زواجي في خطر! ابتعدي أيتها الحبيبة السابقة

زواجي في خطر! ابتعدي أيتها الحبيبة السابقة

By:  سان وانغUpdated just now
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
Not enough ratings
100Chapters
21views
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

لقد تزوجتُ يحيي منذ أربع سنوات، وكنتُ أرغب بشدة في إنجاب الأطفال منه. لكن للأسف، لم يكن ينام معي أبدًا. اعتقدتُ أنه كان زاهدًا، خاليًا من الرغبات. لكن الطبيب قال إنه كان عنيفًا لدرجة أنه سبب تمزق شرجي لامرأة. شعر قلبي بالانقباض، لأن تلك المرأة لم تكن سوى... "أخته" غير الشقيقة بالدم، من أب وأم مختلفين.

View More

Chapter 1

الفصل 1

في المستشفى، كان يحيى الهواري يبرز بطوله الفارع وساقيه الطويلتين بين الحشد.

"لم يعد لكِ شأن هنا، عودي أدراجكِ"

ما إن وصلتُ حتى سمعته يقول هذا، وانتُزِعَ الحقيبة من يدي.

دخلت أخت يحيى الهواري غير الشقيقة إلى المستشفى في منتصف الليل، ويبدو أن دوري كزوجة أخٍ لا يتجاوز إيصال بعض الملابس، وفيما عدا ذلك، فشأني لا يختلف عن شأن الخادمة.

كنت قد تزوجته منذ أربع سنوات، وقد اعتدتُ بروده بالفعل، فذهبت بنفسي لأستفسر من الطبيب عن حالتها.

قال الطبيب إن المريضة تعاني من تمزق في فتحة الشرج، سببه العلاقة الحميمة مع شريكها.

في تلك اللحظة، شعرت وكأنني سقطت في قبوٍ من الجليد، تسلّل البرد من صدري حتى وصل إلى أطراف قدمي.

على حد علمي، لا تملك يمنى حبيبًا، والشخص الذي أحضرها إلى المستشفى اليوم هو زوجي.

دفع الطبيب نظارته إلى أعلى أنفه، ونظر إليّ بنوع من الشفقة، "الشباب هذه الأيام، يحبون البحث عن الجديد ومطاردة كل ما هو مثير."

"ماذا تقصد؟"

تمنيتُ في قرارة نفسي أن يخبرني المزيد، لكنه للأسف هز رأسه فقط وطلب مني مغادرة المكتب.

في الواحدة فجرًا، كان المستشفى لا يزال مزدحمًا، كنتُ شاردة الذهن، فاصطدمتُ بالعديد من الأشخاص.

جاءت يمنى لتعيش في منزل عائلة الهواري بعد زواج والدتها، هالة. وبعد زواجي من يحيى، قالت إنها لا تريد العيش في المنزل القديم، ولذلك ظلت شقتنا الزوجية مسكنًا لنا نحن الثلاثة.

لقد رأيتُ يمنى تقبّل خد يحيى مرات لا تحصى، وكنتُ أظن في البداية أنها مجرد علاقة أخوية جيدة، ولكن الآن، من يدري، ربما كان هناك تقبيل شفاه عندما لم يكن أحد يراهم؟

لم أجرؤ على متابعة التفكير، وهرعت متعثرة إلى غرفة المريضة.

كانت يمنى بوجهها الشاحب تذرف الدموع، وهي تمسك بكم يحيى وتتحدث إليه بكلمات لا أعلمها، تبدو بائسة وضعيفة للغاية.

تلك المشاهد التي نراها في التلفاز عن التنصت خلف الأبواب غير واقعية على الإطلاق، فالأبواب الحديثة عندما تُغلق بإحكام تكون عازلة للصوت بشكل ممتاز.

كان يحيى واقفًا بظهره مواجهًا لي، لم أستطع رؤية تعابير وجهه، ولا سماع صوته، لكن ما كنت متأكدة منه هو أنه حتمًا يشعر بألم شديد من أجلها.

تسمرت يدي التي كانت تستعد لدفع الباب في مكانها، ثم أنزلتها في النهاية.

الاندفاع المباشر لطرح الأسئلة ليس تصرفًا حكيمًا، ولا أعرف ما إذا كان عقلي سيتحمل الحقيقة.

