Share

الفصل 3

Author: غوان يي
عبستُ بشدة وركلتُ المقعد أمامي بقدمي، فصدر عنه صوت ارتطام مدوٍّ.

استشعر خالد تغيّر حالي، فتخلى فورًا عن غطرسته.

"أعرف أنكِ مستاءة، لكن ما حدث قد وقع بالفعل، توقفي عن التصرف كالأطفال."

"ألم نتفق عند حجز الفندق أن نقيم في فندق خمس نجوم؟ لن نقتصد بعد الآن، سنقوم بتغيير الحجز فورًا!"

ابتسمتُ في سري ببرود، أيظن أنه يستطيع خداعي بهذه الحيل؟

"حسنًا، يا زوجي أنت الأفضل!"

ولكن في اللحظة التالية، تلقى خالد رسالة نصية من البنك.

"يا ليلى، كيف سحبتِ كل هذا المبلغ من بطاقتي؟!"

"ألم تقل أنك موافق على الإقامة في فندق خمس نجوم؟!"

"أنا وافقتُ أن تقيمي هناك، ولكن من سمح لكِ بسحب المال من بطاقتي؟!"

انفجرتُ ضاحكة: "هل أحتاج إلى موافقتكِ لأقيم في مكان ما أو أنفق بعض المال؟ تكسب ٣٥٠ دولار شهريًا وتتصرف كالأثرياء!"

احمر وجه خالد غضبًا عند سماع كلماتي.

"ماذا تقصدين بالضبط بكلامكِ هذا؟"

منذ زواجنا، ونحن نتبع نظام (أ-ب) في إدارة الأموال.

حيث أتحمل أنا (أ) جميع مصاريف المنزل، بينما يتفضلون هم جميعًا بالإقامة هنا بوجوههم الوقحة (ب).

لولا وجودي، لتضوروا جوعًا جميعًا، لقد نسوا بعد أيام قليلة من الرخاء من هو ولي نعمتهم.

حسنًا، طالما أنهم مغرمون بفريدة وابنها، فليكونوا معهم إلى الأبد!

"ثرثرة، ثرثرة، امرأة تتشاجر مع زوجها، هذا هو العصيان وقلة الأدب!"

"أسرعي لإعداد الطعام، هل تريدين أن تموت العائلة بأكملها جوعًا؟"

زمجر حماي بوجه عابس وهو يجلس على الأريكة.

هل يظنون أنني سأظل خادمة لهم؟ احلموا!

"يا فريدة، لقد نشأتِ مع خالد منذ الصغر، هل سبق لكِ أن تذوقتِ طعامًا من صنع يديه؟"

قلبت فريدة عينيها بتصنع.

"كيف لم أتذوق؟ عندما لم يكن أبي وأمي في المنزل في السابق، كان كل الطعام الشهي من صنع يد خالد!"

"إن مهارة خالد في الطبخ قد تحسنت كثيرًا عما كانت عليه في السابق."

نظرتُ إلى زوجي.

"فريدة بنفسها تقول ذلك، ألن تُرينا مهاراتك؟"

وبعد أن انتهيت من كلامي، خطفتُ حبات الفراولة من يد ياسين، وجلستُ على الأريكة أتصفح هاتفي.

عندما رأت حماتي أنني آمر خالد، عبست ملامحها بامتعاض.

"لا يجوز للرجل أن يدخل المطبخ لإعداد الطعام!"

نظرتُ إلى خالد، ثم قلتُ مبتسمة: "فريدة وابنها جاءا إلى المنزل بصعوبة بالغة، ألست ترحب بهما؟!"

ظهرت علامات الضيق على وجه خالد، ورمق حماتي بنظرة استغاثة.

لم تجد حماتي مفرًا سوى أن تتجشم عناء إعداد الطعام بدلًا من ابنها.

بعد حياة طويلة من الدلال والراحة، اعتادت حماتي أن يُقدم لها كل شيء دون عناء، لذا استغرقت وقتًا طويلًا وهي تتخبط في المطبخ.

على مائدة الطعام، كانت حماتي توزع الطعام على فريدة وابنها بابتسامة عريضة.

