Share

الفصل 375

Penulis: سيد أحمد
أغلقت صفاء الهاتف بعد مكالمة أحمد، وكانت مشاعرها التي كانت مضطربة في البداية قد تحولت فجأة إلى سعادة غامرة.

أحمد وافق أخيرًا على الزواج بها! بالنسبة لها، كان ذلك أجمل خبر يمكن أن تسمعه.

نفضت عن نفسها الغيظ الذي كتمته طويلًا، وارتدت ثوبًا جديدًا وتأنقت بمكياج خفيف قبل أن تغادر المنزل.

في طريقها للخروج، وردها اتصال هاتفي، فمالت بصوت دلال قائلة: "لقد فعلتُ كل ما طلبتَه مني، تلك المرأة لن تعيش طويلًا، هل أستطيع الرحيل غدًا؟ لدي موعد مهم بعد قليل".

جاءها الرد صارمًا، "لا، لا يمكنكِ! لا تنسي أن نخاع عظمكِ متوافق معها، وإن اكتشف أحد ذلك فقد تنجو، سأرسل من يصطحبكِ، عليكِ أن تختفي ثلاثة أيام فقط، وخلالها ستكون ميتة لا محالة".

ظهر بعض التبرم في صوت صفاء، لكنها رضخت قائلة، "حسنًا، سأغادر بعد أن أنهي هذا العشاء".

وأنهت المكالمة، ظنّت أن بقاءها لبعض الوقت لن يغيّر شيئًا.

كانت جالسة في السيارة، تحدّق من النافذة نحو المشاهد المتسارعة، حينما عاد وجه نور إلى ذهنها.

شخص طالما كرهته، وها هو أخيرًا يقترب من نهايته، كان من المفترض أن تشعر بالسعادة.

مدّت يدها إلى جيبها تبحث عن مرآتها الصغيرة لإصلاح مكياجها،
Lanjutkan membaca buku ini secara gratis
Pindai kode untuk mengunduh Aplikasi
Bab Terkunci

Bab terbaru

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 670

    قال خالد وهو في غاية الحماسة، كمن أُصيب بجرعة من الأدرينالين: "سيدي أحمد، لقد وصلت لنا الإشارة، حان وقت التحرك! انتظر فقط حتى أخرج تلك الجرذ الحقير من جحره." ثم اندفع برجاله مسرعًا نحو الداخل.غير أن أحمد لم يعرف لماذا، فمع أنّ كل خطوة من هذا المخطط قد أُعدّت بعناية منه شخصيًا، إلا أن شعورًا غريبًا من القلق تسلل إلى صدره.حتى إنه، وهو يراقب حماسة خالد المتدفقة، أحس في أعماقه ببعض الندم.مدّ يده دون وعي كأنه يريد أن يوقفه.كان عز منذ إصابته قبل أشهر ما يزال يتعافى، فبرغم تحسن ساقيه لم يرجع إلى كامل قوته، ولهذا لم يكن قادرًا على المشاركة في مثل هذه العمليات. وحين لمح ملامح أحمد الملبدة بالشك، سأل بقلق: "ما الأمر يا سيد أحمد؟"أجاب وهو يقطّب جبينه: "الأمر لا يبدو حسنًا."قال عز محاولًا طمأنته: "لا تقلق يا سيد أحمد، خالد لطالما كان دقيقًا في عمله، واليوم نحن من نصب الفخ لهم وليس هم، وخطتنا محكمة من جميع الجهات، والعدو لا يملك سوى شخص واحد فقط."غير أن أحمد ازداد عبوسًا وقال: "لكنه جرّ خالد ليدور به في شوارع المدينة نصف نهار كامل قبل أن يصل إلى هنا، ماذا لو كان يفعل ذلك كي يهيّئ لكمين؟"ا

