Share

الفصل 451

Author: سيد أحمد
وقفت فاتن خلف سارة، وقد لاحظت تردّدها الطويل، فارتسمت على وجهها علامة استفهام وسألتها: "سيدة سارة، هل هذه الملابس لا تُعجبكِ؟"

أجابت سارة: "لا، بل إنها جميلة للغاية، فقط أشعر بشيءٍ من الحزن."

لم تكن فاتن تعرف شيئًا عن الحكاية الطويلة من الحبّ والخصام بينها وبين أحمد، ولم يكن بوسعها أن تفهم ما الذي تخبّئه كلمة "حزن" من مرارة وألم.

قالت سارة بصوت خافت وهي تحوّل بصرها جانبًا: "اختاري لي أنتِ"، فقد اعتادت على ارتداء ما تجود به أرصفة السوق، هذه الثياب الفاخرة لم تعد تناسبنها، بل تُربكها.

وقفت فاتن أمام خزانة الملابس، تنظر وتختار، بينما تهمس بمرح: "سيدة سارة، أنتِ تملكين قوامًا جميلًا، ووجهًا حسنًا، وبشرة ناصعة البياض، أنتِ مثل شماعة العرض، حتى لو ارتديتِ كيسًا من الخيش، فستبدين فاتنة."

أخرجت فستانًا أبيض بسيطًا بقصّة راقية وقَصّة متقنة تُضفي عليه لمسة من الرقي.

ثم قالت: "ما رأيكِ بهذا؟ أشعر أنه يناسبكِ كثيرًا."

ارتدت سارة الفستان الأبيض، فابتسمت فاتن برضا وقالت: "انظري، كم يبدو ملائمًا عليكِ يا سيدة سارة، أنتِ حقًا أشبه بابنة عائلة أرستقراطية، أناقتكِ وهدوؤكِ وطباعكِ لا يملكها أحد."

همست سا
Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App
Locked Chapter

Pinakabagong kabanata

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 478

    رغم أنها نجت بالطفل، إلا أن آخر بصيص من النور في عالم سارة قد انتُزع منها على يد أحمد.أحمد بات يعلم الآن أن الجنين الذي تحمله في أحشائها هو ابنه، وهذا يعني أنه من الآن فصاعدًا، لن يسمح لها بالمغادرة بسهولة.لكنها، قد سئمت هذه اللعبة منذ زمن.شعرت وكأنها محاصرة داخل شبكة ضخمة تحكمت في كل تفاصيل حياتها، مهما حاولت الهرب، لم تجد لنفسها مخرجًا.لم تعد تعرف كيف تنتقم، ولا ترى أي أمل في الأفق.والآن، وهي حامل، لم تعد قادرة على فعل شيء، لم يكن بيدها إلا أن تمسح على بطنها مرارًا، وتدعو الله في سرّها أن يسمح لها بولادة هذا الطفل بسلام.حزنها العميق لم يغب عن عينَي رشيد، ساقاه تعافتا كثيرًا في الآونة الأخيرة، وبات قادرًا على التجول في المنزل دون الحاجة إلى مساعدة أحد.كان الصيف قد بدأ، والطقس يزداد حرًّا يومًا بعد يوم، كانت سارة قد غفت على الكرسي المتأرجح تحت ظل الأشجار.وحين استيقظت، وجدت بطانية خفيفة قد غُطّيت بها، أما رشيد، فكان يجلس إلى جانبها، يلوّح لها بمروحة يدوية ليبعد عنها الحشرات، تمامًا كما اعتاد أن يفعل عندما كانت صغيرة.رغم أن والدتها قد رحلت في سن مبكرة، إلا أن رشيد منحها كل ما لد

