Share

سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك
سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك
Penulis: سيد أحمد

1الفصل

Penulis: سيد أحمد
في اليوم الذي تأكدت فيه سارة بتشخيصها بسرطان المعدة، كان أحمد يُرافق عشيقته في إجراء الفحوصات الطبية لابنها.

في ممر المستشفى، نظر باسل إلى تقرير الخزعة بوجه جاد وقال: "يا سارة، لقد ظهرت نتائج الفحص. هناك ورم خبيث من المرحلة الثالثة، إذا نجحت الجراحة، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات يتراوح بين خمسة عشر إلى ثلاثين بالمائة.

تشد سارة بحزام حقيبتها على كتفها بيدها الرفيعة، وكان وجهها الشاحب يبدو جاداً: " يا زميلي الأكبر، كم من الوقت يمكنني العيش دون جراحة؟"

"من نصف عام إلى عام، يختلف من شخصٍ لآخر. في حالتكِ، من الأفضل أن تقومي بالعلاج الكيميائي لمرتين قبل الجراحة، فهذا يمكن أن يمنع انتشار الورم وتفشيه."

سارة عضت شفتيها بصعوبة وقالت: "شكراً لك."

"لا داعي للشكر. سأُرتب دخولك إلى المستشفى."

"لا حاجة لذلك، أنا لا أنوي العلاج. فلا أستطيع التحمل."

كان باسل يريد أن يقول شيئاً آخر، لكن سارة انحنت له باحترام وقالت: " يا زميلي الأكبر، أرجو منك أن تحفظ بهذا السر، فلا أريد أن تشعُر عائلتي بالقلق."

في ذلك الحين قد أفلست عائلة سارة، وتحمُل تكلفة علاج والدها يستنزف كل طاقتها، بالإضافة إلى إخبار عائلتها بحالتها سيكون بمثابة إضافة مزيدًا من العبء.

تنهد باسل بلا حول ولا قوة وقال: "لا تقلقي، سأحافظ على السر. قد سمعت أنكِ تزوجتِ، ماذا عن زوجكِ..."

" يا زميلي الأكبر، أرجو منك أن تهتم بوالدي. لدي أمور أُخرى، يجب أن أذهب الآن."

بدا أن سارة لا ترغب في الحديث عن هذا الموضوع، حينها لم تنتظر رده وغادرت مسرعة.

هز باسل رأسه، فوفقاً للشائعات، تركت سارة الجامعة وتزوجت قبل أن تتخرج، وكأن عبقرية كلية الطب قد سقطت كالنيزك، والآن لم يتبقى سوى الرماد

في السنوات الماضية، كانت سارة هي الوحيدة التي اعتنت بوالدها، وحتى عندما مرضت، كان يتم نقلها إلى المستشفى بواسطة غرباء، ولم يرَ أحدٌ زوجها.

تذكرت سارة السنوات السابقة، في السنة الأولى من زواجهما كان أحمد يعاملها بصدق، ولكن بعد عودة عشيقته إلى الوطن وهي حامل، تغير كل شيء، حيث سقطت هي وعشيقته في الماء في نفس الوقت.

وبينما تُعاني، شاهدت سارة أحمد وهو يسبح بكل قوته نحو صفاء. وكانت صفاء وسارة خائفتان بالقدر نفسه، وضعت صفاء طفلها مبكراً. بينما تم إنقاذ سارة متأخراً مما أخر الوقت المثالي للعلاج، وعندما وصلت إلى المستشفى، قد توفي طفلها في رحمها

في اليوم السابع بعد وفاة الطفل، طلب أحمد الطلاق، لكنها لم توافق.

الآن بعد أن علمت بحالتها الصحية، لم تستطع سارة الاستمرار.

اتصلت برقم هاتفه بيدين مرتعشتين، وبعد ثلاث رنات، جاء صوته البارد الجاف: "لن أراكِ إلا إذا كان الأمر يتعلق بالطلاق."

شعرت سارة بكبريائها ينكسر، وابتلعت بصعوبة الكلمات التي كانت تنوي إخبارها إياه بشأن مرضها، ثم سمعت فجأة صوت صفاء على الهاتف: "يا أحمد إن الطفل بحاجة إلى إجراء الفحوصات."

