Share

الفصل 5

Author: سان وانغ
فركتُ جبهتي، وقد سالت الدموع من عينيّ، ولما رفعتُ نظري أدركتُ أن ما اصطدمتُ به لم يكن جدارًا، بل كان صدر يحيى الصلب.

"حتى لو أطعمت عشرة ملايين شخص مثلكِ يا ولاء حتى يصبحوا كالخنازير، فلن أفلس."

يحيى هذا شخص لا تظهر عليه أي مشاعر سواء غضب أو فرح، لكنني التقطتُ لحظة الازدراء التي بدت عليه في هذه اللحظة، ما الذي يفتخر به؟ مهما كان ثريًا، فإن راتب ولاء كنتُ أنا من يدفعه.

أمسكتُ بمقبض الحقيبة، ولم أنظر إليه مرة أخرى، بل تجاوزته وغادرتُ.

أوقفني يحيى بلا تعابير على وجهه، وركل أسفل حقيبتي بقدمه، وأشار إلى ولاء غير البعيدة وقال: "أعيدي أغراض السيدة إلى مكانها."

سارعت ولاء خلف الحقيبة التي انزلقت وهربت. لم ألوم ولاء على عدم وفائها، ولم أشعر بالإحراج لكون يحيي قد أمسك بي. الشخص الوحيد الذي لا يجب أن يخجل في هذا المنزل هو أنا.

"الكلب الوفي لا يعيق طريق صاحبه."

كانت هذه هي أقسى كلمة قلتها ليحيى منذ أن عرفته.

لم يجبني، فجأة انحنى نصف انحناءة، وفي غضون ثانيتين لم أفهم فيهما شيئًا، ارتفعت قدماي عن الأرض، لقد حملني على كتفه!

حاولتُ المقاومة والركل، فتلقيتُ صفعة قوية على مؤخرتي. تجمدتُ لحظة، ثم فتحت فمي وعضضته كتفه مقاومة.

انتشر ألم في أسناني مع شعور مرير لا يوصف في قلبي، وسقطت الدموع دون إرادتي على طول الطريق.

هل يمنعني من الرحيل لأنه يستمتع باختبار حدود الزوجة الشرعية والعشيقة في آن واحد؟ أم أنه وقع في غرام هذا الشغف المثير والخطير بالخيانة؟

حاولتُ تخفيف ألم قلبي بهذه الأفكار الخبيثة، لكن دون جدوى.

ألقاني على السرير، وتبعه جسده يضغط عليّ، قبّل وجهي بعشوائية، لكنه لم يذق سوى الدموع المرة.

"لا تلمسني!"

لقد أرضى نفسه اليوم بالفعل، ألا يخشى أن يهلك نفسه إذا أتى بجسده مرة أخرى؟

لم نفعلها معا مرتين متتاليتين من قبل، لأكون صادقة، لقد كدتُ أنسى كيف يكون شعور ذلك الأمر.

نظر إلي بدهشة، وقال، "أتبكين لأننا لم نفعلها صباحًا؟"

" رددتُ عليه، "لا أريد البقاء معكِ بعد الآن، أريد الطلاق."

عندما خرجت كلمة "الطلاق" من فمي، ظننتُ أنني سأشعر بألم شديد وحزن عميق، لكن هذا لم يحدث، بل شعرتُ بنوع من التحرر.

لقد سئمتُ وتعبتُ من الحياة التي كنتُ فيها أسايره دائمًا لسنوات. يبدو أنني كنتُ أنتظر هذا اليوم في اللاوعي.

كنتُ أتعجب دومًا، لماذا كان يتجاهلني رغم كل ما فعلت له.

اتضح أنه كان قلبه ملك لشخص آخر سرًا.

اختفى دفء وجه يحيى، وظهر مكانه برود لا حدود له، "فقط لأني قضيت وقتًا أطول مع يمنى بعد إصابتها، تريدين الطلاق؟ أنيسة، إن كنتِ تنوين التمرد، فليكن ضمن حدودي المقبولة."

نظرتُ إليه بهدوء وصمت، وتنهدتُ أخيرًا، "يحيى، أنت رجل متزوج، هل تفهم معنى اللياقة؟"

"تتحدثين معي عن اللياقة؟ عندما تقابلنا في موعد غرامي، عبرتِ لي عن حبكِ مباشرة، هل كان لديكِ لياقة المرأة؟ وعلاوة على ذلك، يمنى هي أختي، وعلاقتنا كانت هكذا دائمًا. إذا كنتِ تعتقدين أن هناك ثمة مشكلة، فهي فيكِ أنتِ."