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 477

    بعد مغادرة أحمد، غرقت سارة في اكتئاب عميق لا مخرج منه.لاحظت فاتن أن النور الذي بدأ ينبض في عيني سارة قد انطفأ من جديد، كانت تجلس بصمت قرب النافذة، وقد خفّ التورم والاحمرار في وجهها، إلا أن بشرتها بدت شاحبة كمن غادرته الحياة.تحدّق في الستار الماطر المنهمر خلف الزجاج، وعيناها خاليتان من أي بؤرة تركيز.قالت فاتن برفق: "سارة، لا بد أنكِ جائعة، المطبخ أعدّ الطعام للتو، ألم تقولي مؤخرًا إنكِ تشتهين معكرونة الصلصة المقلية؟ تذوّقيها، ربما تروق لكِ النكهة."ردّت سارة قائلة: "دعيها هناك، لستُ جائعة.""حتى لو لم تكوني جائعة، عليكِ أن تأكلي قليلًا، من أجل الجنين على الأقل."كان الطفل هو الشيء الوحيد القادر على تحريك مشاعر سارة، لهذا لمّا رأت فاتن أصابعها تتحرك قليلًا، سارعت لوضع العيدان بين يديها بلطف.قالت بحنان: "كليها وهي ساخنة، لقد ذقتها سرًّا، طعمها لذيذ جدًّا."ثم أخرجت لسانها مازحة وقالت: "آسفة، هذا كان بأمر من الرئيس التنفيذي أحمد، قال إنه من الآن فصاعدًا كل ما يدخل فمكِ يجب أن يُفحص مسبقًا، بل ويُجرّب أيضًا."كانت فاتن تنوي أن تمتدح أحمد، لكن ما إن تذكّرت ما حدث مؤخرًا حتى ابتلعت ما كان

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 476

    لم يكن في عيني سارة ذرة من الفرح، بل كانت نظراتها باردة وهي تحدّق فيه قائلة: "رغم أنني لا أرغب في الاعتراف بهذا، لكن الطفلين هما حقًّا منك."ارتسمت مشاعر السعادة والدهشة على وجه أحمد بوضوح، كأنها تسلّلت إلى ملامحه في لحظة.لكن سارة أتبعت قولها ببرود قاطع: "وقد كدتَ للتوّ أن تقتلَهما، لن أسمح لرجل مثلك أن يكون أبًا لهما."قال بهمسٍ مشوب بالندم: "حبيبتي سارة... أنا آسف."لقد باتت هذه الجملة أكثر ما يكرره في هذه الفترة "أنا آسف."لكن سارة ردّت قائلة: "ليست كل عبارة (أنا آسف) تُقابل ب(لا بأس)، انظر إلى وجهي، هذه الصفعة لم تأتِ من يدها، بل من يدك أنت."ثم استندت إلى المقعد، وكأنها انهارت تمامًا، جسدها متعب ومنهك، وكأن كل قوتها قد تبددت.منذ أن حملت، وجسدها يئن من الثقل، المعاناة التي خاضتها قبل قليل استنزفت منها الكثير، حتى باتت بالكاد تحتمل نفسها.أما أحمد، فقد بدا عليه الاقتناع، لكنها ما عادت راغبة في الاستمرار في الشرح أو الجدال.فتح فمه يريد قول شيء، لكنه تردد، حدّق في ملامحها المتعبة مليًّا، ثم مال نحوها ليضم جسدها الهزيل بين ذراعيه، وهمس بشيء من الحزن: "حبيبتي سارة، أعلم أنّكِ تكرهينن

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 475

    كان أحمد يحدّق في سارة، وهي في هيئةٍ مزرية، تتلوى فيها مشاعره بين الغضب والشفقة.كانت سارة تبكي بحرقة، عاجزة عن السيطرة على دموعها، فكيف لها أن تُجري فحصًا في هذه الحالة؟لم يبدأوا الجراحة بعد، ومع ذلك بلغ الأذى هذا الحد، فكيف له أن يطمئن على تسليمها لتلك الطبيبة؟قالت الطبيبة حسناء: "سيدي، ما حدث كله سوء تفاهم... كنتُ أظنّ أن هذه السيدة... هي...".كانت تحاول جاهدة أن تبرّر موقفها، خاصةً وسارة الآن تتخذ هيئة المظلومة المستضعفة، كأنما تدفع بها عمداً نحو الهاوية.لكنها سرعان ما انفجرت قائلة: "لا، لم تكن هكذا منذ لحظة فقط! سيدي، هي من بادرت بالاعتداء عليّ، الخطأ منها وليس مني!".سارة، بصوت متهدج بين شهقات البكاء، قالت: "ولِمَ أضربكِ، ألا تعلمين السبب؟! نحن لا نعرف بعضنا حتى، ومع ذلك، تارةً تصفينني بالخليعة، وتارةً أخرى تقولين إنني تردّدتُ على رجالٍ كثر، بل وتتهمينني بأني بلا تربية وأنجبتُ هذا الطفل خارج الزواج... أي خطأ ارتكبتُه لأُهان بهذا الشكل؟".كان وجه أحمد يزداد قتامة مع كل كلمة، وكأن كل حرفٍ خرج من فم الطبيبة يضرب على أوتار غضبه الحساسة.قال بحدة، وصوته يقطر جليدًا: "ومن منحكِ الحق