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 669

    دفعت السيدة ناريمان باب الغرفة برفق، فرأت سارة مستلقية على السرير وعيونها مغمضة، بينما حاجباها معقودان بشدة.فتنهدت بمرارة قائلة: "يا لها من فتاة مسكينة."لقد ورث أحمد عن والديه السيدة ناريمان والسيد سامر طبيعتهما المهووسة المليئة بالجنون، ولا تدري تلك المرأة التي أحبها، أكان ذلك من حسن حظها أم من سوءه."لا!"صرخت سارة وهي تنتفض من كابوسها.فتحت عينيها المذعورتين، لترى أمامها السيدة ناريمان وليس أحمد ، فبللت العرقات جبينها وشعرت ببعض الحرج، ثم تمتمت بصوت خافت: "أمي..."ابتسمت ناريمان بلطف وهي تجلس قربها: "لا تقلقي يا صغيرتي، أنا من جاء لرؤيتكِ، هل أنتِ بخير؟"قالت سارة وهي تمسح على رأسها: "أنا بخير... لقد كان مجرد كابوس."سألتها ناريمان: "أي كابوس كان؟"لم تستطع سارة وصف تفاصيل ما رأته، فما زال الحلم غامضًا ومشوَّشًا، إلا أنه كان يقطر دمًا من كل جانب، ووجوه أولئك الناس بدت مشوشة لا يمكن تمييزها.لكن الدماء الساخنة التي تطايرت على وجهها بدت واقعية إلى حدٍ مخيف، واقعية جعلتها تظن أنها عاشت تلك اللحظات بنفسها.كانت جثثٌ لا حصر لها ممددة على الأرض، والدماء المختلطة بمياه المطر غمرت المكان،

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 668

    تأملت السيدة ناريمان ابنها طويلًا، ثم تنهدت بنفاد صبر وقالت: "أنت حقًا ابنه، تلك القسوة متطابقة تمامًا معه، ألا تخشى أن يحدث طارئ في الطريق؟ إن وقع أي حادث بسيط، فكل من في السيارة سيموت!"قال أحمد بجدية: "أمي، هل تظنين أنني سأترك سارة تخاطر بنفسها؟ ذلك الرجل ماكر إلى حد يفوق التصور، يعيش خارج البلاد لكنه يملك نفوذًا واسعًا يمتد إلى حد إخفاء الحقائق تمامًا، كل مرة أصل فيها إلى خيط ما أجد أمامي كبش فداء فقط، ما دام حيًّا، فحياة سارة ستظل مهددة، أتدرين؟ كلما أغمضت عيني تخطر ببالي صورة الطفلين، كانا صغيرين للغاية، وما إن أبصرا النور حتى انقطعت أنفاسهما، وحتى جثتيهما لم يُعثر عليهما..."كان أحمد يحدق نحو فناء بعيد، والعصافير فوق الأغصان تزقزق بمرح، غير مدركة أن أفعى تزحف في الخفاء على الغصن ذاته، تفتح فمها منتظرة أن توجه لها ضربة مميتة.قبض أحمد أصابعه بقوة على حافة الطاولة، كان حبه لأطفاله لا يقل عن حبه إلى سارة، وكان يترقب ليل نهار لحظة لقائهم، غير أن انتظاره الطويل لم يجلب له سوى هذا المصير، لقد خطط بدقة وأحكم كل التفاصيل، لكنه في اللحظة الأخيرة خسر كل شيء.تحمل وحده مرارة الفقد، ولم يجر

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 667

    حتى لو كانت سياراتهم من أفخر الأنواع، بل حتى أبسط السيارات، فمن النادر أن تُترك بلا صيانة إلى أن تتعطل مكابحها، فكيف يمكن أن يحدث عطل كهذا؟بدأت سارة تستعيد صفاء ذهنها تدريجيًا وقالت: "هل هو الشخص نفسه الذي تسبب لنا بفقدان طفلنا؟"أجاب أحمد: "أمي لم تظهر طوال هذه السنوات، ومن المستبعد أن يكون لها أعداء، والسيارة التي جئتُ بها قبل قليل لم يحدث لها شيء، وحدها السيارة التي كنتنّ تركبنها تعطلت، فالأمر بنسبة كبيرة مرتبط بعدو لكِ أنتِ."اتسعت عينا سارة بصدمة وقالت: "يا له من قلبٍ قاسٍ ووسيلة بالغة الوحشية."منذ أن استيقظت من فقدان الذاكرة، كان أحمد يغمرها بالحب حتى يكاد يرفعها إلى السماء، ورغم أنه طالما أوصاها بالحذر، لم تشعر قط بخطر حقيقي إلا اليوم، حين لامست الموت عن قرب.أمامها كانت مقدمة السيارة قد غاصت في منطقة التخفيف وبدت مشوهة تمامًا، ولولا تلك الوسادة التي أوقفت الاندفاع، لارتطموا مباشرة بجدار صلب، وعندها لم تكن السيارة لتتحطم فقط، بل كانوا جميعًا سيتحولون إلى أشلاء.شدّت سارة على كفها حتى غاصت أظافرها في راحة يدها، وقالت بمرارة: "حقًا لم يكن لي أعداء كبار في الماضي؟ ما حجم الكراهية

