Share

الغيوم لا نية لها، والرياح تثير الشعور
الغيوم لا نية لها، والرياح تثير الشعور
Author: غصن مشتعل

الفصل الأول

Author: غصن مشتعل
"ضياء الحكيم، هل جننت؟ هل حقًا أعطيت رهف الهادي نخاع فريدة الصفدي دون إخبارها؟"

في مستشفى خاصة بمدينة الزهور، دخلت جنى الحكيم مسرعة إلى غرفة المستشفى، و أشارت إلى ضياء الحكيم الجالس على الأريكة و وبخته بشدة.

رفع ضياء الحكيم رأسه قليلًا، كان وجهه الوسيم عابسًا، و قال بصوت مملوء بالاستسلام.

"أختي، نخاع عظام فريدة الصفدي فقط متطابق مع رهف الهادي، ليس لدي خيار آخر."

أخذت جنى الحكيم تقريرًا من على الطاولة يثبت أن فريدة الصفدي دخلت المستشفى لمدة نصف عام بسبب العدوى و نظرت إليه ثم قالت:

"ليس لديك خيار؟ أنت تعلم بالفعل أن صحة فريدة ضعيفة، لكنك كذبت عليها أنها في المستشفى بسبب مرض المعدة و عرضتها للخطر؟

أنا حقًا مستغربة، هل ألقت رهف الهادي عليك تعويذة؟ في ذلك الوقت قدتَ سيارة سباق فقط لإسعادها، مما أدى إلى شللك لمدة خمس سنوات، في تلك الخمس سنوات كانت فريدة الصفدي دائمًا بجانبك."

"و الآن بعد أن تحسن جسدك، و مرضت فريدة الصفدي و تم إعادتها للوطن، أنت أخفيت عن فريدة الصفدي و أعطيت رهف الهادي نخاع عظمها. الآن بعد مرور أكثر من نصف عام تعافت رهف الهادي، ذهبت معها لتجارب أطفال الأنابيب!"

عند باب غرفة المستشفى، كانت فريدة الصفدي قد أنهت إجراءات الخروج من المستشفى للتو، و سمعت حديث جنى الحكيم الغاضب.

شدّت يدها على الحائط فجأة، و تجمدت الابتسامة التي على وجهها، و شعرت أنها سقطت في كهف جليدي.

قبل نصف ساعة، أخبرها الطبيب أن بعد الجراحة قد اختفت العدوى تمامًا، و يمكنها الخروج من المستشفى.

تقدم ضياء الحكيم لخطبتها على الفور، فبكت فرحًا، و نشرت على حسابها أن اليوم هو أسعد يوم في حياتها.

و في غرفة المستشفى، كان ضياء الحكيم خافضًا رأسه، و كان شعره الأسود يغطي عينيه الداكنتين، مما جعل تعبيراته غير واضحة.

"أختي، ساعديني في إبقاء هذه الأخبار سرًا، لا تخبري فريدة الصفدي، إن أيام جدة رهف الهادي قليلة، و أمنيتها الوحيدة أن تعانق طفلها، لا أريدها أن تترك أي ندم."

حدقت جنى الحكيم، و كان وجهها الصغير الجميل مملوءًا بالغضب.

"ماذا عن فريدة؟ الجميع يعلمون أنها أحبّتك لمدة ثماني سنوات كاملة!"

"أتذكر بوضوح أنه تم رفض رهف الهادي بعد أن اعترفت بمشاعرها إلى الابن الثاني في عائلة الرائدي، و أنت من أجل التنفيس عن غضب رهف الهادي، اقتربت من فريدة الصفدي عمدًا و غازلتها، لكي تجعل الابن الثاني لعائلة الرائدي الذي يحب فريدة الصفدي يشعر بالإهانة."

"الآن رهف الهادي حامل، و فريدة الصفدي معك منذ ثماني سنوات، فماذا ستفعل لها؟"

خفض ضياء الحكيم نظره لوهلة ثم قال بصوت أجش:

"لقد رتبت كل شيء، لن تعلم فريدة الصفدي أبدًا بشأن حمل رهف الهادي، أما عن المستقبل، لقد اعتدت بالفعل على وجود فريدة الصفدي خلال هذه السنوات الثماني، سوف أتزوجها……"

لم تستمع فريدة الصفدي إلى بقية الحديث.

