Share

الفصل 464

Author: سيد أحمد
حين تلقّى أحمد اتصال من فاتن، كان يعلم جيدًا بكل ما يتعلق بسارة، رغم أنه لم يزرها خلال هذه الفترة، إلا أن حركاتها وسكناتها لم تغب عن عينيه.

لم تكن فاتن تدرك ما يدور في ذهنه، بل ظنت أن اهتمامه الصامت هو صورة نادرة للرجل العظيم الذي لا يزال يحرس محبوبته السابقة.

قالت له فاتن: "سيد أحمد، السيدة سارة ترغب بإجراء فحص الحمل."

على مكتبه، كانت علبة صغيرة تضم خاتمي زواج، أنامله تمرّ على الألماسة الكبيرة بإمعان، وتعابير وجهه صعبة القراءة، بلا فرح أو غضب ظاهر.

قال بهدوء: "حسنًا، سأرتّب الأمر."

تنفست فاتن الصعداء وقالت: "كنت أعلم أنكَ أكثر من يهتم السيدة سارة، لا أفهم لماذا حتى حملها تُخفيه عنك."

ابتسم أحمد بسخرية مظلمة، وأغلق الخط، ثم أعاد الخاتمين إلى علبتهما المخملية.

نهض واقفًا واتجه نحو النافذة الزجاجية الكبيرة، كان الجو غائمًا رماديًا، وكأن المطر على وشك الهطول.

في الأسفل في هذا الوقت بعد انتهاء وقت الدوام، كان الناس يملؤون الطرقات، والسيارات تتقاطع في كل اتجاه.

من بعيد، أضواء المباني بدأت تُضيء تباعًا، في حين كان ظل جسده الطويل ممتدًا على الأرض خلفه.

وبينما تتساقط قطرات المطر المنحرفة على ا
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter
Comments (1)
goodnovel comment avatar
الثريا العمري
صارت القصة طويلة جدا والأحداث تقريبا مكررة
VIEW ALL COMMENTS

Latest chapter

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 862

    "لا تعضي، سأشعر بالألم".في ذهن سارة لمعت صورة من الماضي، حين كانت في بداياتها مع أحمد، لم يكن لديها أي خبرة في مثل هذه الأمور.كانت ترى أن إصدار أي صوت أمر مخزٍ، لذلك كانت في كل مرة تعضّ على شفتيها لتكتم أنفاسها.حتى جاء ذلك اليوم، حين رفع الرجل ذقنها من الخلف وهو يحيطها بذراعه، ثم همس في أذنها بهذه الجملة.لا تزال سارة تذكر أن تلك الليلة كانت مجنونة بكل تفاصيلها.في هذه اللحظة لم تكن تدرك كم هي فاتنة، وعيناها مغطاتان بخيوط الحرير الفضي.رفع الرجل ذقنها وأجبرها على رفع رأسها، فكشف عن عنقها الممشوق مثل عنق البجعة.انزلقت ثيابها المبعثرة عن كتفيها، فكشفت عن ذراعيها الناصعتين وعظم ترقوتها الساحر، بينما حبات اللمعان الصغيرة على قماش الفستان راحت تتلألأ تحت الضوء الخافت في ظلمة الليل.تناثر ذيل الفستان فوق سطح الماء بخفة، كأنه زهرة على وشك التفتّح، تزيدها إغراء.اقترب أحمد ببطء، ثم طبع قبلة على شفتيها اللتين طالما حلم بهما.كانت ردة فعل سارة الأولى هي المقاومة، خصوصًا أنه هذه المرة في كامل وعيه، فكيف يمكنه أن...؟دفعت كفها إلى صدره، لتشعر بحرارة جسده المتدفقة من خلف قميصه، فانتقلت تلك الحر

