Share

الفصل 409

Penulis: سيد أحمد
تفجّرت كلمات الحقيقة من فم ياسمين كالسهم، لتصطدم بواقعٍ قاسٍ ارتطم برأس العم يوسف كصخرة، فتجمّد الدم في عروقه، وسرت البرودة في أطرافه الأربعة.

لم يكن لديه الوقت الكافي لاستيعاب ما حدث، إذ كانت نوبة من الغضب تتفجّر في صدره، تضخمت كالكرة المنتفخة بالهواء، حتى شعر وكأنّه على وشك الانفجار.

قال بصوتٍ ممتزج بالغضب والذهول، "أكان لا بد أن تفعلي كل هذا؟" كانت عيونه تفيض بالدم، وصوته باردًا كجليدٍ قارس.

"بالطبع لا يكفي، لقد أعددتُ لك مفاجأة ثانية أيضًا، استمتع بها كما تشاء."

ثم اقتربت منه بخطى كالأشباح، وهمست بنبرة مشبعة بالكراهية، "أتدري كم عامًا انتظرت هذا اليوم؟ في كل ليلة كنت تقضيها غارقًا في حبك مع نور، كنت أشعر وكأن آلاف الديدان تنهش قلبي من الداخل! هذا العذاب، أود أن تذوّقه على مهل."

وما إن أنهت كلماتها، حتى رفعت ساقها فجأة وركلته بقوة في خاصرته، فانفلتت من قبضته بسهولة.

حين انتصب العم يوسف متألمًا وهو يمسك ببطنه، كانت قد ابتعدت بالفعل عدة خطوات.

قالت بصوتٍ عالٍ: "أنا لم أعد تلك المرأة الساذجة التي كانت تنتظر عودتك يومًا، أنا الآن مختلفة تمامًا."

كانت ترتدي فستانًا أبيض، بدا عليها وقارٌ
Lanjutkan membaca buku ini secara gratis
Pindai kode untuk mengunduh Aplikasi
Bab Terkunci

Bab terbaru

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 418

    كان أحمد يحتضن زهرة، الممدّدة بين ذراعيه وقد شحب وجهها حتى كاد يشبه الموتى، غير أن شفتيها كانتا لا تزالان مرفوعتين في ابتسامة عالية، كأنها جنرال منتصر عاد من المعركة.قالت بصوت خافت: "أخي، لقد انتصرتُ."وما إن أنهت كلماتها حتى غابت عن الوعي بين ذراعيه.ارتبك قلب أحمد بشدّة، كان يعلم أنه فقد سارة إلى الأبد.أما السيد مصطفى، فلم يتوقع أبدًا أن سارة ستُؤذي نفسها، بينما احمرّت عينا تامر وهو يصرخ قلقًا: "أختي سارة، يدكِ!"أجابته سارة: "لا تقلق، يا تامر، أنا بخير.""كيف تكونين بخير؟! أنتِ طبيبة، وإن تضررت يدكِ، فماذا ستفعلين طوال حياتكِ؟!"اعترض تامر بعينين دامعتين وهو يضغط على جرحها ويقوم بإسعافه بسرعة.كان يتألم وهو يلومها، فمنذ أعوام، كانت هي من ألهمته أن يسلك طريق الطب، أما الآن، فهي التي أصبحت على هذه الحال."الطب، نعم..."همست سارة وهي ممددة على السرير، وابتسامة واهنة ترتسم على شفتيها.كانت تحلم سابقًا بأن تصبح طبيبة ممتازة، لكن أحمد دمّر حلمها، وجعلها ترضى بأن تكون ربة منزل في زواجٍ خالٍ من الأحلام.والآن، ها هو يدمّر يدها أيضًا، ويقضي على ما تبقّى من حياتها دون رحمة.مجرد ذكر اسم أحم