سقطت دموع سارة التي كانت قد كبتها طويلاً في تلك اللحظة. لقد فقدت طفلها، ودُمرت عائلتها، وهو الآن قد أسس عائلة جديدة مع شخصٍ آخر، وكان من المُفترض أن تنتهي كل هذه الأمور.

بدون أن تطلب كما في السابق بضُعف، تحدثت بقوة قائلًا: "أحمد، دعنا نتطلق."

سكت الرجل على الطرف الآخر من المكالمة للحظة، ثم سخر ببرود: "يا سارة، أي حِيل جديدة تلعبين؟"

أغلقت سارة عينيها وقالت كلمة بكلمة: "أحمد، سأنتظرك في المنزل."

قطع المكالمة استنزف كل طاقة سارة، وسقطت بجسدها على الحائط، بينما تسرب المطر الغزير من الخارج، مبللاً جسدها. تُمسك بالهاتف وعضت على كم قميصها وهي تبكي بصمت.

نظر أحمد مُتحيراً إلى الهاتف الذي تم قطع الاتصال فجأة، بعد عام من الصراع البارد، كانت سارة متمسكة بعدم الطلاق، لماذا تغيرت فجأة اليوم؟

صوتها كان يحمل نبرة بكاء، وعندما نظر إلى الأمطار الغزيرة من النافذة، خرج أحمد من غرفة الفحص.

"يا أحمد، إلى أين تذهب؟" خرجت صفاء حاملة الطفل، لكنها لم ترَ سوى ظل أحمد الذي يبتعد بسرعة، وتحول وجهها الهادئ فجأة إلى وجه مظلم ومخيف.

تلك العاهرة، ألا تزال متمسكة به!.

لم يزر أحمد منزلهُما منذ فترة طويلة. كان يظن أن سارة قد أعدت طعاماً يحبّه، ولكن عندما وصل إلى الفيلّا، وجدها خالية تمامًا، بلا نور، مظلمة كأنها ميتة.

الليل في الشتاء يأتي مبكرًا، والساعة لم تتجاوز السادسة بعد، ولكن الظلام قد حل بالفعل.

نظر أحمد إلى الزهور الذابلة على الطاولة.

من شخصيتها، تعرف أن سارة لن تترك الزهور تذبل بهذه الطريقة دون التخلص منها، والاحتمال الوحيد هو أنها لم تكن في المنزل خلال الأيام الماضية، ربما كانت بالمستشفى.

عندما دخلت سارة، رأت الرجل الطويل الذي يرتدي بدلة واقفاً بجانب الطاولة. وجهه الوسيم كان بارداً كالثلج، وعندما نظر إليها، كان في عينيه كراهية عميقة.

عندما نزلت من السيارة بعد الجري تحت المطر، كان جسد سارة مُبللاً تماماً، وعندما التقت بنظراته الباردة، شعرت ببرودة على ظهرها.

"أين كنتِ؟" جاء صوت أحمد البارد.

عيون سارة اللامعة التي كانت تضيء في السابق، أصبحت الآن بلا بريق، نظرت إليه ببرود: "هل تهتم بمصيري الآن؟"

سخر أحمد وقال: "أخشى أن تموتي دون أن يُلاحظ أحد."

كلمة واحدة كالسهم، مزقت قلبها المجروح بشدة. دخلت سارة مبللة، ولم تبكِ، ولم تثر ضجة، بل أخرجت اتفاق الطلاق من حقيبتها بهدوء غير عادي.

"لا تقلق، لقد قمت بتوقيع الاتفاق."

وُضع الاتفاق الأبيض والأسود على الطاولة، ولم يشعر أحمد أبداً أن كلمتي الطلاق كانتا مؤلمتين للغاية.

كان لديها طلب واحد فقط، تعويض قدره عشرة ملايين.

"كنت أتساءل كيف بإمكانكِ تحمل الطلاق،يبدو إنه بسبب المال."

امتلأ وجهه بالسخرية، وفي السابق كانت ستدافع عن نفسها، ولكن اليوم كانت مرهقة جداً.