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 861

    كان أحمد يحتضنها في صمت، دون أن يُظهر أدنى نية لإجبارها.قال بصوت منخفض: "سيدتي، بما أن الأمور قد وصلت إلى هذا الحد، يمكننا تأجيل الحديث عن أي شيء آخر، والأولوية الآن هي أن نُخرجكِ من هذا المأزق، أعلم أنكِ فتاة بريئة، ولا ترغبين في أن تُسلمي نفسكِ لأي شخص عشوائي، لكن ما يحدث الآن أمر لا مفر منه".أخذ أحمد نفسًا عميقًا وأردف: "أستطيع أن أضمن لكِ أن ما سيحدث الليلة لن يعرفه أحد، وبعد هذه الليلة، سيظل كل شيء كما كان، كما لو لم يتغير شيء، وإن كنتِ لا ترغبين بي، يمكنني... أن أبحث لكِ عن شخص آخر، كمسعد، أو ربما..."مدّت سارة يدها بسرعة لتُغلق فمه، وحدّقت به بنظرة متدللة فيها شيء من العتاب.قالت بصوت خافت: "إن لم يكن هناك خيار آخر، فأُفضّل أن تكون أنت".على الأقل هما يعرفان بعضهما، ويعرف كل منهما خفايا الآخر.لكنها في أعماقها لم تكن راغبة في أن تصل الأمور إلى هذه المرحلة.رغم أن شفتيها ترددان كلمة "لا"، إلا أن جسدها بحكم غريزته كان يتصرّف كقطةٍ مدللة، لا تكف عن التماهي معه والاحتكاك به.لم يعد يكفيها أن تُطوّق خصره القوي بذراعيها، بل راحت مشاعرها الملتهبة تدفعها بلهفة إلى التطلع لما هو أبعد م

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 860

    احمرّ وجه سارة كليًا بعد أن نطقت بتلك الكلمات، ولولا أن إرادتها صارت أكثر صلابة بعد سنوات العلاج الكيميائي، لما استطاعت أن تصمد لحظة واحدة.نظر إليها أحمد وهي غارقة في الخجل والاضطراب، وحتى وهو يعرف أن ما تفعله نتيجة تأثير الدواء، إلا أن قلبه لم يستطع منع نفسه من الخفقان السريع.قال بهدوء: "حسنًا، سأدير وجهي ولن أنظر إليكِ".استدار أحمد نحو النافذة، وفي ظلام البحر الكئيب لم يكن ثمة سوى هدير الموج، بينما كان صوت المروحية يقترب أكثر فأكثر من السماء.الليلة، ستبدأ الوليمة الحقيقية.بعد نحو عشر دقائق، جاءه فجأة من خلفه صوت أنثوي مليء بالأنين.التفت أحمد مسرعًا، فرأى سارة ووجنتاها محمرتان بشدة، وجسدها المبلل من شعرها حتى أطرافها، وعيناها الغائمتان تتلألآن برطوبة، وأطرافهما محاطة بظلٍّ أحمر.في مشهد فاتن حدّ الأثارة.قال بقلق: "سيدتي… هل أنتِ بخير؟"حاولت سارة أن تنهض من حوض الاستحمام، لكن أطرافها المرتعشة لم تطعها.فانهارت قوتها وسقطت ثانية في الماء.صرخ أحمد: "احترسي!"أسرع للإمساك بها، لكنها جذبت جسده بلا وعي، فسقط معها داخل الحوض.ولولا أن أحمد تدارك الأمر بسرعة، وأسند بيده مؤخرة رأسها،

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 859

    هبّت نَسمة بحر باردة، فارتجف ظهر مسعد وامتلأ بقشعريرة.كان في الماضي ينفّذ أوامر أحمد دون أن يلتفت إلى ما وراءها، أما الآن فقد أدرك أن خلف كل ذلك دهاليز معقدة لا حصر لها.وجعلته يتساءل: أي نارٍ يخوضها سيده بين صراعات العائلة، ومكائد العمل، والمنافسات المعلَنة والخفية؟قال مسعد بقلق: "سيدي، ماذا نفعل الآن؟"تلألأت عينا أحمد بظلمة عميقة.وانبعث صوته جليديًا: "بلّغ محمود، ودَعْه لا يُبقي شيئًا في هذه السفينة، ليُحطّمها كما لو كانت ملكًا له، عليّ أن أُريهم أن الثلاثمئة وأربعون مليون ليست مالًا يمكن انتزاعه بسهولة".ثم قذف بسيجارته إلى البحر، وكان وجهه خلف القناع أشدَّ قتامة، وقال بصرامة: "من يمد يده إلى مالي، فليُرجعه مضاعفًا مع الفوائد".انفرجت عينا مسعد دهشة وإعجابًا، فخطة سيده بارعة بحق!لقد أحاط أحمد علمًا بعدد الحراس والقتلة التابعين للخصم على متن السفينة، وبذلك فإن المبادرة الآن في يده.وحتى لو استنجد الطرف الآخر بتعزيزات، فإن وصولها سيستغرق أكثر من ست ساعات، وبحلولها سيكون رجاله قد انسحبوا بسلام، وحتى لو شَكّ أحدهم في أنه الفاعل فلن يملك أي دليل ظاهر.قال أحمد ببطء، وكلماته تنفذ في