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 417

    كان صوت تلك الرصاصة كدلْوٍ من الماء البارد سُكب فجأة على جسد سارة، جعلها تستفيق كليًا.نظرت نحو أحمد، ووجهها الصغير الشاحب ما زال ملطّخًا بدماء زهرة.لم يسبق لأحمد أن رأى سارة بهذه الهيئة، وما صدمه أكثر هو أنها كانت تعرف الحقيقة منذ زمن.نظرت إلى عينيه بثباتٍ دون أن تتهرّب، بل ارتسمت على شفتيها ابتسامة هادئة وقالت: "أحمد، لقد أتيتَ في الوقت المناسب."قال بدهشة: "حبيبتي سارة، هل كنتِ تعرفين مسبقًا؟""أهذا مفاجئٌ إلى هذا الحد؟ حين كنتَ تفكر في كيفية تهدئتي، كنتُ أنا قد بادرت بالفعل، ألم تقل إنك ستعطيني تفسيرًا؟ الآن وقد أمسكتُ بهذه الفأرة التي أفلتت من شباكك، فماذا تنوي أن تفعل؟"نظرت إليه ببرود وقالت: "قل لي، هل ستتولى الأمر بنفسك أم أبدأ أنا؟"كانت زهرة ملقاة هناك، على جسدها خمس جراح دامية، يتقطر منها الدم فوق فستانها الأبيض، ومنه إلى سطح البحر، كأنها زهرة ذابلة يلفها الضعف.قال أحمد برجاء: "حبيبتي، اهدئي قليلًا، دعينا نحلّ الأمر بهدوء.""أقلت أهدأ؟"ضحكت سارة بسخرية وقالت: "أبهذه البساطة تمحو كلّ ما عانيتُه في العامين الماضيين؟ بفضلكم دُمِّرت عائلتي، أبي بات بين الحياة والموت، ونجوتُ

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 416

    لم تكن زهرة لتتخيل في أسوأ كوابيسها أن سارة لن تكتفي بكشف هويتها، بل استغلت كذلك يد السيد ي لتستدرجها، فتبدل لون وجهها على الفور، وقالت بنبرة غضب واضحة: "ما علاقتكِ بالسيد ي ؟"كانت غاضبة إلى حد الجنون، وكأن سارة قد انتزعت منها شخصًا عزيزًا.تمكنت سارة من تخمين جزء من مشاعر زهرة تجاه السيد مصطفى، فارتسمت ابتسامة هادئة على شفتيها وقالت: "خمني".كانت هذه العبارة الموحية كفيلة بإشعال نار الغيرة في قلب زهرة، فزمّت شفتيها وقالت: "كنتُ أعلم أنكِ امرأة لعوب لا تخجل، لا تستحقين أخي، لكن من الجيد أنكِ أتيتِ بنفسكِ، وفّرتِ عليّ عناء البحث عنكِ".وما إن قالت ذلك حتى حاولت النهوض لتنقضّ على سارة، لكنها شعرت بدوار شديد وكأن الأرض قد دارت بها، فما كان منها إلا أن سقطت من جديد على المقعد.قالت زهرة: "هل وضعتِ شيئًا في الماء؟"اقتربت سارة منها خطوةً بعد أخرى، وقالت بهدوء بارد: "كل ما تعلمتُه في هذا الأمر كان منكِ، يا آنسة زهرة، لقد حان الوقت لتصفية الحسابات بيننا".أمرت سارة الحارس بأن يأخذ زهرة بعيدًا، ولا أحد يعلم كم من الوقت انتظرت هذه اللحظة.في تلك الأيام والليالي التي كانت فيها تحت سيطرة الآخرين

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 415

    كانت سارة قد عقدت العزم على مغادرة مدينة الشمال برفقة تامر، والتوجّه إلى الجزيرة لإنقاذ والدها رشيد، لكن قبل رحيلها، كان عليها أن تُنهي أمرًا بالغ الأهمية.توقّفت السيارة عند شاطئ البحر، فنظر تامر إليها بقلق وسألها: "أختي سارة، ما الذي تفعلينه هنا؟"قالت: "لا شيء، فقط جئتُ لأضع حدًّا لأمر ما"، ثم أغلقت باب السيارة بإحكام.كان في ظهرها حين خطت مبتعدةً شيء من الصلابة والعزيمة، ما جعل قلب تامر يمتلئ بالقلق، فقد تغيّرت سارة كثيرًا منذ لقائهما مجددًا، أصبحت هادئة على نحو مخيف.هل تنوي مواجهة زهرة؟ لا يمكن، زهرة شيطانة لا تعرف الرحمة، كيف لها أن تواجهها وحدها؟صرخ قائلًا: "سارة، أرجوكِ لا تتهوري!"، وراح يطرق نافذة السيارة، غير أنه لم يستطع أن يُثنيها عن قرارها.كانت سارة تدرك تمامًا أن هذه فرصتها الوحيدة للقضاء على زهرة.وبعد اليوم، ستغادر مدينة الشمال إلى الأبد، ولن يهم بعد ذلك إن كانت ستفارق الحياة بسبب السرطان أو لأي سبب آخر، فلم تعد ترغب في أن تكون لها أي علاقة بأحمد بعد الآن.في تلك اللحظة، كان أحمد قد أنهى اجتماعًا مهمًّا، جلس يفرك ما بين حاجبيه المتعبين وسأل: "كم الساعة الآن؟"أجابه م