كان زواجنا في الأصل قائمًا على تحالف عائلي متكافئ، وكم من مرة شعرت فيها بالامتنان أنني وُلدتُ في أسرة مترفة وأنني تزوجت عن حب.

لكنّ هذه السنوات الأربع من الزواج انقضت كلمح البصر، وتبدّل كل شيء، فمنذ وفاة والدي، بدأت عائلتي تتدهور يومًا بعد يوم.

لم أكن مؤهلة لدخول مجال التجارة، ولئلّا تذهب جهود والدي سدى، لم يكن أمامي سوى أن أدع والدتي تكافح وحدها.

تتلقى شركتنا الكثير من رعاية يحيى في الأيام العادية، فلو ذهبتُ لأثير مشكلة بناءً على مجرد تخمينات، لربما لن نتمكن من الحفاظ على علاقتنا الزوجية الهشة.

لم يكن أحد في المنزل، عدتُ إلى المنزل وتوجهتُ مباشرة إلى غرفة يمنى. الفتيات لديهن الكثير من الأسرار، وإذا كان لديها حبيب، فلن تتمكن من إخفائه.

يمنى لم تكن طفلة مجتهدة، فغيابها عن المحاضرات الجامعية كان أمرًا معتادًا، وعندما تحتاج المال، كانت تحب أن تسحب ذراع يحيى وتدلل قائلة، "أخي، أريد مال."

كان وزنها خمسة وثلاثون كيلو جرام وطولها مترًا وثمانية وخمسين سنتيمترًا، وعندما تبتسم تبدو كدمية خزفية كدمى الرسوم المتحركة. وعندما كانت تدلل، ناهيك عن يحيى، حتى أنا كنتُ أحول لها ألفي دولار كمصروف إضافي لها.

لكن غرفتها لم تحتوِ على أي شيء له علاقة بالدراسة، لا كتب ولا دفاتر.

فقط صورة لها مع يحيى على منضدة الزينة، وهي قديمة جدًا تعود إلى طفولتهما.

قالت لي يمنى إنها التقطت هذه الصورة في أول يوم لها في منزل عائلة الهواري، وقد أصرت على التقاطها مع أخيها الوسيم.

في ذلك الوقت، كان يحيى قد أصبح رجل صغير، ووجهه اليافع، رغم تعابير الغضب عليه، لم يُخفِ وسامته. قالت يمنى إن هذه الصورة هي المفضلة لديها.

لم أجد شيئًا في غرفة يمنى، فذهبتُ إلى مكتب يحيى، وفتشت حتى وسط العقود الموضوعة في خَزنة المكتب، ومع ذلك، لم أجد شيئًا.

عند الساعة الثالثة فجرًا، أمسكتُ بهاتفي وبحثتُ على الإنترنت، "كيف أجد دلائل على خيانة زوجي."

كانت إجابات مستخدمي الإنترنت متنوعة وغريبة، لكن لحسن الحظ، لا شيء منها يتطابق مع ما يحدث في عائلتنا.

يحيى لديه غرف محجوزة بشكلٍ دائم في جميع الفنادق الكبرى، ولن يتم تسجيل أي بيانات إذا أقام هناك.

استلقيتُ على السرير ورحت أتقلب دون نوم، ثم فكرتُ في إرسال رسالة إلى يحيى، "زوجي، هل ستعود الليلة؟"

كنتُ شديدة الوعي وقتها، أعلم تمامًا أنني أبحث في رده عن بصيص من الاهتمام، كدليل على أنه لم يخُنني، فقلبي يرفض تقبّل الأمر، خاصة وأن الشخص الآخر هي أخت زوجي الصغرى.

لكنني كنتُ أدرك تمامًا أنه لن يعود، بل سيبقى بجوار يمنى طوال الليل، دون أن تغمض له عين.

غرقَتْ في دوامة من الألم.

ما لم أتوقعه هو أنني تلقيتُ ردًا من يحيى بعد خمس دقائق، كلمة واحدة بسيطة "سأعود"، باردة كبرود شخصه.

لقد غمرتني هذه البرودة بفرحةٍ عارمةٍ.

نظرتُ إلى نفسي في المرآة، وقد أسندتُ رأسي، وعيناي اللامعتان تبعثان إحساسًا ببراءةٍ توحي بجهل العالم.