فتحتُ فمي مصدومة، لم أتخيل أبدًا أن يحيى سيذكر أمر اعترافي له بالحب.

في المرة الأولى التي رأيته فيها، كان يعزف على البيانو في إحدى الحفلات بصفته "الابن المثالي".

في ذلك الوقت، في مدينة الأمل بأكملها، كل من ذكر اسم هذا الشاب من عائلة الهواري، وصفه بالتميز.

عندها فقط، تعلمتُ عبارة "حب من أول نظرة يدوم إلى الأبد".

أتذكر أنني قمتُ بتحديث منشور في حسابي على فيسبوك، يمكنني أنا فقط رؤيته، "يحيى، إنه حبي من أول نظرة وسيدوم إلى الأبد."

ومن يجعل القلب يخفق من النظرة الأولى، كيف أستطيع الاكتفاء بصداقته؟

كل لقاء بيني وبينه بعد ذلك كان من تدبيري. في العلن، كنتُ أسخر من زواجنا وأقول إنه مجرد زواج عائلي، لكنني وحدي من يعرف كم بذلتُ من جهود لأتزوجه…

"إن كنتَ تراني بهذا السوء، ففراقنا أفضل"، قلتها بابتسامة باهتة، "اعزف لي فقط اللحن الذي عزفته يوم زفافنا، وسأرحل من دون أن آخذ شيئًا، ما رأيك؟"

بعد أربع سنوات، تغيرت مشاعري تمامًا عند سماع أغنية "تحية الحب" مرة أخرى.

جلس يحيى أمام البيانو في وسط غرفة المعيشة، تحركت أصابعه برفق، واحتكت رؤوس أصابعه على المفاتيح، فملأت ألحان السيرينادة الرومانسية الفيلا بأكملها.

في زفافنا، عزفها لي يحيى، وشعرتُ حينها بسعادة خالصة، أما الآن، فعزفه من أجل السعادة أيضًا، لكن سعادة كلٍ منا على حدة، من دون مستقبل يجمعنا.

شعرتُ بالذهول، لا أعرف إن كانت أشعة الشمس الذهبية المتساقطة عليه ساطعة جدًا، أم أنه هو نفسه كان ساطعًا بما يكفي، فجعلتني أدمع.

يجب أن أرحل!

تراجعتُ خطوتين، لا يمكنني أن أغرق أكثر.

وما إن استدرتُ، حتى وجدتني في حضن دافئٍ، دافئ جدا، دِفءٌ جعلني أظنّ لوهلة، أنه بحاجة ماسة إليّ.

رفضته مرتين، لكن الرجل العنيد يكون أكثر عنادًا في بعض الأمور. وما أن تراخيتُ قليلاً، حملني وجلس بي على البيانو.

دوّى صوت طنين عالٍ، مذكّرًا ولاء بسحب ستائر غرفة المعيشة ثم غادرت.

في غرفة المعيشة بالمنزل، كان هناك شعور بالإثارة وكأننا في مكان عام، لكنه كان حميميًا أيضًا. قادني هو للعزف على البيانو، لكن النغمات لم تكن جميلة.

ما إن بدأ العزف حتى خالطني الحزن ولم أتجاوب، النغمات جاءت خفيفة وثقيلة، قصيرة أحيانًا وممتدة أحيانًا أخرى…

لكنه كان متحمسًا للغاية، يسحبني ويقبلني من رأس البيانو إلى ذيله دون توقف.

وعندما كاد الأمر أن يدخل في الجد، رن هاتف غرفة المعيشة.

فقط المنزل القديم هو من يتصل بهاتف المنزل، فاضطر يحيى للتوقف.

كنت مستلقية على البيانو أتنفس بصعوبة، وأي حركة خفيفة تُحدث صوتًا، فلم أجرؤ على التحرك حتى انتهى يحيى من المكالمة.

حملني من على البيانو، وقبّل خدي بلطف، "أمي تطلب منا العودة."

"لن أذهب، على أي حال سننفصل."

