Share

الفصل4

Author: سيد أحمد
نور غادرت عندما كانت سارة في الثامنة من عمرها. كان ذلك يوم عيد ميلاد رشيد. عادت سارة إلى المنزل مملوءة بالفرح استعدادًا للاحتفال بعيد ميلاد والدها، ولكن ما استقبلته كان ورقة الطلاق من والديها.

سارة سقطت على الدرج وهي تتدحرج، ولم تكن تشعر بشيء حتى بعدما سقطت حذاؤها. كانت تتشبث برجلي نور وتصرخ: "أمي، لا تذهبي!"

لمست المرأة النبيلة وجه سارة الطفولي وقالت: "أنا آسفة."

"يا أمي قد حصلت على أعلى درجة في الصف، ألم ترَ ورقتي بعد، تحتاج إلى توقيع الوالدين."

"يا أمي، لا تتركيني، سأكون مطيعة، أعدك بأنني لن أذهب إلى الملاهي مجددًا، لن أُغضبكِ مُجددًا، سأُحسن التصرُف، أرجوك..."

كانت تُعبر عن حزنها وقلقها وتأمل أن تبقى المرأة معها، لكن نور أخبرتها أن زواجها من والدها لم يكن سعيدًا، وأنها الآن وجدت سعادتها الحقيقية.

رأت سارة رجُلًا غريبًا يضع حقيبة السفر في السيارة، ثم رحلا مُتشابكي الأيدي.

لاحقتها عارية القدمين لمسافة مئات الأمتار حتى سقطت بشدة على الأرض وجرحت ركبتيها وراحة يديها. نظرت بذهول إلى السيارة التي ابتعدت عنها ولا يمكنها اللحاق بها.

في ذلك الوقت، لم تفهم لماذا، لكن عندما كبرت، أدركت أن والدتها كانت تخون والدها وعندما اكتشف الأمر، طلبت الطلاق وخرجت بلا أي ممتلكات، بما في ذلك ابنتها.

تدمر كل شيء استمرت سارة في كرهها لسنوات حتى أنها اعتقدت أنها لن تلتقي بها مجددًا.

ولكن القدر كان ساخرًا، ففي النهاية وجدت نفسها مضطرة لطلب العون منها.

كان حلقها مكتظًا، ووقفت بلا حراك. كانت نور على دراية بمشاعرها فنهضت لتجلس بجانبها.

"أعلم أنكِ تكرهينني، في ذلك الوقت كنتِ صغيرة جدًا وكان هناك أشياء كثيرة لا يمكنكِ فهمها، فلم أتمكن من تفسيرها لكِ."

مسحت نور وجه سارة برفق، "إن ابنتي كبرت، يا عزيزتي سأستقر هنا في الوطن، وأعلم أن عائلة رشيد تواجه مشاكل و لكن لا داعي للقلق فـأنا سأعتني بكِ جيدًا."

فهمت سارة أن مشاعر الكراهية لا تساوي شيئًا أمام كلمة "أمي"، وتوقفت عن التنفس قائلةً "أمي."

"يا فتاتي المُطيعة، ابق لتناول العشاء، خلال هذه السنوات كان عمكِ يوسف لطيفًا معي، لديه ابنة أكبر منك بسنتين، ستأتي مع خطيبها لتناول العشاء، سأقدمكِ إليهم."

لم يكن لدى سارة أي نية للاندماج في عائلتها الجديدة، وقطعت حديث نور بسرعة، "يا أمي، جئت هنا بسبب قضية أبي. فأنتِ تعرفين أن عائلة رشيد قد أفلست، ووالدي الآن يعاني من أزمةٍ قلبية، ولا أستطيع تدبير تكلفة العملية.

هل يمكنك مساعدتي؟ أعدك أنني سأرد لكِ المال."

قبل أن تجيب نور، سمعت سارة صوتًا مألوفًا: "يا سيدة سارة، يبدو أنكِ في حاجة ماسة للمال، حتى أنكِ جئت إلى منزلي تطلبينه."

صُدمت سارة عندما رأت الأشخاص الذين دخلوا من الباب، كانوا صفاء وأحمد.

القدر قدم لها مرة أخرى مزحة قاسية، فلم تكْن تتوقع أن أُمها قد أصبحت زوجة أب لصفاء، ويبدو أن زوجها أصبح قريبًا لأمها.

كما أن طلبها المال من والدتها قد تم كشفه من قبل صفاء وأحمد.

لاحظ أحمد سارة وهي في حالة من القلق، لكنه اكتفى بالنظر إليها بصمت.

"أووو"...

صوت بكاء الرضيع قطع تلك الأجواء المحرجة، ولاحظت سارة الآن عربة الأطفال الخاصة بالتوأم التي دفعها الخدم. بينما كان أحمد يحمل أحد الأطفال ويقوم بهدوء بإسكاته.