لكنني في السادسة والعشرين من عمري، وأدرك جيدًا تأثير تلك البراءة مع ما ترتديه من ملابس داخلية مثيرة على الرجل.

جلستُ على أريكة غرفة المعيشة في الطابق الأول، فقط لأجعله يراني بمجرد أن يفتح الباب. فقد ابتعدت أخت الزوج أخيرًا عن المنزل، وحان وقت القليل من الإثارة.

انتظرتُ حتى الخامسة فجرًا، لم أسمع أي صوت لسيارة تدخل المنزل من الخارج، وعندما غفوتُ، سقطت دمعة مني على كلمة "سأعود" التي أرسلها يحيى.

لا أعلم كم من الوقت نمت، لكن أحدهم هز كتفي، وحين فتحت عيني، ظهرت فجأة أمامي ملامح يحيى المتغطرسة الجذابة.

نهضتُ من على الأريكة، فانزلقت البطانية عني دون قصد، كاشفة عن جسدي الذي أعددته بعناية. ابتسمتُ له محييةً إياه، "زوجي، هل أنت جائع؟ هل تريدني أن أُعد لك شيئًا لتأكله؟"

لقد مر وقتٌ طويل منذ آخر علاقة بيننا، وإذا كان رجلٌ قد انقطع عن العلاقة لسنوات، فكيف يمكنه أن يقاوم رؤيتي بهذا الشكل!

"كان لدي أمر بالأمس."

أوضح ببساطة، ثم مد يده وحملني متوجهًا إلى الطابق العلوي.

كنت أعرف ما الذي يعنيه بقوله "كان لدي أمر"، لا شيء سوى أن يمنى قد شغلته. لكنني في تلك اللحظة لم أعد أفكر بشيء. ما إن حملني بين ذراعيه، حتى بدأت أضيع في الشعور، وأتمايل في حضنه.

قبلت حنجرته، وهمست بدلالٍ وإثارة، "زوجي، ضمني إليك."

لكنه لم يقترب مني.

"ارتدي شيئًا، لئلا تصابي بالبرد."

وضعني على سرير غرفة النوم، وقال هذه الجملة، ثم استدار ودخل الحمام.

اجتاحني فراغٌ هائل من الداخل؛ فبقدر ما كنتُ مشتعلة بالشغف، غمرني الخزي بنفس القدر.

إذا كان حقًا قد خانني، فقد كان شغفه كبيرًا لدرجة أنه أدخل يمنى المستشفى، لكنه رفض أن يقترب مني أنا، زوجته الشرعية.

شعرتُ بأن الاختناق سيبتلعني تمامًا.

مرت عشر دقائق، كانت حرارة الشوق قد تلاشت من داخلي، لكن صوت الماء في الحمام لم يتوقف بعد.

سألته من خلف باب الحمّام، "كيف حال يمنى؟ هل تحتاجني لأعتني بها؟"

"لا داعي، سأستحم وأغير ملابسي، ثم أذهب لمرافقتها."

"ألا يجب أن تذهب إلى العمل؟ إن شئت يمكنني أن أعتني بها بدلًا منك."

صوت الماء المتدفق من الحمام لم يستطع أن يخفي إصراره، "اطمئني، هي الآن لا يمكنها الاستغناء عني!"

اتكأتُ على الباب، وضحكتُ حتى سالت دموعي. هل حقًا لا يمكنها الاستغناء عنه، أم أنه هو المتسبب الرئيسي في إصابتها؟
Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters