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 474

    أُصيب خالد بالذهول، أليس من المفترض أن يكون هذا فحصًا تمهيديًّا للعملية؟ كيف تحوّل الأمر إلى ما هو عليه الآن؟"كيف تقومون بضربها؟"الممرضات القريبات تجمّدن في أماكنهن من الخوف، فعلاقة الطاقم الطبي بالمرضى هشّة بطبيعتها، كالسير على حبل رفيع فوق الهاوية، والآن تأتي هذه الطبيبة، السيدة حسناء، لتبدأ شجارًا؟حتى وإن كانت سارة مجرد "عشيقة" للرئيس التنفيذي أحمد كما يهمس البعض، فهي على أية حال تنتمي إلى عائلة أحمد.وإن قرّر أحدهم التحقيق فيما جرى، فحتى دون تلك العلاقة، ما قالته الطبيبة حسناء منذ قليل كافٍ وحده لزجّها في مأزق لا يُحمد عقباه.لكن حسناء لم تكن تدرك خطورة ما اقترفت، ففي نظرها، لا يوجد رجل على وجه الأرض يمكنه تحمّل خيانة شريكة حياته، ولعلّ أحمد يُكنّ كرهًا عميقًا لسارة، وربما يثني على موقفها!"ما العيب في أن ألقّنها درسًا نيابة عن والدتها؟ فتاة صغيرة لا تعرف كيف تصون نفسها، من يدري ما قد تفعله مستقبلًا من فضائح! لا تقلق، سأجعل الرئيس التنفيذي أحمد يطمئن، سأقوم بتأديبها بنفسي."كلماتها كانت كافية لأن تجعل خالد يقفز من مكانه، "ماذا قلتِ؟""أقول، فتاة مثلها، رخيصة، لا تعرف معنى العفّة

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 473

    كانت سارة في حالة من القلق والخوف الشديد، فجاءت كلمات الطبيبة حسناء لتصب الزيت على النار، فأشعلت بها غضبها أكثر، فصاحت قائلة: "هكذا هي تربيتكِ؟ هكذا هو ضميركِ المهني؟ تستخدمين مهنتكِ سلاحًا لتهاجمي به الآخرين؟ هل تعرفينني أصلًا؟ هل تدركين ما الذي حدث فعلًا؟ بأي حق تُهينينني؟"ضمّت الطبيبة جميلة ذراعيها أمام صدرها وقد استشاطت غضبًا، وقالت بنبرة ازدراء: "إهانة؟ إذا كنتِ تعتبرين قول الحقيقة إهانة، فهذه مشكلتكِ، الجميع يعلم أن السيد أحمد على وشك الزواج، ورغم ذلك جاء بكِ إلى هنا لإجراء عملية إجهاض، إن لم تكوني عشيقته، فما الذي تكونينه إذن؟"ثم رمقتها بنظرة حادة من رأسها حتى قدميها، وأردفت بازدراء :"الفتيات في هذه الأيام، لا أدري كيف ربّتهنّ عائلاتهنّ! لا يهمهنّ العلم ولا مستقبلهنّ، لا يفكرن إلا في خطف أزواج الأخريات! مثلكِ تمامًا، تستحقين الإجهاض، وتستحقين أن تُحرمي من الأطفال إلى الأبد! رغم شكلكِ الجميل، فأنتِ لا تستحقين سوى الوحدة والعقم والشيخوخة القاتلة!"وما إن انتهت من كلماتها السامة حتى دوّى صوت صفعة قوية، فقد صفعتها سارة بقوة وهي ترتجف من الغضب."أيتها الحقيرة! كيف تجرئين على ضربي؟

Higit pang Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status