LOGINأزاح أحمد ببطء ثوب النوم عن كتفي سارة، ولم تحاول أن تمنعه.وبفضل الضوء الخافت المتسلل من الخارج، استطاع أن يرى ظهرها النحيل، وانحناءة خصرها البديعة.لقد أصبحت نحيفة للغاية، حتى أنه شعر وهو يحتضنها بأنها أقل امتلاءً من الماضي.وربما لأنّها أنجبت ثلاثة أطفال، فإن صدرها على العكس لم يتأثر، بل ازداد امتلاءً عمّا كان.ولأنها لم تُرضع أطفالها، ظلّ ممتلئًا مشدودًا بلا ترهّل.ومع أنّها مرّت بتجربتي ولادة مبكرة، إلا أنّ بطنها لم يحمل أي أثر لندوب الحمل، فجسدها ناعم مصقول كأبهى صورة للحلم الرجالي.لم تكن تدرك أن قوامها الساحر قادر على سلب العقول.في الغرفة كانت التدفئة تعمل على مدار الساعة، دافئة كأيام الربيع، ومع ذلك ارتجفت سارة قليلًا حين غاب عنها ستار الثياب.قال بصوت منخفض: "حبيبتي سارة، استديري، أريد أن أراك."أجابت بعناد: "لا أريد!"فجذبها نحوه بقوة، لكنها مدّت يدها لتغطي عينيها، وشفتيها الصغيرتين تنطقان بحدة.قالت: "أسرع."ضحك بخفة: "وكيف يمكن في مثل هذه الأمور أن تُقضى على عجل؟"وللمرة الأولى لامسها بلا أي حائل.فانفلت من بين شفتيها أنين خافت بلا وعي.ورغم جرأته، ظلّ أحمد وفيًّا بوعده، ل
تساقطت تلك الكلمات بخفة على مسامع سارة، فاحمرّ وجهها في عتمة الليل حتى بدا كأن النار قد اشتعلت في وجنتيها.في البداية كانت تظن أن احتضانه لها سيجعله يخلد إلى النوم بهدوء، لذلك لم تمنعه، لكنها لم تتوقع أن سيجرؤ لاحقًا على التمادي إلى هذا الحد.لو أنها أوقفته منذ البدء لكان الأمر مختلفًا، أما وقد سكتت، فقد بدا الأمر وكأنها رضيت ضمنًا، والآن لا ينفعها التظاهر بالنوم، ولن تستطيع توبيخ أحمد، إذ حاصرها حتى دفعها إلى حافة الهاوية لا تعرف كيف تتقدم أو تتراجع.كانت يده تواصل تمردها وهي تتجول حيث تشاء، وصوته يخترق أذنها: "حبيبتي سارة، مرّ وقتٌ طويل، ألم تفكّري في الأمر ولو مرة؟"اشتعل وجه سارة بحمرة الخجل، حتى أن أنفاسها صارت مضطربة: "أنا أبذل قصارى جهدي كي أتمسّك بالحياة، فكيف تتصور أنني سأفكر بمثل هذه الأمور؟"من خلفها طبع أحمد قبلة على شحمة أذنها وهو يهمس بصوت مبحوح: "أما أنا... فأفكّر بكِ حتى كدت أفقد صوابي."رغم أن حياتهما الماضية كانت مليئة بالودّ، إلا أن أحمد كان رجلاً كتومًا، لا يصرّح بمشاعره بهذه الصراحة أو الحرارة.حتى أمام سارة اعتاد الكتمان، يخفي ما يختلج في صدره كي لا يدع الآخرين يت
وضع أحمد سارة على السرير، ثم استدار متجهًا نحو الأريكة.كانت الأريكة مخصصة لشخصين فقط، أما طوله الذي يقارب المتر وتسعين سنتيمترًا، فقد جعل ساقيه الطويلتين ممتدتين إلى الخارج.تنفست سارة بعمق، وكادت أن تنفجر غضبًا في تلك اللحظة، وقالت: "يا أحمد، أأنت مصرّ على إغاظتي؟"ابتسم قائلاً: "حبيبتي سارة، لا بأس، الأريكة مريحة جدًّا، انظري إليّ، هكذا مستلقٍ، الأمر جيد."صرخت بحدة: "تعال إلى السرير حالًا!"وبعد صرختها الغاضبة، عاد أحمد مطيعًا إلى جانبها.كانت طريقة تعاملهما معًا غريبة وغير مسبوقة، لكنها مع ذلك بدت متناغمة على نحو يصعب تفسيره.تمدّدت سارة داخل اللحاف السميك كالجثة الهامدة، بينما جلس أحمد يقظًا لا ينام، وعيناه معلقتان بها كظلٍّ مخيف في منتصف الليل.في أكثر من ليلة، استفاقت لترى عينيه تحدّقان بها على هذا النحو، وكادت أن تموت رعبًا.قالت بغيظ: "أيها الوغد، ألا تستطيع أن تنام؟"أجاب بصوت مبحوح: "ظهري يؤلمني، لا أستطيع النوم، نامي أنتِ، وسأبقى أحرسكِ."لكنها تساءلت في سرها، من منهما كان يحرس الآخر حقًّا؟شعرت بالضيق حتى كادت أن تختنق.استدارت بظهرها نحوه، فما كان منه إلا أن ثبت بصره على
