Share

زواجي في خطر! ابتعدي أيتها الحبيبة السابقة
زواجي في خطر! ابتعدي أيتها الحبيبة السابقة
Author: سان وانغ

الفصل 1

Author: سان وانغ
في المستشفى، كان يحيى الهواري يبرز بطوله الفارع وساقيه الطويلتين بين الحشد.

"لم يعد لكِ شأن هنا، عودي أدراجكِ"

ما إن وصلتُ حتى سمعته يقول هذا، وانتُزِعَ الحقيبة من يدي.

دخلت أخت يحيى الهواري غير الشقيقة إلى المستشفى في منتصف الليل، ويبدو أن دوري كزوجة أخٍ لا يتجاوز إيصال بعض الملابس، وفيما عدا ذلك، فشأني لا يختلف عن شأن الخادمة.

كنت قد تزوجته منذ أربع سنوات، وقد اعتدتُ بروده بالفعل، فذهبت بنفسي لأستفسر من الطبيب عن حالتها.

قال الطبيب إن المريضة تعاني من تمزق في فتحة الشرج، سببه العلاقة الحميمة مع شريكها.

في تلك اللحظة، شعرت وكأنني سقطت في قبوٍ من الجليد، تسلّل البرد من صدري حتى وصل إلى أطراف قدمي.

على حد علمي، لا تملك يمنى حبيبًا، والشخص الذي أحضرها إلى المستشفى اليوم هو زوجي.

دفع الطبيب نظارته إلى أعلى أنفه، ونظر إليّ بنوع من الشفقة، "الشباب هذه الأيام، يحبون البحث عن الجديد ومطاردة كل ما هو مثير."

"ماذا تقصد؟"

تمنيتُ في قرارة نفسي أن يخبرني المزيد، لكنه للأسف هز رأسه فقط وطلب مني مغادرة المكتب.

في الواحدة فجرًا، كان المستشفى لا يزال مزدحمًا، كنتُ شاردة الذهن، فاصطدمتُ بالعديد من الأشخاص.

جاءت يمنى لتعيش في منزل عائلة الهواري بعد زواج والدتها، هالة. وبعد زواجي من يحيى، قالت إنها لا تريد العيش في المنزل القديم، ولذلك ظلت شقتنا الزوجية مسكنًا لنا نحن الثلاثة.

لقد رأيتُ يمنى تقبّل خد يحيى مرات لا تحصى، وكنتُ أظن في البداية أنها مجرد علاقة أخوية جيدة، ولكن الآن، من يدري، ربما كان هناك تقبيل شفاه عندما لم يكن أحد يراهم؟

لم أجرؤ على متابعة التفكير، وهرعت متعثرة إلى غرفة المريضة.

كانت يمنى بوجهها الشاحب تذرف الدموع، وهي تمسك بكم يحيى وتتحدث إليه بكلمات لا أعلمها، تبدو بائسة وضعيفة للغاية.

تلك المشاهد التي نراها في التلفاز عن التنصت خلف الأبواب غير واقعية على الإطلاق، فالأبواب الحديثة عندما تُغلق بإحكام تكون عازلة للصوت بشكل ممتاز.

كان يحيى واقفًا بظهره مواجهًا لي، لم أستطع رؤية تعابير وجهه، ولا سماع صوته، لكن ما كنت متأكدة منه هو أنه حتمًا يشعر بألم شديد من أجلها.

تسمرت يدي التي كانت تستعد لدفع الباب في مكانها، ثم أنزلتها في النهاية.

الاندفاع المباشر لطرح الأسئلة ليس تصرفًا حكيمًا، ولا أعرف ما إذا كان عقلي سيتحمل الحقيقة.

كان زواجنا في الأصل قائمًا على تحالف عائلي متكافئ، وكم من مرة شعرت فيها بالامتنان أنني وُلدتُ في أسرة مترفة وأنني تزوجت عن حب.

لكنّ هذه السنوات الأربع من الزواج انقضت كلمح البصر، وتبدّل كل شيء، فمنذ وفاة والدي، بدأت عائلتي تتدهور يومًا بعد يوم.

لم أكن مؤهلة لدخول مجال التجارة، ولئلّا تذهب جهود والدي سدى، لم يكن أمامي سوى أن أدع والدتي تكافح وحدها.

تتلقى شركتنا الكثير من رعاية يحيى في الأيام العادية، فلو ذهبتُ لأثير مشكلة بناءً على مجرد تخمينات، لربما لن نتمكن من الحفاظ على علاقتنا الزوجية الهشة.

