مشاركة

الفصل 418

مؤلف: سيد أحمد
كان أحمد يحتضن زهرة، الممدّدة بين ذراعيه وقد شحب وجهها حتى كاد يشبه الموتى، غير أن شفتيها كانتا لا تزالان مرفوعتين في ابتسامة عالية، كأنها جنرال منتصر عاد من المعركة.

قالت بصوت خافت: "أخي، لقد انتصرتُ."

وما إن أنهت كلماتها حتى غابت عن الوعي بين ذراعيه.

ارتبك قلب أحمد بشدّة، كان يعلم أنه فقد سارة إلى الأبد.

أما السيد مصطفى، فلم يتوقع أبدًا أن سارة ستُؤذي نفسها، بينما احمرّت عينا تامر وهو يصرخ قلقًا: "أختي سارة، يدكِ!"

أجابته سارة: "لا تقلق، يا تامر، أنا بخير."

"كيف تكونين بخير؟! أنتِ طبيبة، وإن تضررت يدكِ، فماذا ستفعلين طوال حياتكِ؟!"

اعترض تامر بعينين دامعتين وهو يضغط على جرحها ويقوم بإسعافه بسرعة.

كان يتألم وهو يلومها، فمنذ أعوام، كانت هي من ألهمته أن يسلك طريق الطب، أما الآن، فهي التي أصبحت على هذه الحال.

"الطب، نعم..."

همست سارة وهي ممددة على السرير، وابتسامة واهنة ترتسم على شفتيها.

كانت تحلم سابقًا بأن تصبح طبيبة ممتازة، لكن أحمد دمّر حلمها، وجعلها ترضى بأن تكون ربة منزل في زواجٍ خالٍ من الأحلام.

والآن، ها هو يدمّر يدها أيضًا، ويقضي على ما تبقّى من حياتها دون رحمة.

مجرد ذكر اسم أحم
استمر في قراءة هذا الكتاب مجانا
امسح الكود لتنزيل التطبيق
الفصل مغلق
تعليقات (16)
goodnovel comment avatar
mema
نزلوا فصول اكثر ومستمره زي ماكنا نقرأ
goodnovel comment avatar
Sawsan
أنزلتم عدد قليل جداً من الفصول، أكملوا الرواية بشكل سريع لأنني نسيت الأحداث السابقة و هذا غير منطقي في قراءة رواية، لماذا التأخير و قلة الفصول، خلصونا عاد!
goodnovel comment avatar
weddy
خاب من طيزي اذا رجعوا ساره و احمد من طيزييييييي
عرض جميع التعليقات

أحدث فصل

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 720

    كاد أحمد أن يُسقط الوعاء من يده، فتح فمه محاولًا أن يبرّر قائلًا: "حبيبتي سارة، الأمر ليس كما تظنين، أنا وصفاء لم يحدث بيننا أي شيء..."قاطعته سارة ببرود، تحدّق فيه بعينيها دون أن ترمش: "وهذه المرّة، ما هي الحكاية الجديدة التي تودّ أن تختلقها؟ أود أن اسئلك فقط... في ذلك اليوم حين سقطتُ أنا وصفاء في البحر معًا، من التي أنقذتها؟"ذلك الموقف كان القطعة الوحيدة التي استعادت ذاكرتها بشأنها، وكلّما تذكّرته شعرت وكأن إبرة حادة تخترق قلبها.بمجرّد أن نطقت بسؤالها، أدرك أحمد أنّه لم يعد أمامه مجال للمراوغة أو إخفاء الحقيقة.قال بصوت مبحوح: "سارة، وقتها... كان لي عذر قاهر، صدّقيني."ردّت ببرود أشدّ: "ربما كان لديك ما تسميه عذرًا قاهرًا، لكن أن تترك زوجتك لتغرق بينما تنقذ امرأة أخرى... عذرًا، لا أستطيع أن أتعاطف مع أعذارك، كل ما أشعر به هو مرارة السخرية من نفسي، صدقتَ حين قلت، إن نسيان تلك الذكريات كان أفضل، فمجرد استعادتها لا يزيدني إلا وجعًا."ذلك الصفاء الجليدي الذي أظهرته سارة جعل أحمد عاجزًا عن إيجاد أي مبرّر، كان يعلم أنّه مهما قال، حتى لو نطق بالحقيقة كاملة، فإنها لن تصدّقه بعد الآن. في ع

