Compartir

الرجل الذي يشتهي الحليب
الرجل الذي يشتهي الحليب
Autor: حارس الزهور

الفصل 1

Autor: حارس الزهور
‬‬‬ذهبتُ مع زوجي وابنتي إلى مدينة الألعاب، ولم أتوقع أن يبتلّ جزء كبير من ثيابي بسبب فترة الرضاعة، مما لفت انتباه والد أحد زملاء ابنتي في الروضة.

قال إنه يريد أن يشرب الحليب، وبدأ يهددني بالصور التي التقطها خفية، مطالبًا بأن أطيعه، بينما كان زوجي وابنتي على مقربة من المكان، ومع ذلك تمادى في وقاحته وأمرني أن أفكّ حزام بنطاله...

"سيّدتي، لا تودّين أن يعرف زوجك بهذه المسألة، أليس كذلك؟"

أنا اسمي ليان، خرجتُ للتوّ من دورة المياه بعد أن رتّبت ثيابي، وكنتُ متجهة نحو منطقة النطّاطات لأرى زوجي وابنتي، لكنّ رجلاً غريبًا اعترض طريقي بابتسامة خبيثة.

أسرعتُ أغيّر وضعيتي لأخفي الجزء الذي كان قد ابتلّ بالحليب وانتشر على مساحةٍ كبيرة من ثيابي ولم يجفّ تمامًا بعد، ثم نظرتُ إليه قائلة:

"سيدي، ماذا تعني بكلامك هذا؟"

وبينما أتحدث، لمحتُ من طرف عيني زوجي وابنتي ما زالا يلعبان هناك، فشعرتُ ببعض الاطمئنان.

ضحك الرجل ضحكة خافتة وقال:

"أنا ضياء، والد بهاء. التقينا في اجتماع أولياء الأمور في الروضة. ومنذ ذلك اللقاء لم أستطع نسيانك، وكنتُ أتمنى أن أجد فرصة لأتحدث معك عن قرب."

كانت كلماته تزداد وقاحة.

لكنني حين نظرتُ إليه، شعرتُ بحمرةٍ خفيفة على وجهي.

وبمجرد أن ذكر اسمه، تذكرتُه فعلاً.

كان ضياء ذا بنية قوية، واضح أنه يمارس الرياضة كثيرًا، وعضلات ذراعيه بارزة، وحتى ملامح عضلات بطنه كانت تظهر من تحت القميص.

وحين لاحظ أنني أحدّق فيه، اتسعت ابتسامته أكثر.

اقترب مني بخطواتٍ محسوبة، وعيناه تتجهان إلى الجزء الأمامي من ثيابي.

"سيّدتي، يبدو أن ثوبك من الأمام قد ابتلّ مجددًا."

شعرتُ بحرارة أنفاسه على وجهي فاحمرّ وجهي أكثر، وسألته بتوتر:

"ماذا... ماذا تريد بالضبط؟"

أدركتُ أن صوتي خرج بنبرةٍ أقرب إلى الدلال.

ثم تذكّرتُ أن زوجي ضعيف الشخصية، ومنذ لقائي الأول بضياء راودتني بعض الأحلام الغريبة عنه، مما جعل وجوده أمامي الآن يربكني أكثر، لذا أتكلم هكذا.

رفع ضياء حاجبيه وقال مبتسمًا: "سيّدتي، لقد رأيتك مراتٍ قليلة، لكنّ صورتك لم تفارق ذهني.

حين رأيتكِ تتجهين مسرعة إلى دورة المياه، تبعتك لأتأكد أنك بخير، ولم أكن أتوقع..."

توقف قليلًا ثم أخرج هاتفه.

"... لم أكن أتوقع أن أرى هذا المشهد."

وحين فتح الشاشة، شعرتُ بأن رأسي يدور.

كانت الصور التي التقطها تُظهرني وأنا أبدّل ثيابي المبتلة.

كانت الصور تكشفني بوضوحٍ تام، دون أن تخفي شيئًا.

مددتُ يدي بسرعة لأحذف الصور، لكنه رفع الهاتف بعيدًا، وكدتُ أتعثر وأسقط بين ذراعيه.

توقفتُ في مكاني، لكن ذراعه كانت قريبة جدًا مني.

كنتُ في فترة الرضاعة، وقربي من رجل غريب جعل جسدي يتفاعل لا إراديًا، فزاد تدفق الحليب، وتجمدتُ مكاني.

كنتُ أؤمن أن حليب الأم يمنح الطفل أفضل غذاء، لذلك واصلتُ الرضاعة رغم كبر سن ابنتي قليلًا، كما أن جسدي ينتج كمية وفيرة من الحليب، ولهذا كانت ثيابي غالبًا ما تبتلّ.

