Compartir

الفصل 974

Autor: سيد أحمد
كانت عينا مرمر الصافيتان على نحوٍ لا يُصدّق تُشبهان تمامًا عيني سارة حين رآها السيد أحمد لأول مرة قبل أكثر من عشر سنوات. في ذلك الحين، راوده خاطرٌ واحد: كيف يمكن لإنسانةٍ أن تمتلك عينين بهذا الصفاء؟.

لكنّ هذا الخاطر لم يدم في ذهنه أكثر من لحظةٍ واحدة، وسرعان ما تلاشى.

فمن الطبيعي أن يوجد في هذا العالم من يُشبه غيره، أليست المرأة التي حاولت اغتياله من قبل تُشبه سارة إلى حدٍّ ما؟.

ثم إنّ مارية ابنته من سارة قد بلغت الخامسة من عمرها وربما قاربت السادسة، فكيف يُعقل أن تلد سارة طفلةً بعينين زمرديتين؟.

أدرك السيد أحمد أنه مجرّد أسيرٍ للحنين، وأنّ شوقه الجارف بدأ يُخيّل إليه أشياءً غير واقعية.

كان يعلم أنّ ملامحه قد تغيّرت بفعل السمّ، وأنّ وجهه المليء بالتجاعيد ربما يُخيف الطفلة الصغيرة.

لذلك هدّأ من ملامحه وقال برقة: "يا مرمر، أنتِ من أنقذتني، أليس كذلك؟ شكرًا لكِ."

هزّت مرمر رأسها نفيًا، لكنها لم تُفلت يده، كأنّها تخشى أن يسقط إن تركته.

سألها بصوتٍ منخفض: "ألا تستطيعين الكلام؟".

أومأت مرمر برأسها علامة الإيجاب.

شعر السيد أحمد بوخزة ألمٍ في قلبه لا يعرف سببها، فمدّ يده ولمس وجهها الصغير بلطف
Continúa leyendo este libro gratis
Escanea el código para descargar la App
Capítulo bloqueado
Comentarios (6)
goodnovel comment avatar
Hiba Alhilaly
ممكن تكثرون من البارتات لان احنا ندفع فلوس حتى نقرا وانتو تنزلون بارتين لو ثلاثة عالاقل نزلو ٧ بارتات
goodnovel comment avatar
ريم
لا علم كيف انتظر للغد و لكن انا حزينه على أحمد اتمنى من الكاتب ان يجمعه بساره و بي ابناءه و ان يعوضه. و ان يعيش سعيدا
goodnovel comment avatar
ريم
دكتور نفسي قبل زواج من ساره ليعرف ان زواج مشاركه و ان لكل شخص مساحته الخاصه
VER TODOS LOS COMENTARIOS

Último capítulo

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 1074

    جاء أحمد سريعًا، بينما كانت سارة قد قررت أن تأتي في يومٍ آخر لأنها شعرت أن لقاءه في مثل هذه الظروف أمرٌ يثير الارتباك قليلًا.لكنها لم تكن قد ودّعت الجد رائف بعد، حين اندفع أحمد داخل المكان على عجل.ففي الماضي ارتكبت صفاء أفعالًا كثيرة أدّت إلى موت والدي سارة، وكان الجد رائف عاجزًا أمام الأمر، ولم يجد مفرًا سوى قبول أن يُفسخ زواج أحمد منها.وعلى مدى تلك السنوات كانت صفاء تحاول إصلاح ما انكسر، لكن أحمد حظرها من كل مكان ولم يعد بإمكانها الوصول إليه.واليوم كانت فرصتها الوحيدة لرؤيته، حتى الجد رائف كان يتطلع لهذا اللقاء.ولو لم يكن أحمد رافضًا، لكان هو الوريث الأنسب لعائلة الجد رائف.وعندما أخبرهم الخادم بقدومه مسبقًا، اضطربت صفاء بشدة، ووضعت طبقة رقيقة من المسحوق على وجهها؛ فقد كانت تخشى أن يعرف جدّها حقيقة ما يحدث.لقد قتلت والديها وسبّبت الخراب لأسرتها، ولم تكن تريد أن تجرّ الدمار إلى الرجل الوحيد الذي بقي يعاملها بحنان.لكن توفيق كان يعرف تمامًا ما يجول في خاطرها، ولذلك فعل بها طوال هذه السنوات ما شاء.أما سمر، فكانت الوحيدة التي على علم بما يجري، لكنها لم تستطع فعل شيء.قالت صفاء بقل

