Share

الفصل 437

Author: محبة الليتشي
"وجود أختك هناك يجعلني لا أجرؤ على الذهاب وحدي."

نظرت نورا إلى الرسالة، وردّت بإشارة "حسنًا" فقط، من دون أن تضيف شيئًا آخر.

فهي تعرف تمامًا طبيعة كارما، وأن علاقتها بلين لم تكن ودّية يومًا.

ربما لأن لين كانت أقرب إليها هي منذ الطفولة دائمًا.

تذكّرت نورا بوضوح ذلك اليوم حين جاءت لين لزيارتها وهي صغيرة.

كانتا تستمتعان بأشعة الشمس قرب المسبح، والجميع في العائلتين يعرف مدى صداقتهما الوثيقة.

أما كارما، فكانت متحفظة دائمًا، لا تنضم إليهما، وتنظر إلى لين بنفورٍ واضح.

وفي ذلك اليوم، اقتربت كارما بابتسامة مصطنعة، وقالت إنها تودّ الانضمام إليهما.

لم تكن لين الصغيرة راغبة في ذلك، لكنها احترمت كونها أخت نورا الكبرى ووافقت.

لكن أثناء جلوسهن، وأثناء الجدال على الجلوس في المنتصف، دفعت كارما نورا دون قصد إلى المسبح.

في ذلك الوقت، كانت نورا صغيرة ولم تتعلم السباحة بعد.

فارتعبت لين وقفزت فورًا إلى الماء لإنقاذها.

وأثناء سباحتها نحوها، صرخت في كارما: "اذهبي واطلبي المساعدة من الكبار!"

لكن كارما بقيت واقفة في مكانها دون حركة، تبدو جامدة الملامح، لا أحد يعرف إن كانت خائفة أو لم تسمع شيئًا.

ولحسن الحظ، كانت
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • حينما ساعدت العاشق الخائن في استعادة حبيبته القديمة، أعلنت الآنسة نورا ارتباطها بشخصٍ آخر   الفصل 461

    حين أدرك ما يجري، قابل عيني نورا الجميلتين اللتين تحملان ابتسامة ساخرة خفية."ما بك؟ هل تشتاق إلى سجنك؟"في تلك اللحظة، شعر سامي بأن عقله قد فرغ تمامًا، ولم يعرف حتى ماذا يقول.نظرت نورا إلى مظهره المهمل، وكادت أن تنفجر ضاحكة.لم يمضِ وقت طويل، فكيف يبدو وكأنه هرب للتو من كارثة؟حقًا، يبدو أن السجن يغير الناس.لكن... شعرت نورا أن هناك شيئًا غريبًا، ألم يُفرج عن سامي بعد أيام قليلة فقط؟فهو ابن عائلة عمر في النهاية، فكيف لأبيه أن يتركه يعاني في الداخل كل هذا الوقت؟أمام سخرية نورا، احمر وجه سامي تمامًا، وتشبّك عقله كعقدة لا تُفك، عاجزًا عن النطق."أنا... لا، لا شيء..."لأول مرة في حياته، شعر سامي بالدونية أمام نورا.فهو دائمًا ما كان فخورًا بنفسه.بل يمكن القول إن كثيرين كانوا يسارعون لتحيته أينما ذهب.لكن الآن، كيف صار خجولًا ومترددًا هكذا لمجرد أن يلتقي بنورا؟حتى سامي نفسه لم يصدق، هل هذا هو حقًا؟لم تستطع نورا إلا أن تدير عينيها قائلة: "طالما لا شأن لك بذلك، ابتعد، فالكلب الجيد لا يقف في الطريق."لم تعد تُظهر لسامي أي ملامح ودّ.يا لسوء الحظ، لم تتفقد تنبؤ حظها قبل الخروج، فقابلت هذ

  • حينما ساعدت العاشق الخائن في استعادة حبيبته القديمة، أعلنت الآنسة نورا ارتباطها بشخصٍ آخر   الفصل 460

