Share

الفصل 2

Author: نيو نيو
عندما فتحت الباب، نظر خالد إليّ بمزيج من المفاجأة وعقد حاجبيه متضايقا.

"ما الذي تفعلينه هنا؟ هل تتبعينني؟" سأل بلهجة اتهام.

رفعت هاتفي وأشرت قائلا: "أنت من أرسل لي رسالة."

جذبت ريم ذراعه ببراءة: "سيد خالد، كنت أمزح حين طلبت من ليلى إحضار علبة الزبادي... لا تغضب!"

ارتخت تجاعيد جبينه.

الغريب أنني لم أشعر بأي انفعال تجاه استهزاء ريم وتساهل خالد معها، لم أُصب بنوبة هيستيريا كالمعتاد، فقط أومأت برأسي بهدوء مُؤكدة أنني على علم بالأمر.

حاول خالد تفسير الأمر: "ليلى، ريم كانت معي في اجتماع عمل فقط..."

قطعت كلامه بتسليمه علبة الزبادي.

كان خالد ثملا، فقررنا استدعاء تاكسي.

أودع ريم في سيارتها، وركبنا معا.

سيارة الأجرة كانت على الجانب الآخر من الشارع.

بينما كنت أعبر، جذبني خالد فجأة قبل أن تصدمني سيارة مسرعة.

"لو لم يكن هو، لربما كنت قد تعرضت للإصابة."

"احترسي من السيارات وأنت تعبرين الطريق."

وبخني خالد بنبرة قلقة وأمسك يدي بقوة، كعادته قديما حين كنا نعبر الشوارع معا.

تذكرت فجأة أياما عند عبوري للشارع، كانت يداه تلامس يديّ كالسحر.

"يبدو أنه مر وقت طويل جدا منذ أن شعرت بهذا، طويل لدرجة أنني بدأت أشعر وكأنني لا أستطيع التكيف معه."

عبرنا الطريق، فسحبت يدي بخفة.

في صباح اليوم التالي، استعددت للذهاب إلى العمل.

عرض خالد توصيلي.

"دعيني أوصلك."

بسبب ما حدث معه البارحة، نمت متأخرا جدا، والآن كدت أتأخر عن العمل بسبب قطار المترو، لذا قبلت العرض وقررت الصعود لتوفير الوقت

فتحت باب المقعد الأمامي... ففاجأني عبير عطر نسائي حلو.

الوسائد الداخلية باللون الوردي، وهناك أيضا وسادة مُعانقة لطيفة على شكل الأيقونة كيتي.

ملصق صغير ذو خط لطيف كتب عليه "مقعد خاص بريم الصغيرة" معلنا بصفاقة عن ملكيتها للمكان.

من المدهش أن يسمح خالد، المعروف بجديته وحسمه في العمل، بوجود مثل هذه الأشياء اللطيفة في سيارته. إنه لأمر ساخر حقا.

بملامح وجهه الغير مريحة، تبريره كان أشد سخرية: "ريم مجرد طفلة، لا تأخذي الأمر بجدية."

"طفلة" تشاركه جلسات تصوير رومانسية؟

امتنعت عن السؤال، تذكرت منشوره على الفيس بوك بعد يوم من طلبي الطلاق، "خالد: أوثق كل لحظة خجولة لك."

سواء كان ذلك انتقاما مني لطلبي الطلاق أم لأي سبب آخر، فإن قلبه قد مال بعيدا عني في مكان لا أراه.

اخترت المقعد الخلفي: "سأجلس هنا."

حاول كسر صمته المحرج: "خذي الحليب، لم تفطري بعد."

رفعت رأسي، فوجدت هناك صندوقا مخصصا للحلويات، وكان مليئا بمجموعة متنوعة من بسكويت الكوكيز، بالإضافة إلى الفواكه المجففة والمربى.

تذكرت أن لدى خالد وسواسا شديدا بالنظافة، فهو لا يسمح لأحد بتناول الطعام في سيارته.

ذات مرة، وأنا في سيارته، انخفض مستوى السكر في دمي بشكلٍ حاد، فشحبت شفتاي واضطرب بصري، ولم أعد أملك حتى القدرة على الكلام، أردت أن أشرب القليل من شاي الحليب لأستعيد عافيتي، لكنه رفض.

