LOGIN"دكتور... سيارة الإسعاف..." صرخت فادية والدموع تنهمر من عينيها بقلق شديد.تقدم أحد الحراس مستعجلا: "لماذا ما زلت واقفة؟ هيا بسرعة! لقد اتصلنا برقم الإسعاف، ستصل السيارة بعد قليل."لكن فادية لم تصدق.قالوا إنه حادث، لكنها لم تصدق أن الأمر مجرد حادث.لقد أبعدوا الجميع، فما الذي ينوون فعله؟أمسكت فادية بيد ديمة، ومسحت برفق وجهها الملطخ بالدماء، وكأنها تهمس لها بالطمأنينة: "لن أتركك أبدا."ولما لم تتحرك فادية، حاول الحارس جذبها بالقوة، لكنها أمسكت بمعصمه فجأة، وبحركة سريعة قلبته أرضا، فسقط يتأوه من الألم.تفاجأ باقي الحراس من قوتها غير المتوقعة، فصاروا أكثر حذرا.لكنهم لم يخافوا.فحتى لو كانت تعرف بعض الحركات، فهي امرأة واحدة أمام عدة حراس، لا فرصة لها بالنجاة.كسرت فادية ذراع الحارس الذي طرحته أرضا،ثم وقفت في مواجهة الآخرين بعزم لا يتزعزع.لن تسمح لأي منهم أن يلمس ديمو!"اهجموها!"صاح قائد الحراس.اندفعوا جميعا نحوها. في البداية قاومتهم بقوة، لكنها مع مرور الوقت بدأت تنهك، وكل ضربة منهم كانت قاسية، حتى صار وجهها ينزف، وبدأت تخسر قوتها.أما ديمة فما زالت ممددة على الأرض بلا حراك.تذكر قائ
"ما الأمر الكبير جدا؟"قال فيصل بلا مبالاة، حتى إنه لم يكلف نفسه عناء النظر من النافذة.ازدادت ملامح ندى قسوة وقالت: "هناك قتيل، أليست هذه كارثة كبيرة؟"ضحكة فيصل الخفيفة عبر الهاتف زادت من بروده: "وماذا في ذلك؟ ألم يحدث من قبل؟ وتمت تسويته بسهولة؟ أمي، تذكري أن تساعديني في التعامل مع هذا الأمر!"ثم أنهى فيصل المكالمة.ندى غمرها التذمر، رغم أنها كانت تتولى معالجة الأمور له في كل مرة، إلا أن تكرارها لا يخلو من احتمال وقوع خطأ أو فضيحة.ولم تخبر جاد الراسني بأي من هذه الأمور.فلو علم، لمال أكثر إلى ذلك الابن غير الشرعي المختبئ في الظل!ذلك الابن غير الشرعي...تنفست ندى بعمق، وقررت مؤقتا ألا تخبر فيصل بوجوده، ثم عادت للرقم الذي ظهر قبل قليل وأرسلت رسالة نصية:「سأتولى معالجة الأمر، لكن لا تكرر هذا أبدا، ركز على عملك وحقق إنجازات، عندها ستكون الساعد الأقوى لوالدك!」فقط إن تزوجت تالة من مالك، والتزم فيصل بحدوده، فسيبقى هو "الابن الوحيد" لجاد الراسني!وفي تلك اللحظة داخل النادي.اخترق دوى هائل أصوات الموسيقى، وبدأ الناس يتجمعون.وعندما رأوا الجسد الملقى على الأرض، تعرف بعضهم عليها:"إنها ديمة
بحركتين سريعتين، كبله تماما عند طرف السرير."مجموعة الراسني، هل تظنون أنكم فوق القانون؟!"كانت ديمة لا تحمل أي شعور تجاه مجموعة الراسني من قبل، أما الآن فلم يبق في قلبها سوى الاشمئزاز.قالت ذلك ثم استدارت.كان عليها أن تغادر هذا المكان بسرعة، فلن تكون في أمان إلا إذا خرجت من هذا النادي.فتحت ديمة باب الغرفة السرية، واندفعت نحو المصعد.استعاد فيصل أنفاسه، والغضب يتأجج في صدره.تهرب؟ سيجعلها تدرك أن ما تفكر فيه مجرد وهم!لم يعد معه هاتفه، لكن الغرفة السرية مجهزة بأجهزة أخرى لإرسال إشارات. ألقى فيصل نظرة نحو زاوية غير لافتة للانتباه.مد يده، وضغط بسهولة على زر صغير.ذلك الزر يتصل مباشرة بهاتف حارسه الشخصي، وفي أقل من دقيقة سيكونون هنا. ديمة لن تستطيع الهرب!خارج الغرفة السرية.اقتربت ديمة من المصعد، وما إن وصلت حتى فتح الباب، وخرج منه عدة رجال ضخام.ارتجف قلبها، وتراجعت لا إراديا.دخل أحد الحراس الغرفة السرية، وبمجرد أن خرج فيصل منها، كانت ديمة قد وصلت إلى النافذة، ولم يعد أمامها مجال للتراجع.نظر إليها فيصل بعينين مليئتين بالوحشية: "اللعنة، تجرئين على خداعي؟ يبدو أنني كنت لطيفا معك قبل ق