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 666

    لم يكن خوف سارة ناشئًا من احتمال فقدان السيطرة على السيارة، بل من جذورٍ عميقة في أعماقها، من ذاك الخوف الكامن في باطن وعيها.مع بداية الانحدار، حاول السائق جاهدًا الحفاظ على ثبات المقود، لكن السرعة انفلتت فجأة كالسهم.والريح تعصف بجنون حولها، عالية الصوت إلى حد أنها حجبت حتى خفقات قلب أحمد.تدفقت أمام عينيها مشاهد متفرقة، سيارة تمزق العاصفة تحت المطر، برق يجلجل في السماء، وصوت امرأةٍ يصدح بنحيبٍ يمزق القلب.صرخت فجأة: "آه!"ثم أمسكت رأسها بكلتي يديها، وكأن الألم يكاد يشق جمجمتها نصفين.أحمد ضمها بقوة وقال بصوت ثابت: "سارة حبيبتي، لا تخافي، أنا هنا."تشبثت سارة بلا وعي بياقة ثيابه، أغمضت عينيها وهي تهتف مرتجفة: "أنا خائفة يا أحمد، خائفة جدًّا!"لم تكن تخاف الموت، بل كانت رهبتها أشد من شيءٍ غامض يبدو أفظع من الموت نفسه.لكنها لم تفهم، إن لم يكن الموت يرعبها، فما الذي يرهبها إذن؟اندفعت العاصفة من النوافذ المفتوحة، حتى شعرت أن روحها على وشك أن تُقتلع وتُلقى في العراء.بل إن خاطرًا مرق في ذهنها للحظة، لو انتهت حياتها هنا، فذلك سيكون أفضل لها، فهذا العمر الممزق لم يعد جديرًا بالبقاء!لكنها

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 665

    كانت تلك الكلمات بمثابة إعلان صريح من أحمد أنه قد غفر تمامًا لما فعلته السيدة ناريمان في الماضي، فهي في ذلك الوقت لم تكن سوى مريضة، غارقة في آلامها ومعاناتها، فكيف له أن يطلب منها أن تكون أمًا مثالية في ظل ما كانت تعانيه؟كان قد فكّر سابقًا أن الأمر لا بأس به إن ظلّت بينهما قطيعة حتى الموت، وأن العمر سيمضي على هذا النحو وحسب، غير أنه لم يتوقع أن تُقدم ناريمان على هذه الخطوة، لتستيقظ أخيرًا من غفلتها وتراجع نفسها، وبعد ما مرّ به مع سارة، أدرك أنّ كل ما يتمناه الآن هو أن يحسن التمسك بأسرته ويصونها.جلست ناريمان في المقعد الأمامي إلى جوار السائق، فيما جلس أحمد بجانب سارة في المقعد الخلفي. ابتسمت له سارة قائلة: "ما الذي جاء بك؟" فقال وهو يرمقها بحنان: "أتيت لأصطحبكِ، أظن أنّك لم تشبعي بعد، حين نعود إلى المنزل سأُعدّ لكِ شيئًا تأكلينه."ولمّا رأت في عينيه وفي قلبه أنها تحتل المكانة الأولى، ابتسمت ابتسامة حلوة وقالت: "حسنًا."بدأت تؤمن بكلام ناريمان، أن أحمد يختلف عن السيد سامر، فمثل هذا الرجل لا يمكنه أبدًا أن يؤذي من يحب.ناول أحد الحراس زجاجة ماء وعلبة دواء من النافذة، فسألها أحمد بقلق

Bab Lainnya
Jelajahi dan baca novel bagus secara gratis
Akses gratis ke berbagai novel bagus di aplikasi GoodNovel. Unduh buku yang kamu suka dan baca di mana saja & kapan saja.
Baca buku gratis di Aplikasi
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status