Comments

No Comments
100 Chapters
الفصل 1
في المستشفى، كان يحيى الهواري يبرز بطوله الفارع وساقيه الطويلتين بين الحشد."لم يعد لكِ شأن هنا، عودي أدراجكِ"ما إن وصلتُ حتى سمعته يقول هذا، وانتُزِعَ الحقيبة من يدي.دخلت أخت يحيى الهواري غير الشقيقة إلى المستشفى في منتصف الليل، ويبدو أن دوري كزوجة أخٍ لا يتجاوز إيصال بعض الملابس، وفيما عدا ذلك، فشأني لا يختلف عن شأن الخادمة.كنت قد تزوجته منذ أربع سنوات، وقد اعتدتُ بروده بالفعل، فذهبت بنفسي لأستفسر من الطبيب عن حالتها.قال الطبيب إن المريضة تعاني من تمزق في فتحة الشرج، سببه العلاقة الحميمة مع شريكها.في تلك اللحظة، شعرت وكأنني سقطت في قبوٍ من الجليد، تسلّل البرد من صدري حتى وصل إلى أطراف قدمي.على حد علمي، لا تملك يمنى حبيبًا، والشخص الذي أحضرها إلى المستشفى اليوم هو زوجي.دفع الطبيب نظارته إلى أعلى أنفه، ونظر إليّ بنوع من الشفقة، "الشباب هذه الأيام، يحبون البحث عن الجديد ومطاردة كل ما هو مثير.""ماذا تقصد؟"تمنيتُ في قرارة نفسي أن يخبرني المزيد، لكنه للأسف هز رأسه فقط وطلب مني مغادرة المكتب.في الواحدة فجرًا، كان المستشفى لا يزال مزدحمًا، كنتُ شاردة الذهن، فاصطدمتُ بالعديد من الأش
Read more
الفصل 2
وقعت عيناي على السروال الملقى عند طرف السرير، حزامه المرتخي التوى ليُشبه وجهًا باكيًا، وهاتفه الأسود قد انزلق طرفه للخارج، فبدا شكله أكثر إثارةً للحزن من دمعةٍ على خد. في حياتنا الزوجية، كنت أؤمن بأن الحب والخصوصية على نفس القدر من الأهمية، فكنا نترك لكل منا مساحته الخاصة، ولم يحدث قط أن لمس أحدنا هاتف الآخر.لكنني اليوم فتشت مكتبه بالكامل، فهل سيحدث فارق إن تجاوزت هذا الحد أيضًا؟سحبت الهاتف بسرعة، وانكمشت تحت اللحاف، حتى رأسي غطيته.كنت متوترة.يُقال دائمًا إن لا أحد يخرج حيًا من هاتف شريكه؛ كنت خائفة من أن أجد ما يدل على علاقة بيمنى، وخائفة في ذات الوقت ألا أجد شيئًا فأتحول إلى امرأة شكاكة مهووسة بالظنون.فكرتُ في مسبحته التي يحب أن يرتديها عادة، فارتعشت أسناني.يحيى، ما هو ذلك السر الذي تخفيه عن الأنظار!لا أدري إن كانت يدي المرتجفة أم توتري هو السبب، لكني أخطأت في إدخال الرقم السري عدة مرات.حتى ظهرت رسالة على الشاشة، الرقم السري غير صحيح، يُرجى المحاولة بعد 30 ثانية.كنتُ ساذجة حقًا، استطعتُ فتح خزنة مكتبه، لكنني لم أستطع فتح هاتفه.مع دقات قلبي المتسارعة، استعرضتُ في ذهني كل كل
Read more
الفصل 3
كان هاتف يحيى منتصبًا على خزانة عرض الساعات، موضوعًا بين علبتين من علب الساعات، بينما كان هو يستند بيد واحدة إلى سطح الخزانة، ويده الأخرى تتحرك بسرعة أسفل جسده.وعلى الأرض غير بعيد عنه، رُميت المنشفة الرمادية التي ركلها بقدمه، ورغم أن معظم جسده كان محجوبًا، إلا أن ما يفعله لم يكن صعب التخمين.وسرعان ما بدأت تصدر من غرفة الملابس أصوات حميمية مثيرة بشكل لا يصدق.التصقت أصابع قدمي بأرضية الخشب، وسرعان ما زحف البرد إلى جسدي بالكامل وكأنني مسحورة، لم أعد أستطيع التحرك.