لذا وقفت سارة بهدوء في مكانها وقالت: "كان بإمكاني أن أطلب نصف ممتلكاتك يا سيد أحمد، ولكنني طلبت عشرة ملايين فقط، وباختصار، ما زلت طيبة أكثر من اللازم."

تقدم أحمد خطوة للأمام، ظله الطويلة يُغطي سارة، وأمسك بفكها بإصبعه الطويل، وصوته كان باردًا وعميقًا: "بماذا تنادينني؟"

"إذا لم تعجبك تسمية "السيد أحمد"، فلا أمانع أن أناديك بزوجي السابق، بعد أن توقّع، يمكنك المغادرة."

أثارت وجهها المتحدي استياء أحمد، "هذا منزلي، ما الذي يجعلكِ تظنين أن لديكِ الحق في إجباري على مغادرته؟"

سارة تجمدت قليلاً ثم قالت ببرود: "ليس لدي الحق، ولكن يا سيد أحمد، لا داعي للقلق، بعد أن أحصل على شهادة الطلاق، سأغادر هذا المكان."

أزاحت سارة يد أحمد عنها، وحدقت في عينيه السوداوين بجرأة، وقالت بصوت بارد: "يا سيد أحمد، غدًا في تمام الساعة التاسعة صباحاً، أحضر اتفاق الطلاق و لنلتقي في مكتب السجل المدني."
Lanjutkan membaca buku ini secara gratis
Pindai kode untuk mengunduh Aplikasi
Komen (8)
goodnovel comment avatar
A
...‍♂️...‍♂️
goodnovel comment avatar
مہحہمہد أبہو مہروأنہ
تم حلوة كتير جميلة للغاية والله
goodnovel comment avatar
Lolo Allan
🥹🥹🥹🥹🥹
LIHAT SEMUA KOMENTAR

Bab terbaru

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 200

    ظلّ أحمد واقفًا عند باب الغرفة، حاجباه الممشوقان معقودان بقلق، فهو لم يمضِ وقتٌ طويل منذ أن طلب من الأطباء إجراء فحص شامل لسارة، ولم يكن من المفترض أن يكون بها شيء.لكن كمية الدم التي نزفتها فاقت بمراحل ما يحدث في نزيف الأنف العادي، كانت دموية غزيرة، منظَرها وحده كفيلٌ بأن يبعث في النفس الرعب والهلع.ولما رأت نور قسمات وجهه القلقة، استعادت رباطة جأشها، ثم قالت: "لا تقلق، هذه الفتاة اعتادت التظاهر بالمرض منذ صغرها".سارعت صفاء بمساندتها، متناغمة معها في الأداء: "ماما، لم أكن أتصوّر أن أختي الصغيرة تمتلك هذا القدر من الدهاء، تحاول جذب الأنظار بهذه الطريقة؟"قالت نور: "هذه الفتاة ذو طبيعية سيئة النية منذ أن كانت صغيرة، وما كان ذلك ليحدث لولا أن والدها دلّلها كثيرًا، فصارت مدللة إلى هذا الحد!"ثم التفتت نور نحو أحمد، وتابعت: "أحمد، إياك أن تنخدع بها، صحتها كانت دومًا جيدة، كيف يُعقل أن مجرد لمسة خفيفة على وجهها تتسبب في نزيف؟ لم ألمس أنفها من الأساس".تدخّل العم يوسف بجدية: "كفى، لا تتابعي، كيف يمكن لنزيف الأنف أن يكون مزيّفًا؟"لكن نور لم تتراجع، وقالت متحدّية: "وهل هناك ما لا يمكن تزويره