الممرضة كانت تمشي باتجاه الغرفة، فخفضت فريدة الصفدي رأسها كأنها عادت للتو.

كان الاثنان في الغرفة ينظران إلى بعضهما نظرة قلق، ثم سحبت جنى الحكيم ضياء الحكيم و خرجا.

في طريق العودة إلى المنزل، كان ضياء الحكيم يناقش مع فريدة الصفدي تفاصيل الزواج، لكن فريدة الصفدي لم تكن تستمع إلى كلمة واحدة حتى.

كانت تنظر إلى ناطحات السحاب خارج النافذة، و شعرت بقشعريرة في جسدها.

التقت ضياء الحكيم لأول مرة و هي في الخامسة عشرة من عمرها، في اجتماع مع والديها و شركاء العمل.

هذه النظرة العابرة، و شكل الشاب البارد و النبيل، لم يفارق ذهنها منذ ذلك الحين.

في السادسة عشرة من عمرها، شاركت فريدة الصفدي في سباق السيارات بهوية "همس" و أنقذت حياة ضياء الحكيم، و بدأت قصة حب طويلة.

و في العشرين من عمرها، طاردها أنور الرائدي، و في نفس العام حضر ضياء الحكيم حفلة لصديقتها، و أضافها على الفيسبوك في هذه الليلة.

في هذه الليلة، كانت سعيدة طوال الليل.

و في نفس العام علمت أن ضياء الحكيم لديه صديقة طفولة اسمها رهف الهادي، لكن رهف الهادي كانت تحب الحرية، و خاضت عدة علاقات عاطفية، و لم تكن تحب ضياء الحكيم.

في الحادية والعشرين من عمرها، اعترف ضياء الحكيم بحبه لها، ووافقت على أن تكون مع ضياء الحكيم.

في الثانية والعشرين، تعرضت سيارة السباق الخاصة بضياء الحكيم لحادث، و تم نقله إلى المستشفى، و في اليوم التالي أعلن الأطباء إعاقته.

في تلك الليلة بدا و كأن ضياء الحكيم المصاب بإعاقة أصبح شخصًا آخر، أصبح كئيبًا و عصبيًا. و بسبب حبها له، رفضت السفر مع والديها إلى الخارج، و اختارت البقاء داخل البلاد و الاعتناء به.

في السابعة والعشرين، شُفيت ساق ضياء الحكيم بالكامل، و أعلن جد ضياء الحكيم أنه سيتولى قيادة العائلة، فشعر بالفخر.

في نفس العام، فقدت فريدة الصفدي وعيها فجأة في المنزل، و عندما أفاقت، أخبرها الأطباء أنها مصابة بمرض في المعدة و تحتاج إلى عملية جراحية...

و الآن عندما تفكر بالأمر، أدركت أن علاقة الحب الجميلة التي اعتقدت أنها سقطت من السماء فجأة، كانت كذبة منذ البداية!

قبل أكثر من نصف عام، تم سحب كميات كبيرة من دماء فريدة الصفدي في المستشفى، و قال ضياء الحكيم لها في هذا الوقت إنه مجرد فحص، لكنها اكتشفت أنه خدعها لكي تتبرع بنخاعها العظمي إلى رهف الهادي!

دخلت السيارة البنتلي ببطء إلى مجمع الفيلات.

و عند منتصف الليل، رن هاتف ضياء الحكيم.

رأت فريدة الصفدي اسم المتصل و كان "رهف اللطيفة"

أغلق ضياء الهاتف، و نقر على الشاشة بأصابعه، ثم نهض بعد قليل و خرج على عجل.

سارت فريدة الصفدي نحو النافذة.

في الظلام الدامس، انطلقت السيارة البنتلي تدريجيًا.

اتصلت فريدة الصفدي بوالدتها.

"أمي، لقد فكرت جيدًا، أنا أوافق على الزواج من عائلة الرشيدي. بعد سبعة أيام، سأتزوج به رسميًا فور وصولي إلى المطار."

خمنت والدة فريدة ما حدث لابنتها، و واسَتها ببضع جمل ثم شرحت لها بهدوء.