الآن، ومع كل حركة، شعرتُ بأن الثوب قد ابتلّ تمامًا، وانتشرت رائحة الحليب في الهواء.

أخذ ضياء نفسًا عميقًا وقال: "يا لهذه الرائحة... إنها تذكرني بتلك المرة في اجتماع أولياء الأمور، حين شممتُها منكِ أول مرة. رائعة حقًا، ولم أظن أنني سأحظى بفرصة كهذه مجددًا."

كيف يمكنه أن يقول شيئًا كهذا؟

شعرتُ بأن الحليب يزداد تدفقًا.

"لكن لا تقلقي، لن أطلب منك شيئًا مبالغًا فيه. فقط أعطني قليلًا من الحليب الطازج لأشربه، وبعدها سأحذف الصور."

كان ينظر إليّ من الأعلى، ثم أخرج كوبًا شفافًا من خلف ظهره، وكأنه كان مستعدًا مسبقًا.

نظرتُ إلى الكوب بخجل وهززتُ رأسي.

"لا... لا أستطيع."

"سيّدتي، إن لم توافقي، فلا تلوميني إن تصرفتُ بطريقةٍ لا تعجبك. تخيلي لو انتشرت هذه الصور..."

تابع بتهديد واضح: "هل فكرتِ في العواقب؟ كيف سيفكر زوجك بك؟ وماذا ستقول ابنتك؟"

ارتجف جسدي خوفًا، وفكرتُ في العواقب إن نُشرت تلك الصور، فشعرتُ بالرعب.

نظراته المليئة بالغرور كانت تمعن في إذلالي.

"فكّري جيدًا، سيّدتي. هل ستمنحيني قليلًا من الحليب أم لا؟"

وبعد تهديداته المتكررة ومحاولاته لإرباكي، عضضتُ شفتي بتوتر.

إن لم أفعل ما يريد، فقد تكون العواقب وخيمة، وإن كان الأمر يقتصر على قليلٍ من الحليب الساخن مقابل حذف الصور... ربما يمكنني تحمّل ذلك.

"إن... إن أعطيتك قليلًا من الحليب الساخن، هل ستحذف الصور حقًا؟"

نظرتُ نحو زوجي وابنتي عند النطّاطة، وأنا أتهيأ للإجابة المذلة التي طلبها ضياء.‬
Continúa leyendo este libro gratis
Escanea el código para descargar la App

Último capítulo

  • الرجل الذي يشتهي الحليب   الفصل 10

    ‫كانت أطرافي باردة، ولم أتوقع أن تتطور الأمور إلى هذا الحد.علاء يريد حقًا أن يطلّقني!شعرت بانقباض شديد في قلبي، كأنّ يديّ قويتين تعصرانه بقسوة، فزاد الألم حتى لم أعد أتحمّله.كانت صور علاء ولطفه معي تتوالى في ذهني بلا توقف.كان ينحني ليربط لي رباط الحذاء، ومع وجوده لم أكن أحتاج إلى حمل أي شيء.ومهما كان الوقت، إذا اشتهيت طعامًا ما، كان يترك عمله ليأخذني لتناوله، وفي البيت لم يدعني أقوم بأي عمل منزلي.كنت أغار من معاملة ضياء لزوجته، ولم أنتبه إلى الصدق الذي كان إلى جانبي.نادمة، سارعت للاتصال بعلاء، لكن الهاتف لم يُجب إطلاقًا.عندما علم والداي بالأمر، جاءا إليّ، وظننت أنهما سيحاولان إقناع علاء بالعدول عن الطلاق، لكنهما فاجآني بدفاعهما عنه.قالا: "الطفل مع علّو لن يضلّ الطريق، وإن أردتِ رؤيته فلن يمنعكِ، لولو، لقد خيّبتِ آمالنا حقًا!"كنت في تلك الأيام متعبة نفسيًا وجسديًا، فصرخت بغضب حين سمعت والديّ يدافعان عن علاء."ألستم أنتم من أصرّ على تفريقي عن ضياء؟ لولاكما لما فعلتُ ما فعلت..."صفعة!لم أكمل كلامي حتى صفعتني أمي.قالت بغضب: "يا لكِ من حمقاء! نحن فرّقنا بينكما لأن ضياء كان يطمع