لم يكن أحد في المنزل، عدتُ إلى المنزل وتوجهتُ مباشرة إلى غرفة يمنى. الفتيات لديهن الكثير من الأسرار، وإذا كان لديها حبيب، فلن تتمكن من إخفائه.

يمنى لم تكن طفلة مجتهدة، فغيابها عن المحاضرات الجامعية كان أمرًا معتادًا، وعندما تحتاج المال، كانت تحب أن تسحب ذراع يحيى وتدلل قائلة، "أخي، أريد مال."

كان وزنها خمسة وثلاثون كيلو جرام وطولها مترًا وثمانية وخمسين سنتيمترًا، وعندما تبتسم تبدو كدمية خزفية كدمى الرسوم المتحركة. وعندما كانت تدلل، ناهيك عن يحيى، حتى أنا كنتُ أحول لها ألفي دولار كمصروف إضافي لها.

لكن غرفتها لم تحتوِ على أي شيء له علاقة بالدراسة، لا كتب ولا دفاتر.

فقط صورة لها مع يحيى على منضدة الزينة، وهي قديمة جدًا تعود إلى طفولتهما.

قالت لي يمنى إنها التقطت هذه الصورة في أول يوم لها في منزل عائلة الهواري، وقد أصرت على التقاطها مع أخيها الوسيم.

في ذلك الوقت، كان يحيى قد أصبح رجل صغير، ووجهه اليافع، رغم تعابير الغضب عليه، لم يُخفِ وسامته. قالت يمنى إن هذه الصورة هي المفضلة لديها.

لم أجد شيئًا في غرفة يمنى، فذهبتُ إلى مكتب يحيى، وفتشت حتى وسط العقود الموضوعة في خَزنة المكتب، ومع ذلك، لم أجد شيئًا.

عند الساعة الثالثة فجرًا، أمسكتُ بهاتفي وبحثتُ على الإنترنت، "كيف أجد دلائل على خيانة زوجي."

كانت إجابات مستخدمي الإنترنت متنوعة وغريبة، لكن لحسن الحظ، لا شيء منها يتطابق مع ما يحدث في عائلتنا.

يحيى لديه غرف محجوزة بشكلٍ دائم في جميع الفنادق الكبرى، ولن يتم تسجيل أي بيانات إذا أقام هناك.

استلقيتُ على السرير ورحت أتقلب دون نوم، ثم فكرتُ في إرسال رسالة إلى يحيى، "زوجي، هل ستعود الليلة؟"

كنتُ شديدة الوعي وقتها، أعلم تمامًا أنني أبحث في رده عن بصيص من الاهتمام، كدليل على أنه لم يخُنني، فقلبي يرفض تقبّل الأمر، خاصة وأن الشخص الآخر هي أخت زوجي الصغرى.

لكنني كنتُ أدرك تمامًا أنه لن يعود، بل سيبقى بجوار يمنى طوال الليل، دون أن تغمض له عين.

غرقَتْ في دوامة من الألم.

ما لم أتوقعه هو أنني تلقيتُ ردًا من يحيى بعد خمس دقائق، كلمة واحدة بسيطة "سأعود"، باردة كبرود شخصه.

لقد غمرتني هذه البرودة بفرحةٍ عارمةٍ.

نظرتُ إلى نفسي في المرآة، وقد أسندتُ رأسي، وعيناي اللامعتان تبعثان إحساسًا ببراءةٍ توحي بجهل العالم.

لكنني في السادسة والعشرين من عمري، وأدرك جيدًا تأثير تلك البراءة مع ما ترتديه من ملابس داخلية مثيرة على الرجل.

جلستُ على أريكة غرفة المعيشة في الطابق الأول، فقط لأجعله يراني بمجرد أن يفتح الباب. فقد ابتعدت أخت الزوج أخيرًا عن المنزل، وحان وقت القليل من الإثارة.

انتظرتُ حتى الخامسة فجرًا، لم أسمع أي صوت لسيارة تدخل المنزل من الخارج، وعندما غفوتُ، سقطت دمعة مني على كلمة "سأعود" التي أرسلها يحيى.

لا أعلم كم من الوقت نمت، لكن أحدهم هز كتفي، وحين فتحت عيني، ظهرت فجأة أمامي ملامح يحيى المتغطرسة الجذابة.