"يا فريدة، ما زلت أتذكر أنكِ تحبين الأطعمة الحارة، لقد أعددتُ مائدة كاملة من أجلكِ، تفضلي وكُلي المزيد!"

هه، إنها تعلم جيدًا أنني لا أتناول الأطعمة الحارة، ولكنها تتعمد مضايقتي.

"يا ليلى، فريدة ضيفة عزيزة، إذا لم يعجبكِ الطعام، فلتعدي لنفسكِ طبقًا من المعكرونة!"

هويتُ بالشوكة على الطاولة بغضب.

"تفضلوا أنتم، سأخرج لتناول الطعام في مطعم فاخر!"

امتقع وجه خالد غضبًا.

"يا ليلى، أمي طاعنة في السن تعد لكِ الطعام، ثم ترفضين تناوله، ما الذي أصابكِ اليوم؟!"

"ثم إن الحقائب لم تُرتّب بعد، إلى أين تذهبين؟!"

"ألم تكونوا مغرمين بفريدة؟ فلتتفضل هي بترتيب الأمتعة، أليس كذلك؟!"

صُعق الجميع من كلماتي.

صفقتُ الباب خلفي بقوة وانصرفت، وتوجهت مباشرة إلى فندق فخم، حيث تناولت وجبة شهية ودللت نفسي بجلسة مساج فاخرة منعشة.

لدي المال، وما من شيء يعجزني، لماذا عليّ أن أُرهق نفسي كخادمة في منزلهم؟

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • رحلة عائلية: حبيبة الطفولة معها تذاكر، بينما أنا أقود   الفصل 11

    كسبتُ القضية، واستعدتُ جميع الأموال التي استولوا عليها.بالطبع، علم أهالي الضحايا الآخرين بمكان وجود فريدة، فتهافتوا عليها مطالبين باستعادة المهور التي استولت عليها منهم.ترددت شائعات بأن فريدة حامل، ولم يجد خالد مفرًا سوى بيع منزله القديم لسداد ديونها.سألتني صديقتي عما إذا كنت أنوي بدء مشروع تجاري خاص بي، في الماضي، كنت أتردد في خوض هذه التجربة خشية ألا أجد الوقت الكافي لرعاية عائلتي، فكنت أرفض الفكرة.أما الآن، فقد وافقتُ على الفور دون تردد.ازدهر عملي وتوسع نطاقه يومًا بعد يوم، وتعلمت كيف أستمتع بالحياة، وأفعل كل ما يحلو لي.أثناء تناول العشاء مع بعض الأصدقاء القدامى، تطرق الحديث إلى أخبار حياة خالد وفريدة في الوقت الراهن."حقًا لقد اجتمع الحثالة مع مثيلاتها، لقد اتضح أن كلًا منهما غارق في الديون حتى أذنيه.""ألا تتعجبين، كيف لخالد بعد كل ما فعله به فريدة من خداع، أن يتزوجها؟!"أما أخو زوجي، سامر، فلم يتمكن من السفر إلى الخارج لعدم توفر المال، ويُقال إنه اقترض مبالغ كبيرة من قروض الإنترنت ليظهر بمظهر الوريث الثري، وتراكمت عليه الديون حتى فاقت قدرته على السداد.ويبدو أنه هرب إلى منط

  • رحلة عائلية: حبيبة الطفولة معها تذاكر، بينما أنا أقود   الفصل 10

    يوم استلام وثيقة الطلاق كان يومًا حافلًا بالمشاكل.وصلتُ إلى مكتب الأحوال المدنية منهكة القوى، وأنا أستند على ذراع صديقتي، فوجدت خالدًا وفريدة بانتظاري عند البوابة وهما يحتضنان الطفل.عند رؤيتهم، بدا المشهد وكأنه صورة لعائلة مثالية.عبس خالد بوجهه، وبدت عليه علامات الاستياء والامتعاض.بينما أخذت فريدة تخاطب ياسين قائلة: "من الآن فصاعدًا، خالد هو والدك الحقيقي!"ثم تشبثت بذراع خالد، وتبدو عليها علامات الغبطة والانتصار."يا ليلي، زوجة خالد السابقة، يجب أن أتقدم بالشكر الجزيل لكِ على تفهمكِ وإيثاركِ، عندما أتزوج أنا وخالد، سأحرص على دعوتكِ لتناول حلوى الزفاف!"فإذا بي أهوي بصفعة قوية على وجه فريدة، حتى سال الدم من زاوية فمها."ما الذي تفعلينه؟ يا ليلى، أنتِ حقًا امرأة همجية!"ثم اختبأت في أحضان خالد، وهي تنتحب وتذرف الدموع."ما زلنا لم ننفصل رسميًا بعد، ما زلتُ زوجته، يحق للزوجة أن تضرب “العشيقة”، ومن سيجرؤ على الاعتراض؟!"ثم قلبت عينيّ ساخرةً تجاه خالد."أسرع، لا تكن مترددًا ومتباطئًا، وإلا فإن “عشيقتك” ستتلقى المزيد من الضربات!"بعد أن انفصلنا رسميًا، حصل خالد وفريدة على وثيقة زواجهما.