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 414

    كان تامر يعلم جيدًا أن سارة قد عرفت بهويته، لذا حين نظر إليها، كانت في عينيه لمحة خجلٍ لم يُحسن إخفاءها.قال بصوت خافت: "سارة."ابتسمت ابتسامة خفيفة وهادئة، وكأنها تريد كسر حدة الموقف: "تامر، لقد مضى وقتٌ طويل."خفض رأسه، وأخذ يعبث بأصابعه كطفلٍ مذنب يحدق في طرف حذائه، ثم قال بصوت خفيض: "أنتِ تعلمين كل شيء الآن، أنا... أنا الطبيب جمال.""أجل.""أنا آسف، لم أكن أقصد أن أخفي عنكِ الحقيقة، أنا فقط..."قاطعته بهدوء قائلة: "كان عليّ أن أكتشف ذلك من قبل، في تلك المرة التي خُطفت فيها، تلقى الخاطفون اتصالًا من شخصٍ ما، وكان ذاك الشخص أنت، أليس كذلك؟ ولهذا استطعت العثور عليّ بسهولة، وخططت بكل دقة لإخراجي من هناك."كان تامر يدرك أنه ارتكب خطأً لا يغتفر، وأنه قد أخفى عنها كل شيء، بل وتعاون مع من أرادوا بها سوءً.قال بصوت مكسور: "سارة، لقد أخطأت، إن أردتِ أن تلوميني أو حتى تكرهيني، فأنا أستحق كل ذلك، لكنني أقسم أنني لم أفكر يومًا في إيذائك.""أعلم ذلك."لو كان ينوي قتلها، لما كانت ما تزال حيّة حتى الآن.لكن الحقيقة أنها خاضت الكثير من الأوجاع، ما بين خديعةٍ وخيانة، حتى لم تعد تملك القدرة على الوثو

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 413

    وسط انهمار المطر الغزير، وقفت سارة تحت مظلتها أمام شاهد القبر طويلاً، حتى ابتلت ثيابها بالرطوبة، فلم يتحمّل أحمد المشهد أكثر وقال: "هيا لنعود، لقد تأخر الوقت."وقفت سارة بصمت، كأنها قد تتلاشى في أية لحظة.لقد فقدت قريبًا آخر مجددًا، بدت وحيدة أكثر من أي وقت مضى، يملؤها الحزن والعزلة، ما جعل قلب أحمد ينقبض ألمًا من أجلها.مدّ ذراعيه يريد أن يضمّها إليه، لكن سارة نظرت إليه تحت مظلتها السوداء بنظرة باردة جعلته يقشعر.قال لها برقة: "حبيبتي سارة، لا تحزني، أنتِ ما زلتِ تملكيني."ولأنها تملكه، كانت تشعر بالحزن.هبت رياح الجبل عاتية، وجعلت هيئة سارة الهزيلة تبدو أكثر صلابة.لم تقل شيئًا، بل استدارت وغادرت بهدوء، فلم يعد لديها ما تخسره الآن.صمتها أزعج أحمد، أقنع نفسه في قلبه بأن يمنحها بعض الوقت، وسينجح حتمًا في مداواة جراحها.ولما رأى أنها دخلت إلى غرفتها، تنفس الصعداء وتوجّه إلى مكتبه.قال محمود وهو يقدّم تقريره: "عثرتُ على بعض التفاصيل بشأن السيدة، في تلك السنة تم اختطافها من قبل تجّار بشر، وبيعت إلى قرية جبلية نائية في الجنوب لتصبح زوجة قاصرة لرجل قروي."قال أحمد والصدمة في صوته: "زوجة قا

Bab Lainnya
Jelajahi dan baca novel bagus secara gratis
Akses gratis ke berbagai novel bagus di aplikasi GoodNovel. Unduh buku yang kamu suka dan baca di mana saja & kapan saja.
Baca buku gratis di Aplikasi
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status