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 1073

    حين سمع أفراد عائلة صفاء أنّ سارة ستغادر، ارتبكوا في الحال وتملكهم القلق."لا يجوز يا ابنتي، لا يجوز، لقد عانيت كثيرًا حتى وجدتكِ، لا يمكن أن ترحلي، فشفاء ساق حفيدتي معتمد عليكِ". قال الجد رائف بانفعال."نعم يا دكتورة، من الأفضل أن تفحصي ساقها أولًا، يا آنسة، هذه هي فانيسا التي حدثتُك عنها من قبل، مهارتها الطبية ممتازة، وهي متبحرة في مجالات كثيرة، وقد قالت إنها تستطيع أن تجعلك تقفين من جديد".عندها أشرقت عينا صفاء وهي تنظر إلى سارة، "حقًا؟ هل تستطيعين فعلًا أن تجعليني أقف؟""الأمر يتوقف على تعاونكِ". قالت سارة بنبرة هادئة.لم يُعرف ما الذي تبادر إلى ذهن صفاء حينها، لكنها لم تعد تبالي بما فعلته سارة معها منذ قليل، وأخذت تهز رأسها بسرعة وقالت: "حسنًا، سأعاونكِ، سأبذل كل جهدي".قالت سارة: "على السيدة صفاء أن تتذكّر ما قالته اليوم، وألّا ستندمي"."كيف أندم؟ طالما أنكِ ستُعالجين ساقي، فأنا على استعداد لفعل أي شيء"."جيد، سأُجري لكِ فحصًا مبدئيًا، استلقي على السرير".تحدّث توفيق قائلًا: "دعيني أتولى الأمر".ثم اقترب من صفاء وانحنى ليساعدها على النهوض.كان وجه صفاء مليئًا بالاشمئزاز والخوف من

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 1072

    سارة جاءت إلى غرفة الشاي، وقدّم لها توفيق الملفات التي جهّزها مسبقًا.قال: "أرجوكِ يا دكتورة، اطّلعي عليها، فهذه تقارير الفحوصات الطبية الخاصة بأختي خلال السنوات الماضية."كان الملف كومةً سميكة من التقارير، فبدأت سارة تقرأ بعناية.قالت: "هل خضعت لعملية جراحية سابقًا؟"أجاب: "نعم، لكن نتيجتها لم تكن جيدة، ولم تستطع الوقوف مجددًا، إن أختي مسكينة بحق، صبية صغيرة تتعرض لحادث يفصل عظم ساقها، تفقد والديها، ويتخلى عنها خطيبها، فكيف تعيش حياتها بعد ذلك؟ لذلك أرجوكِ أن تنقذيها، ومهما بلغت التكاليف سأدفعها."لو لم تكن سارة قد رأت علبة الواقيات في غرفة صفاء، لكادت تصدّق هذا الرجل الذي يبدو حسن السيرة.كان يبدو كأنه أطيب الناس.لكن الخدم اللواتي يعتنين بصفاء كلهن نساء، وبمقدار حب الجدّ لها، فمن من الخدم يجرؤ على التورط في شيء كهذا؟وفوق ذلك، استقبلها الخادم أولًا، بينما جاء توفيق بعد فترة، مما يدل على أنه كان منشغلًا بشيء ما.لقد رأت سارة أمثال هؤلاء المنافقين كثيرًا.توقّف نظرها عند أحدث تقرير، ثم قالت نتيجة تشخيصها: "يمكن علاجها."سأل باندهاش: "حقًا؟"قالت: "نعم، من خلال مراجعة حالة عظامها، فهي

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 1071

    كانت سارة ما تزال تتذكّر جيّدًا أوّل لقاء بينهما، يوم كانت صفاء تستند إلى جانب أحمد بيدٍ تحضن بطنها المنتفخ، وعلى وجهها ابتسامة المنتصر.وكانت تتذكّر أيضًا تلك الجملة التي قالتها قبل أن تدفعها من على السفينة: "برأيكِ…هل سينقذكِ أنتِ أم سينقذني أنا؟"كما لم تنسَ يوم اضطرت إلى رهن خاتم زواجها، وكيف نظرت إليها صفاء من علٍ وكأن العالم تحت قدميها.تخيّلت سارة لقاءهما آلاف المرات، لكنها لم تتخيّل قط أن يكون بهذه الصورة.صرخ الخادم مذعورًا وهو يندفع إلى الداخل: "يا سيدتي! يا إلهي… ما الذي حدث هنا؟ سأتصل بالإسعاف حالًا".ومن كمية الدم على الأرض أدركت سارة أنّ صفاء شُقّت شرايين معصمها للتو، فانتزعت منشفة بسرعة وضغطت بقوة على الجرح لتوقف النزيف.قالت بهدوء رغم الموقف: "لا تتوتر، النزيف ليس كبيرًا، والجرح سطحي، ولن يهدّد حياتها".صرخت صفاء وهي تتخبّط بجنون: "من أنتِ؟ من سمح لكِ بلمسي؟ اغربي عني!"وخلال صراخها، تطاير الدم على وجه سارة، لكن سارة لم تتراجع، ورفعت يدها وصفعتها صفعة قاسية.قالت بصوت بارد لا يرتجف: "هل هدأتِ الآن؟"تجمّدت صفاء من الذهول… كيف لهذه الغريبة أن تجرؤ على ضربها؟لكن سارة وحد

