الفصل 2: أخبره أنني مشغولة

ليصمت أفضل.

عندما يتكلم، يبدأ بكلام لا أحب سماعه.

قاطعته وقلت بهدوء: "سيد حسن، العريس ليس أنت، إذا كان لديك وقت، تعال لتناول شراب الزفاف."

"ماذا تعني؟"

"هه..."

أغلقت الهاتف.

متى فقدت رغبة التواصل؟

ربما عندما كنت أعود إلى المنزل وأجد نفسي دائما وحدي.

ربما عندما كان هو يرقص مع الآخرين في أضواء الألعاب النارية، بينما كنت أنا أعمل طوال الليل في مركز تجاري، أغير الحقائق.

ربما لأنه خذلني مرة بعد مرة، وكلما شعرت بالفرح، خابت آمالي مرة أخرى.

وربما كانت آخر مرة خرجنا فيها معا، لم أضع مكياجي، ولم يلاحظ ذلك هو أيضا.

قال لي ببساطة: "يمكننا أن نلتقي لمدة خمس دقائق، بعدها علي الذهاب إلى موقع التصوير."

خمس دقائق، ماذا يمكن أن نقول فيها؟

حتى لا تكفي لمقابلة حارة.

قلت: "لننهيها."

قال: "لا تفعلي هذا، أنتِ تعرفين أنني مشغول جدا، يجب أن أعمل على تسويق الشركة، إنني مرهق من تخصيص خمس دقائق لك."

لم أتمالك نفسي من الضحك: "إذن أشكرك، أنت شخص جيد بالفعل."

غاضبا قال: "لارا سعيد!"

ذكره وكيله بأن الوقت قد انتهى.

أخذ نفسا عميقا، ووجهه كان يعكس بعض التهديد، ثم نظر إلي وقال: "فكري في الأمر جيدا."

رحل بسرعة، يختبئ من الناس وكأنه لا يريد أن يراه أحد.

انظر، خمس دقائق، حتى لا يوجد وقت لنتشاجر بجدية،

الطعام لم يقدم بعد، وكنت في انتظار صبري، استغرق العشاء ساعة وأكثر.

أثناء العشاء، رأيت على صفحتي على الفيسبوك.

هو ونورا سليمان يأكلان معا في نفس الطبق، وحينما كانا يتناغمان، استغرقوا اثني عشر دقيقة في تناول الطعام.

أين الوقت؟

هناك حيث الحب.

في الليل، وأنا مستلقية على السرير، قلت لنفسي: "كل شيء انتهى، إذا اتصل بي في غضون ثلاثة أشهر وشرح لي بجدية، سأعطيه فرصة. إذا لم يفعل، ستكون النهاية الحقيقية."

مرت ثلاثة أشهر، ولم أتلق منه أي مكالمة.

انتقلت من المكان الذي كنت أعيش فيه، وذكرته بأن ينقل أغراضه، لكنني لم أتلق منه أي رسالة.

فكرت أنه ربما لم يعد بحاجة إلى أغراضه.

هو الآن نجم كبير، يستطيع ارتداء ملابس من أكبر العلامات التجارية، تلك الملابس الماركات الصغيرة التي كانت تناسبه في السابق، لم تعد مناسبة له.

مثلما أصبحت، في عينيه من الكنز النادر إلى شيء عادي.

وإلا، كيف يجرؤ على التحدث إلي بتلك الطريقة المتسلطة؟

هذا ليس مع من يحب، بل مع الخدم.

أغلقت هاتف زكريا حسن، وأضفته إلى القائمة السوداء مجددا.

علاقة زكريا حسن ونورا سليمان أصبحت حديث الساعة.

بدأ البعض في المطالبة بإلغاء متابعتهم.

قال البعض إن العلاقة بينهما كانت ناجحة.

البعض الآخر بدأ في البحث عن إشارات في تفاعلاتهما لإثبات أنهما كانا معا منذ وقت طويل.

وقال البعض الآخر إنها مجرد دعاية لصالح المسلسل الجديد.

الإنترنت مشوشة، بينما الواقع هادئ جدا.

داخل برج المنطقة الأعمال المركزية كان هادئا تماما.

بينما كنت أركز على العمل، تلقيت مكالمة من والدي.

قال: "لماذا لا تعودين إلى المنزل لتناول العشاء، هل أحتاج إلى إزعاجك عدة مرات؟ ظننت أنك إذا كنت على علاقة مع عمران علي، ستشعرين بالأمان، لكنك لم تحصلي على شركة عثمان، لا تظني أن لديك شيئا يمكنك أن تتفاخري به أمامي."

أخذت نفسا عميقا، وقلت بصوت هادئ: "كنت مشغولة، نسيت الوقت، والآن أنا جائعة، سأعود الآن."

ثم أغلق الهاتف.

لم يترك لي حتى وقتا لقول وداعا.