أي شيء يعجبها، فلتختاره بنفسها...لم تستطع ديمة أن تنظر إلى أي من تلك الأشياء من دون أن يعتريها شعور بالغثيان والاشمئزاز.ومع ذلك، راحت تحدق ببطء في ما حولها، متظاهرة بالطاعة وهي "تختار". في الحقيقة كانت تنتظر اللحظة المناسبة.بعد أن شربت قبل قليل ذلك الكوب من الماء، شعرت بأن في يدها بعض القوة تعود تدريجيا. يبدو أن هذا الرجل صدق "الإغراء" الذي ألقت به، فأعطاها دواء يعيد إليها شيئا من طاقتها.لكن رغم ذلك، لم تكن تلك القوة كافية لتقاومه.لذا، ما زالت بحاجة إلى المزيد من الوقت.وفي أثناء ذلك، كانت عيناها تمران على تلك الأدوات المريضة، وكأنها تختار فعلا.لكنها في الحقيقة كانت تبحث عن شيء يمكن أن تستعمله لصالحها.وفجأة، وقعت عيناها على سوط، فتوقفت نظراتها عنده: "أعجبني هذا."تبع فيصل اتجاه نظرها، فرأى السوط، وارتسمت على وجهه ابتسامة تجمع بين الشر والإغراء: "حسنا، كما تشائين!"اشتعل الحماس في داخله.أسرع وأخذ السوط، ثم استدار نحو ديمة. وفي تلك اللحظة رأت بوضوح القسوة في عينيه، وكادت تتخيل كم سيكون الألم فظيعا حين ينهال السوط على جسدها.لكن لتخفض من حذره، عضت على أسنانها وصبرت.رفع فيصل يده ع
لم تكن تعرف إلى أين سيأخذها، لكن كان لديها إحساس قوي أن المكان ليس بخير.وفعلا…تقدم فيصل نحو مكتب خشبي، وضغط على زر خفي، فانفتح باب سري.كان جسد ديمة ضعيفا، لكن وعيها صافيا تماما.رأت بوضوح أن خلف الباب غرفة أخرى، أضواؤها براقة، لكن ما فيها من “ألعاب” فاضحة جعل قلبها ينقبض.هذا الرجل لديه ميول منحرفة!ابتسم فيصل وهو يراقب رد فعلها: "هل أعجبك المنظر؟"ملامح الصدمة والاشمئزاز على وجهها البريء جعلته يضحك."أنت…" لو كان الأمر في ظروف عادية، لكانت صرخت في وجهه "مريض".لكنها الآن بين يديه، ولا تستطيع أن تستفزه.ومع ذلك، لم تستطع أن تجامل أو تتصنع.لحظة صمتها جعلت ابتسامته تتسع أكثر: "لا بأس، يمكنك أن تنعتيني بالمريض النفسي!"ديمة: "…"تأكدت من جديد أن هذا الرجل مريض القلب والعقل معا.لكن، لمخادعته، يمكنها أن "تسايره"."هل تريدني أن أشاركك اللعب بهذه الأشياء؟"جالت بعينيها في الغرفة، تكاد معدتها تنقلب، ولم تستطع أن تتخيل كيف يمكن أن تستخدم هذه الأدوات على امرأة، وكيف سيكون عذابها.نظر فيصل إلى بشرتها الناعمة وقال: "لا أحتمل أن أؤذيك… لكنني أحبك!"وحبه لها يعني أن يجرب عليها كل ألعابه المريضة
بعد أن اتصلت بالهاتف، ظل يرن طويلا دون أن يجيب أحد.غضبت تالة وألقت بهاتفها جانبا، لم تكن مستعدة للاستسلام. هذه الليلة يجب أن تثبت علاقتها بمالك، فقد رتبت الأمر مع وسائل الإعلام ومع خالتها ندى.صباح غد سيأتون صدفة إلى هنا ليكتشفوا تلك "العلاقة".تالة كانت تحدق بمالك، هذا الوجه الساحر الذي يصعب مقاومته.لم تعد تفكر في عواقب انكشاف خطتها، فهي تعلم أنه مع ضغط عائلة النجدي والإعلام، حتى لو كان مالك هو حاكم مجموعة الراسني، فلن يكون قادرا على التخلص منها بسهولة.أما عن انطباعه عنها، فهي واثقة أنه بمجرد أن يتزوجا، ومع مرور الوقت، ستتمكن بجاذبيتها ودهائها من كسب قلبه.والفرصة الآن أقرب إليها من أي وقت مضى.لذلك عليها أن تتمسك بها بقوة، ولا تفلتها!"مالك، أنت لي، ولقب زوجة الراسني سيكون لي أنا، تالة!"كانت عازمة بكل إصرار.جمعت كل قوتها وساعدت مالك على النهوض، ثم وضعته على السرير…......في أحد أندية مجموعة الراسني.كان حفل الاحتفال لا يزال مستمرا.وفي إحدى الغرف، رن هاتف فجأة، فأعاد ذلك الرنين شيئا من وعي ديمة.لكن فيصل ترك الهاتف يرن حتى انتهى، دون أن يمد يده للإجابة.جلس على الكرسي، بعينين ك