والآن، يمكن لريم أن تحصل بسهولة على تساهله.

الحب واللامبالاة... خطان متوازيان لا يلتقيان.

هززت رأسي رافضة بلطف، ثم استدرت أنظر إلى تدفق حركة المرور خارج النافذة.

لحسن الحظ، وصلنا إلى الشركة بسرعة، وعدت على الفور إلى مكان عملي.

من المفترض، بما أنني وخالد سننفصل، يجب علي أن أقدم استقالتي إلى الشركة.

لكن ما زلت مرتبطة بمشروعين، وشعورا بالمسؤولية، يجب أن أكملهما قبل المغادرة.

كنت مشغولة للغاية صباحا وظهرا لدرجة أنني فقدت التركيز، وبما أنني لم أنم جيدا، لم تكن حالتي النفسية في أفضل حال.

هممت بتحضير لنفسي كوبا من القهوة.

فدخل عامل التوصيل حاملا صناديق حلويات.

انفجر المكتب بهتافات الزملاء.

"المدير قدم لنا وجبة خفيفة! ما أكرمه!"

"ما الذي تفهمه أنت؟ الأمر ليس سوى أن ريم تتبع حمية! المدير رأى ذلك وأشفق عليها، فأراد شراء لها الحلويات، ونحن مجرد ديكور!"

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • خيانة وندم: ندم الزوج بعد الخيانة فقد حياته بحادث مروري   الفصل 9

    "ماذا تفعلان! من هذا الرجل؟"لم أتخيل أن خالد السلمي سيظل يطاردني كالشبح.تبخر ما تبقى من تأثير المشروب في رأسي."ليس لدينا ما نقوله." سحبت أحمد لنغادر، لكن خالد توسل إليّ كمن لا يريد الاستسلام."لقد حللت مشكلة ريم، يا ليلى، أرجوك امنحيني فرصة أخيرة.""خلال هذه الفترة، وأنت بعيدة عني، شعرت كأن قلبي فارغ. لم أدرك كم أنت مهمة بالنسبة لي يا ليلى."كرر كلماته مرارا وتكرارا.قاطعته: "خالد، لا أشعر نحوك سوى بالاشمئزاز. لا تظهر في حياتي مرة أخرى.""هل تعتقدين أن مشاعره نحوك صادقة؟"صرخ خلفي: "أنت مطلقة، كيف يمكن أن لا يهتم بهذا الأمر؟"أمسك أحمد يدي بقوة، ونظر في عيني بجدية قائلا: "لا يهمني ذلك يا ليلى.""انتظرتك كل هذه السنوات، لكن عندما سمعت قبل سنوات أنك تزوجت، ظننت أنه لا نصيب لنا. عندما أخبرني خالك أنك جئت إلى دبي، هل تعلمين كم كنت سعيدا؟"كانت يده دافئة، تبث الدفء في قلبي.التفت إلى خالد وقلت: "حتى أنت كمطلق وجدت من يريدك، فلماذا لا يمكنني أنا؟"حاول خالد التقدم، لكنه تراجع عندما هددته بالاتصال بالشرطة.مشيت بضع خطوات مع أحمد، ثم تركت يده."شكرا لك على قول هذا لإنقاذ الموقف."في الواقع،

