Share

الفصل 549

Author: سيد أحمد
"حبيبتي سارة، أنا لا أنحاز لأي أحد عن قصد، فهذه ليست طريقة منظمة الحشرات السامة، لو كانت تريد حقًّا قتلكِ، لكانت بكل سهولة دسّت لكِ السم في طعامكِ، أما هذه الطريقة فلا تشبه أسلوبهم في شيء، أنتِ تعرفين أن زعيمة المنظمة الآن هي ياسمين، ومنذ وفاة العم يوسف، غادرت مع المنظمة مدينة الشمال، حتى زهرة، هي الأخرى قد غادرت قبل عدّة أشهر."

شدّ أحمد يد سارة برفق، ونظر إليها بعينين هادئتين وقال: "من استطاع أن يشتري رجال منظمة أكس السوداء لا يملك فقط ثروة ضخمة، بل أيضًا يلمّ بكافة طرق التعامل معهم، أسلوب هذا الشخص مباشر، قاسٍ، لا يعرف الرحمة، سارة، فكّري جيدًا، هل هناك من أسأتِ إليه؟"

هزّت سارة رأسها: "أنت تعرف ماضيّ جيّدًا، لم أُكمل حتى دراستي الجامعية، تزوّجت سرًّا وأنا لا أزال طالبة، كيف لي أن أُغضب أحدًا؟ وهل من السهل أن يُنفق أحدهم عشرة ملايين من أجل قتلي؟"

عقد أحمد حاجبيه وقال: "أظنّ أن للأمر علاقة بعائلتكِ الأصلية، فبعد إصابة السيدة نور بسرطان الدم، واكتشافكم عبر تحاليل الحمض النووي أنكِ لستِ ابنتهم، ربما أراد أحدهم أن يوقفكِ عن الاستمرار في البحث، لذلك، قرر أن يقطع الطريق بقتلك، طالما أنكِ م
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 878

    عادت سارة إلى غرفتها، فوجدت الطفلة قد غطّت في نومٍ عميق، فأخذت منشفةً دافئة ومسحت جسدها الصغير برفق.وعندما همّت بالمغادرة، ألقت نظرةً إلى الخارج، فرأت عند ضوء المصباح رجلاً واقفًا هناك، كان حسني.وقف في مكانه كالأبله، يحدّق في اتجاهها، فما الجدوى من كل هذا العذاب؟منذ القدم، كان العشق الجارف يؤذي الروح، أما التعلّق بما لا يُنال، فيفتك بالنفس.اكتفت سارة بنظرةٍ عابرة ثم أسدلت الستارة، فمادامت عاجزةً عن منحه شيئًا، فمن الأفضل ألّا تترك له أي منفذٍ للأمل.اقترب مسعد بخطواتٍ بطيئة من أحمد وقال: "سيدي، السيدة قد نامت، عُد إلى المنزل."أجابه بصوتٍ منخفض: "سأبقى قليلًا."وقف أحمد وسط العاصفة الثلجية، أشعل سيجارة، وترك الريح والثلج يعصفان بجسده، ولم يغادر إلا حين انطفأت آخر جمرةٍ فيها.في صباح اليوم التالي، سلّمت سارة طفلتها إلى مسعد، وتوجّهت إلى البنك لإنهاء معاملة تحويلٍ ماليّ ضخم.كانت قد هيّأت نفسها نفسيًّا، فربما لن تتمكّن من الخروج من باب البنك حيّة.استقبلها الموظفون بغاية الاحترام، فقد أعدّوا مسبقًا الشاي والحلوى، وتولّى مدير البنك بنفسه جميع الإجراءات.وعند الوداع، انحنى لها انحناءةً