    "وأيضًا، أصبح لدي شخص أريد أن أحميه الآن."حين قال سامي ذلك، تهادى في ذهنه وجه مريم الحلو.لكن والده ظنّ أنه يتحدث عن نورا، فتبدّل وجهه في الحال."ما زلت تفكر في نورا؟"ارتفع صوته بغضب: "قلت لك من قبل، أنتما من عالمين مختلفين، ولن تكونا مناسبين لبعضكما!""أبي، لم أكن..."حاول سامي أن يشرح، لكن والده لم يمنحه أي فرصة، بل هو غارق في قناعاته الخاصة."وقعت على مشروع مع مجموعة النخبة، ولديها مشروع مع الخارج أيضًا. لقبها 'الآنسة الثانية من عائلة الهاشمي' لم يعد يعني شيئًا أمام نفوذها الحقيقي!"كانت كلمات والده كصفعةٍ أيقظته على الفارق الهائل بينه وبين نورا.لم يكن يدرك ذلك حتى سمع حقيقة الفرق بينهما.اكتشف أن بينه وبينها هوّة لا يمكن تجاوزها."أبي... هل هي حقًا بهذه القوة؟"ففي ذاكرته، ما زالت تلك المرأة التي كانت تطبخ له وتُعدّ الطعام بحنان.أما الآن، فقد تغيّرت كليًا، وارتفع شأنها إلى مكانٍ لا يبلغه.نظر والد سامي إليه وكان مصدومًا، ورغم أنه ابنه، لم يتردد في أن يزيده وجعًا ليثنيه عن أوهامه."نعم، إنها بهذه القوة، والفارق بينكما لن يتقلص بل سيتسع أكثر.""لذلك أنصحك أن تركز على تعلم إدارة ا

  • حينما ساعدت العاشق الخائن في استعادة حبيبته القديمة، أعلنت الآنسة نورا ارتباطها بشخصٍ آخر   الفصل 459

    لا يمكنه أن يستمر في هذا الضياع أكثر.الاستمرار هكذا لن يؤدي إلى أي نتيجة.عاد سامي إلى الشركة مباشرة ليقابل والده."أبي، لا أريد أن أُخفي هويتي بعد الآن."ما إن سمع والده ذلك حتى كاد ضغطه يرتفع: "أيها العاق! ماذا تعني بهذا؟""هل يجب أن تسير الأمور كلها كما تشاء؟ هل أواصل إدارة الشركة أم لا؟"انهال عليه والده بالشتائم، فقال سامي: "حسنًا، حسنًا، أعلم أنني أخطأت.""كفى يا أبي، لا داعي للصراخ، أعدك أن أكون أكثر انضباطًا من الآن فصاعدًا."رفع سامي ثلاث أصابع بجدية وقال: "أقسم لك أن هذه ستكون المرة الأخيرة!"كاد والده أن يختنق غضبًا وهو يراه يتصرف بهذا الأسلوب.ربت على صدره متمتمًا في نفسه: "إنه ابني... إنه ابني، يجب أن أتحمل."فهو الابن الوحيد لعائلة عمر، لا وريث سواه."حسنًا، وإن كنت لن تخفي هويتك بعد الآن، فماذا بعد؟"لم يصدق والد سامي أن ابنه سيفكر بذكاء.هل علم أن الشركة قررت تعيينه وريثًا مستقبليًا بالفعل؟فكّر سامي بجدية ثم هز رأسه: "في الواقع، لم أحدد بعد ما سأفعله.""لكنني أرى أنني لم أعد صغيرًا، يمكنني أن أمتلك بعض السلطة الحقيقية."لم يعد يريد حياة التراخي، وكان يظن أن العمل من ا

  • حينما ساعدت العاشق الخائن في استعادة حبيبته القديمة، أعلنت الآنسة نورا ارتباطها بشخصٍ آخر   الفصل 458

    يا للسخرية حقًا.اشتدّ عزم مريم وهي تقول: "سامي، ما يقف بيننا لم يكن أنا أو أنت، بل والداك، والفارق بين عالمينا.""هل تظن أنني أعمل بجهدٍ كهذا من أجل نفسي؟ كل ما أفعله كان لأجلنا نحن!"نظر إليها سامي بحيرة: "ماذا تقصدين بقولك لأجلنا؟"ردّت مريم ببرود: "اهتم بنفسك، لدي زبون ينتظرني.""وسأقولها للمرة الأخيرة، مشكلتنا لم تكن نحن أبدًا."كان لديها زبون في الطريق بالفعل، ولم يكن لديها وقت لتضيعه في جدالٍ لا طائل منه.ولم تعد تملك طاقة لذلك أصلًا.أن تتعامل مع سامي وتُجامل عملاءها في الوقت نفسه أمر يفوق قدرتها.أدركت مريم أنها لا تستطيع أن تعيش بهذه الازدواجية.نظر سامي إلى باب المكتب المغلق وشعر بفراغٍ لا يستطيع وصفه.يبدو أن الجميع يتغير نحو الأفضل.إلا هو، ما زال عالقًا في مكانه.ظل صوت مريم يتردد في رأسه، كأصداء لا تنتهي."ما مشكلتنا حقًا؟ كانت الأمور بسيطة، لماذا جعلتها معقدة إلى هذا الحد؟"تمتم سامي لنفسه، ولم يفهم بعد ما كانت تعنيه مريم تمامًا.عضّ على شفتيه، ولما خرج من المكتب، رآها تتحدث مع إحدى الزبونات.كانت مريم ترتدي الزي التقليدي الأبيض، والزبونة أمامها سيدة ثرية بشكل واضح، تتح