كان صوته المليء بالرجاء حزينًا إلى حد بعيد، رفعت سارة رأسها لتقع عيناها على نظراته المبللة، كأنها عينا جروٍ صغير تُرك وحيدًا.أهذا حقًا هو أحمد الذي تعرفه؟ أم أن روح كلب ما حلت مكانه؟قالت سارة بجفاف: "كيف أساعدك؟"أشار أحمد بأصبعه على راحتها، فاشتعل وجه سارة حُمرة حتى كاد ينفجر دمها.سارعت تنفي ثلاث مرات متتالية: "لا، لا يجوز، أنا أرفض، لا تفكر حتى بالأمر."قال بثبات: "إذن دعي الأمر هكذا، لا تتحركي، أنا سأتولى الأمر." اتسعت عينا سارة من الدهشة، لم يخطر ببالها أن أحمد سيتفوه بمثل هذا الكلام.قال مطمئنًا: "حبيبتي سارة، اطمئني، لن ألمسكِ حقًا، هكذا فقط يكفيني."كانت ترتدي سروالًا حريريًا خفيفًا ملاصقًا للبشرة، فشعرت بكل شيء بوضوح.وصوت أنفاس أحمد المكبوتة يتردد عند أذنها، حتى كادت سارة تموت خجلًا.رفعت ظهر يدها لتغطي عينيها، وهي تلعن بصوت مرتجف: "أحمد، أنت رجل سيئ حتى النخاع."ابتسم بخفة: "نعم، أنا سيئ، فماذا ستفعلين؟ لقد أحبكِ هذا الرجل السيئ، ولن يترككِ ما عاش."قال بصوت مبحوح: "حتى إن لم تكوني معي، دعيني أحبكِ على هذا النحو، إلى آخر العمر."خفق قلب سارة بقوة، واحمر وجهها: "كفى، أيها
خفضت سارة رأسها فجأة، فرأت حركتها الآن، ولو لم يكن أحمد قد أمسك بيدها، لكانت قد مالت عليه تمامًا.بعد فركها الشديد منذ لحظات، صار شكل حافة سرواله الداخلي الداكن بارزًا بوضوح.سارعت سارة إلى سحب يدها من كفه، كانت ردة فعلها سريعة للغاية، وحين أفلتت، سقطت على الأرض بمؤخرتها، وقالت متألمة: "آه!"ارتبك أحمد واقترب مسرعًا ليجذبها: "سارة حبيبتي، هل أنتِ بخير؟"كانت الأرض مغطاة بالفقاعات التي صنعتها سارة، وفي عجلة من أمره انزلق هو أيضًا."آه!"ارتطم الاثنان بقوة، فوقع أحمد فوق سارة.بات كل منهما يشعر بوضوح بملامح جسد الآخر.كادت سارة تجن، مثل هذا الموقف حتى الروايات لا تجرؤ أن تكتبه بمثل هذه المصادفة!كان أول خاطر لها هو جراحه: "كيف حالك؟ هل انفكت الغرز؟"جرّ هذا الارتطام القوي ألمًا شديدًا في ظهر أحمد، اجتاحه حتى كاد يعصف به.لكنه تمالك نفسه وقال: "لا بأس، دعيني ألتقط أنفاسي قليلًا."لم تجرؤ سارة على أن تدعه يستخدم ذراعيه خشية أن يشد على الجرح، فاستسلمت لتتركه مسندًا عليها.لكن ما إن أسند جسده، حتى أدركت سارة بوضوح أنه بدأ يستجيب.احمرّ وجهها وهي تصرخ: "أحمد، أيها الوغد!"تنهد أحمد بوجه ملؤه
كان وجه سارة قد احمرّ تمامًا، حتى بدا كتفاحة ناضجة متلألئة.مع أنهما في الماضي عبرا حدودًا أعمق من ذلك بكثير، إلا أنها لم يسبق لها أن نزعت سرواله بيدها، والأسوأ أن بينهما الآن طلاقًا يفرّق.أما أحمد فقد بدا في غاية الهدوء، ينتظرها دون استعجال.لم يُدرَ ما الذي قالته سارة لنفسها لتقنع قلبها، لكنها بعد أن التقطت نفسًا عميقًا بدأت أصابعها تتحرك.أغمضت عينيها وهي تسحب سرواله، ثم استدارت بسرعة لتعدّل درجة حرارة الماء.وحين التفتت من جديد، كان أحمد قد جلس، ساقاه متباعدتان قليلًا، وعضلات جسده مرسومة بوضوح حدّ الجنون، منظرٌ يفتن أي امرأة.غير أن أحمد كان مستقيم الظهر، جالسًا في وقار، وملامحه الوسيمة جادة حدّ المبالغة، كأن مجرد التفكير بهكذا اتجاه هو إساءة بحقه.قال بهدوء: "حبيبتي سارة، لقد أتعبتُك."لم تجد سارة ما تقوله، فالمكان وإن كان مهيأً جيدًا، إلا أنه لا يشبه بيتها المليء بأدوات الاستحمام المريحة، فبللت صدره بالماء، وعصرت شيئًا من الصابون في راحتها، وبدأت تمرره ببطء على جلده.كانت قد استراحت خلال العامين الأخيرين، حتى اختفت قساوة كفّيها، وغدت ناعمة طرية، وكلما انزلقت على جسد أحمد اشتعلت