"تريدين الطلاق ومع ذلك لا زلتِ ترغبين في أن ألمسكِ؟"

"أنا أيضًا لا أريد أن أظلم نفسي، أنت على الأقل أنظف من هؤلاء الرجال الذين يبيعون أجسادهم في الخارج، ومجانًا أيضًا." قلتُ ذلك عكس ما في قلبي.

لم أعد أحاول إرضاءه عمدًا، فابتسم يحيى ببرود، "ألم تذكري أغنية زفافنا لكي أتذكر يوم زواجنا؟ لقد تجاوبت مع ألاعيبك، وأنتِ ما زلتِ تثيرين المشاكل؟"

"ظننتك تعزف فقط لتطردني خالية اليدين من هذا الزواج."

نظر إليّ بازدراء، وقال كلمات قاسية بنبرة حنونة، "ساذجة، حتى لو تطلقنا، إذا لم أرد، فلن تحصلي على فلس واحد."

كان صبره عليّ محدودًا، وسرعان ما استعاد ملامحه الباردة المعتادة، "أنت تعلمين جيدًا كيف يعاملك والديّ، وصحة أبي ليست بخير، فلا يهم ما تحملينه بداخلك من ضيق، لا تظهريه أمامهم!"

"إذن من الأفضل أن نعود ونخبرهما بأننا سننفصل."

أعترف أن جزءًا مني كان يتصرف بدافع الغضب، فوالداه يعاملانني بلطف شديد، وحتى لو كانت علاقتي بيحيى سيئة، فلن أدع ما بيننا يؤثر على صحة كبار السن.

لكن والدة يحيى توفيت وهو صغير، ورباه والده، وهو معروف ببره الشديد بوالده، لقد قلتُ ذلك فقط لأغيظه.

ظن يحيى أنني جادة، فرفع يده ووخز فروة رأسي بسبابته، "جرّبي فقط أن تنطقي بكلمة واحدة."

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • زواجي في خطر! ابتعدي أيتها الحبيبة السابقة   الفصل 100

    غادر يحيى الهواري غاضبًا وهو يلوح بكمّه في حدة.نزلت عن السرير لأغتسل من جديد، ثم جففت شعري، وانتظرت حتى الثالثة فجرًا، دون أن يعود.لم أكن في الحقيقة بانتظاره، بل لم أستطع النوم وحسب.لم تكن هناك خادمة مقيمة في فيلا الساحل ليلًا، ولم أكن أتحفظ على شيء، فاكتفيت برداءٍ خفيف وهبطتُ إلى الطابق السفلي.كان الهواء باردًا، والنسيم يتسلل إلى ملابسي، ارتجفتُ كما لو كنت زهرة في الحديقة تُداعبها الريح، ورفعت رأسي أتأمل القمر.ولم يطل الأمر، حتى سمعت وقع خطوات خلفي."أكنتِ في انتظاري؟"شعرت بيده تُمسك مؤخرة عنقي من الخلف، فرفعت وجهي إليه،"زوجي، أما ترى كم القمر جميل الليلة؟"غمزتُ له، "لم نشاهد النجوم معًا من قبل."كنتُ أرغب في كسر الجليد بيننا، لكنني فُجعت بنفسي وأنا أتأثر بالكلمات التي خرجت من فميه شعرت بغصّة، ورغبة بالبكاء تسكن أنفي.كم من اللحظات الصغيرة فاتتني مع يحيى، لم نحظَ يومًا برومانسية بسيطة كهذه."مم، عادي."أدخل أصابعه بين خصلات شعري المتوسطة الطول، وقال ببرود، وكأنه يُطفئ وهج اللحظة، "هيا نعود إلى النوم."نهضتُ واقفة، والتففت حول المقعد، ثم أمسكت بذراعه ، "أنت دافئ"اقتربتُ منه أكث

