Share

الفصل 562

Author: سيد أحمد
عندها فقط أدرك محمود نية الرئيس التنفيذي أحمد، لقد كان من البداية لا ينوي حقًا إرسال سارة إلى مهمة لاكتساب الخبرة، بل كان يريد فقط أن يجد فرصة لحقنها بالعقار.

لكنه شعر غريزيًّا أنّ هذا الأمر ليس في محلّه.

قال بتردد: "ولكن، سيدي، حتى وإن كان ماضي السيدة مليئًا بالجراح، فإن لها الحق في أن تقرر بنفسها إن كانت تريد نسيانه أم لا، إن قمتَ بحقنها سرًا دون علمها، ماذا لو استعادت ذاكرتها لاحقًا؟ ألن تلومكَ حينها؟"

ردّ عليه أحمد بنبرة باردة: "تظن أنني لم أفكر في ذلك؟! دعك من حجم الألم الذي واجهته سارة، لقد أصبحت لا ترى في الدنيا إلا الانتقام، باتت شديدة الحساسية، لا تنام ليلًا، ما إن تسمع أدنى صوت حتى تنهض مذعورة، وإذا نامت لا ترى إلا كوابيس لا تنتهي، وبيننا نشأ حاجز عميق لا يمكن تجاوزه… لم يعد بوسعي فعل شيء."

رفع أحمد خاتم زواجه، ذلك الخاتم الفضي البسيط الذي أطلق في ضوء الشمس بريقًا باردًا.

"لقد وجدت أخيرًا الطريقة لكسر هذا الجمود، بمجرد أن تُحقن سارة بعقار أم1.، ستنسى كل ذكرياتها المؤلمة، بما فيها كل الأذى الذي سببته لها."

ارتسمت على وجهه حينها ابتسامة تجمع بين الفرح والجنون، وقال: "ستعود تلك
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter
Comments (6)
goodnovel comment avatar
Laila
صدق صدق صدق هكذا سيكون أسلوب النشر بالتنقيط؟؟؟؟؟؟للأسف وقفنا نقرأ قصص من التطبيق …فقط انتظر اخلص اجزاء الرواية واحذف التطبيق لانه فاااااشل في أسلوب العرض
goodnovel comment avatar
flower8blue8
سارة و أحمد أجن من بعض هي رايحة على الجحيم بإرادتها و هو بدو يحقنها بعقار خطير غير مدرك انها مصابة بالسرطان و كأن مقدر لهم الأسر و الدوران خلف بعضهم في دائرة مغلقة من البؤس و الحزن و الألم و الضياع
goodnovel comment avatar
Laila
أنا كرهت هذا النوع من النشر المماطلة
VIEW ALL COMMENTS

Latest chapter

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 562

    عندها فقط أدرك محمود نية الرئيس التنفيذي أحمد، لقد كان من البداية لا ينوي حقًا إرسال سارة إلى مهمة لاكتساب الخبرة، بل كان يريد فقط أن يجد فرصة لحقنها بالعقار.لكنه شعر غريزيًّا أنّ هذا الأمر ليس في محلّه.قال بتردد: "ولكن، سيدي، حتى وإن كان ماضي السيدة مليئًا بالجراح، فإن لها الحق في أن تقرر بنفسها إن كانت تريد نسيانه أم لا، إن قمتَ بحقنها سرًا دون علمها، ماذا لو استعادت ذاكرتها لاحقًا؟ ألن تلومكَ حينها؟"ردّ عليه أحمد بنبرة باردة: "تظن أنني لم أفكر في ذلك؟! دعك من حجم الألم الذي واجهته سارة، لقد أصبحت لا ترى في الدنيا إلا الانتقام، باتت شديدة الحساسية، لا تنام ليلًا، ما إن تسمع أدنى صوت حتى تنهض مذعورة، وإذا نامت لا ترى إلا كوابيس لا تنتهي، وبيننا نشأ حاجز عميق لا يمكن تجاوزه… لم يعد بوسعي فعل شيء."رفع أحمد خاتم زواجه، ذلك الخاتم الفضي البسيط الذي أطلق في ضوء الشمس بريقًا باردًا."لقد وجدت أخيرًا الطريقة لكسر هذا الجمود، بمجرد أن تُحقن سارة بعقار أم1.، ستنسى كل ذكرياتها المؤلمة، بما فيها كل الأذى الذي سببته لها."ارتسمت على وجهه حينها ابتسامة تجمع بين الفرح والجنون، وقال: "ستعود تلك

