيارة قبورهم لتقديم واجب العزاء.

كما زارت هند منزل زهير ووالديه، وتلتقي مجددًا مع الجيران القدامى بعد سنوات، حيث تجدد العلاقات والصداقه، وفي الأعياد كانت تزور منزل زهير لتناول الطعام.

لكن مع انشغال زهير المستمر، كانت آخر مرة التقيا فيها قبل حوالي نصف عام تقريبًا .

في الجانب الآخر من الشارع، في السيارة السوداء الفاخرة .لاحظ الرجل في الداخل بشكل غير مقصود الشخصين في موقف السيارات .

على ما يبدو هذا هو الشخص الذي تحبه هند .ورغم المسافة البعيدة، استطاع أن يرى الابتسامة المتألقة على وجهها.

سادت حالة من الصمت الغامض داخل السيارة.
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 30

    "سأحاول قدر المستطاع." قالها طارق."ما الأمر مع الآنسة خلود؟" استجمعت هند شجاعتها لتسأله.كانت تشعر في أعماقها أن طارق لن يعود هذه المرة، تمامًا كما حدث بالأمس.تساءلت عن السبب الذي دفع خلود لاستدعائه مجددًا، يومين متتاليين.استدار طارق لينظر إليها بملامح عابسة، "هند، لم تعتادي على الأسئلة الكثيرة هكذا بالماضي."شحب وجه هند، "قدمي تؤلمني بشدة، ألا يمكنك...""إصابتكِ ليست خطيرة، إذا كنتِ بحاجة إلى شيء، استدعي العاملة."أنهى كلماته ببرود واستدار، مغادرًا دون أن يلتفت مرة أخرى.ظلت هند تحدق في ظهره وهو يبتعد، تتجرع مرارة الخيبة.نادراً ما كانت تُظهر جانبها اللطيف والضعيف أمامه، لكنه شعر أنها تبالغ.حينما لا يكترث أحد لوجودكِ، حتى وإن أظهرتِ ضعفكِ، فلن يغير هذا شيئًا.كانت تعلم جيدًا أنهما على وشك الطلاق، فما الذي يجعلها تعتقد أنها تملك الحق في السؤال؟لقد كانت في وهم مجرد وضعه للدواء لها جعلها تنسى نفسها .لكن إهانة أخرى كانت بانتظارها.لكن ما لم تتوقعه هند أن طارق لم يعد في تلك الليلة ولا الليلة التي تليها .جلست تنتظره طوال الليل، متشبثة بالأمل، تتصفح هاتفها بملل حتى استسلمت للنوم في

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 29

    حتى تتجنب عناء الصعود والنزول، لم تغادر هند غرفة النوم بالطابق الثاني منذ تعرضها لإصابة في كاحلها. كانت العاملة توصل لها الطعام يوميًا. في إحدى المرات، وبينما كانت هند منهمكة في العمل على حاسوبها المحمول، سمعت صوت فتح الباب. اعتقدت أن العاملة جاءت لتوصيل الطعام، فقالت دون أن تنظر: "ضعيه على الطاولة، سأتناول الطعام بعد قليل.""الأفضل أن تأكلي الآن قبل متابعة العمل. دقائق لن تضركِ." كان صوت طارق.رفعت" هند" رأسها لترى طارق وقد جاء بنفسه بالطعام. فوجئت وقالت: "انهيت عملك؟""نعم."أغلقت "هند" الحاسوب، ووضع طارق الطعام على الطاولة المجاورة لسريرها، ثم نزل ليتناول طعامه.بعد أن انتهت من تناول الطعام، عاد طارق ليأخذ الأطباق. هذه المرة، كان يحمل كيسًا بلاستيكيًا مليئًا بالأدوية. جلس بالقرب منها وبدأ بإخراج الأدوية، بعضها كان للالتهابات وبعضها الآخر خاص بمعدتها.لم تشمل هذه الأدوية تلك الموصوفة للتو من المستشفى فحسب، بل تشمل أيضًا “أدوية اضطراب الجهاز الهضمي” التي تناولتها من قبل.كان طارق ينظر وهو يخرد الأدوية واحدًا تلو الآخر، خفق قلب هند وأمسكت بإحكام بزوايا ملابسها.سألها وهو يمسك زجا

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 28

    لم تعرف هند كم مضى من الوقت حتى أفاقت وسط ظلام حالك، لتشعر برائحة المطهرات تخترق أنفها بقوة.فتحت عينيها ببطء، ونظرت حولها لتجد نفسها في غرفة مستشفى."هند لقد استيقظتِ؟ كيف تشعرين؟" لترفع هند عينيها وترى وجه طارق الوسيم أمامها.دون أن تشعر، وضعت يدها على بطنها، وردت بهدوء:"أنا بخير... "ثم ألقت نظرة نحو النافذة لترى أن الليل قد خيم.في تلك اللحظة، سمعت صوت معدتها تقرقر بصوت مسموع ."جائعة؟ سأطلب شيئًا ليُحضَر فورًا." قالها طارقلكن هند رفعت رأسها ونظرت إليه بنبرة طفولية لم يعهدها منها:وقالت "طارق، أنا جائعة جدًا الآن. لا أريد الانتظار. هل يمكنك أن تذهب بنفسك لشراء الطعام؟" هند رفعت رأسها ونظرت إليه .طارق، الذي فوجئ بهذا الطلب الممزوج ببراءة لم يعهدها منها، هز رأسه دون وعي وقال:"بالطبع، سأذهب فورًا. لكن لا تتحركي من السرير، وإذا شعرتِ بأي ألم، استدعي الممرضة فورًا."هزّت هند رأسها بالموافقة، وانتظرت حتى غادر. ثم ضغطت على زر الاستدعاء، لتدخل الممرضة بعد لحظات."كيف يمكنني مساعدتكِ، سيدتي؟ هل تشعرين بأي ألم؟"قالت هند بقلق وهي تضع يدها على بطنها:"أريد أن أعرف عن حالة طفلي..."