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 858

    رغم أن الأمر شديد الإحراج، فإن سارة لم تعد تكترث لذلك في هذه اللحظة.كل ما أرادته هو أن تخفي وجهها كي لا يراها أحد.انحدر ذيل فستانها الطويل على الأرض، كحورية بحر جريحة.اندفع أحمد بخطوات واسعة وهو يقتادها خارج القاعة، بينما كان مسعد يحمل الطفل ويسرع خلفهما.قال أحمد بصوت غاضب: "أحضروا الطبيب فورًا".أجابه أحدهم: "حسنًا".كان صدر أحمد يضطرم بالضيق، فهو يشتاق إلى سارة، لكنه لم يكن يريدها في مثل هذا الوضع.والأسوأ أنه لا يعرف أي دواء لعين حقنتها بها رغدة، وهل سيترك أثرًا على جسدها أم لا.دخل الطبيب ليجري الفحص لسارة، أما أحمد فقد ابتعد إلى الرواق وأشعل سيجارة.في الأفق المظلم فوق سطح البحر ظهرت طائرات مروحية عديدة، فتغيّر وجه مسعد وقال بدهشة: "سيدي، أأنت من استدعيتَ فرقة المرتزقة الخاصة؟"كان يظن أن أحمد سيلجأ إلى سلطته ويستعين بجيش نظامي، لكنه فوجئ بأنه استدعى مرتزقة.وهذا يعني أنه حتى لو وقع أمر جلل فلن تُوجَّه أصابع الاتهام إلى السلطات الرسمية.خفض مسعد صوته وقال: "لكن هذا غريب، ألم يكن رجالنا كلهم في…"فقاطعه أحمد مشيرًا بإصبعه إلى فمه، في إشارة للصمت، فمثل هذه الأمور لا يجوز البوح ب

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 857

    نظرت رغدة إلى القاعة قائلة: "هل من سعرٍ أعلى؟"كان عمار على وشك رفع اللوحة، لكن من بجانبه أمسك بيده قائلًا: "سيدي، فكّر جيدًا، ثلاثمئة مليون لا نقدر على دفعها، هنا يجتمع أناسٌ كبار، فلنترك الأمر، إنها مجرد امرأة، إن شئت نستطيع إيجاد وسيلة أخرى".قال عمار بمرارة في قلبه: "حسنًا"، لكنه لم يكن راضيًا تمامًا.فالقوة هي رأسمال الرجل.أما أحمد فبقي جالسًا كما هو، ساقاه متقاطعتان، ويده تستند إلى وجنته، تشعّ منه هيبة السيد الكبير.كانت رغدة تنتظر أن تراه يسقط في الفضيحة، فإذا بها هي من تتحول إلى أضحوكة."ثلاثمئة مليون للمرة الأولى، ثلاثمئة مليون للمرة الثانية، ثلاثمئة مليون... تمت الصفقة!"أعلنت رغدة النتيجة وهي مكرهة، وقلبها يغلي.لقد أخرج الرجل حقًا ثلاثمئة مليون حقيقية!وقف أحمد يتطلع إلى رغدة بنظرةٍ وكأنه يشاهد مهرجًا: "الآن يمكنني أن آخذها معي، أليس كذلك؟"بعد نصف ساعة سيصل خالد وبقية الرجال، وحتى لو حاولت رغدة أن تلعب حيلةً ما، فسيكون الوقت قد فات.على الأقل في هذه اللحظة لا تستطيع أن تفعل شيئًا، فالجميع يراقب، ولو نكثت عهدها، فسيكون ذلك خرقًا للقوانين.وعلى الرغم من أن ما يفعلونه في الخ

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status