لقد تزوجتُ يحيي منذ أربع سنوات، وكنتُ أرغب بشدة في إنجاب الأطفال منه. لكن للأسف، لم يكن ينام معي أبدًا. اعتقدتُ أنه كان زاهدًا، خاليًا من الرغبات. لكن الطبيب قال إنه كان عنيفًا لدرجة أنه سبب تمزق شرجي لامرأة. شعر قلبي بالانقباض، لأن تلك المرأة لم تكن سوى... "أخته" غير الشقيقة بالدم، من أب وأم مختلفين.
View Moreغادر يحيى الهواري غاضبًا وهو يلوح بكمّه في حدة.نزلت عن السرير لأغتسل من جديد، ثم جففت شعري، وانتظرت حتى الثالثة فجرًا، دون أن يعود.لم أكن في الحقيقة بانتظاره، بل لم أستطع النوم وحسب.لم تكن هناك خادمة مقيمة في فيلا الساحل ليلًا، ولم أكن أتحفظ على شيء، فاكتفيت برداءٍ خفيف وهبطتُ إلى الطابق السفلي.كان الهواء باردًا، والنسيم يتسلل إلى ملابسي، ارتجفتُ كما لو كنت زهرة في الحديقة تُداعبها الريح، ورفعت رأسي أتأمل القمر.ولم يطل الأمر، حتى سمعت وقع خطوات خلفي."أكنتِ في انتظاري؟"شعرت بيده تُمسك مؤخرة عنقي من الخلف، فرفعت وجهي إليه،"زوجي، أما ترى كم القمر جميل الليلة؟"غمزتُ له، "لم نشاهد النجوم معًا من قبل."كنتُ أرغب في كسر الجليد بيننا، لكنني فُجعت بنفسي وأنا أتأثر بالكلمات التي خرجت من فميه شعرت بغصّة، ورغبة بالبكاء تسكن أنفي.كم من اللحظات الصغيرة فاتتني مع يحيى، لم نحظَ يومًا برومانسية بسيطة كهذه."مم، عادي."أدخل أصابعه بين خصلات شعري المتوسطة الطول، وقال ببرود، وكأنه يُطفئ وهج اللحظة، "هيا نعود إلى النوم."نهضتُ واقفة، والتففت حول المقعد، ثم أمسكت بذراعه ، "أنت دافئ"اقتربتُ منه أكث
"لا بأس."لمستُ وجنة يحيى الهواري برفق، وقلت بتعب واضح، "أين ستنام الليلة؟"لكنني ما إن لفظت كلماتي حتى جمدتُ فجأة، بدا سؤالي كأنه أستجوب على طريقة الإمبراطوريات القديمة أين ينوي الإقامة الليلة...لم أتمالك نفسي وضحكت، بينما وجه يحيى الهواري ازداد عبوسًا حتى صار كئيبًا بشكل واضح.كانت عيناه السوداوان الصامتتان تنبعثان ببرودة قاسية، نظر إلي برهة طويلة ثم تفجّر ضيقه أخيرًا، "قلتِ: لا بأس، ولم تقولي، أنا أُصدقك."كان صوته حادًا، مشبعًا بالريبة والاتهام."لا بأس يا زوجي، أنا لا أكترث، أنت قلت بنفسك طالما أنني لا أزال سيدة الهواري، فهذا يكفي."تعلّقتُ بكتفيه بكلتا يدي، وجسدي التصق به حتى النهاية.كنت قد خرجت لتوي من الحمام أستعد للنوم، ولم أكن أرتدي أي ملابس داخلية، وكانت منامتي الحريرية شفافة لا تحجب شيئًا، استجاب جسد يحيى الهواري على الفور."في السابق كنتُ ساذجة، أما الآن فبعد أن دُرتُ دورة كاملة، واصطدمتُ بالحائط، وذُقتُ مرارة الاحتجاز، ثم رحلت أمي،صرتُ متعبة، واكتشفت أن لا مكان أحنّ من صدرك."أدركت حينها أن يحيى من النوع الذي يسهل استثارته، ربما كانت حِيَلي في الماضي محافظة أكثر مما ينب
عندما عدت إلى المنزل، بدا وكأنه قد تغيّر من جديد.على الطاولة وضع كيس رقائق بطاطس مفتوح نصفه، والمجلات مكدسة بشكل فوضوي على الأريكة، والصفحة المفتوحة كانت لصورة مكبرة لأحد نجوم الفن...أطلت برأسي لألقي نظرة، بدا لي وكأنه فتى صغير، أنا لا أتابع المشاهير، فلا أعرفهم جيدًا.حين كنت طالبة، كانت بعض الفتيات يحاولن إقناعي بحب النجوم الذين يعجبن بهم، وكنت دائمًا أستخف بالأمر في سري، فأيّ رجل على وجه الأرض يمكن أن يكون أجمل من يحيي؟نظرت حولي، كانت غرفة الضيوف تعج بالأشياء المتناثرة التي خلفتها يمنى، حتى الأرضية لم تسلم.عقدت حاجبي بانزعاج، لم يعجبني هذا المشهد،كل شيء فوضوي ومبعثر.صعدت إلى الطابق العلوي، وصادفت يحيي يدخل وهو يحمل يمنى بين ذراعيه.كانت ترتدي فستان أميرة وردي، وجوارب بيضاء طويلة، وكان شكلها وهي بين ذراعيه أشبه بدمية كبيرة يحملها رجل.اتكأت على درابزين السلم وأنا أراقبهما بنظرة متفحصة، من السهل التخمين ما هو نوع الفتيات الذي يحبه يحيي.المطيعة، اللطيفة، المبهجة.لا أعلم إن كنت قد أحببت من قبل أم لا، لكني بالتأكيد كنت مطيعة وهادئة.استعادة نفسي القديمة لم تكن صعبة، فحين خطوت إلى