  • زواجي في خطر! ابتعدي أيتها الحبيبة السابقة   الفصل 99

    "لا بأس."لمستُ وجنة يحيى الهواري برفق، وقلت بتعب واضح، "أين ستنام الليلة؟"لكنني ما إن لفظت كلماتي حتى جمدتُ فجأة، بدا سؤالي كأنه أستجوب على طريقة الإمبراطوريات القديمة أين ينوي الإقامة الليلة...لم أتمالك نفسي وضحكت، بينما وجه يحيى الهواري ازداد عبوسًا حتى صار كئيبًا بشكل واضح.كانت عيناه السوداوان الصامتتان تنبعثان ببرودة قاسية، نظر إلي برهة طويلة ثم تفجّر ضيقه أخيرًا، "قلتِ: لا بأس، ولم تقولي، أنا أُصدقك."كان صوته حادًا، مشبعًا بالريبة والاتهام."لا بأس يا زوجي، أنا لا أكترث، أنت قلت بنفسك طالما أنني لا أزال سيدة الهواري، فهذا يكفي."تعلّقتُ بكتفيه بكلتا يدي، وجسدي التصق به حتى النهاية.كنت قد خرجت لتوي من الحمام أستعد للنوم، ولم أكن أرتدي أي ملابس داخلية، وكانت منامتي الحريرية شفافة لا تحجب شيئًا، استجاب جسد يحيى الهواري على الفور."في السابق كنتُ ساذجة، أما الآن فبعد أن دُرتُ دورة كاملة، واصطدمتُ بالحائط، وذُقتُ مرارة الاحتجاز، ثم رحلت أمي،صرتُ متعبة، واكتشفت أن لا مكان أحنّ من صدرك."أدركت حينها أن يحيى من النوع الذي يسهل استثارته، ربما كانت حِيَلي في الماضي محافظة أكثر مما ينب

  • زواجي في خطر! ابتعدي أيتها الحبيبة السابقة   الفصل 98

    عندما عدت إلى المنزل، بدا وكأنه قد تغيّر من جديد.على الطاولة وضع كيس رقائق بطاطس مفتوح نصفه، والمجلات مكدسة بشكل فوضوي على الأريكة، والصفحة المفتوحة كانت لصورة مكبرة لأحد نجوم الفن...أطلت برأسي لألقي نظرة، بدا لي وكأنه فتى صغير، أنا لا أتابع المشاهير، فلا أعرفهم جيدًا.حين كنت طالبة، كانت بعض الفتيات يحاولن إقناعي بحب النجوم الذين يعجبن بهم، وكنت دائمًا أستخف بالأمر في سري، فأيّ رجل على وجه الأرض يمكن أن يكون أجمل من يحيي؟نظرت حولي، كانت غرفة الضيوف تعج بالأشياء المتناثرة التي خلفتها يمنى، حتى الأرضية لم تسلم.عقدت حاجبي بانزعاج، لم يعجبني هذا المشهد،كل شيء فوضوي ومبعثر.صعدت إلى الطابق العلوي، وصادفت يحيي يدخل وهو يحمل يمنى بين ذراعيه.كانت ترتدي فستان أميرة وردي، وجوارب بيضاء طويلة، وكان شكلها وهي بين ذراعيه أشبه بدمية كبيرة يحملها رجل.اتكأت على درابزين السلم وأنا أراقبهما بنظرة متفحصة، من السهل التخمين ما هو نوع الفتيات الذي يحبه يحيي.المطيعة، اللطيفة، المبهجة.لا أعلم إن كنت قد أحببت من قبل أم لا، لكني بالتأكيد كنت مطيعة وهادئة.استعادة نفسي القديمة لم تكن صعبة، فحين خطوت إلى

  • زواجي في خطر! ابتعدي أيتها الحبيبة السابقة   الفصل 97

    من المؤكد أن توفيق بات يكرهني بشدة.لكن لم أتوقعه هو أنه حتى أثناء حرق جثمان والدتي، ظل يتبعنا طوال الوقت.قال يحيي إنها مسألة عائلية لا داعي لأن يُتعِب السيد توفيق نفسه، فرفع توفيق رأسه، "أردت فقط أن أودع خالتي."تنهدت في داخلي، ثم حولت نظري من توفيق إلى يحيي،وكما توقعت حين نظرت إليه مجددًا، كانت في عينيه نظرات فاحصة.عينا توفيق كانتا محمرتين، وعندما تحدث، لم ينظر إلا إلي.لا أعلم إن كان يحيي قد تعمد تركه، أم أن توفيق وجد فرصة مناسبة، لكنه اقترب مني بينما خرج يحيي للرد على مكالمة.كان صوته منخفضًا للغاية، أقرب إلى الهمس أو إلى حديث النفس، "أنيسة، إن كان هناك ما يؤلمك، فتذكري أن تخبريني، لستُ عديم الحيلة كما تظنين."كان صوته منخفضًا ولا يمكنني سماعه بوضوح ، وكأنه يحدثني أنا، أو يحدث نفسه."كل الرجال يحبون التظاهر بالقوة؟ سألته، خليل قال لي ذلك من قبل، ثم ما إن قلت له إنك أوقفته عن العمل حتى تقبل الأمر دون اعتراض."ابتسمت، وكانت كلمتي كفيلة بإشعال غضب توفيق.صرخ توفيق غاضبًا وهو يحدق بي، "لذا ذهبتِ تتوسلين إلى يحيي؟ لماذا لم تفكري أن تطلبي مساعدتي أنا!"تنهدت بأسى،"لقد سألتك بالفعل."

