เข้าสู่ระบบهبت نسمة باردة فجعلت مالك يقشعر ويرتعش، وأخذ يعطس مرارا.وما إن خرجت فادية من القصر حتى سمعت صوت عطاسه.توقفت في مكانها، فرفع مالك عينيه نحوها، وفي اللحظة التي وقعت عيناه عليها بدا وكأن النور قد اشتعل فيهما فجأة.لم ينتظر حتى تقترب منه، بل ركض نحوها بحماس."فادية..."وما إن لاحظ أنها ترتدي ثوبا خفيفا، حتى خلع سترته دون تردد ووضعها على كتفيها.حين غمرتها سترته، انتبهت فادية فجأة،ونظرت إلى أنفه الأحمر من شدة البرد، فشعرت بشيء من الشفقة، لكن كلماتها خرجت بنبرة عتاب: "ألم تجد مكانا تذهب إليه؟"مالك: "..."قبل أن يتمكن من الرد، أمسكت فادية بمعصمه وقالت: "تعال معي!"انتقل دفء كفها إلى جسده، وكأن البرد تلاشى في لحظة.حاول مالك أن يسحب معصمه قليلا، فتوقفت فادية والتفتت إليه بوجه متسائل."أنت..."لماذا توقفت؟وقبل أن تنطق بسؤالها، أجابها مالك بفعل لا بكلام.أمسك بيدها التي شدت على معصمه، وفك أصابعها بلطف،شعرت فادية بفراغ في راحتها، وفي اللحظة التالية، وضع مالك كفه في راحتها وأحكم أصابعه بين أصابعها."أنا أحب هذه الطريقة." قال وهو يحدق بها بعينين لا ترى سواها، ثم حرك أصابعهما المتشابكة بفخر كأ
الحقيقة التي وضعت أمامها جعلت هدوء فادية الظاهري يبدو كسكين يغرس في قلبها.لم تستطع جنى كبح جماح غيرتها، فتقدمت بخطوات سريعة، عازمة على مسح تلك الابتسامة اللامبالية من وجه فادية.رفعت يدها لتصفعها، لكن فادية أمسكت بمعصمها بقوة قبل أن تهوي.بعد نوم قصير، استرجعت فادية شيئا من قوتها.وبالنسبة لجنى، لم تظهر أي رحمة، قبضتها كانت محكمة لدرجة أن جنى مهما حاولت لم تستطع أن تفلت منها.نظرت جنى بعينين حاقدتين وقالت: "فادية، أتركيني!"ابتسمت فادية بسخرية.أن تفلتها لتتلقى صفعة؟شدت قبضتها أكثر دون أن تضعفها لحظة.واصلت جنى تهديدها: "نحن في قصر عائلة الهاشمي، إن لم تطلقي يدي فسأستدعي الخدم!""جربي!"ازدادت قسوة ملامحها فجأة.قالت بلهجة حادة بعد أن قررت أن لا مجال للمجاملة: "لا تظني أني لم أعرف أنك البارحة عند باب القصر كنت من وضعت العثرة في طريقي…"منذ تلك اللحظة، كانت فادية تدرك تماما ما الذي جعلها تتعثر.كانت تعرف الحقيقة، لكنها لم ترغب بفضحها.لكن ما دامت جنى أصرت على إثارة المشاكل، فلن تسكت.فادية لا تحتمل أبدا أن يزعجها الآخرون بالمشاكل!تجمد وجه جنى، حتى أنها نسيت أن تحاول التملص.قالت فادي
في تلك اللحظة، كانت تقف في إحدى غرف الطابق الثاني، ومن هناك تستطيع أن ترى بوضوح ما يجري خارج أسوار القصر.خارج القصر.تحت ضوء المصباح، كان هناك ظل طويل، يمتد أكثر فأكثر مع وهج الضوء، وعلى الرغم من المسافة، استطاعت فادية أن تتعرف عليه فورا… إنه مالك.ما الذي جاء به إلى هنا؟هل يعني هذا أنه لم يغادر منذ الليلة الماضية، وبقي في الخارج طوال الوقت؟حين أدركت ذلك، شعرت فادية وكأن قلبها قد اصطدم بشيء بقوة، إحساس غريب لا يمكن وصفه بدأ يتسرب إلى أعماقها.وفي غمرة شرودها، هبت نسمة باردة جعلتها ترتجف بلا وعي.وبينما هي كذلك، بدا أن الظل تحت المصباح خارج الأسوار قد انكمش هو الآخر، يضم ذراعيه إلى صدره ليتقي البرد.عقدت فادية حاجبيها.فالريح لم تهدأ، بل ازدادت شدة، تهز أوراق الأشجار بصوت مسموع.وبلمح البصر، أغلقت النافذة ونزلت على عجل.لم يكن في ذهنها سوى ذاك الظل تحت المصباح، وكانت وجهتها خارج قصر عائلة الهاشمي، لكن ما إن خطت إلى أسفل الدرج حتى استوقفها صوت من خلفها."هل تنوين أن تلتقيه؟" جاء الصوت من خلفها.التفتت فادية، فرأت صاحبة الصوت تنهض من على الأريكة وتتقدم نحوها.إنها لم تكن سوى جنى.كان ض