  • خيانة وندم: ندم الزوج بعد الخيانة فقد حياته بحادث مروري   الفصل 8

    كانت تكرر مرارا وتكرارا كل ما فعله خالد من أجلها، كما لو كانت تحاول إثبات أن حبه كان حقيقيا.نفض خالد يد ريم التي حاولت إمساكه قائلا: "كفى يا ريم، توقفي عن ملاحقتي. كل ما فعلته لك وكل لطفي معك كان فقط لأنك تشبهين ليلى عندما تعرفت عليها لأول مرة."ثم التفت خالد نحوي قائلا: "ليلى، في البداية كنت بريئة وعفوية جدا، ثم اعتدت على وجودك تدريجيا، ولم نعد نشعر بتلك المشاعر المتجددة. في ذلك الوقت، دخلت ريم إلى حياتي، ولهذا لم أستطع السيطرة على مشاعري.""لكنني لا أستطيع التخلي عن علاقتنا التي استمرت سنوات. ما رأيك أن تعودي معي ونبدأ من جديد؟"لم أتخيل أن خالد يمكن أن يكون بهذه الوقاحة.يقول بكل صفاقة أنه رأى نفسي القديمة فيها.وقفت ريم مشدوهة في مكانها، تمسح دموعها وهي تستعيد وعيها ببطء."ماذا عن الطفل؟ إذا كنت لا تهتم حتى بطفلنا، فسأقفز من هنا."ركضت ريم نحو الجسر تنظر إلى المياه المتدفقة تحتها.لم أكن أتوقع أن لديهما طفلا.شعرت بالأسف الشديد لأنني أحببت شخصا حقيرا مثله.بدا أن خالد يمر بصراع داخلي، وأخيرا قال لي بإحباط: "آسف يا ليلى، ريم بريئة، يجب أن أهتم بها أولا."في الواقع، لم أتفاجأ باختيا

  • خيانة وندم: ندم الزوج بعد الخيانة فقد حياته بحادث مروري   الفصل 7

    كانت عيناه محمرتين، وقال بصوت مبحوح."ليلى، لماذا حظرتني؟"عادت ذكرياتي إلى ذلك اليوم عندما حذفت سجل محادثاتنا وقمت بحظره."خالد، قلت لك، نحن مطلقان، وقد استقلت من شركتك، ما معنى أن تأتي للبحث عني؟"بمجرد أن سمع هذه الكلمات، بدا خالد وكأنه يُكافح لكبح جماح انفعالاته، وقد تجلّى ذلك في حركه حلقه."طلاقنا كان خطأي، لقد أسأت فهمك، ووقعت على اتفاقية الطلاق بتهور.""بخصوص المشروع، لقد تحققت من الأمر، لقد ظلمتك في البداية، آسف، لم يكن يجب أن أحكم بتهور أنك فعلت ذلك، الآن أدركت خطأي، هل يمكنك منحي فرصة أخرى؟"نظرت إليه بسخرية.الطلاق يصبح نهائيا بعد 30 يوما من توقيع العقد، أي أن لديه فرصتين للاختيار.لا يعرف أن سبب طلاقنا لم يكن بسبب ظلمه لي، كان ذلك مجرد القشة الأخيرة التي قصمت ظهر 7 سنوات من الحب و5 سنوات من الزواج.الأهم من ذلك، أن قلبه كان قد ابتعد منذ وقت طويل."هل تعتقد أنني أردت الطلاق لأنك جعلتني أسلم المشروع لريم، وأسأت فهمي بأنني أظهر شيئا وأخفي شيئا آخر؟"بدا خالد وكأنه يتألم، وتجلى ذلك في تعابير وجهه.واصلت قائلة: "عندما اخترت تركي وحيدة في المصعد رغم رهاب الأماكن المغلقة لدي، لتذه

  • خيانة وندم: ندم الزوج بعد الخيانة فقد حياته بحادث مروري   الفصل 6

    "خالد، يمكنك التحقق مما إذا كنت أنا من فعل ذلك أم لا، وبالمناسبة أخبر ريم 'بدلا من إضاعة وقتك في هذه الألاعيب الصغيرة، من الأفضل أن تحسني من قدراتك في العمل.'"أغلقت الهاتف.قمت بحظر وحذف رقم هاتف خالد نهائيا.ترددت للحظة، ثم فتحت نافذة المحادثة بيني وبين خالد، وحذفت جميع سجلات محادثاتنا.بسبب حجم الذاكرة الكبير، كان الهاتف يعمل ببطء، وأنا أشاهد بصمت كيف تُمحى ذكريات عشر سنوات من التعارف والحب.شعرت بمشاعر مختلطة.وضعت الهاتف في جيبي، ثم ابتسمت ابتسامة خفيفة لأطمئن جدتي وخالي اللذين بدا القلق في عينيهما.عندما عدت، اكتشفت أن خالي قد جهز لي غرفة نظيفة ودافئة.قال خالي: "ليلى، لا أعرف ما تحبينه، خالك لا يعرف ما تحب الفتيات، لذا اشتريت كل شيء بشكل عشوائي."بدا خالي يتحسس رأسه محرجا بعض الشيء.لكنني رأيت أن الغرفة كلها مصممة حسب ذوقي باللون العاجي الأبيض، حتى مصباح الطاولة كان باللون الأزرق الذي أحبه."أحبها كثيرا، شكرا لك يا خالي."قال خالي: "حسنا، رتبي أغراضك، واستعدي بعد قليل ستناول الطعام!"شعرت بالدفء من جديد بفضل حب عائلتي.بعد عدة أيام من الراحة في المنزل، لم أستطع الصبر وأردت الخرو