  • الرجل الذي يشتهي الحليب   الفصل 9

    ‫حين سمعتُ كلمات ضياء، ابتسمتُ ابتسامةً فيها أنوثةٌ ودلال.لكن قبل أن أنتهي من خلع ملابسي تمامًا، سمعتُ طرقًا على الباب."حبيبتي، لقد عدتُ، افتحي الباب."حين سمعتُ صوت علاء من الخارج، ارتجف قلبي من الخوف.لم أتوقع أن يعود علاء بهذه السرعة.وشحب وجه ضياء فجأة.قال بصوتٍ مرتجف: "علاء عاد؟! ماذا سنفعل الآن؟"ازداد وجه ضياء شحوبًا أكثر فأكثر.وحين رأيته بهذا الخوف، شعرتُ أنا أيضًا بالارتباك.لكن هذه المرة لم يكن تمثيلًا كما في السابق، بل كان خوفًا حقيقيًا.كما حدث في المرة السابقة في الحمّام، حين ظهر علاء فجأة، وكنتُ أنا وضياء نختبئ هناك، كدنا نموت خوفًا.لكن في تلك المرة كان الأمر جزءًا من سيناريو متفق عليه بيني وبين ضياء، فشعرتُ وكأنها لعبة، ولم أكن مرعوبة إلى هذا الحد.أما الآن، فلو اكتشف علاء ما بيني وبين ضياء في البيت، فستكون الكارثة.قلتُ له بسرعة: "اختبئ في الخزانة الآن!"ودفعتُ ضياء بعجلة، وارتديتُ ملابسي على عجل.تسلّل ضياء بسرعة إلى داخل الخزانة.وحين خرجتُ لأفتح الباب، كان على وجه علاء بعض العرق.قال لي: "كنتُ على عجلة من أمري فنسيتُ ملفًا مهمًا جدًا."ثم دخل الغرفة وهو يتحدث.ا

  • الرجل الذي يشتهي الحليب   الفصل 8

    ‫كنتُ متكئة في حضن ضياء، وتركته يرمي بي على السرير.وحين اقترب بجسده مني، صفعتُ وجهه بخفة بيدي الصغيرة."أيها الماكر، كفى تمثيلاً، ما فعلته في مدينة الألعاب كان كافياً، والآن تلحق بي إلى بيتي لتكمل المشهد؟ أظن أنّ الإثارة بلغت حدّها، فلنبدأ الآن بالجدّ."نظرتُ إلى ضياء بابتسامة يملؤها الدلال.وضحك ضياء ومدّ يده يلامسني بقوة.قال مبتسماً: "ما زال النداء بسيّدتي يثيرني، فيه شعور بالمغامرة الحقيقية، كيف وجدتِ ما فعلته من قبل حين هددتك؟"ضحكتُ وأنا أرتجف من شدة الانفعال.وحدقت عيناه فيّ بدهشةٍ وافتتان.قال: "صدقاً يا لولو، أنتِ جميلة حقاً، وجسدكِ هذا يجعلني أفقد السيطرة كل مرة، لو ذهبتِ إلى حيّ الدعارة لتمثيل الأفلام، لجنيتِ جمهوراً كبيراً من المعجبين."اتكأتُ على صدره، ونظرتُ إليه بعينين لائمتين.قلتُ: "انظر إلى نفسك، لو ذهبتُ فعلاً إلى هناك، أما كنتَ فقدتَ مكانك؟"مدّ ضياء يديه يتحسسني وقال معتذراً: "أخطأتُ، لا أحتمل أن أراكِ مع غيري. كدنا أن نُكتشف من قِبل علاء... في المرة القادمة يجب أن نكون أكثر حذراً، لا مجال للمجازفة."أطلقتُ نفساً غاضباً وقلت: "كفّ عن المراوغة، لقد رأيتك اليوم مع ز

  • الرجل الذي يشتهي الحليب   الفصل 7

    ‫أقوم كل يوم بتنظيف المنزل، وأنا أعرف تمامًا كل ما فيه من أثاث وزينة.تلك كانت دمية دب صغيرة مصنوعة من مكعبات "ليغو"، وقد كانت هدية من علاء إلى ابنتي.قضيا وقتًا طويلًا معًا حتى أتما بناءها بنجاح.وبعد أن اكتمل شكلها الجميل، اقترح علاء أن نضعها في غرفة الجلوس لأنها تبدو لطيفة.عندما أفكر بالأمر، لم يمضِ على ذلك سوى أيام قليلة.لم أنتبه من قبل، لكنني الآن لاحظت أن عيني الدمية تبدوان غريبتين بعض الشيء.يبدو أن ما قاله ضياء كان صحيحًا.في البداية لم أكن لأصدق ضياء بسهولة، لكن هذا المجسم موجود في بيتي، ولا يمكن لأحد أن يعرف بوجوده أصلًا.ومع ذلك، ضياء لم يعرف عنه فقط، بل تحدث أيضًا عن المراقبة، وهذا جعلني أبدأ بالشك.لكن ما لم أفهمه هو: لماذا يفعل علاء ذلك؟هل كان يتوقع أن يأتي ضياء لزيارتي؟وبينما كنت غارقة في أفكاري، سمعت ضياء يتابع كلامه:"علاء على علاقة بامرأة أخرى منذ زمن، ويريد الطلاق، لكنه لا يريد أن يخسر أمواله.لو طلقك الآن سيكون هو المخطئ، وسيتوجب عليه أن يدفع لك الكثير، لذلك أراد أن يجعلك أنتِ المخطئة. ولهذا السبب لجأ إليّ. في الحقيقة، كل شيء كان من تخطيط علاء."اقترب ضياء قليلً