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 1070

    في منزل عائلة صفاء.كان كبير الخدم في انتظار الضيوف عند الباب منذ الصباح الباكر، وحين رأى المرأة التي نزلت من السيارة، بدت على وجهه علامات الدهشة.فالدكتورة فانيسا، الطبيبة الشهيرة، اعتادت أن تسافر برفقة سائقٍ ومساعد، لكن هذه المرة كانت وحدها تمامًا.كانت ملامحها عادية، غير أن الهالة التي أحاطت بها من الوقار والغموض جعلت كل من رآها يشعر أنها ليست امرأة عادية.قال كبير الخدم باحترام: "هل أنِتِ الدكتورة فانيسا؟"فأجابت ببرود: "ولِمَ، أأبدو غير ذلك؟"ارتبك وقال سريعًا: "لا لا، فقط تفاجأت قليلًا، لقد تكبدتِ عناء السفر، ونشعر بالفخر العظيم لأنكِ قبلتِ معالجة أختي."فأجابته بلهجةٍ مقتضبة: " أين هي المريضة؟"قال وهو ينحني قليلًا: "من هذه الجهة، تفضّلي."كان قصر عائلة صفاء فخمًا، غير أنه بدا كئيبًا تحت تساقط الثلج الكثيف.فاليوم لم يبقَ من هذه السلالة سوى صفاء وحدها، وهي ليست ابنة العائلة الحقيقية.الصدمة التي تلقّاها الجد كانت قاسية، فاضطرّ إلى تبنّي وريثٍ من فرعٍ جانبي للعائلة.لكن لأن صفاء قد نشأت أمام عينيه منذ طفولتها، لم يستطع طردها تمامًا، وإن حرمها من الميراث، أبقاها في القصر تعيش فيه

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 1069

    في مطعمٍ مطلٍّ على البحر، جلست سارة تسرد تفاصيل ماضيها بتأنٍ، فكل ما كان مجرّد كلماتٍ جامدةٍ في الملفات صار الآن نابضًا بالحياة على لسانها.وحين وصلت إلى المواضع المؤلمة من حكايتها، احمرّت عيناها، لكنها تماسكت بعنادٍ كي لا تسقط دموعها.قالت بصوتٍ مبحوح: "شكرًا لك يا نادر لأنك استمعت إليّ، لقد عشت وحدي لسنوات طويلة، لا عائلة لي ولا أصدقاء، وأحيانًا أجد نفسي عاجزة حتى عن إيجاد شخصٍ أتحدث إليه، لذا كنت أبحث عنك لأحادثك دومًا، لا بد أنك كنت تجدني مزعجة، أليس كذلك؟"أدرك كريم عندها سبب كثرة أحاديثها ورسائلها التي لم تنقطع، وفهم أخيرًا أنها سارة نفسها، المرأة التي لم يكن يتوقع أن تكون خلف تلك الكلمات.تذكّر كيف كان يجيبها دومًا ببرود، فشعر بالندم، إذ ربما كان هو المتنفّس الوحيد لها في وحدتها القاتلة.قال بهدوء وهو يحتسي قهوته: "لا بأس، فالعالم مليءٌ بالمنكسرين، ولسنا وحدنا في بؤسنا".ابتسمت سارة وقالت: "بالمناسبة، لم تحدّثني من قبل عن حياتك، تبدو في سنٍّ لا يُستهان بها، لا بد أنك تزوّجت، أليس كذلك؟"هزّ كريم رأسه نافيًا وقال: "لا، لم أفعل".ثم أضاف بنبرةٍ باردة: "شخصٌ مثلي لا يصلح للزواج، إذ

Más capítulos
Explora y lee buenas novelas gratis
Acceso gratuito a una gran cantidad de buenas novelas en la app GoodNovel. Descarga los libros que te gusten y léelos donde y cuando quieras.
Lee libros gratis en la app
ESCANEA EL CÓDIGO PARA LEER EN LA APP
DMCA.com Protection Status