"من قلت؟" صاحت تالة بانفعال وتقدمت تمسك بذراع المساعدة الصغيرة.المساعدة ارتبكت فجأة.من؟الشخص الذي ذكرته قبل قليل، لم يكن سوى واحد فقط..."الـ... الراسني الثالث؟" أهو هو؟وما إن قالت ذلك، حتى رأت بوضوح عيني تالة تلمعان بفرح."الراسني الثالث، الراسني الثالث..." تالة تخلت فورا عن انزعاجها السابق، ثم خطر ببالها شيء فجأة، "رائع! أليست هذه فرصة جاهزة أمامي؟"فهي تستطيع استغلال هذه الفرصة، لتجعل المسؤول الجديد عن المشروع يتولى الأمر.يكفي أن تلتقي بالراسني الثالث... لا، يكفي أن يراها الراسني الثالث، وستكون واثقة تماما أنه سيخضع لها.كانت تالة عازمة على الفوز.ثم أمرت مساعدتها:"استخدمي حسابي على وسائل التواصل وانشري بيانا، قولي فيه إنني أركز فقط على العمل نفسه، ولا علاقة لي بتلك الشائعات، وأخبري الجميع أنني أرى أن البطلة الأولى أنسب لهذا الدور، لذلك قررت الانسحاب من الفيلم وتسليم الدور للممثلة السابقة.""تنسحبين؟" المساعدة لم تستطع إخفاء دهشتها، "لكن هذا العمل بذلت فيه جهدا كبيرا..."بل إنها لم تتردد في تشويه سمعة البطلة السابقة...لكن المساعدة لم تجرؤ على إكمال كلامها.أما تالة فلم تعرها
أجابت تالة بإيجاز، دون أن تجرح ثقتها بنفسها.كانت تالة قد سمعت الكثير من الشائعات عن مالك.يقال إنه بارد مع الجميع.لكن لا بأس، فهي عازمة على أن تجعله يلين أمامها.شعرت في داخلها برغبة في التحدي والفوز، فلم تنتظر أن تبادر ندى بالحديث، بل قالت بلهجة حازمة: "عمتي، شهر واحد... لا، نصف شهر فقط، أحتاج نصف شهر وسأجعل الراسني الثالث لا يستغني عني أبدا!"ثقتها الكبيرة وقعت تماما في ما كانت ندى النجدي تتمنى."جيد، جيد يا توتو، أنت قادرة بالتأكيد. سأنتظر أخبارك السارة." ازدادت ندى حماسا وتوقعا.تبادلت الاثنتان بعض الكلمات الودية قبل أن تنهيا المكالمة.وخلال ذلك كله، كانت المساعدة الصغيرة تقف متوترة للغاية، تفكر في الأخبار المشتعلة على الإنترنت، حتى إنها لم تسمع نداء تالة.وعندما استوعبت الموقف، رفعت نظرها برعب نحو تالة التي كان وجهها ملبدا بالغيوم."فيما تفكرين؟" سألتها تالة بحدة، ثم رمت هاتفها نحوها.المساعدة أمسكت الهاتف بصعوبة، غير آبهة أنه كاد يصيب جبينها.فلا أحد يعرف أن تالة، التي تبدو دائما مهذبة وودودة أمام الناس، هي في الخفاء امرأة حادة الطبع وسريعة الغضب.في تلك اللحظة، كانت عاصفة الري
تالة النجدي، هي فعلا الابنة الكبرى لعائلة النجدي.كلمات ندى هدأت من انفعال جاد.قال بحزم: "معك حق، زواج عائلة النجدي من عائلة الراسني لا بد أن يتم. مالك، سواء رضي أم لم يرض، زوجته الوحيدة لا يمكن أن تكون إلا تالة."تجمع ندى بقايا الأشياء عن الأرض، لم تعر كلامه اهتماما كبيرا."لا يريد؟ لا تستهن بتوتو، فبجاذبيتها، قلة من الرجال يمكن أن يرفضوا الزواج منها." كانت راضية تماما عن ابنة أخيها.ولولا أن تالة سافرت إلى الخارج منذ وقت مبكر، ولم تلتق كثيرا بمالك،لكان ربما أصبح مالك واحدا من معجبيها منذ زمن."دعنا نراهن، بما أنهما الآن في عاصمة الدولة، فأنا أؤكد لك أنه خلال شهر واحد فقط، ستنجح توتو في كسب قلب مالك!" ندى قائلة بثقة.هذا الكلام جعل جاد يتشوق أكثر: "جيد، فلنراهن على شهر، وبعد شهر..."إن تمكنت تالة فعلا من كسب مالك، فخطته ستسير كما يريد.تبادل الزوجان نظرات مليئة بالرضا والاتفاق.تخلص جاد من انزعاجه السابق، وندى لم تبق ساكنة،فهي أيضا لديها دوافعها. لم تكن رغبتها في إتمام زواج عائلة النجدي من عائلة الراسني فقط من أجل طموح جاد، بل لأسباب أخرى أيضا.أمسكت ندى بهاتفها واتصلت بتالة.في قص






![زوجتي الحبيبة: [سيد عبّاد، لقد غازلتك بالخطأ!]](https://acfs1.goodnovel.com/dist/src/assets/images/book/43949cad-default_cover.png)