  • حينما ساعدت العاشق الخائن في استعادة حبيبته القديمة، أعلنت الآنسة نورا ارتباطها بشخصٍ آخر   الفصل 457

    لو لم تسمع ذلك بنفسها، لما صدّقت مريم ما قاله."أنا..."تردّد سامي بخجل، وحكّ مؤخرة رأسه مترددًا في الكلام.نظرت مريم إليه باستغراب وقالت: "ما بك؟ لماذا تتردد هكذا؟"سألت بصراحة دون أي تردد.فبعد أن زال بريقه في نظرها، أصبحت تراه رجلًا عاديًا لا أكثر.أمام نظراتها الحادة وفضولها، لم يجد سامي بدًّا من كشف ما كان يفعله هذه الأيام."في الحقيقة، كنت أعمل في شركة عائلتي هذه الأيام، لكن دون أن أكشف لهم هويتي.""وماذا بعد؟"لم تفهم مريم بعد، هل يستطيع ابن العائلة المترفة هذا احتمال هذا العمل؟"كان هذا طلب والدي، لم أعد أريد حياة الترف والكسل، أريد أن أكون معك قريبًا."توقف سامي قليلًا ثم قال: "ولكي أرث الشركة، يجب أن أتجاوز اختبار أبي، وهو اختبار لنفسي أنا أيضًا.""إذن، هل بدأتَ من أدنى المراتب في الشركة الآن؟"أومأ سامي بلا تردد وقال: "نعم، مريم، أنا جاد هذه المرة، ولا أنوي خداعك."اقترب منها بخطوة، محاولًا احتضانها.لكن مريم لم تستطع تقبّله بهذا الشكل المسكين، فحالته لا تبشر بأي خير."أنا... فهمت، شكرًا لك."كانت معه من أجل النفوذ الذي يقف وراءه، وليس لتضحي بحياتها من أجله.وماذا لو بدا جاد

  • حينما ساعدت العاشق الخائن في استعادة حبيبته القديمة، أعلنت الآنسة نورا ارتباطها بشخصٍ آخر   الفصل 456

    "وهناك أمر أهم، والداك لا يوافقان على علاقتنا، فكل ما نقوله بعد ذلك لا معنى له."بعد كلمات مريم هذه، لم يجد سامي ما يقوله.لم يجد سوى أن يضمن لمريم: "مريم، حقًا أحبك، أعطيني فرصة، أرجوك.""آه... ما زلت لا تفهم شيئًا."تنهدت مريم، فبعد كل هذا الوقت، لا يزال سامي يتصرف كطفلٍ لم ينضج بعد.وبينما كانت تقول ذلك، شعرت ببعض الوخز في قلبها.هل هي من جعلته يصبح هكذا؟لا، بل هو ذلك الغرور الذي ورثه من لقبه الرفيع، الذي جعله يحتقر الناس العاديين.لولا هؤلاء الناس العاديين، من أين كان الأغنياء سيكسبون أموالهم؟ومع ذلك لم يفهم سامي كلامها وقال: "مريم، ما الذي تقصدينه؟""صحيح، لم أفهم، لكن يمكنك أن تشرحي لي مباشرة، لا تخفي عني شيئًا، أرجوك."رفعت مريم حاجبها، فهذه أول مرة ترى سامي بهذا التواضع والانكسار.فهوً متكبر عادة، ينظر إلى الآخرين بنظرة دونية، كأن التكلم معهم يقلل من شأنه.حتى عندما كان معها، كان يحتفظ بغروره دائمًا.لكن بالمقارنة مع شكله الآن، بدا الأمر كله مضحكًا بالنسبة لها.اتضح أن هذا الرجل لم يكن بعيد المنال، بل كانت هي من بالغت في تقديره.فحين تنظر إليه بنظرة عادية، لا تجد فيه ما يستحق

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status