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 199

    أغمضت سارة عينيها، وتدفّقت إلى ذهنها صورُ طفولتها وهي تركض خلف نور، متعلقةً بها من دون كلل.في تلك الأيام، كانت صغيرةً لا تدرك لماذا تبدو والدتُها حزينةً دائمًا، وكانت تعتقد دومًا أنه لو أنها أحسنت التصرف أكثر، ولو أنها كانت أكثر طاعةً وهدوءً، فقد تجعل أمها تبتسم ذات يوم.وبعد أن افترقتا لسنواتٍ طوال، كانت سارة كلما تذكّرت نور، كانت تحاول تبرير غيابها، وتقول في نفسها إن أمها غادرت لأنها لم تحب والدها، وليس لأنها لم تُرِدها هي.فهي ابنتُها، ولابد أن تكون هناك أسبابٌ موجعة وراء رحيلها.لقد بقيت صورة الأم في خيالها ثابتةً لم تتغيّر، صورة امرأةٍ دافئة، لطيفة، رقيقة المشاعر، وكانت تظن أنّ نور، مثلها، لا بدّ أنها اشتاقت إليها كثيرًا على مرّ السنوات.لكن، يبدو أنّ البشر لا يتشاركون نفس الألم، ولا يحملون ذات الحنين.تنفّست سارة بعمق، وابتلعت الدم الذي فاض من حلقها بغتة.ثم فتحت عينيها من جديد، وقد أشرقت في عينيها نظرةٌ صافية، واضحة، لا غشاوة فيها، ثم قالت كلمةً: "السيدة نور، حرم العم يوسف، من هذه اللحظة، نحن غرباء لا يجمعنا شيء، اعتبري أنكِ لم تُنجبي هذه الابنة، وسأعتبر أنني لم تكن لي أم".دوى

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 198

    لكن النتيجة كانت أنها خرجت منذ الصباح الباكر، ذهبت لتجري جلسة تجميل، ثم تناولت الشاي في فترة ما بعد الظهيرة، وأعقبت ذلك بحضور حفل موسيقي.حين اتصل بها سعيد، ردّت ببرود قائلة: "لماذا تخبرني بذلك؟ لستُ طبيبة، إن كانت مريضة فلتذهب إلى طبيب".كانت سارة تهذي بالحمّى، وفي أحلامها تواصل ترديد كلمة كعكة.ظلّت تنادي على الكعكة طوال اليوم، حتى انخفضت حرارتها، وعندما فتحت عينيها رأت الثلج يتساقط بغزارة خلف النافذة، بينما كان سعيد يحمل بين يديه كعكة على شكل دب صغير، عندها أشرقت ابتسامتها.قالت سارة: "لا بدّ أن أمي هي من صنعتها، أليس كذلك؟"أجابها سعيد: "نعم".لكن سارة عرفت الحقيقة لاحقًا، فقد كانت الكعكة من صنع الطاهي، أما والدتها فلم ترعها، بل لم تسأل عنها حتى.مرّت السنوات، وفي اللحظة التي كانت تُحدّق فيها إلى الوجه الجالس أمامها. شعرت أن ملامحه تتقاطع تمامًا مع ما خُزن في ذاكرتها، وجه بارد، بل وحتى قاسٍ.من أجل أن ترى ابتسامة على شفتيها، سمعت سارة من زميلاتها أن الآباء يحبون الأطفال المتفوقين.لهذا كانت تبذل جهدًا يفوق الجميع، ومنذ الصغر وهي الأولى دائمًا في صفها.كانت تؤمن دومًا أنه إن اجتهدت

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 197

    لم تتردد نور لحظة واحدة قبل أن تجيب قائلة: "أليست كذلك فعلًا؟ سمعت أنكِ لا تزالين تعيشين معه، يا سارة، هل تعلمين حقًا ما معنى الطلاق؟ أنتِ لا زلتِ صغيرة، وإن استمررتِ بهذا الشكل فلن تجلبي المتاعب لنفسكِ فحسب، بل ستجعلين أحمد وصفاء مادةً لألسنة الناس، هل ترين أن يتقاسما زوجان حياتهم مع شخصًا ثالت؟ لا سعادة تكمن إلا لزوجين فقط".لم تعد سارة تدري أي جزء من جسدها يتألم، هل هو قلبها أم معدتها، كل ما شعرت به أن أعضاءها الداخلية تُنهش كما لو أن نملًا صغيرًا يغرس أنيابه فيها بلا رحمة، يلتهمها حتى التمزق، حتى العجز عن التنفس.حبست أنفاسها، وقاومت الألم المرير، كل ما أرادت قوله تحول في النهاية إلى ابتسامة هادئة شاحبة: "هكذا إذًا ترينني".قالت صفاء: "أمي، لا تقولي هذا عن أختي، فهي لا تزال صغيرة، وإن أخطأت فذاك من قلة التجربة، طالما أننا عائلة، فعلينا أن نتفهم بعضنا، لا بأس بالنسبة لي".بدت صفاء في تلك اللحظة وكأنها الملاك الرحيم، فازدادت سارة في نظرهم تعنتًا وصغرَ نفس.نظرت نور إلى صفاء بوجه يفيض بالجدية وقالت: "لا تقلقي يا صفاء، سارة ابنتي، أنا من أنجبتها، وسأعطيكِ حقًّا كاملًا، لن أدعها تُفسد ع