سحب عدة مناديل بسرعة، فظننت أنه انتهى، لكن لم يخطر ببالي أنه سيبدأ جولة أخرى على الفور.عند هذه اللحظة، شعرتُ بألم حقيقي في قلبي، فكل حركة لذراعه كانت كطعنة قاسية في قلبي.بضع صور ليمنى كانت كافية لجعله يبتعد عن سريري، هل يفضل أن يفعل ذلك مرارًا وتكرارًا أمام الصور بدلًا من أن يقربني أنا، الشخص الحي على السرير؟في تلك اللحظة، دوّى صوت في رأسي كالرعد وخلّف صدمة في عقلي… يحيى خانني!لقد حطم تصرفه عالمي بأكمله، وخيانة من أحببته بكل كياني، والكرامة التي داسها بقدميه، جميعها تأكدت الآن.لم أذهب لإزعاجه، بل عدت إلى غرفتي وحدي، أغلق
Read more
الفصل 4
اعتدتُ في السابق على مشاهدة المسلسلات الدرامية المبتذلة، وكنتُ أفهم نوع الضرر الذي يمكن أن تُحدثه حبيبة الطفولة في قلب الرجل.يُقال إن حبيبة الطفولة، كلما صعب الوصول إليها، زاد الشغف بها.كانت علاقتهما محكوم عليها بالفشل بسبب القيود الاجتماعية، فعائلة الهواري عائلة مرموقة، حتى لو لم يكونا أقارب بالدم، فلن يسمحوا بفضيحة كهذه.إن كان يحيى يحب يمنى حقًا، فلعله سيجد رائحة نفايتها زكية، كيف لي أن أنافسها إذًا؟عمليتي جرت بهدوء وسلاسة، وبعد خروجي جلست في الطابق الثاني أنتظر أن يُنادوا اسمي لاستلام الدواء.استنشقت رائحة المعقمات في المستشفى وكأنها طهّرت ذهني تمامًا، ثم بصفاء تام أرسلت رسالة إلى يحيى، "لو خُيّرت بيني وبين يمنى، فمن ستختار؟"لو قال إنه سيختار يمنى، فسأتركه بكل كرم، وأتمنى لهما السعادة.أعلم أن رسالتي تلك كانت متهورة، لكن إن لم أتخذ قراري في لحظة اندفاع كهذه، فكيف لي أن أقنع نفسي بالتخلي عن الرجل الذي أحببته كل هذه السنوات لشخص آخر؟أمسكت بهاتفي أترقّب ردّه بمرارة، لكن رسالتي كانت كقطرة مطر سقطت في محيط، لم تُحدث حتى تموج بسيط.عندما رأيتُ الهاتف لا يتحرك، لم أستطع منع نفسي من ا
Read more
الفصل 5
فركتُ جبهتي، وقد سالت الدموع من عينيّ، ولما رفعتُ نظري أدركتُ أن ما اصطدمتُ به لم يكن جدارًا، بل كان صدر يحيى الصلب."حتى لو أطعمت عشرة ملايين شخص مثلكِ يا ولاء حتى يصبحوا كالخنازير، فلن أفلس."يحيى هذا شخص لا تظهر عليه أي مشاعر سواء غضب أو فرح، لكنني التقطتُ لحظة الازدراء التي بدت عليه في هذه اللحظة، ما الذي يفتخر به؟ مهما كان ثريًا، فإن راتب ولاء كنتُ أنا من يدفعه.أمسكتُ بمقبض الحقيبة، ولم أنظر إليه مرة أخرى، بل تجاوزته وغادرتُ. أوقفني يحيى بلا تعابير على وجهه، وركل أسفل حقيبتي بقدمه، وأشار إلى ولاء غير البعيدة وقال: "أعيدي أغراض السيدة إلى مكانها."سارعت ولاء خلف الحقيبة التي انزلقت وهربت. لم ألوم ولاء على عدم وفائها، ولم أشعر بالإحراج لكون يحيي قد أمسك بي. الشخص الوحيد الذي لا يجب أن يخجل في هذا المنزل هو أنا."الكلب الوفي لا يعيق طريق صاحبه."كانت هذه هي أقسى كلمة قلتها ليحيى منذ أن عرفته.لم يجبني، فجأة انحنى نصف انحناءة، وفي غضون ثانيتين لم أفهم فيهما شيئًا، ارتفعت قدماي عن الأرض، لقد حملني على كتفه! حاولتُ المقاومة والركل، فتلقيتُ صفعة قوية على مؤخرتي. تجمدتُ لحظة، ثم فتحت
Read more