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 719

    قال رامي بنبرة جدية وهو يشرح: "سيدي الرئيس أحمد، العلاج الكيماوي يشبه محاربة السم بالسم، فهو لا يهاجم فقط الخلايا السرطانية، بل يهاجم كذلك الخلايا السليمة بلا تمييز، وحالة السيدة سارة الآن خطيرة جدًا، من المحتمل أنه تحت وطأة السرطان والكيماوي معًا لن تصمد حتى تصل المساعدة اللازمة..."خفض أحمد رأسه، صوته كان مبحوحًا وكأنه خرج من أعماق صدره: "لن يكون الأمر كذلك... حبيبتي سارة لن تموت."لم يعرف محمود بماذا يواسيه، فالوضع بات فوق قدرتهم جميعًا، ولم يتبقَّ لهم سوى التضرع لله أن يمنّ عليهم بمعجزة.وبعد ليلة كاملة من محاولات الإنقاذ، تجاوزت سارة مؤقتًا مرحلة الخطر، لكن حالتها لم تتحسن، بل ازدادت ضعفًا وهزالًا، ونصح الطبيب مرارًا وتكرارًا بعدم البدء بالكيماوي الآن، فجسدها لن يحتمل.وقف أحمد بجوارها، يحدّق في ملامحها الشاحبة وهي غارقة في غيبوبتها، ولم يعد يعرف ما الذي ينبغي فعله، فلم يجد بُدًّا من تأجيل قرار العلاج بالكيماوي.في تلك الأثناء دخل خالد مسرعًا، وجهه ممتلئ بالقلق: "سيد أحمد، الوضع ليس مطمئنًا، لقد وصلتني للتو أخبار عن السيد مصطفى"."ما الأمر؟""يبدو أنه أصيب بانتكاسة مفاجئة بمرضه ال

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 718

    ارتجف ظهر باسل بالبرودة، فكان أحمد في هذه اللحظة بدا كوحشٍ على وشك أن يتحرر من قيوده.وكانت سارة هي القيد الأخير الذي ما زال يربطه بالعالم، فإذا أصابها مكروه، فلا أحد يعرف إلى أي حال سيؤول.قال باسل بجدية: "ألا ترى أنك متهور أكثر من اللازم؟ مسألة تقبل العلاج، كان ينبغي عليك أن تسأل سارة بنفسها عن رأيها على الأقل."أحمد نطق كلماته ببطء وحزم: "أن تعيش، هذا هو أفضل ختام أريده لها، لا تهمني الوسائل، المهم عندي أن تبقى حية، هل تفهم مقصد كلامي؟"ثم انصرف بخطوات عريضة وسريعة، بينما كان باسل يحدق في ظهره المتعجل، وفي قلبه شعور عميق بالأسى من أجل سارة.هذا الرجل ظل كما هو دائمًا؛ لا يفكر إلا في ذاته، ولم يعرف يومًا كيف يحب.وصل رامي بعد رحلة شاقة وسط المطر والرياح، وما إن التقى بأحمد حتى غمر وجهه بالندم، وصفع نفسه بشدة قائلاً: "سيدي الرئيس أحمد، الخطأ خطئي، لقد أهملتُ أهم تفصيلة، فدفعتُ السيدة إلى ما هي عليه اليوم."لكن أحمد لم يكن مؤهلًا ليلوم أي إنسان؛ فسارة وصلت إلى هذه المرحلة بسببه هو، لا بسبيل غيره.قال بصرامة: "الوقت ليس مناسبًا للأعتراف بالذنب، هذه نتيجة فحوصات سارة، انظر هل يمكن فعل شي

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 717

    خرج تقرير نتائج سارة في الليلة نفسها، وكانت النتيجة كما توقّع باسل، سرطان معدة في مرحلة متأخرة، ولم يكن هذا هو الأسوأ فقط، بل قد انتقل بالفعل إلى الرأس، حيث ظهرت أيضًا أورام خبيثة في بداياتها.بعد اجتماع عدد من خبراء الأورام للتشاور، توصّلوا جميعًا إلى جواب واحد، وهو ما قاله باسل من قبل، بأنه لا يُنصح بالعلاج.رمقهم أحمد بنظرة باردة كالثلج وقال: "أنتم حتى لم تحاولوا، فبأي حق تستسلمون بهذه السهولة؟"مسح مدير المستشفى العرق المتصبب من جبينه وقال: "سيد أحمد، هذا السرطان ليس كغيره من الأمراض، لو تم اكتشافه في وقت مبكر كان يمكننا اللجوء للجراحة واستئصاله، لكن السيدة سارة قد وصلت للمرحلة المتأخرة، أنت بنفسك رأيت حجم الورم، وهو لا يصلح للاستئصال، والأسوأ أننا اكتشفنا أورامًا في رأسها، والدماغ مليء بالأعصاب الدقيقة، ولا يمكن إجراء أي جراحة عشوائية هناك."نظر أحمد إليه بوجه يزداد برودة، فسارع المدير ليضيف: "بالطبع ما زال لدينا العلاج المحافظ، يمكننا البدء بدورة علاج كيميائي أولية، لكن... العلاج الكيميائي له آثار جانبية قاسية، وإن كانت السيدة ضعيفة البنية فقد يأتي بنتائج عكسية، كثير من المرضى لا