  • الرجل الذي يشتهي الحليب   الفصل 6

    ‫لم تهدأ الرغبة التي لم أفرغها مع علاء، فبدأت تتصاعد في داخلي حتى شعرتُ بحرارة تسري في جسدي.وبّخت نفسي بصمت، كم أنا عديمة الحياء!مزّق ضياء قميصي، وكان يهمّ بأن ينحني نحوي، لكنّ هاتفه رنّ في تلك اللحظة.أخرج الهاتف ليغلقه، غير أنّه عندما رأى اسم المتصل، عقد حاجبيه قليلًا.ثم تركني وأجاب على المكالمة.رأيت على شاشة هاتفه كلمتين: **الزوجة**.لا أدري ماذا قالت له زوجته، لكنّه أنهى المكالمة على عجل، ثم رتّب ملابسه."سأخرج قليلًا، انتظريني، وسنكمل ما بدأناه بعد قليل."راقبته وهو يغادر بخطوات مسرعة، ثم وقفت من على الأريكة، وكأنّ قوة خفية دفعتني لأتبعه.خرجت من باب المبنى، فرأيته جاثيًا على الأرض، يربط حذاء امرأة."حبيبتي، لماذا لم تتصلي بي لأوصلك منذ البداية؟"كان صوته رقيقًا للغاية، لا يشبه لهجته المليئة بالتهديد معي."لم أرد أن أزعجك، ولو لم أنسَ المفتاح لما اتصلت بك أصلًا."بعد أن أنهى ربط الحذاء، وقف ضياء، وأخذ الحقيبة من يدها، ووضع ذراعه حول خصرها، وسارا معًا نحو المبنى المجاور.وقفت أنظر إليهما، وهما يسيران كزوجين يملؤهما الودّ، وشعرتُ بحزن غامض يتسلل إلى قلبي.كم هو طيب ضياء مع زوجته

  • الرجل الذي يشتهي الحليب   الفصل 5

    ‫لكن عندما صعدتُ إلى السرير، مستعدةً بتلك الهيئة الخجولة، أنتظر بحماس قدوم علاء، رنّ هاتفه فجأة.عقد حاجبيه وقال:"حسنًا، حسنًا، فهمت."نظر إليّ زوجي بنظرةٍ فيها رغبة، ثم تنهد قائلاً:"عذرًا يا حبيبتي، حدث أمر طارئ في الشركة، يجب أن أعود الآن."قال ذلك وهو ينهض بسرعة ويلبس ثيابه من جديد.كنت ما زلت متأثرة بما جرى مع ضياء؛ رغم الخوف الذي في داخلي، إلا أن ذلك الموقف المليء بالالتباس جعلني أشعر باضطرابٍ غريبٍ وسرورٍ خفيّ.ولهذا عندما ألقاني زوجي على السرير قبل قليل، كنتُ أتوق إلى لحظةٍ حميمية معه.لكن الآن، وهو يستعد للمغادرة، شعرتُ بفراغٍ يملأ قلبي."علاء، ألا يمكنك أن تبقى معي قليلًا؟ ألا يمكن أن يتولى أحد غيرك أمر الشركة؟"هزّ رأسه مبتسمًا بأسى، ومدّ يده ليمسح شعري الطويل بحنان."انتظريني قليلًا يا حبيبتي، فالأمر اليوم يتعلق بمشروعٍ كبير في الشركة."بعد أن غادر زوجي، هممتُ بالذهاب لأرى إن كانت ابنتي قد نامت، فإذا بصوت طرقٍ على الباب.نظرتُ من خلال العين السحرية، وما إن رأيتُ من يقف خارجًا حتى تسارعت دقات قلبي.كان ضياء يقف هناك.لقد تبعني إلى بيتي!ارتجف جسدي خوفًا، وفي تلك اللحظة رنّ

Más capítulos
Explora y lee buenas novelas gratis
Acceso gratuito a una gran cantidad de buenas novelas en la app GoodNovel. Descarga los libros que te gusten y léelos donde y cuando quieras.
Lee libros gratis en la app
ESCANEA EL CÓDIGO PARA LEER EN LA APP
DMCA.com Protection Status