"هل فكرتِ جيدًا؟ فريدة، عائلة الصفدي لم تعد كما كانت، هذا الزواج ليس لعبة. عائلة الرشيدي وعائلة الحكيم بالرغم من أنهما بعيدتان عن بعضهما بآلاف الأميال، إلا أنهما كانا أعداء منذ أجيال، لا يجتمعان أبدًا كالنار والماء."

"إذا تزوجتِ من عائلة الرشيدي، فمن الممكن أن يطلبوا منك قطع كل العلاقات مع عائلة الحكيم."

على الجانب الآخر من الهاتف، انخفضت عينا فريدة الصفدي المليئتان بالدموع.

قبل ست سنوات، نقلت عائلة الصفدي شركتها إلى الخارج بسبب توسع الأعمال، و استقرت بالخارج منذ ذلك الوقت.

لكن لم يمضِ وقت طويل على انتقالهم ثم واجهوا أزمة مالية، و أعربت عائلة الرشيدي التي تعيش بالخارج أيضًا عن رغبتها بالزواج من عائلة الصفدي مرات كثيرة.

لكن والديها كانا يعلمان جيدًا أنها تحب ضياء الحكيم، فلم يريدا التضحية بابنتهما لأجل إنقاذ الشركة.

أما الآن، فهي لا تريد أي علاقة أخرى بضياء الحكيم، و الزواج من عائلة الرشيدي هو أفضل خيار لها.

"أمي، لقد فكرت جيدًا! لا أريد أن أرى ضياء الحكيم مرة أخرى طوال حياتي!"
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • الغيوم لا نية لها، والرياح تثير الشعور   الفصل العشرون

    عندما شعرت فريدة الصفدي بنظرة رهف الهادي المليئة بالغيرة، فرفعت تقارير شركة الصفدي الأخيرة وأرتها لها من خلف الزجاج."أرأيتِ؟ بعد عام من عملي الجاد، استطاعت مجموعة الصفدي أن تعود للربح مجددًا."توقفت للحظة، ثم أخرجت هاتفها وأظهرت لها صورة لحفل زفافها مع أدهم الرشيدي الأسبوع الفائت."لقد تزوجت أنا وأدهم الرشيدي، في الواقع يجب أن أشكرك، فلولا مشاركتك لي بفيديوهات التيك توك وإخباري بالأشياء التي يفعلها ضياء الحكيم لأجلك، لما كنت أستطيع التصميم على الانفصال عنه.""من كان يظن أنني سأتزوج فتى أحلامي في الصغر؟ عندما علم المتابعون بزواجنا، أرسلوا جميعهم أطيب تمنياتهم."قالت فريدة الصفدي هذا وبنبرة مليئة بالفخر.التفت أدهم الرشيدي لينظر إلى زوجته الصغيرة، ووجهه الوسيم مليء بالحنان.كيف لم يعرف من قبل أن زوجته لديها هذا الجانب المثير للغضب.زوجته الصغيرة لطيفة حقًا.كانت رهف الهادي تشتعل من الغضب.ففي نظرها، كانت فريدة الصفدي دائمًا أقل شأنًا منها.هي من سافرت للخارج وتخلت عن ضياء الحكيم، لذلك كانت لفريدة الصفدي فرصة لوقت صغير لتكون مع ضياء الحكيم.ولكن لماذا ضحّى ضياء الحكيم بنفسه من أجل امرأة