نهضتُ من على الأريكة، فانزلقت البطانية عني دون قصد، كاشفة عن جسدي الذي أعددته بعناية. ابتسمتُ له محييةً إياه، "زوجي، هل أنت جائع؟ هل تريدني أن أُعد لك شيئًا لتأكله؟"

لقد مر وقتٌ طويل منذ آخر علاقة بيننا، وإذا كان رجلٌ قد انقطع عن العلاقة لسنوات، فكيف يمكنه أن يقاوم رؤيتي بهذا الشكل!

"كان لدي أمر بالأمس."

أوضح ببساطة، ثم مد يده وحملني متوجهًا إلى الطابق العلوي.

كنت أعرف ما الذي يعنيه بقوله "كان لدي أمر"، لا شيء سوى أن يمنى قد شغلته. لكنني في تلك اللحظة لم أعد أفكر بشيء. ما إن حملني بين ذراعيه، حتى بدأت أضيع في الشعور، وأتمايل في حضنه.

قبلت حنجرته، وهمست بدلالٍ وإثارة، "زوجي، ضمني إليك."

لكنه لم يقترب مني.

"ارتدي شيئًا، لئلا تصابي بالبرد."

وضعني على سرير غرفة النوم، وقال هذه الجملة، ثم استدار ودخل الحمام.

اجتاحني فراغٌ هائل من الداخل؛ فبقدر ما كنتُ مشتعلة بالشغف، غمرني الخزي بنفس القدر.

إذا كان حقًا قد خانني، فقد كان شغفه كبيرًا لدرجة أنه أدخل يمنى المستشفى، لكنه رفض أن يقترب مني أنا، زوجته الشرعية.

شعرتُ بأن الاختناق سيبتلعني تمامًا.

مرت عشر دقائق، كانت حرارة الشوق قد تلاشت من داخلي، لكن صوت الماء في الحمام لم يتوقف بعد.

سألته من خلف باب الحمّام، "كيف حال يمنى؟ هل تحتاجني لأعتني بها؟"

"لا داعي، سأستحم وأغير ملابسي، ثم أذهب لمرافقتها."

"ألا يجب أن تذهب إلى العمل؟ إن شئت يمكنني أن أعتني بها بدلًا منك."

صوت الماء المتدفق من الحمام لم يستطع أن يخفي إصراره، "اطمئني، هي الآن لا يمكنها الاستغناء عني!"

اتكأتُ على الباب، وضحكتُ حتى سالت دموعي. هل حقًا لا يمكنها الاستغناء عنه، أم أنه هو المتسبب الرئيسي في إصابتها؟
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • زواجي في خطر! ابتعدي أيتها الحبيبة السابقة   الفصل 100

    غادر يحيى الهواري غاضبًا وهو يلوح بكمّه في حدة.نزلت عن السرير لأغتسل من جديد، ثم جففت شعري، وانتظرت حتى الثالثة فجرًا، دون أن يعود.لم أكن في الحقيقة بانتظاره، بل لم أستطع النوم وحسب.لم تكن هناك خادمة مقيمة في فيلا الساحل ليلًا، ولم أكن أتحفظ على شيء، فاكتفيت برداءٍ خفيف وهبطتُ إلى الطابق السفلي.كان الهواء باردًا، والنسيم يتسلل إلى ملابسي، ارتجفتُ كما لو كنت زهرة في الحديقة تُداعبها الريح، ورفعت رأسي أتأمل القمر.ولم يطل الأمر، حتى سمعت وقع خطوات خلفي."أكنتِ في انتظاري؟"شعرت بيده تُمسك مؤخرة عنقي من الخلف، فرفعت وجهي إليه،"زوجي، أما ترى كم القمر جميل الليلة؟"غمزتُ له، "لم نشاهد النجوم معًا من قبل."كنتُ أرغب في كسر الجليد بيننا، لكنني فُجعت بنفسي وأنا أتأثر بالكلمات التي خرجت من فميه شعرت بغصّة، ورغبة بالبكاء تسكن أنفي.كم من اللحظات الصغيرة فاتتني مع يحيى، لم نحظَ يومًا برومانسية بسيطة كهذه."مم، عادي."أدخل أصابعه بين خصلات شعري المتوسطة الطول، وقال ببرود، وكأنه يُطفئ وهج اللحظة، "هيا نعود إلى النوم."نهضتُ واقفة، والتففت حول المقعد، ثم أمسكت بذراعه ، "أنت دافئ"اقتربتُ منه أكث