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 196

    رغم أن أمر العلاقة بين أحمد وصفاء قد بات مؤكدًا لا جدال فيه، غير أن المعرفة شيء، ورؤية الأمر بأمّ العين شيء آخر تمامًا.حدّقت سارة في الرجل الخارج من الغرفة بنظرة ثابتة، التقت عيناها بعينيه في الهواء، فارتبك الجو من حولهما.مرت في عيني أحمد نظرة دهشة واضحة، فتح فمه وكأنه يهمّ بشرح شيء، لكنه في النهاية لم ينطق بكلمة.بادرت نور قائلة: "أحمد، هل نمت جيدًا في الأمس؟ إن لم يكن الفراش مريحًا، فسأطلب من أحدهم أن يُعدّ لكما فراشًا مناسبًا، أنتما ستعيشان هنا كثيرًا بعد الزواج، فاعتبرا هذا المكان بيتكما، إن احتجتما إلى أي شيء فلا تترددا".وفي هذه اللحظة بالذات، مثلت صفاء مشهد الأم الرحيمة والابنة البارّة على نحو بارع، ارتسمت على وجهها ابتسامة دافئة وهي تقول: "أنتِ دائمًا تفكرين في كل شيء يا أمي، فعلاً لم ننم جيدًا ليلة أمس".وفي أثناء حديثها، مرّ على وجه صفاء شيء من الخجل المموّه، وكانت نبرتها تحمل إيحاءات غير بريئة.في تلك اللحظة، أدركت سارة المعنى الحقيقي من دعوة الإفطار.لم يكن الأمر شوقًا من نور لابنتها، بل كل ما في الأمر أنها أرادت أن توجّه رسالة مباشرة وتحذيرية.أرادت أن تُرهبها، أن تُجبره

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 195

    كانت تظن أنها قد أصبحت لا تُبالي، غير أنها حين وصلت إلى هذه اللحظة، أدركت أنها ما زالت غير قادرة على استئصال هذا الرجل من عالمها تمامًا.سنوات طويلة من الحب، لم تكن لتُمحى في شهرين أو ثلاثة.كانت تضم ركبتيها إلى صدرها، وتسند رأسها عليهما، وهي غارقة في تخيّلات مؤلمة، لم تفارق ذهنها صورة أحمد مع صفاء في السرير، وقلبها يتلوى من الألم كأن سكينًا تنغرس فيه.ظلّت على هذه الحال حتى أشرقت الشمس، قضت الليل بأكمله صامدةً حتى غادرت البومة الكبيرة.نظرت سارة إلى السرير البارد الخالي إلى جوارها، وابتسمت بسخرية من نفسها.رنّ هاتفها الموضوع على طاولة السرير، فأسرعت بالإجابة، وجاءها صوت نور، تلحّ عليها أن تذهب إليها، قائلة إنها أعدّت لها فطورًا مما تحب، وإن العم يوسف كذلك يرغب في لقائها.أنهت سارة المكالمة ببرود، غير أنّ ساقيها حملتاها نحو الباب رغمًا عنها.فطور من يد أمها، كم مضى من الزمن منذ تذوّقت طعامها آخر مرة؟في ذاكرتها، كانت نور دومًا امرأة حنونة ، تجيد الطبخ جيدًا، ورغم أنها نادرًا ما كانت تطهو، فإن كل مرة كانت كفيلة بأن تُدهش سارة بطعم أطباقها.لمّا أفاقت من شرودها، كانت قد وصلت بالفعل إلى م

Bab Lainnya
Jelajahi dan baca novel bagus secara gratis
Akses gratis ke berbagai novel bagus di aplikasi GoodNovel. Unduh buku yang kamu suka dan baca di mana saja & kapan saja.
Baca buku gratis di Aplikasi
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status