كانت الصورة الدافئة للعائلة الأربعة أمام سارة مؤلمة للغاية، لأنها فكرت في أطفالها لو كانوا على قيد الحياة الآن.

بدأت تشعر بالندم على مجيئها، كأنها معلقة على عمود العار وتتعرض للتعذيب.

كان من الغريب أن الطفل لم يتوقف عن البكاء، وعلى الرغم من أن الخدم أحضروا الحليب، إلا أنه أصبح أكثر بكاءًا.

كان أحمد يحاول تهدئته بصبر، "لا تبكي يا طفلي"

كان الرجل الطويل يحتضن الطفل الصغير بطريقة دافئة، ومع لطفه وصبره، تبادر إلى ذهن سارة فكرة مفاجئة.

نهضت وسارت نحو أحمد بخطوات سريعة، وانتزعت الطفل منه.

الغريب أن أحمد لم يمنعها، والأغرب أن الطفل توقف عن البكاء عند لحظة احتضانها له وابتسم.

كان الطفل الذي أوشك على إتمام عامه الأول ذو ملامح واضحة وابتسامة وردية يُصدر صوت ضحكات الأطفال بينما يحاوُل بشكلٍ مُبهم نُطق "ماما~"

وكانت أصابعه الصغيرة تصل إلى كرة الصوف على قبعتها، فيبدو كنسخة مصغرة من أحمد.

شعرت سارة وكأن قلبها قد طعن بسكين، وتحطمت آخر بقايا مقاومتها.

كانت تعتقد ببراءة أن أحمد يحبها، فقد كان يعاملها بلطف شديد في السنة الأولى من زواجهما. في الليل كان يهمس لها: "سارة، أريد طفلًا."

كيف يمكنها أن ترفض طلبه؟ حتى لو لم تتخرج بعد، لم تتردد في الحمل.

لكن الآن اكتشفت أن الرجُل الذي تُحبه في كل مرة كان يسافر إلى الخارج، كان يقضي الوقت مع امرأة أخرى.

تقلصت معدتها، وألقت سارة الطفل إلى أحمد، وركضت إلى الحمام وأغلقت الباب. فلم تأكل شيئًا، وكان ما تتقيأه هو دم مختلط، وملئت بقع الدم عينيها.

تدحرجت الدموع بلا توقف، حسناً، هكذا كان الوضع.

كان زواجهما نكتة من البداية! كل شيء كان له تفسير، كل شيء كان له علامات مبكرة.

لماذا في وقت الغرق كان أحمد ينقذ صفاء، بينما كان يقضي الوقت مع صفاء أثناء ولادتها المبكرة؟

لأن الطفل الذي في بطنها كان أيضًا ابن أحمد!

بعد فترة طويلة، سُمع طرق على الباب من الخارج.

"يا سارة، هل أنتِ بخير؟"

جمعت سارة شتات نفسها، وغسلت وجهها بالماء وخرجت بصعوبة.

لم تكن نور على علم بالصراع بين هؤلاء الأشخاص، وسألت بقلق: "يا سارة، هل تشعرين بأي مرض؟"

"أشعر بالغثيان من رؤية هؤلاء الأشخاص، بعد التقيؤ أصبحت أفضل."

"سارة، هل تعرفين صفاء؟ كانت دائمًا في الخارج، هل هناك سوء فهم بينكما؟ وهذا هو أحمد..."

قاطعت سارة نور ببرود، "أعرف، هو الرئيس التنفيذي، من لا يعرفه؟"

"نعم، أحمد شاب ناجح، حقق إنجازات عظيمة في سن مبكرة."

"بالطبع أحمد رائع، حتى قبل أن يتطلق، كان متعجلًا للزواج، من لديه الجرأة مثله؟"

جعلت كلمات سارة نور في حيرة، "سارة، ماذا تقصدين؟ أحمد لم يتزوج، كيف يمكن أن يكون هناك طلاق؟"

ابتسمت سارة ابتسامة ساخرة للغاية : "إذا لم يتزوج، فما أنا؟ يا سيد أحمد، تعال وأخبر أمي، ما أنا بالنسبة لك؟"
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Comments (9)
goodnovel comment avatar
نوسه
وين التكمله
goodnovel comment avatar
Afnan
جميله لكن أين البقيه
goodnovel comment avatar
ghloo6224
كيف ماحد يدري انها زوجته حتى امها
VIEW ALL COMMENTS