عدت إلى منزل العائلة، تناولت العشاء بسرعة، ثم ذهبت إلى المكتب لرؤية والدي.

مرت سنوات عديدة، وعندما رآني، كان وجهه ما يزال جادا.

كان يبدو كاليوم الذي تركت فيه المنزل قبل عشر سنوات.

قال ببرود: "مشروع التعاون مع عائلة علي، ستتولي أختك الأمر، عودي بسرعة لتسليم المهام."

"لماذا؟" قلت بصوت هادئ.

رغم أنني كنت أتوقع هذا اليوم منذ وقت طويل.

لكن عندما جاء هذا اليوم، كان من الصعب تقبله.

كانت الغضب يشتعل في قلبي.

لكنني سيطرت على مشاعري.

لم أعد في الثامنة عشرة من عمري.

في الثامنة عشرة، كانت لارا عندما أخبرها والدها أن كل شيء سيذهب إلى أختها غير الشقيقة، وأنه لا علاقة لها به، كانت تخرج من الغرفة وتقفل الباب خلفها، وتعلن أنها تخلت عن هذا المنزل.

لكن لارا في الثامنة والعشرين لن تفعل ذلك.

لقد تعلمت من الكثير من الإحباطات، وأصبحت أعرف كيف أتعامل مع خيبة الأمل.

ضحك والدي ساخرا: "لا أطمئن عندما أراكِ مع عمران علي، من يدري إن كنت ستتعاونين معه للإيقاع بي، أكرر، لا أصدق أنني سأسلمك إدارة المشروع، يمكنك أن تأخذي الأرباح، لكن الإدارة ستكون لأختك."

"ما هي هويتي؟"

آه، الآن عرفت، دمي يحتوي على دماء هذا الوغد.

أخذت نفسا عميقا وابتسمت ابتسامة مرة.

"حسنا يا أبي، كما تشاء."

خرجت من المنزل، واتصلت بعمران علي بسرعة.

"والدي لا يوافق على استكمال المشروع، يريد أن يتركه لزينة عثمان، الباقي يعتمد عليك، استعد."

ساد الصمت على الطرف الآخر من الخط لفترة.

"فهمت، لا تقلقي، هل يعجبك الخاتم؟"

سكت للحظة.

كان الخاتم جميلا إلى حد ما.

لكنني شعرت أن علاقتنا ليست على هذا القدر من القرب كي نتحدث عن هذه المواضيع الشخصية.

كان يجب أن يكون الأمر مختلفا.

الزواج التجاري يجب أن يتبع قواعده.

لذلك، قررت أن أشتري أزرار أكمام من الألماس لعمران علي بثمن يعادل عشرة آلاف دولار.

وفي ذلك اليوم، نشر عمران علي صورة للأزرار التي أهدتها لي، وأعاد نشر تغريدتي: "أحبها، إنها مناسبة جدا للزفاف. مذكور لارا سعيد."

في ذلك اليوم، انفجر موقع الفيسبوك.

عمران علي، الذي يعتبر رمزا للجمال والقوة والتعقيد، تخرج من جامعة مرموقة في سن مبكرة، وهو أحد كبار رجال الأعمال، حتى مع إعاقته استطاع أن يحقق شهرة واسعة.

وهذه هي المرة الأولى التي أظهر فيها على الترند.

ولكن لم أكن على الترند كحبيبة زكريا حسن.

بل كخطيبة عمران علي.

الأمر كان مريبا بعض الشيء.

كانت وسائل الإعلام تحاول جمع معلومات عني، عن مدرستي، دراستي، الجوائز التي فزت بها، وما إلى ذلك.

لكن الشيء الوحيد الذي لم يكن في حساباتهم هو أنني كنت في علاقة سرية دامت عشر سنوات.

أرسل وكيل زكريا حسن رسالة يحذرني فيها من التحدث كثيرا، وعدم التسبب بمشاكل له.

انفجر الغضب الذي كنت أخنقه لسنوات.

"اعتذر الآن ثم اغلقي فمك، سأعطيك فرصة أخيرة. إذا لم تقومي بذلك خلال ثلاث دقائق، سنضع جميع الأمور في العلن."

كنت أرسل رقما كل دقيقة.

"اثنان."

وعندما وصلت إلى الرقم الأول، أرسلوا لي رسالة.

"آسف، سيدة سعيد، نرجو منك السماح له وتناسي ما كان بينكما، لنكمل حياتنا بعيدا عن بعض، نتمنى لك السعادة."

ضحكت من الغضب.

هل هذه اعتذارات؟

هذا استفزاز!

قررت أن أرسل رسالة على الفيسبوك، مذكور زكريا حسن: "سيطر على الأشخاص من حولك، إذا لم أتلق اعتذارا رسميا خلال عشر دقائق، لن تتحمل العواقب."