الفصل 6
إنه لا يحبني.قلتُ ذلك بصمت في قلبي بعد أن سمعتُه يقول تلك الكلمات.وكأنني بعد أن اتضحت لي بعض الأمور، صرت أجد في كل مكان دليلًا على أنه لا يحبني، وحينها لم يعد لديه أدنى قدر من الصبر تجاهي.حدّقت في عينيه راغبة في اختراق أعماقه، ثم سرعان ما أشحت بوجهي، لم أعد أرغب في الاستقصاء، فقد فقدتُ الأمل.عندما رأى يحيى أنني لم أتحرك، مدّ يده وأمسك بمعصمي وسحبني، وما إن أدركت أن وجهتنا كانت غرفة الملابس، شعرت على الفور بنفورٍ شديد.تذكرتُ ما فعله هناك في الصباح، ولم أعد أرغب في دخولها أبدًا.اغتم وجه يحيى، وقال ببرود، "أنيسة، كيف لي أن آخذكِ إلى المنزل وأنتِ بهذا الشكل؟"نظرتُ إلى ملابسي، كانت مكوية ومستوية، لكنها الآن متجعدة بسبب ما فعله هو للتو، وبالتأكيد لا يمكن ارتداؤها. في النهاية، لم يتم حل مشكلتي مع يحيى بشكل مناسب، وبالتأكيد لا ينبغي أن يعلم والداه الآن. يجب أن نذهب.أقنعتُ نفسي بهذا التنازل، "اذهب واختر لي أي شيئًا لأرتديه.""هل أصبحتِ تأمرينني الآن؟" سألني بسخرية.نظرتُ إليه بهدوء وسألته، "حتى اختيار ملابس لي لم يعد ممكنًا؟"لم أحظَ بخدمته قط، حياتي الزوجية كنت أنا من أعتني بتفاصيل حي
Read more
الفصل 7
كانت السيدة هالة سعيدة، والأسرة كلها تستمتع بوقتها بانسجام. أثناء تناول الطعام، ذهبت إلى غرفتها وأحضرت زوجًا من أقراط اليشم الإمبراطوري الأخضر كهدية لي.أمسكتُ الأقراط بحركات مؤدبة وأخذت أثني عليها باستمرار، حتى تغير لون وجه يمنى وأصبح ثقيلاً، حينها وضعت الأقراط أمامها على الطاولة.نظر الجميع إلى تعابير وجه يمنى التي كانت تخفي غيرة خفية بسبب حركتي."أمي، أعطها ليمنى، أرى أنها تحبها أيضًا، لكيلا تطلبها مني لاحقًا."ربتت السيدة هالة على كتف يمنى، ثم أخذت الأقراط ووضعتها في يدي، "لن أعطيها، إنها لا تزال صغيرة ولا يناسبها ارتداؤها."قطّبت يمنى شفتيها، وأخيرًا، تساقطت الدموع التي كتمتها طوال المساء.لم أكن في الحقيقة بذلك القدر من التسامح كما ظننت.أنا أحب يحيى، والحب لا يختفي بمجرد النطق بكلمة الطلاق. بسبب الحب، شعرتُ بالغيرة من يمنى للمرة الأولى.جعلتُ يمنى تبكي، وظننتُ أنني فزتُ بجولة. لكن هناك من يسندها من الخلف بطبيعة الحال.حمل يحيى العلبة الصغيرة التي تحتوي على المجوهرات بسهولة في يده، وألقاها أمام يمنى، "أمي، احتفظي بأشيائك لتورثيها لابنتكِ، أنيسة يكفيها ما أهديتها إياه."كان وجه
Read more
الفصل 8
لا أعلم إن كان وعاء الأعشاب الصينية قد فعل مفعوله، لكن يحيى كان شديد الاندفاع هذه الليلة. قاومتُ بكل قوتي، وانتهى بي الأمر بتوجيه لكمة إلى ذقنه.ضغط يحيى بذقنه، وقد التوى فمه غضبًا، "هل فعلتِها عن قصد؟"أقسم أنني لم أقصد ذلك، لكن ما حدث قد حدث، ومن المستحيل أن يضربني ردًا على ذلك. وقف، يشتعل غضبًا غير مبرر، "لا تفكري أنني سألمسكِ مرة أخرى.""طرق طرق طرق."في خضم التوتر، قُطع جو الإحراج المتصاعد في الغرفة بصوت طرق على الباب. رن صوت يمنى الناعم من الخارج، "أخي."لملمتُ بيجامتي وجلستُ، وتظاهرتُ باللامبالاة وسألته مرة أخرى، "هل يمكن ألا تخرج؟"