  • زواجي في خطر! ابتعدي أيتها الحبيبة السابقة   الفصل 96

    عضضت على شفتي، أكبت ما أشعر به في جسدي، وهمست له بصوت رقيق، "يحيي، اليوم جنازة والدتي."تشبثت بذراعيه بكلتا يديّ، وجسدي يرتجف بلا إرادة، لكن مظهري المتحمل الصامت، لم يزده إلا جنونًا.عيناه محمرتان وهو يحدق بجسدي، وكأنه رجل جائع حُرم طويلاً، وقسوته تكشف أنه لا ينوي كبح جماحه.شعرت كأنني سأتحطم تحت وطأة عنفه.لم أجرؤ على إصدار أدنى صوت، كنت أخشى أن يخرج من فمي أنين مخزٍ، فأغمضت عيني، وعضضت على ذراعي، أكبت موجة تلو أخرى من اللذة."أنيسة" صرخ باسمي فجأة، بصوتٍ لم يُخفِ لذته الواضحة.فتحت عيني فورًا، كان صوته كصاعقة مزّقت قلبي، لقد تسببتُ له بالألم.كان تظاهره بأنه لا يريدني أن أُصدر صوتًا مجرد خدعة، هو يتمنى لو يعلم العالم كله ما يفعل بي الآن.نظرات السخرية في عينيه بدأت تتحول إلى ضيق، انسحب من جسدي، دون أن يبلغ هو ذاته ذروته.علمت حينها أنه غاضب.وإذا لم أتجاوز هذه الليلة، فهل يبقى لي أي أمل في ترميم علاقتي به؟أسندت ظهري إلى الجدار، وانزلقت ببطء حتى ركعت أمامه.مددت يدي وأمسكت به، جسده انتفض للحظة، لكنه لم يبعدني.أغمض عينيه براحة.لم أتمالك نفسي من التفكير، أمي، أهذا ما كنتِ تقصدينه حي

  • زواجي في خطر! ابتعدي أيتها الحبيبة السابقة   الفصل 95

    ابتسمت، وتظاهرت بتجاهل ما بيننا، ثم ناديت برقة، "يا زوجي.""لنعود إلى المنزل."مررت بجانبه، وكانت مشاعره المكبوتة مثل دوامة عملاقة، تدفعني رياحها فتحرك طرف فستاني ليمس طرف ثوبه.وفي اللحظة التي مررت بها من أمامه، خطا خطوة مفاجئة ووقف أمامي حاجزًا طريقي.عشنا معًا أربع سنوات، ويمكنني أن أقول إنني أصبحت أعرفه بعض الشيء.كان يضغط شفتيه بإحكام، وساقه الطويلة اعترضت طريقي بإصرار، وكأنه يُطالب بتفسير.لو كان ذلك في الماضي، لكنت دفعته بعنف، حتى لو لم أنجح، لكان ذلك كافيًا لإظهار موقفي.لكن الآن، اقتربت منه، ومددت يدي لأمسح بلطف على وجنته.بدأت أفهم، أن بعض الأمورلا جدوى من مقاومتها.كانت بشرته باردة، ولمّا لمستُه بدا عليه الارتباك قليلًا،وسحب ساقه التي اعترضت طريقي.قطّب حاجبيه، وحدّق في بنظرة باردة، "ماذا تفعلي."رفعت رأسي ونظرت إليه، عيني تبتسمان بانحناءة هادئة، "لا يتعارض الرجل القوي، والمرأة التي ترغب في الاعتماد عليه."لم أعد أخشى أن أُظهر له مقصدي.أُريد منه أن يعرف أنني لا أستطيع العيش من دونه، فحينها فقط سيسقط حذره تجاهي.جذبني يحيي من يدي بقوة إلى حضنه، فارتطمت بصدره.همس في أذني بصو

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status