  • رحلة عائلية: حبيبة الطفولة معها تذاكر، بينما أنا أقود   الفصل 9

    بالطبع لم يكن خالد ليقبل بالخروج من الزواج خالي الوفاض، فبذل قصارى جهده للقائي.فكان يأتي إلى شركتي ليقدم لي الزهور، أو يشتري لي الحلوى، ولكن في كل مرة كنت أراه، كنت أشعر بالاشمئزاز والغثيان."يا زوجتي، أنا آسف، أنا آسف حقًا، أرجوكِ اسمحي لي بالعودة إلى المنزل!"أمام جميع الزملاء، كان يتصرف وكأنه الزوج المثالي.مما جعل الجميع يعتقدون أنني أتصرف بلا منطق وأصر على الطلاق دون سبب.أيظن أنه بهذه الحيلة سيجعلني أتراجع عن قراري؟فليحلم!"أين “صديقتك” لِمَ لم تأتِ برفقتك؟ طالما أنك مغرم بها، وهي فأل خير عليك، فلماذا تتمسك بي هكذا؟""لا ليس الأمر كذلك، فريدة مجرد صديقة جيدة!"ضحكت باستهزاء."حقًا؟ صديقة جيدة لدرجة العناق في منتصف الليل، والسفر بالطائرة سويًا، وترك الزوجة تقود السيارة وحدها؟"وجه إلينا المحيطون نظرات غريبة، مما جعل وجه خالد يحتقن بالدماء."أنا آسف، لقد أدركتُ حقًا خطئي، كان يجب عليّ أن أحافظ على مسافة بيني وبين فريدة، أنا حقًا شخص عديم الإحساس!"وبينما هو يتحدث، همّ بالجثو على ركبتيه أمامي.رأيتُ من بعيد أشخاصاً يركضون نحونا، وأدركت أن المسرحية الحقيقية كانت على وشك أن تبدأ.سا

  • رحلة عائلية: حبيبة الطفولة معها تذاكر، بينما أنا أقود   الفصل 8

    انتظرتُ في مكتب الأحوال المدنية لساعتين كاملتين، ولم أرَ خالدًا يظهر، وبينما كنتُ أستعد للعودة إلى المنزل، تلقيتُ مكالمة من والدتي."يا ابنتي ليلى، ما الذي يحدث بينكِ وبين خالد؟ لقد انتقلت عائلته بأكملها للإقامة في منزلنا!"شعرتُ وكأن رأسي يدور بي، يا لهم من وقحين حقًا، طمأنتُ والديّ، ثم انطلقتُ بالسيارة عائدة إلى المنزل.ما أن فتحتُ الباب، حتى رأيت حماتي وحماي جالسين على الأريكة يتناولان الفاكهة، بينما كان والداي مختبئين في غرفتهما، وقد اعتلاهما الغضب.اشتعلت نيران الغضب في صدري عند رؤية هذا المشهد.تقدمت حماتي نحوي، وتناولت حقيبتي بحفاوة مصطنعة."يا ابنتي ليلى، لقد تكبدتِ عناءً كبيرًا، هل تناولتِ الطعام؟ سأطلب من الخادمة أن تعد لكِ شيئًا لتأكلينه."عبستُ بوجهي، لقد تجرأوا بالفعل على اعتبار منزل والديّ ملكًا لهم."ما الذي تفعلونه هنا؟ لتغادروا منزلنا فورًا!"عندما سمع حماي كلماتي، هوى بكوب الماء على الأرض محطمًا."يا ليلى، منذ متى وأنتِ تتصرفين بهذه السلطوية؟ ما معنى"منزل والديّ"؟ أليس والداكِ بلا أبناء ذكور، ألن يصبح هذا المنزل ملكًا لعائلة آل خالد في نهاية المطاف؟ ما المشك