  • خيانة وندم: ندم الزوج بعد الخيانة فقد حياته بحادث مروري   الفصل 5

    من نافذة الطائرة، بدت المدينة كأنها تتقلص شيئا فشيئا.شعرت أخيرا أنني غادرت حقا.تساءلت كيف سيكون رد فعل خالد حين يعلم بغيابي... هل سيكون مصدوما؟ أم سيشعر بأنه تخلص منّي أخيرا؟في ذكرياتي، كنا شريكين حميمين، وشركاء عمل على أتم التوافق، كنا نموذج الأزواج الذي يثير غيرة الآخرين بتلاصقنا طوال اليوم.كان يعرف أن والديّ توفيا مبكرا، وعندها احتضنني وقال: "سأعتني بك جيدا، وسأكون عائلتك من الآن فصاعدا."لكن كيف تحول الأمر لاحقا إلى "والداها قد ماتا، فلا يمكنها الطلاق مني"؟كيف تحول تعاطفه معي إلى سبب لاستغلال ضعفي وإلى سبب مؤكد بأنني لا يمكنني تركه؟أشعر بألم في رأسي، ولا أريد التفكير أكثر.قرأت يوما أن أفضل طريقة للتعامل مع علاقة تجعلك غير سعيد هي إنهاؤهاأغلقت عينيّ بينما كانت الطائرة تقترب من وجهتي الجديدة.هبطت الطائرة، وسرت للأمام وأجر حقائبي.فجأة سمعت صوت خالي وهو يرفع لافتة ويصرخ.التفت بدهشة وفرح لأرى خالي يدفع جدتي المسنة متجهين نحوي.بدا خالي كما في ذاكرتي، وجدتي كانت تنظر إليّ بنظرةٍ حنونة."ليلى، دعيني أنظر إليك جيدا!"مسحت جدتي يديّ بعينين دامعتين."عزيزتي، لقد عانيت كثيرا، لكن ا

  • خيانة وندم: ندم الزوج بعد الخيانة فقد حياته بحادث مروري   الفصل 4

    غدا هو اليوم الأخير من فترة التهدئة قبل الطلاق، وبعد غد، سأصبح رسميا لا شيء بالنسبة لخالد.كنت أسقي الزهور الصغيرة التي زرعتها في الشرفة.فجأة، سقط الخاتم من إصبعي الوسطى إلى الشارع.حاولت التقاطه باندفاع."ماذا تفعلين؟!" جذبني خالد من يدي بقوة."هل تدركين مدى خطورة ما تفعلينه؟!"بدا في عينيه القلق والاهتمام الشديد.وكأنه ما زال يهتم بي."لقد سقط الخاتم."كان الخاتم مصنوعا يدويا خصيصا لي في البداية، وأحببت تصميمه، لذلك ظللت أرتديه حتى الآن، وهذا ما جعلني أندفع لالتقاطه بهذه الطريقة المتهورة عندما سقط من الشرفة.تنهد خالد: "إنه مجرد خاتم، يمكنني شراء آخر لك، لم يكن عليك التصرف هكذا."كان مجرد خاتم، نظرت إلى إصبعه الوسطى الذي بدا فارغا، يبدو أنه خلع خاتمه منذ فترة."غدا ذكرى زواجنا، سآتي لأخذك، دعينا نحتفل معا."كم من الوقت مر دون أن نحتفل بذكرى زواجنا بشكل كامل.غرقت في التفكير.لنضع نقطة النهاية المثالية لهذا الزواج.في يوم ذكرى الزواج التالي، جلست في المطعم الذي تم حجزه مسبقا.انتظرت طويلا، وكنت قد أصبحت جائعة جدا، لكنه لم يأت.فتحت هاتفي أريد حثه، لو لم يكن يقصد حضور ذكرى الزواج بصدق

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status