الفصل 4

بعد الإفطار، نسلك طريقنا المعتاد إلى مكتب القطيع، حيث يقودنا حارسنا الشخصي.

لدى آيدن اجتماع مبكر لمجلس الألفا. عادةً، كنتُ أنتظر بصبر في مكتبه حتى يعود.

لكن اليوم، معدتي تنقبض بشدة لدرجة أنني أضطر للذهاب إلى غرفة الاستراحة لأخذ كوب من شاي النعناع.

"انظروا إلى ما أهداني إياه رفيقي!" يتردد صوت سارة من الداخل.

إنها تستعرض سوارًا فضيًا بحجر القمر أمام أعضاء القطيع الآخرين.

"هذا من مجموعة القمر المقدس! حتى إناث الألفا لا يحصلن عليه بسهولة!"

"سارة، يبدو أن رفيقكِ يقدّركِ حقًا."

تحيط بها أصوات الإعجاب من كل الجهات.

تتألق سارة تحت وابل الإطراءات. "بالطبع! رفيقي ليس فقط قويًا، بل يمنحني كل ما أرغب به."

"يا له من كرم، إنه يشبه ملك الألفا تمامًا!"

"أتمزح؟ ملك الألفا آيدن هو الرفيق المثالي! انظروا كيف يعامل أميرته البيتا - لا تحتاج حتى إلى العمل، فقط تبقى بجانبه طوال اليوم!"

تتنهد ذئبة أخرى بحلم.

لكن ابتسامة سارة تأخذ طابعًا غامضًا.

أقف في مدخل الباب، وأقبض على كوب الشاي بإحكام.

كل المملكة تعرف عن حب آيدن لرفيقته.

ومع ذلك، هذا الألفا المتفاني نفسه يهرّب أوميغا إلى عريننا بينما أكون مخدرة تمامًا.

"سكارليت! حبيبتي، ماذا تفعلين هنا؟ هل تعلمين كم كنتُ مرعوبًا عندما لم أجدك؟" يركض آيدن نحوي بجنون.

تشع هالته الألفاوية بالقلق، ولا يهدأ إلا حين يمسك بيدي.

يقودني عائدًا إلى مكتبه، وسط نظرات الحسد من أعضاء القطيع.

كان تملكه منطقيًا في الماضي. منذ سبع سنوات، عندما أنهيت مهمتي في مساعدته ليصبح ملك الألفا، كان لدي خيار العودة إلى قطيعي الأصلي مع عرض تحالف قوي.

لكن عندما كنتُ على وشك الرحيل، شعر بشيء خطأ.

وقف في طريقي، راكعًا تقريبًا، يتوسل لي ألا أرحل.

هذا الذئب الذي دعمته منذ أن كنا جروين، الذي تحول من وريث ألفا محتقر إلى ملك الألفا القوي. حصل على كل شيء، ومع ذلك، كان مستعدًا للركوع ليبقي عليّ بجانبه.

في تلك اللحظة، رقّ قلبي.

استخدمتُ عرض التحالف كورقة مساومة لأحصل على إذن البقاء في هذه الأراضي كرفيقته.

بعد كل شيء، حتى في قطيعي الأصلي، كنت وحيدة. لم يكن للحياة هناك أي معنى بالنسبة لي.

منذ ذلك اليوم، أقام آيدن فورًا حفل التزاوج تحت ضوء القمر الكامل، راغبًا في إبقائي بجانبه في كل لحظة.

كان يخشى أن أرحل.

لكن هذه المرة، لن يلين قلبي.

يأخذني إلى مكتبه، محتضنًا إياي لفترة طويلة قبل أن يستقر ذئبه.

"سكارليت، لا تتركيني أبدًا." عيناه تلمعان بالإخلاص.

لا أرغب في رؤيته ينهار، لذا أومئ برأسي بطاعة: "طالما أنك لا تخونني، لن أتركك."

يتصلب جسده، يجبر نفسه على الابتسام، لكنها تبدو أسوأ من زمجرة غاضبة: "لماذا تضيفين هذا الشرط؟"

"لماذا تهتم بهذا الشرط، آيدن بلاكوود؟ هل فعلتَ شيئًا لخيانة رفيقتك؟" صوتي بارد كالصقيع.

يهز رأسه بجنون: "مستحيل."

"إذن لن أتركك." أجيب بحزم.

تلك الليلة، يجلب لي الشاي المعتاد.

هذه آخر ليلة لي في هذا العالم.

"آيدن، هل يمكنني تخطي الشاي الليلة؟"

"سكارليت، لا أريد أن تصبح ذئبتكِ مضطربة أثناء اكتمال القمر. أرجوكِ، كوني مطيعة؟"

يبدو مخلصًا للغاية، كما لو أنه يهتم فعلًا بصحتي.

أضحك بمرارة - هل ما زلتُ آمل في شيء؟

أخذ الكوب وشربته بالكامل.

منتظرة أن أغرق في النوم.

منتظرة أن تدخل سارة عريننا مرة أخرى.

ترتدي ملابس مثيرة، مع ملحق على شكل ذيل ذئب، مما يجعلها تبدو أكثر إغراءً. تندفع مباشرة إلى أحضان آيدن.

"ملك الألفا، أنت شرير جدًا، دائمًا تحب هذه الألعاب الخطرة."

سرير واحد.

ثلاثة ذئاب.

يضحك آيدن ببرود.

"ألستِ تستمتعين؟"

تستمر ليلتهم الحارة حتى وقت متأخر من الليل.

لم يلاحظ أن كل شيء متعلق بي في العرين بدأ يختفي ببطء.

في صباح اليوم التالي، مهما حاول آيدن إيقاظي، لا أتحرك على الإطلاق.

يستدعي ماركوس، معالج القطيع، لفحصي.

يبتلع ماركوس ريقه بصعوبة، ويرتجف صوته: "ألفا... ملك الألفا، رفيقتك اختفت."

قبل أن تصل مخالب آيدن إليه، يطلق ماركوس الحقيقة دفعة واحدة: "تسمم بـ وولفسبان. ماذا تناولت الليلة الماضية؟"