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 561

    جزيرة إتنا تُعرف أيضًا باسم "جزيرة الجحيم"، وهي مكوّنة من خمس جُزر متجاورة.تُشبه هذه الجزيرة مركزًا لتجميع النفايات البشرية، تستقبل السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، والعبيد من مختلف البلدان…كما أنها تحتوي على أوعية لتربية السُّموم، وساحات قتال بين الوحوش، إذا أردتَ النجاة هنا، فعليكَ أن تهرب باستمرار، وأن تُقاتل دون توقف.جميع العملاء الخارقين في العالم يجب أن يمرّوا باختبار "جزيرة الجحيم".قواعد اللعبة بسيطة، يتم توزيع المشاركين الجُدد عشوائيًّا على أربع جُزر من الجُزر الهامشية، ويبدؤون في نمط "البقاء في البرّية".خلال ثلاثة أشهر، يُقصى تسعون بالمئة منهم، فيما ينتقل العشرة بالمئة المتبقّين من الجزر الأربع إلى الجزيرة الرئيسية، وهناك، تُختار أفضل ثلاثة مقاتلين.هؤلاء الثلاثة، بعد اجتيازهم الاختبار، يُعرضون في مزادات بأسعار باهظة.ربما يُصبح أحدهم من الحرس المتقدّم في وزارة الدفاع، أو عميلًا سريًّا في إحدى المنظمات، أو قاتلًا مأجورًا من الطراز الذهبي في مجموعة مرتزقة.سارة كانت تعلم أنّ أغلب مَن خرجوا أحياء من جزيرة الجحيم قد انتهى بهم المطاف في منظمة أكس السوداء، تلك المنظمة الغامضة ا

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 560

    حين سمعت سارة صوت صفاء وهي تبكي منتحبة بمرارة، توقفت بخطواتها والتفتت تنظر إلى الوراء.صفاء لم تعبأ بمساعدة الخادمة، بل أصرت على الزحف نحو أحمد، محاولةً الاقتراب منه بكل ما أوتيت من ضعف.ذلك المشهد، بضعفها وعجزها، أعاد إلى سارة سنواتٍ مضت، حين كانت تركع على الأرض تتوسل لأحمد كي لا يطلّقها، فقط لتُبقي عليه بجانبها.اتضح لها الآن كم كانت تبدو مثيرة للشفقة في ذلك الوقت.قالت سارة، وذراعاها معقودتان على صدرها: "وهل ستتركها هكذا؟"، وكأنها تظن أن أحمد لم يتدخل مراعاةً لمشاعرها.تابعت بلهجة خالية من الاهتمام: "لا داعي لأن تراعي مشاعري، فأنا لا أمانع".ظهر في عيني أحمد مسحة من الألم، ثم مد يده وأمسك بكفها، "حبيبتي سارة، لم أكن أحب صفاء يومًا، حين قلت إنني سأتزوجها، كان ذلك فقط ردًّا للجميل".سارة ضحكت بسخرية، "جميل يُردّ على السرير؟ ما أروعه من ردّ!"همس أحمد: "حبيبتي سارة، في الحقيقة أن فارس..."كاد أن يُفصح، لكن ما إن أغمض عينيه حتى عادت صور تلك الليلة لتهاجمه، حين انتشل جسد سارة شبه الميت من البحر، فغمره ألم لاذع في قلبه.الفاعل الحقيقي وراء محاولة اغتيال سارة لا يزال مجهولًا، وإن كُشف أن ف

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 559

    جلست صفاء على كرسيّها المتحرّك تراقب من بعيد أحمد وهو يرفع لها المظلّة، أحدهما واقف والآخر راكع، وخلفهما الثلج ينهمر بصمت، مشكّلين مشهدًا بدا وكأنه لوحة حزينة تنضح بالألفة والخذلان في آن.خلال تلك الأيام، سألت صفاء أحمد مرارًا عن مكان رشيد، لكنه لم يُفصح بحرفٍ واحد.حتى جاءها الخبر هذا الصباح، رشيد... أنه قد مات.لم تحظَ حتى برؤية وجهه للمرّة الأخيرة، ولم تستطع توديعه كما يليق، لقد مات دون أن يعلم أن ابنته الحقيقية... هي صفاء.أحمد كان قاسيًا، قاسيًا إلى حدّ لا يُحتمل.قال إن هذا عقابٌ تستحقّه.لكن... ما الذي اقترفته لتُعاقَب؟لقد كانت طوال هذه السنين غارقة في الجهل، تُسيّرها أكاذيبهم، حتى جاءت الحقيقة تسقط عليها كالصاعقة، فقتلت والديها بيديها، ومنذ ذلك الحين، لا يتوقّف ضميرها عن جلدها ليلًا ونهارًا.حين عادت إلى البلاد ظنّت أنها أسعد إنسانة في العالم، تملِك أسرة متماسكة، وأمًّا تُحبّها، وخطيبًا كأحمد يحميها ويمنحها الشعور بالأمان.لكن لم يكد عامٌ يمضي، حتى تحوّل كل شيء إلى رماد.أُصيبت عائلة صفاء بنكبات متتالية، فسخ أحمد خِطبته منها، فقدت والديها، بل وأصبحت... عاجزة.طلبت صفاء من المر