  • رحلة عائلية: حبيبة الطفولة معها تذاكر، بينما أنا أقود   الفصل 7

    طوال هذه السنوات، كنتُ أعتني بجميع أفراد عائلة آل خالد بكل تفانٍ وإخلاص.سعيتُ جاهدة لتحسين مستوى معيشتنا، فكنت أعمل بلا كلل، وبعد انتهاء ساعات العمل الإضافي، أعود لإعداد الطعام للعائلة بأكملها.كنتُ أعيش دائمًا تحت وطأة التوتر والقلق، خشية الوقوع في أخطاء في العمل، أو التقصير في حق عائلتي.ترددت في أذني كلمات النصيحة التي أسداها لي والداي في الماضي، لقد أدركتُ أن كل ما يحدث اليوم هو نتيجة اندفاعي الأعمى في الحب في ذلك الوقت.من هذه اللحظة فصاعدًا، سأعيش من أجل نفسي فقط.أخذتُ أحسب الوقت، رحلتهم إلى الشاطئ يفترض أنها قد انتهت،كم سأستمتع برؤية تعابير وجوههم عندما يرون هديتي الكبيرة، سيكون مشهدًا مُبهجًا!رن هاتفي، كان رقمًا غريبًا.ما أن أجبت، حتى دوى صوت خالد الغاضب الهائج في أذني."يا ليلى، ما معنى تغييرك لقفل الباب؟ إذا كنتِ لا تنوين العودة، فأخبرينا الآن."""أجل، هذا صحيح، لم أعد أنوي العودة، جميع متعلقاتكم في هذا المنزل قد قمت بإرسالها إليكم بالبريد.""عودي إلى المنزل فورًا، وقدمي اعتذارًا للعائلة بأكملها، وادعي الجميع لتناول وجبة طعام فاخرة، ثم سددي لي تكاليف الرحلة، و

  • رحلة عائلية: حبيبة الطفولة معها تذاكر، بينما أنا أقود   الفصل 6

    كانت مجموعة العائلة تمتلئ بالإشعارات، ففتحت هاتفي ورأيت أن فريدة قد نشرت صورهم فيها.تهافتت عمات وخالات خالد على التعليق، وأثنوا على بر خالد وحسن تصرفه.نقرت على الصفحة الشخصية لفريدة على تطبيق "الواتس اب"، فوجدتها تنشر صورة."شكرًا لخالد لاصطحابه ابنه في عطلة إلى شاطئ البحر، والإقامة في فندق فخم خمس نجوم..."يبدو أن خالد قد أنفق مبلغًا كبيرًا من المال، هذه العائلة بأكملها ستكلفه بالتأكيد عشرات الآلاف.ولكن بالتفكير مليًا، أليس سخاؤه هذا إلا لأنه يعلم أن لديه مصدرًا لا ينضب من الأموال مثلي؟سألتني حماتي في مجموعة العائلة."يا ليلى، إلى أين وصلتِ بالسيارة؟ لماذا تأخرتِ كل هذا الوقت؟ أنتظر بفارغ الصبر أن ألتقط صورًا بالملابس الموجودة في حقيبة الأمتعة!""أجل أجل، يا ليلي، الشمس هنا حارقة جدًا، ماذا أفعل إذا أسمرت بشرتي بسبب غياب واقي الشمس؟!"عندما لم أتجاوب مع رسائلهم، اتصلت حماتي بي مباشرةً."يا ليلى، أين أنتِ؟ لماذا كل هذا البطء والتماطل؟"قاطعها حماي بضجر: "تجعلين عائلة بأكملها تنتظر، فلتتوقفي عن الراحة قليلًا، وزيدي ساعات القيادة، ألن تصلي أسرع؟!"كنت مستلقية على سريري أستمتع بجلسة ا

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status