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 877

    عادت سارة إلى البيت صامتةً، ولم تُفلِت من رأسها ذكرياتُ أيام الدراسة مع ليلي.تساءلت في نفسها إن كانت تلك الفتيات لو علمن مصائرهنّ المستقبلية لَضحكنَ بلا احتشامٍ أكثر مما كن يفعلن.وصلت السيارة إلى البيت، فنزلَ مسعد وعلى وَجهه ملامحُ الوداع والرِّعاية وحملَ الطفلَة أولًا.لم تَدْخُل سارة على الفور، بل توقفت تحت عمود النور، وحدّقت في رقاقات الثلج المتراقصة وكأنها تُفكِّرٌ بعمقٍ.برز من وراء عمود النور شخصٌ واحد، كان أحمد ينظر إليها من بعيدٍ.وقال بهدوءٍ: "أنا أعلمُ أنكِ هنا."تبادلا النظرات ثم قال لها: "قلت لكِ إنّي لن أزعج حياتكِ."تقابلت عيونهما، وحدّقت سارة في بؤبؤ عينيه فلم تجد فيهما أيَّ ما يُستَشفُّ على مرأى.همّت تقول: "أشكرك على ما فعلت في تلك الليلة."فَكَرَتْ في نفسها أنه لو لم يسرعَ ويُوفِّر المالَ الذي خلّصَها، لَكانت قد انتهتْ حياتها بيدِ أولئك الوحوش.أجابها وهو متكئٌ قليلًا: "إني لم أحْميكِ كما ينبغي."وقف لبعض الوقت وقد غطّى كتفيه وشَعْرَه طبقةٌ سميكةٌ من الثلج.تقدمت سارة ببطءٍ نحوه، فبدت على أحمد علاماتُ الانزعاج.لم يستطع أن يضمن إن كانت سارة قد خمنت هويته، ولا عرف كي

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 876

    كما في الماضي، قضتا وقتهما سويًّا في شرب الشاي بالحليب، والتنزّه، ومشاهدة الأفلام، لتثمّنا لحظات اللقاء.حتى انقضى عرض الفيلم، وكانت مارية تتثاءب وهي تغالب النعاس.اقترب مسعد يقود سيارة أودي A8 لاصطحابهن، وقال باحترام: "يا سيدتي، هل نعود الآن؟"رمقته سارة بنظرة شك وسألت: "من أين لك بهذه السيارة؟"ابتسم وقال: "مستأجرة طبعًا، وإيجار مثل هذه السيارة الفاخرة ليس مرتفعًا، رأيت أن الآنسة مارية أوشكت أن تغفو، وخشيت أن يكون الركوب في سيارة عادية غير مريح لكنّ، اصعدن بسرعة، فالثلج والريح في الخارج شديدان."أشارت سارة لليلي بالصعود، فيما كانت مارية قد استسلمت للنوم بين ذراعيها.انشغل مسعد بنقل الأكياس الكثيرة إلى صندوق السيارة الخلفي، ثم سأل بحفاوة: "إلى أين تتوجه هذه الآنسة؟"ترددت ليلي قليلًا وقالت: "أنا..."سألتها سارة: "أما زلتِ تقيمين في منطقة الأبيض؟"أومأت ليلي برأسها وأجابت: "نعم، ما زلت في المكان ذاته."قال مسعد بحماس: "حسنًا، اربطن الأحزمة جيدًا."في الخارج كانت العاصفة الثلجية تزداد شدّة، والطرقات تزداد خلوًّا من المارّة.لاحظت سارة أكثر من مرة شرود ليلي، وكلما سألتها أجابت باقتضاب: "

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 875

    عند لقائهما من جديد، بدت سارة أكثر انفتاحًا من الماضي، حتى إنها أخذت تمازحها أحيانًا.ربّتت ليلي على رأسها مبتسمة وقالت: "فتاتي الصغيرة أخيرًا خرجتِ من ظلال تلك العلاقة، هذا يُسعدني حقًا من أجلكِ."قالت سارة: "نعم، كنتُ من قبل أرى الحياة أسوأ من الموت، وكان كل يوم يمرّ بمثابة عذاب، لكن منذ أن التقيتُ أطفالي، وكأن سحابة سوداء أزيحت عن عينيّ، فعرفتُ أن الحياة تستحق أن تُعاش."تطلّعت ليلي إلى مارية نظرة يغمرها الحسد وقالت بهمس: "حقًا، يا له من أمر جميل."سألتها سارة وقد لاحظت إعجابها الشديد بالأطفال: "وأنتِ، ألستِ في مثل هذا العمر ولم تصادفي أحدًا يصلح لتبني معه علاقة جادة؟"كان في الأمر ما يثير الريبة، إذ في كل مرة يُفتح هذا الموضوع بدت ليلي غير مرتاحة، وسرعان ما تغيّر مجرى الحديث.ابتسمت باستخفاف وقالت: "مع أنني لا أزال محافظة على جاذبيتي كما كنتُ في الماضي، بل إن الطوابير أمام بابي تمتد حتى باريس، إلا أنني لا أملك وقتًا، أشغالي تلتهم كل يومي، فأين لي بالفراغ كي أقع في حب؟"ضحكت سارة وهي تغطي شفتيها بكفها: "إذن عليّ أن أشعر بالامتنان، فليلي المشغولة استطاعت أن تقتطع لي من وقتها الثمين ه