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 27

    رفعت خلود عينيها بفرح، وهتفت :طارق! خطا طارق خطوات واسعة نحوها، لكن فجأة تغيرت ملامح وجهه وصاح: “احذري!”هند التي كانت قريبة، رفعت رأسها عند سماع الصوت، لكنها فجأة شعرت بدفعة قوية أسقطتها أرضًا.دوى صوت التصادم! سقط أحد الأرفف الثقيلة على الأرض، محدثًا ضجيجًا مدويًا.وجدت هند نفسها على الأرض، حاولت الحركة، لكن قدمها لم تستجب.طارق الذي كان قد اندفع لاحتضان خلود وحمايتها،سأل بقلق: “هل أصبتِ؟”ردت خلود بصوت مليء بالخوف: "طارق كدت أموت من الذعر! لولا أنك جذبتني في اللحظة الأخيرة، لحسن الحظ أنك أتيت لأخذي من العمل وإلا لكانت الكارثة قد وقعت عليّ.”استندت خلود على صدره وهي ترتعش، فيما تحدثت إحدى الحاضرات وقالت:”يا لحسن الحظ! لو لم يكن طارق سريعًا، لكانت خلود الآن في خطر كبير!”تجمدت هند في مكانها وكأن جسدها كله قد تخدر حتي أنها لم تشعر بألم قدمها، وهي ترى المشهد أمامها، حيث كان طارق يحتضن خلود بحنان. هو يرى خلود فقط !لم يكن الأمر متعلقًا باهتمام طارق بخلود فحسب، بل بالطريقة التي دفعها بها إلى الخطر لإنقاذ خلود.من أجل حماية خلود يمكنه دفعها للخطر بل حتي للموت بدلاً عنها .إذا كان يحب

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 26

    أغمضت هند عينيها بسرعة، متظاهرة بالنوم. أنا لا أراه ... لا أراه .... لا أراه... كانت تردد ذلك في قلبها مرارًا؛ولكن جسدها المرتعش فضح تماما مشاعرها . خطوات الرجل تقترب أكثر فأكثر. كان يتقدم نحو سريرها .هند شعرت بقلبها يكاد يقفز من صدرها. وفجأة، شعرت ببرودة تسري في جسدها... لقد تم رفع الغطاء عنها. تجمدت هند في مكانها، وأغمضت عينيها بإحكام، وشدت ساقيها بقوة وهي تردد في داخلها : أنا نائمة ... أنا نائمة. طالما لا أراه، فلن يقتلني .... لكن صوتا منخفضًا ساخراً اقترب من أذنها وهمس: "أعلم أنكِ مستيقظة افتحي عينيكِ وانظري إلي.... وإلا... سأفعل بكِ ما تكرهينه ثم أقتلكِ." ارتجف عقل هند كليا فتحت عينيها ببطء، وصوتها يرتعش "سأفتح عيني... فقط أرجوك... لا تقتلني .... لا تقتلني.....ولكن قبل أن تكمل كلامها، توقفت فجأة..... لترى وجه الرجل الذي أمامها .إن لم يكن طارق فمن سيكون ؟همست هند بصدمة. ملامح وجهها تجمدت مزيج من الخوف الحيرة والإحراج اجتاحها في تلك اللحظة. أدركت أنها نسيت تماما أن طارق لا يزال في المنزل، وأن أمن الفيلا محكم جدًا بحيث لا يمكن لأي غريب الدخول. نظرت بعيدًا وهي تحاول التماس

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 25

    ألن تذهب إلى الغرفة الأخرى؟هيا أسرع.قالتها هند وهي تلتقط المنشفة بسرعة، تحاول تغطية جسدها بارتباك.كانت هند مندهشة.كان وجهه الوسيم يقترب منها ببطء، وانتشر نفسه الدافيء على وجهها.لم تستطع إلا أن تغمض عينيها.حتى وإن كنت مغمض العينين، يمكنك الشعور بالضوء أمامك.لكن لم تأتِ تلك القبلة قط.فتحت هند عينيها.تراجع طارق بضع خطوات للخلف، وقال: “آسف، سأذهب للنوم في الغرفة الأخرى، استريحي"وقف خلف الباب، أغمض عينيه محاولًا أن يتناسى المشهد في ذهنه . كاد أن يقبلها.لقد جن حقًا.هو وهند علي وشك الانفصال ويمكنه أن يكون مع خلود قريبًا،كيف يمكنني أن أكون مع هند .... كان يحاول أن يبرر لنفسه ويواسيها، أي رجل طبيعي كان سوف يثيره هذا الموقف، إن هذا رد فعل طبيعي.فرك طارق جبينه.......تخدرت هند عند سماعها لصوت إغلاق الباب وتوقفت في مكانها.كانت برودة الغرفة تغزو جسدها العاري. سحبت الغطاء وغطت جسدها، وانكمشت إلى زاوية السرير، ودفنت رأسها فيه. لكنها لم تستطع كبح الدموع التي انسابت بلا توقف، حتى تبلل الغطاء.كان شكلها وهو يغادر ببرود كالصفعة على وجهها.أظهر لها القليل من الحنان، وكانت غارقة فيه.أر

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status