  • الغيوم لا نية لها، والرياح تثير الشعور   الفصل التاسع عشر

    في غرفة المستشفى داخل مستشفى خاصة،نظر فريدة الصفدي إلى ضياء الحكيم المُستلقي على السرير، وكان جسده كأنه خشبة ذابلة، كان وجهه شاحبًا كأنه ليس به نقطة دماء.حتى تنفسه كان ضعيفًا جدًا.عندما رأت فريدة الصفدي، ابتسم فجأة، كانت هذه أول مرة يبتسم فيها منذ أيام.أشار إليها أن تقترب، وربت على يدها، وكان صوته ضعيفًا للغاية:"فريدة، لا تبكي.""أنا آسف، ما حدث من قبل كان خطئي، وأنا أعتذر إليك بصدق حقًا الآن.""لا تلومي نفسك على رحيلي، إن أمكنك، هل يمكنك معانقتي مرة أخرى؟"انحنت فريدة الصفدي وعانقته بلطف، وكان صوتها مبحوحًا:"لا تمت، مازال الجد بحاجة لك….."ابتسم ضياء الحكيم ابتسامة خفيفة، ونظر إلى أدهم الرشيدي الواقف خلف النافذة، ثم نظر إلى فريدة:"زفاف سعيد يا فريدة، يا عزيزتي فريدة، أتمنى لك من كل قلبي أن تكوني دائمًا سعيدة."خرجت فريدة الصفدي من غرفة المرضى في النهاية وهي تبكي.كان أدهم الرشيدي واقفًا في الممر، وعانق فريدة الصفدي التي كانت ترتجف من البكاء:"لا تلومي نفسك، الخطأ ليس خطأك."في تلك الليلة، أصدرت عائلة الحكيم بيانًا أعلنت فيه عن وفاة ضياء الحكيم.وبعد ثلاثة أيام، ستكون جنازته.ذه

  • الغيوم لا نية لها، والرياح تثير الشعور   الفصل الثامن عشر

    نظرت فريدة الصفدي إلى الورقة التي كتبها ضياء الحكيم بخط يده، ثم أمسكتها ومزقتها بسرعة، ثم نظرت ببرود إلى ضياء الحكيم:"هذه الورقة قد تمزقت الآن، هل يمكنك إرجاعها كما كانت؟"قبض ضياء الحكيم على يده، وقال بصوت مرتجف:"الجميع يخطئ، هل لا يمكنك أن تعطيني فرصة واحدة لتصحيح أخطائي؟""لا أريد أن أعطيك فرصة، أنت لا تستحق."تكلمت فريدة الصفدي بكل هدوء، متذكرة ما حصل منذ شهر، فقالت بهدوء:"ضياء الحكيم، لقد أحببتك بصدق، لكن الآن أنا لا أحبك حقًا."كانت تبدو لطيفة، وشخصيتها دائمًا تميل إلى التساهل.لكنها ما إن تتخذ قرارًا، لا تغيره.حتى لو لم تقابل أدهم الرشيدي بعد تركها لضياء الحكيم، فكانت ستختار أن تعيش وحدها أيضًا.ازداد وجه ضياء الحكيم شحوبًا، وأكملت فريدة الصفدي قائلة:"أتمنى حقًا أن تنظر إلى هذه الخمس سنوات التي اهتممت بك فيها، ولا تزعجني مجددًا.""لا ينبغي لنا أن نلتقي مجددًا."بعد أن أنهت كلامها، لم تنظر فريدة الصفدي إلى وجه ضياء الحكيم لترى تعابيره، بل نظرت إلى جد ضياء الحكيم الذي ظل صامتًا طوال الوقت."جدي الحكيم، لقد قلت ما لدي، لن يتصرف أدهم الرشيدي ضد عائلة الحكيم مجددًا، أرجوك تذكر م

  • الغيوم لا نية لها، والرياح تثير الشعور   الفصل السابع عشر

    شاهد الجد حفيده الذي كان دائمًا فخورًا به، راكعًا أمامه لأول مرة، فظهرت في عينيه نظرة معقدة."إذا كان شرطي لكي أطلب من فريدة الصفدي مقابلتك، هو أن أسلبك منصبك كوريث لعائلة الحكيم، فهل سوف توافق؟"لم يتردد ضياء الحكيم ولو للحظة، وأومأ برأسه:"أوافق."أخذ الجد نفسًا عميقًا، ثم أومأ برأسه:"حسنًا."سجد ضياء الحكيم ثلاث مرات، ثم وقف، لكنه أُغمي عليه فورًا، ربما من السهر طوال الليل أو من الضرب.كان من المعروف أن ضياء الحكيم يتمتع بصحة جيدة، فكيف يفقد وعيه من بضع ضربات؟في النهاية، تألم قلب جدّ ضياء الحكيم، فأشار بيده إلى الخادم لنقل ضياء الحكيم إلى المستشفى.بعد أن فقد ضياء الحكيم وعيه، شعر وكأنه يحلم.في حلمه، قد عاد خمس سنوات إلى الوراء، وكانت فريدة الصفدي ترافقه إلى معبد الفجر لكي يقدما الأمنيات."فريدة، دعينا نذهب الآن لتسجيل الزواج، ولنقم الزفاف غدًا، حسنًا؟""لا أريد الزواج بك، لأنك سوف تخونني، أمنيتي الآن هي ألا أراك إلى الأبد.…"ارتجف جسد ضياء الحكيم الطويل فجأة، وأمسك يدها، وتوسل إليها:"لن أخونك، لقد تغيرت بالفعل…"أراد أن يمد يديه ويعانقها، لكنها تراجعت بضع خطوات إلى الوراء، ضحكت