  • زواجي في خطر! ابتعدي أيتها الحبيبة السابقة   الفصل 99

    "لا بأس."لمستُ وجنة يحيى الهواري برفق، وقلت بتعب واضح، "أين ستنام الليلة؟"لكنني ما إن لفظت كلماتي حتى جمدتُ فجأة، بدا سؤالي كأنه أستجوب على طريقة الإمبراطوريات القديمة أين ينوي الإقامة الليلة...لم أتمالك نفسي وضحكت، بينما وجه يحيى الهواري ازداد عبوسًا حتى صار كئيبًا بشكل واضح.كانت عيناه السوداوان الصامتتان تنبعثان ببرودة قاسية، نظر إلي برهة طويلة ثم تفجّر ضيقه أخيرًا، "قلتِ: لا بأس، ولم تقولي، أنا أُصدقك."كان صوته حادًا، مشبعًا بالريبة والاتهام."لا بأس يا زوجي، أنا لا أكترث، أنت قلت بنفسك طالما أنني لا أزال سيدة الهواري، فهذا يكفي."تعلّقتُ بكتفيه بكلتا يدي، وجسدي التصق به حتى النهاية.كنت قد خرجت لتوي من الحمام أستعد للنوم، ولم أكن أرتدي أي ملابس داخلية، وكانت منامتي الحريرية شفافة لا تحجب شيئًا، استجاب جسد يحيى الهواري على الفور."في السابق كنتُ ساذجة، أما الآن فبعد أن دُرتُ دورة كاملة، واصطدمتُ بالحائط، وذُقتُ مرارة الاحتجاز، ثم رحلت أمي،صرتُ متعبة، واكتشفت أن لا مكان أحنّ من صدرك."أدركت حينها أن يحيى من النوع الذي يسهل استثارته، ربما كانت حِيَلي في الماضي محافظة أكثر مما ينب

  • زواجي في خطر! ابتعدي أيتها الحبيبة السابقة   الفصل 98

    عندما عدت إلى المنزل، بدا وكأنه قد تغيّر من جديد.على الطاولة وضع كيس رقائق بطاطس مفتوح نصفه، والمجلات مكدسة بشكل فوضوي على الأريكة، والصفحة المفتوحة كانت لصورة مكبرة لأحد نجوم الفن...أطلت برأسي لألقي نظرة، بدا لي وكأنه فتى صغير، أنا لا أتابع المشاهير، فلا أعرفهم جيدًا.حين كنت طالبة، كانت بعض الفتيات يحاولن إقناعي بحب النجوم الذين يعجبن بهم، وكنت دائمًا أستخف بالأمر في سري، فأيّ رجل على وجه الأرض يمكن أن يكون أجمل من يحيي؟نظرت حولي، كانت غرفة الضيوف تعج بالأشياء المتناثرة التي خلفتها يمنى، حتى الأرضية لم تسلم.عقدت حاجبي بانزعاج، لم يعجبني هذا المشهد،كل شيء فوضوي ومبعثر.صعدت إلى الطابق العلوي، وصادفت يحيي يدخل وهو يحمل يمنى بين ذراعيه.كانت ترتدي فستان أميرة وردي، وجوارب بيضاء طويلة، وكان شكلها وهي بين ذراعيه أشبه بدمية كبيرة يحملها رجل.اتكأت على درابزين السلم وأنا أراقبهما بنظرة متفحصة، من السهل التخمين ما هو نوع الفتيات الذي يحبه يحيي.المطيعة، اللطيفة، المبهجة.لا أعلم إن كنت قد أحببت من قبل أم لا، لكني بالتأكيد كنت مطيعة وهادئة.استعادة نفسي القديمة لم تكن صعبة، فحين خطوت إلى

  • زواجي في خطر! ابتعدي أيتها الحبيبة السابقة   الفصل 97

    من المؤكد أن توفيق بات يكرهني بشدة.لكن لم أتوقعه هو أنه حتى أثناء حرق جثمان والدتي، ظل يتبعنا طوال الوقت.قال يحيي إنها مسألة عائلية لا داعي لأن يُتعِب السيد توفيق نفسه، فرفع توفيق رأسه، "أردت فقط أن أودع خالتي."تنهدت في داخلي، ثم حولت نظري من توفيق إلى يحيي،وكما توقعت حين نظرت إليه مجددًا، كانت في عينيه نظرات فاحصة.عينا توفيق كانتا محمرتين، وعندما تحدث، لم ينظر إلا إلي.لا أعلم إن كان يحيي قد تعمد تركه، أم أن توفيق وجد فرصة مناسبة، لكنه اقترب مني بينما خرج يحيي للرد على مكالمة.كان صوته منخفضًا للغاية، أقرب إلى الهمس أو إلى حديث النفس، "أنيسة، إن كان هناك ما يؤلمك، فتذكري أن تخبريني، لستُ عديم الحيلة كما تظنين."كان صوته منخفضًا ولا يمكنني سماعه بوضوح ، وكأنه يحدثني أنا، أو يحدث نفسه."كل الرجال يحبون التظاهر بالقوة؟ سألته، خليل قال لي ذلك من قبل، ثم ما إن قلت له إنك أوقفته عن العمل حتى تقبل الأمر دون اعتراض."ابتسمت، وكانت كلمتي كفيلة بإشعال غضب توفيق.صرخ توفيق غاضبًا وهو يحدق بي، "لذا ذهبتِ تتوسلين إلى يحيي؟ لماذا لم تفكري أن تطلبي مساعدتي أنا!"تنهدت بأسى،"لقد سألتك بالفعل."