تشنج فكُّه النحيف، وتلاشت المشاعر من عينيه كما تنسحب الأمواج، "حقًا لا أفهم ما الذي يزعجكِ!"استمر طرق الباب من الخارج، وكانت يمنى تنادي كقطة صغيرة، "أخي، هل نمت؟ أخي؟"نظر يحيى إليّ، وأمرني كعادته، "انتظريني حتى أعود، ثم نامي."غادر الغرفة، فنزلتُ من السرير وأغلقت الباب بالمفتاح من الداخل. لم أعد بحاجة لعودته.امتد الظلام، وكنتُ وحيدة في الغرفة، لم أستطع النوم. ذهبتُ إلى رف الكتب الخاص بيحيى، أبحث عن كتاب يثير نعاسي، لكنني لم أتوقع أن أجد دفترًا
Read more
الفصل 9
لم يسبق لي أن تلقيتُ زهورًا من يحيى. لقد اشترى زهورًا لوالدته، واشترى زهورًا لأخته، لكنه لم يشترِ لي زهورًا قط.كانت يداي ترتجفان وأنا أمسك بالزهور. اعتدتُ أن أواسي نفسي قائلة إنه ليس شخصًا رومانسيًا، لكنه من الواضح أنه يشتري الزهور! أردتُ أن ألقي بالزهور على مؤخرة رأسه وأقول له، "فات الأوان!" لكن ذراعي بدتا بلا قوة لترتفعا، وفي النهاية لم أجرؤ.حتى عندما نزلتُ من السيارة، بقيتُ أمسك بتلك الزهور، ولم أتركها من يدي لحظة واحدة. أحببتها، أحببتها حقًا.لكنني لم أسامحه بسبب باقة زهور واحدة.قبل أن أدخل إلى المنزل، أمسك يحيى بذراعي وقال، "أنيسة، دعينا نتحدث."وقفتُ أمامه أحمل الزهور، كنا كتمثالين صامتين من الجص، وكأن كل منا لا يعرف كيف يتعامل مع هذا الوضع المفاجئ.استنزف كل صبري قبل أن يتكلم، "لاحظت يمنى أن علاقتنا ليست على ما يرام، لا تتركي الأمور الشخصية تؤثر على علاقتي بها، ماذا ستظن هي؟"كنت على وشك أن أسأله، وهل تهتم أنت بما أشعر به أنا؟لكن ما الفائدة من الجدال معه وهو يلومني بوجه بارد؟ابتسمتُ له بلباقة، "شكرًا لك على الزهور، ما زلتُ أرى أن الانفصال هو أفضل حل لهذه المشكلة. سأطلب
Read more
الفصل 10
ضغطتُ شفتيّ معًا، "يحيى، إن لم تخني الذاكرة، فأنا قد طلبت منك الطلاق بالفعل. لذا، لم يعد لك الحق في التدخل في شؤوني."كان صوته حين ردَّ عليّ حادًا كالثلج يخترق العظم، "أنا لا أملك الحق؟ ومَن يملكه إذن؟! أنت تطلبين الطلاق في هذا الوقت بالذات، هل تظنين أن والدي يعيش طويلًا أكثر من اللازم؟"قال بسخرية بالغة، "أتظنين أن لقب زوجة عائلة الهواري يمكنك الحصول عليه أو التخلي عنه كيفما تشائين؟"لوَّيت شفتيّ بمرارة لم أستطع كتمها وقلت، "من المضحك أنك تذكّرني الآن بالمكانة واللقب. لولا أنك نطقت بها، لظننتُ دومًا أن لهذا البيت سيدتين!"بدا أن تعابير وجهه تحمل علامات تشقق، أو ربما لا، "أنيسة، قدرتك على السخرية باتت ممتازة حقًا. إنها أختي، هل تعتقدين أنني سأرتكب أمرًا فاحشًا كهذا؟ لا تتركي لخيالك العنان كثيرًا.""إن كنت فعلت أمرًا مشينًا أم لا، فذاك لا أعلمه، ولا أملك دليلًا. لكنك سمحت لها بتجاوز حدودها. يحيى، إن كان في قلبك شيء من الاعتبار لعائلتنا، لكنتَ على الأقل أدركتَ ما معنى 'تجنب الشبهات'."وبمجرد أن أنهيت كلامي، اجتاحتني نوبة غضب عارمة. كنت فقط أنوي استفزازه، لكنني وجدتني أنا من صدق كل كلمة ن
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status