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 716

    لقد خضعت سارة لجلسة علاج كيماوي من قبل!أحمد لم يكن يعلم شيئًا عن ذلك قط، حلقه جفّ فجأة، واضطر أن يضغط على صوته ليخرج بضع كلمات متقطعة: "كان هذا في الأيام التي كنتَ تعتني بها؟"قال باسل بجدية: "نعم، في ذلك الوقت كانت تقضي أيامها في الركض بين أروقة المستشفى، وتعمل في أكثر من وظيفة لتوفير المال لعلاج والدها السيد رشيد، جسدها كان يذوي يومًا بعد يوم، ثم شُخِّصت بالسرطان، عندما خضعت للعلاج الكيماوي لم يكن بجانبها حتى قريب يوقّع عنها، وفي اليوم التالي مباشرةً كان عليها أن تغادر المستشفى، في الوقت الذي كان جسدها في أضعف حالاته، تدور بها الدنيا ولا تقوى على الوقوف، معدتها ترفض الطعام ولا شهية لها، ومع ذلك كذبت عليّ وقالت إن لديها صديقة تعتني بها، وحين اكتشفت الحقيقة وجدتها ملقاة وحدها على السرير غير قادرة على النهوض، بالكاد تجاوزت آثار الكيماوي المرهقة من الأيام السابقة، لكنها أسرعت بعد ذلك لتتمم إجراءات الطلاق منك."توقف باسل لحظة، وصوته خنقه التأثر، ثم تابع: "سارة تمتلك مناعة خاصة تجاه المخدر، وعندما أراد الأطباء زرع منفذ للحقن داخل ذراعها اضطروا لشق لحمها بالسكين وزرع الجهاز داخله، لكن لم ت

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 715

    تم نقل سارة إلى غرفة الطوارئ، وحين وصل الخبر إلى رامي شعر وكأن السماء قد انهارت فوقه.ذلك القلق الذي كان يساوره تحوّل إلى واقع مرعب، فسارع في الليلة نفسها إلى ركوب الطائرة قادمًا من مدينة الشمال.أمام غرفة الطوارئ، كان قميص أحمد وبذلته ملطخين بدماء سارة، ومع ذلك لم يبدُ وكأنه يشعر بها، عيناه المحمرتان بالغتياح غمرهما لون الدم.اقترب محمود منه بخطوات حذرة، تردّد طويلًا قبل أن يتكلم أخيرًا قائلًا: "سيدي الرئيس أحمد، لقد أرسلتُ أحدهم لاسترجاع ملفات السيدة من المستشفى الذي كان يعمل فيه باسل من قبل."كان أحمد واقفًا ويداه خلف ظهره، وجهه كقطعة من الجليد، غارقًا في دوامة أفكاره، ولم ينتبه لوجود محمود إلا حين ناداه، عندها فقط استيقظ من غفلته.قدّم محمود ملفين من الفحوصات."التقرير الأول يعود لليوم الذي أغمي عليها فيه أثناء رعايتها للسيد رشيد، آنذاك اشتبه باسل بوجود ورم في المعدة، فأجرى لها منظارًا هضميًا مع أخذ خزعة، والنتيجة كانت سرطان معدة في المرحلة الثالثة.""أما التقرير الثاني فهو الفحوصات التي أجريتها لها بناءً على تعليماتك حين طلبتَ من رامي عمل كشف شامل، وبعد التحقيق اكتشفنا أن صور الأش

فصول أخرى
استكشاف وقراءة روايات جيدة مجانية
الوصول المجاني إلى عدد كبير من الروايات الجيدة على تطبيق GoodNovel. تنزيل الكتب التي تحبها وقراءتها كلما وأينما أردت
اقرأ الكتب مجانا في التطبيق
امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status