من المؤكد أن توفيق بات يكرهني بشدة.لكن لم أتوقعه هو أنه حتى أثناء حرق جثمان والدتي، ظل يتبعنا طوال الوقت.قال يحيي إنها مسألة عائلية لا داعي لأن يُتعِب السيد توفيق نفسه، فرفع توفيق رأسه، "أردت فقط أن أودع خالتي."تنهدت في داخلي، ثم حولت نظري من توفيق إلى يحيي،وكما توقعت حين نظرت إليه مجددًا، كانت في عينيه نظرات فاحصة.عينا توفيق كانتا محمرتين، وعندما تحدث، لم ينظر إلا إلي.لا أعلم إن كان يحيي قد تعمد تركه، أم أن توفيق وجد فرصة مناسبة، لكنه اقترب مني بينما خرج يحيي للرد على مكالمة.كان صوته منخفضًا للغاية، أقرب إلى الهمس أو إلى حديث النفس، "أنيسة، إن كان هناك ما يؤلمك، فتذكري أن تخبريني، لستُ عديم الحيلة كما تظنين."كان صوته منخفضًا ولا يمكنني سماعه بوضوح ، وكأنه يحدثني أنا، أو يحدث نفسه."كل الرجال يحبون التظاهر بالقوة؟ سألته، خليل قال لي ذلك من قبل، ثم ما إن قلت له إنك أوقفته عن العمل حتى تقبل الأمر دون اعتراض."ابتسمت، وكانت كلمتي كفيلة بإشعال غضب توفيق.صرخ توفيق غاضبًا وهو يحدق بي، "لذا ذهبتِ تتوسلين إلى يحيي؟ لماذا لم تفكري أن تطلبي مساعدتي أنا!"تنهدت بأسى،"لقد سألتك بالفعل."
عضضت على شفتي، أكبت ما أشعر به في جسدي، وهمست له بصوت رقيق، "يحيي، اليوم جنازة والدتي."تشبثت بذراعيه بكلتا يديّ، وجسدي يرتجف بلا إرادة، لكن مظهري المتحمل الصامت، لم يزده إلا جنونًا.عيناه محمرتان وهو يحدق بجسدي، وكأنه رجل جائع حُرم طويلاً، وقسوته تكشف أنه لا ينوي كبح جماحه.شعرت كأنني سأتحطم تحت وطأة عنفه.لم أجرؤ على إصدار أدنى صوت، كنت أخشى أن يخرج من فمي أنين مخزٍ، فأغمضت عيني، وعضضت على ذراعي، أكبت موجة تلو أخرى من اللذة."أنيسة" صرخ باسمي فجأة، بصوتٍ لم يُخفِ لذته الواضحة.فتحت عيني فورًا، كان صوته كصاعقة مزّقت قلبي، لقد تسببتُ له بالألم.كان تظاهره بأنه لا يريدني أن أُصدر صوتًا مجرد خدعة، هو يتمنى لو يعلم العالم كله ما يفعل بي الآن.نظرات السخرية في عينيه بدأت تتحول إلى ضيق، انسحب من جسدي، دون أن يبلغ هو ذاته ذروته.علمت حينها أنه غاضب.وإذا لم أتجاوز هذه الليلة، فهل يبقى لي أي أمل في ترميم علاقتي به؟أسندت ظهري إلى الجدار، وانزلقت ببطء حتى ركعت أمامه.مددت يدي وأمسكت به، جسده انتفض للحظة، لكنه لم يبعدني.أغمض عينيه براحة.لم أتمالك نفسي من التفكير، أمي، أهذا ما كنتِ تقصدينه حي
ابتسمت، وتظاهرت بتجاهل ما بيننا، ثم ناديت برقة، "يا زوجي.""لنعود إلى المنزل."مررت بجانبه، وكانت مشاعره المكبوتة مثل دوامة عملاقة، تدفعني رياحها فتحرك طرف فستاني ليمس طرف ثوبه.وفي اللحظة التي مررت بها من أمامه، خطا خطوة مفاجئة ووقف أمامي حاجزًا طريقي.عشنا معًا أربع سنوات، ويمكنني أن أقول إنني أصبحت أعرفه بعض الشيء.كان يضغط شفتيه بإحكام، وساقه الطويلة اعترضت طريقي بإصرار، وكأنه يُطالب بتفسير.لو كان ذلك في الماضي، لكنت دفعته بعنف، حتى لو لم أنجح، لكان ذلك كافيًا لإظهار موقفي.لكن الآن، اقتربت منه، ومددت يدي لأمسح بلطف على وجنته.بدأت أفهم، أن بعض الأمورلا جدوى من مقاومتها.كانت بشرته باردة، ولمّا لمستُه بدا عليه الارتباك قليلًا،وسحب ساقه التي اعترضت طريقي.قطّب حاجبيه، وحدّق في بنظرة باردة، "ماذا تفعلي."رفعت رأسي ونظرت إليه، عيني تبتسمان بانحناءة هادئة، "لا يتعارض الرجل القوي، والمرأة التي ترغب في الاعتماد عليه."لم أعد أخشى أن أُظهر له مقصدي.أُريد منه أن يعرف أنني لا أستطيع العيش من دونه، فحينها فقط سيسقط حذره تجاهي.جذبني يحيي من يدي بقوة إلى حضنه، فارتطمت بصدره.همس في أذني بصو
Comments