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 558

    في صباح اليوم التالي، دخلت سارة للمرة الأخيرة غرفة رشيد، ونظرت إلى ذلك الرجل النحيل الهامد على السرير.كانت عضلات رشيد قد ضمرت إلى حدٍّ مؤلم، وملامح وجهه شاحبة ومنهكة، وقد استحالت شيخوخته إلى واقع لا يمكن إنكاره.امتلأت الغرفة برائحة الأدوية النفاذة المتداخلة.وسارة لم تملك الجرأة على دخول هذه الغرفة منذ أيام طويلة.لأنها كانت تدرك في قرارة نفسها أنّ اليوم الذي تجمع فيه شجاعتها، سيكون هو يوم الوداع.كان الثلج قد غطى باحة المنزل بطبقة كثيفة، إذ تساقط طوال الليل دون توقف.وسارة سحبت الستائر الثقيلة، ثم فتحت النافذة.لتدع ضوء الشمس والثلج والهواء النقي يتسللون إلى الغرفة.قالت بصوتٍ حنون: "أبي، لا بد أنك لم تتنفس الهواء الطلق منذ زمن طويل، ها هو الشتاء يعود مجددًا، لقد تساقط الثلج."ورغم أنّ يدها اليمنى لم تستعد كامل مرونتها بعد، فإن الحركات البسيطة أصبحت أسهل عليها.جمعت بين أناملها قبضة من الثلج، وراحت تشكّله بسرعة بأصابعها.ثم صنعت منه أرنبًا صغيرًا من الثلج، بهدوء وحذر."أتذكر، حين كنت صغيرة، كنتَ ترافقني في ساحة المنزل كلما تساقط الثلج، نلعب معًا حرب الثلج ونبني رجل الثلج، لطالما كان

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 557

    أمسكت ليلي بيد سارة باندفاع، وقالت بانفعال: "تودّعيني؟ إلى أين ستذهبين؟""لا تقلقي، فقط أريد أن أجد مكانًا أرتاح فيه قليلًا."رأت ليلي ملابس سارة السوداء بالكامل، وكيف كانت خالية من أي روح، باردة كالجليد، فخمّنت أنها ربما تحتاج إلى الابتعاد قليلًا لتصفية ذهنها."هل ستغيبين طويلًا؟""نعم، على الأرجح."قالت ليلي: "الابتعاد عن هذا المكان المليء بالحزن فكرة جيدة."حتى ليلي، المعروفة بحيويتها وتفاؤلها، لم تعرف كيف تُواسيها، فالندوب التي تلقتها سارة ليست شيئًا يُرمّم ببضع كلمات.ولم تجد وسيلة للمواساة إلا أن تحوّل الألم إلى شهية، فأمرت بالكثير من الأطباق الفاخرة.قالت لها: "كلي، هذا الكافيار اليوم على حسابي، اعتبريه بوفيه مفتوح، لقد أصبحت ثرية، فلا تتكلّفي معي."ابتسمت سارة بخفة: "اخفضي صوتكِ، سيظن الناس أنكِ من وليدي الثراء."قالت ليلي وهي تضحك: "ما المشكلة؟ أنا تعبت وشقيت بعرقي، سارة، دعيني أخبركِ بأمر، أثناء الثانوية، كنتِ دائمًا تساعدينني، ومن وقتها قطعت وعدًا على نفسي أن أصبح يومًا ما شخصًا يُعتمد عليه، حتى أتمكن من دعمكِ عندما تحتاجين."قالت سارة وهي تنظر إليها بابتسامة دافئة: "أنتِ ال

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status