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 874

    رغم أنّ ليلي كانت تنتعل حذاءً ذا كعبٍ عالٍ، إلا أنّها أسرعت تركض نحو سارة، ثم احتضنتها بقوة.قالت بصوتٍ مرتجف: "سارة... لقد أقلقتِني حتى الموت، لقد ظننتُ حقًا أنّكِ..."ابتسمت سارة بخفة وقالت: "آسفة، الموقف حينها كان طارئًا جدًا."شدّت ليلي ذراعيها حولها أكثر، وهي تتمتم بعينين دامعتين: "كيف نحفتِ إلى هذا الحد؟ هل كنتِ لا تتناولين الطعام بشكلٍ جيد؟ لم يبقَ منكِ إلا العظم!"مدّت سارة يدها تربّت على خدّها قائلة: "كفى حديثًا عني، انظري إلى نفسكِ، لم يزد وزنكِ شيئًا أيضًا، هل عملكِ يشغلكِ إلى هذا الحد؟"لمعت في عيني ليلي نظرةٌ غير طبيعية، ثم رفعت ذقنها بفخرٍ مصطنع: "هذا أمرٌ طبيعي، فأنا الآن من نُخبة النخبة في مجال العمل، من كان يظن؟"ابتسمت سارة قائلة: "ألم أقل لكِ منذ زمن إنكِ الأقدر دائمًا؟"ظلّتا متعانقتين طويلًا تسترجعان الذكريات، ثم التفتت ليلي إلى جانب سارة، حيث تقف طفلٌة صغيرة.لم تكن بحاجة إلى أن تعرّفه سارة، فالملامح تكفي، كان وجهها نسخةً طبق الأصل عن أحمد.رفعت الصغيرة رأسها ونادت بخجل: "خالتي ليلي."كادت عاطفة ليلي تفيض من عينيها، فقالت وهي تمد ذراعيها: "يا لكِ من طفلة لطيفة، تع

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 873

    رمقت ليلي الحارس بنظرة حادة وقالت: "أأنا غبية لأحتاج أن تُترجم لي إلى هذا الحد؟".كان الحارس يصرخ في قلبه من الضيق، ما هذه المصيبة التي ابتُلي بها مع هذه المرأة المجنونة؟أما سارة فقد اتضح شيئًا غير طبيعي في الأمر، فقالت: "ليلي، أين أنتِ؟ مع من تتحدثين؟".لم تكن ليلي تعرف كيف عادت سارة إلى الحياة، لكنها ما إن أدركت أنها ما زالت على قيد الحياة، حتى شعرت فجأة أن هذا العالم لم يعد مملًّا كما كان.على الأقل، لم يكن عليها أن تُقلق سارة عليها.قالت بسرعة: "لا، لا شيء، كنت أتحدث مع الحارس الجديد عندي، صغيرتي سارة، ألا تعرفين؟ منذ أن غبتِ عني وأنا أعيش حياة مزدهرة، أخرج ومعي ثمانية حراس شخصيين، جميعهم بثماني عضلات بارزة".ضحكت سارة براحة وقالت: "بمجرد أن سمعت صوتكِ اطمأن قلبي، فأنا كنت أخشى أن تكون حياتكِ صعبة".ابتسمت ليلي وقالت: "صعبة؟ كيف أكون كذلك؟ أنا الآن أعيش في فيلا فاخرة، أركب السيارات الفارهة، وذقت طعم حياة الأغنياء".ورغم أنّها كانت تقول هذا مبتسمة، إلا أنّ سارة التقطت بحسّها المرهف شيئًا مختلفًا.قالت: "أتبكين؟".في وسط تساقط الثلوج، حدّقت ليلي في الزهور البيضاء المتطايرة، وارتسمت

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status