  • الغيوم لا نية لها، والرياح تثير الشعور   الفصل السادس عشر

    لمدة شهر ونصف، لم يظهر ضياء الحكيم في البث المباشر.بدأ المتابعون في الظن أن محاولة الرجوع لحبيبته كانت مجرد نزوة، لكن بعد نصف شهر، عاد ضياء الحكيم للبث مجددًا.صُدم جميع المتابعين بمظهر ضياء الحكيم في البث المباشر.كان وجهه ملفوفًا بالضمادات، وكان شاحبًا كأنه ليس لديه دماء، كما لو أنه عانى بشدة.اتضح أنه مر بكل المعاناة التي مرت بها فريدة الصفدي في هذا النصف من الشهر.بعد كل ما مر به، شعر ضياء الحكيم بالندم الشديد، ونظر إلى الكاميرا وعيناه حمراوان:"أخيرًا فهمت لماذا أصرت فريدة الصفدي على تركي…""أنا آسف جدًا لها حقًا…"تصرفاته جعلت بعض المتابعين الذين كانوا معارضين له في البداية يشعرون ببعض الاحترام له الآن.تغيرت التعليقات فجأة، لكن ما زال هناك من لم يقتنع بعد."بصراحة، إن ضياء الحكيم رجل بمستوى عالٍ، وهو مستعد أن يؤذي نفسه من أجل استرجاع زوجته، أنا أحترمه كرجل حقيقي.""كم من الرجال الأغنياء ليسوا خائنين؟ الرجل الذي يستطيع أن يعود هو رجل جيد، يجب على فريدة الصفدي مسامحته.""أنا لا أوافق، لدي معلومات سرية، ارتكبت رهف الهادي الكثير من الأشياء السيئة في هذه السنوات، وكان ضياء الحكيم دا

  • الغيوم لا نية لها، والرياح تثير الشعور   الفصل الخامس عشر

    حدقت فريدة الصفدي في الرجل الذي أمامها، والذي بدا عليه بعض الظلم، ثم ابتسمت بسخرية:"لأنني قلت من قبل إنني لا أريد أن أراك مجددًا، لذلك من الطبيعي ألا أقبل هداياك.""ضياء الحكيم، ألم ترغب دائمًا في أن تتزوج رهف الهادي وتنجب طفلًا؟ والآن قد افسحتُ المجال لك، أليس من المفترض أن تتزوجها فورًا؟"أدركت متأخرة أنها، عندما كانت تعتني بضياء الحكيم أثناء إعاقته، كان لا يزال يرسل المال إلى رهف الهادي التي في الخارج.هذا النوع من المشاعر القوية، عندما سمعت عنه، شعرت بتأثر!أظلمت عينا ضياء الحكيم، كما لو أنهما فقدتا النور، وتقدم محاولًا معانقة فريدة الصفدي:"فريدة، كل هذا خطأ رهف الهادي، لقد خدعتني وأخبرتني أنها همس، وظننتُها أنتِ، ولهذا كنت لطيفًا معها كل هذه السنوات.""والآن قد عرفتُ الحقيقة بالفعل، واتضح أن من أحببتها طوال حياتي، سواء كنت صغيرًا أو حتى الآن، هي أنتِ. لقد أجبرتُ رهف الهادي على الإجهاض منذ أيام قليلة، هل يمكننا أن نعود الآن؟"صمت للحظة، ثم قال، وكان صوته يبدو عليه الاختناق بالبكاء:"فكري قليلًا، كم كنا سعداء من قبل."شردت فريدة الصفدي قليلًا، تتذكر الأيام الماضية.في الحقيقة، كان

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status