  • زواجي في خطر! ابتعدي أيتها الحبيبة السابقة   الفصل 96

    عضضت على شفتي، أكبت ما أشعر به في جسدي، وهمست له بصوت رقيق، "يحيي، اليوم جنازة والدتي."تشبثت بذراعيه بكلتا يديّ، وجسدي يرتجف بلا إرادة، لكن مظهري المتحمل الصامت، لم يزده إلا جنونًا.عيناه محمرتان وهو يحدق بجسدي، وكأنه رجل جائع حُرم طويلاً، وقسوته تكشف أنه لا ينوي كبح جماحه.شعرت كأنني سأتحطم تحت وطأة عنفه.لم أجرؤ على إصدار أدنى صوت، كنت أخشى أن يخرج من فمي أنين مخزٍ، فأغمضت عيني، وعضضت على ذراعي، أكبت موجة تلو أخرى من اللذة."أنيسة" صرخ باسمي فجأة، بصوتٍ لم يُخفِ لذته الواضحة.فتحت عيني فورًا، كان صوته كصاعقة مزّقت قلبي، لقد تسببتُ له بالألم.كان تظاهره بأنه لا يريدني أن أُصدر صوتًا مجرد خدعة، هو يتمنى لو يعلم العالم كله ما يفعل بي الآن.نظرات السخرية في عينيه بدأت تتحول إلى ضيق، انسحب من جسدي، دون أن يبلغ هو ذاته ذروته.علمت حينها أنه غاضب.وإذا لم أتجاوز هذه الليلة، فهل يبقى لي أي أمل في ترميم علاقتي به؟أسندت ظهري إلى الجدار، وانزلقت ببطء حتى ركعت أمامه.مددت يدي وأمسكت به، جسده انتفض للحظة، لكنه لم يبعدني.أغمض عينيه براحة.لم أتمالك نفسي من التفكير، أمي، أهذا ما كنتِ تقصدينه حي

  • زواجي في خطر! ابتعدي أيتها الحبيبة السابقة   الفصل 95

    ابتسمت، وتظاهرت بتجاهل ما بيننا، ثم ناديت برقة، "يا زوجي.""لنعود إلى المنزل."مررت بجانبه، وكانت مشاعره المكبوتة مثل دوامة عملاقة، تدفعني رياحها فتحرك طرف فستاني ليمس طرف ثوبه.وفي اللحظة التي مررت بها من أمامه، خطا خطوة مفاجئة ووقف أمامي حاجزًا طريقي.عشنا معًا أربع سنوات، ويمكنني أن أقول إنني أصبحت أعرفه بعض الشيء.كان يضغط شفتيه بإحكام، وساقه الطويلة اعترضت طريقي بإصرار، وكأنه يُطالب بتفسير.لو كان ذلك في الماضي، لكنت دفعته بعنف، حتى لو لم أنجح، لكان ذلك كافيًا لإظهار موقفي.لكن الآن، اقتربت منه، ومددت يدي لأمسح بلطف على وجنته.بدأت أفهم، أن بعض الأمورلا جدوى من مقاومتها.كانت بشرته باردة، ولمّا لمستُه بدا عليه الارتباك قليلًا،وسحب ساقه التي اعترضت طريقي.قطّب حاجبيه، وحدّق في بنظرة باردة، "ماذا تفعلي."رفعت رأسي ونظرت إليه، عيني تبتسمان بانحناءة هادئة، "لا يتعارض الرجل القوي، والمرأة التي ترغب في الاعتماد عليه."لم أعد أخشى أن أُظهر له مقصدي.أُريد منه أن يعرف أنني لا أستطيع العيش من دونه، فحينها فقط سيسقط حذره تجاهي.جذبني يحيي من يدي بقوة إلى حضنه، فارتطمت بصدره.همس في أذني بصو

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status