Latest chapter

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 828

    نظر أحمد إلى خلفه، فلم يجد أثرًا لا لخالد ولا لمحمود.السبب الوحيد الذي جعله يطمئن ويشرب الخمر كان وجودهما بجواره، لكنهما غابا في هذه اللحظة بالذات، فوقع في الفخ.المرأة أمامه كانت تظن أن جمالها وقوامها كافيان لإغواء أي رجل.غير أنه حين التفت إليها، لم تجد في عينيه أدنى رغبة، بل لمحت فقط هيبةً مهيبة وبرودةً قاسية.مع أنه كان جالسًا وهي واقفة، إلا أن الفارق في الهيبة بينهما كان شاسعًا.كان يسند رأسه بيده، كملك يجلس على عرشٍ عالٍ ينظر بازدراء إلى كل ما حوله.أما هي، فلم تكن في نظره سوى نملة تافهة.في داخلها، شعرت المرأة بالغيظ، وألقت اللوم على أن مفعول الدواء لم يظهر بعد.بدأت تتمايل وتتدلل محاولةً الاقتراب أكثر من أحمد، لم تصدق أن جسدها الذي لطالما تباهت به لا يثيره قيد أنملة.لو أن سارة كانت هنا لأدركت أن الأمر انتهى، وأن النجاة لا تكون إلا بالفرار.كان أحمد إذا بلغ به الغضب أقصاه، عاد ساكن الملامح، وكلما بدا هادئًا من الخارج، كان البركان داخله أشد هيجانًا.أما هي، فلم تكن تعلم أن ما تستعرضه أمامه لم يكن في عينيه إلا لحمًا فاسدًا مقززًا.قال ببرود: "كيف تريدين أن تجربي؟"حين سمعت صوته

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 827

    كان خالد يحدق في مؤخرة رأس أحمد، ولم يستطع إلا أن يشعر بالأسى تجاهه، فهذا الرجل بائس للغاية.فحين وافق في البداية على الزواج من صفاء، كان ذلك وفاءً لوعدٍ قديم، لكنه في الحقيقة لم يلمسها يومًا، ومن البداية حتى الآن لم يعرف امرأة غير سارة.أما هو، فمع أنه بلا صديقة، إلا أن لديه دائمًا طرقًا للتنفيس عن نفسه.بينما ظل أحمد وفيًّا لامرأة واحدة، فإن لم يستطع أن يعود إليها في المستقبل، ألن يُحكَم عليه أن يقضي عمره في عزلة كالأرامل الأحياء؟ التفكير في ذلك يجعله مثيرًا للشفقة.قال خالد فجأة: "أخي، ما رأيك أن نشتري للزعيم دمية واقعية؟ الآن صارت متطورة جدًا، ولن تُعد خيانة، أليس كذلك؟"أجابه محمود ببرود: "إن أردتَ أن تموت، فلن أمنعك".قال خالد متذمرًا: "أنا أفكر في مصلحة الزعيم فقط، ألا تخشى أن يتأذى من كثرة الكبت؟ لا يا أخي، يجب أن ترافقني لنشتري له شيئًا، لا يمكن أن نتركه هكذا مكبوتًا".كان أحمد قد ابتعد مسافة طويلة، حتى خفَّ الاحمرار الذي صعد إلى أذنيه، وهو يعترف في داخله أن ما قاله الطبيب الدجال قد أصابه في موضع حساس.في الآونة الأخيرة كان يشعر فعلًا بشيء من الاضطراب كلما تذكر سارة، لكنه ظل ي

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 826

    كان خالد يتعامل مع الأسلحة كما تتعامل النساء مع الحقائب الفاخرة والملابس الثمينة، فقال بحماس: "أخي، انظر بسرعة إلى هذا السلاح، في القتال القريب سيكون مدهشًا للغاية".ثم أضاف وهو يشير بحماس أكبر: "أخي، اشترِ لي هذا، أريد هذا وذلك أيضًا".لم يجد محمود ما يقوله، فاكتفى بالصمت: "......"أما أحمد فقد تناول مسدسًا صغيرًا مخصصًا للسيدات، فسارع البائع إلى الترويج له بحماسة: "يا لها من عين خبيرة، هذا أحدث طراز لدينا، ارتداده ضعيف، ومناسب جدًا للسيدات".قال أحمد بهدوء: "سآخذه، وأريد هذا أيضًا".وكان يشير هذه المرة إلى خنجر صغير يسهل حمله وإخفاؤه.بعد أن اختار بعض القطع، توجه إلى منطقة الأدوية.كان المكان يعج بالناس، كلٌّ منهم يتسابق لشراء الأدوية كما لو أنهم يشترون الخضار بالجملة.كثير من الأدوية محظورة في الداخل، لكن هنا لا وجود للقانون، إنما هناك المال والشهوة فقط.فإذا كان لديك ما يكفي من المال، يمكنك أن تُشبع كل رغباتك.ولأن هذه الليلة لا مزاد خاص فيها، اضطر أحمد إلى الاكتفاء بالتجول بين الأكشاك.اقترب منه أحد الباعة بابتسامة ودودة وقال: "ماذا تريد يا سيدي أن تشتري؟ بضاعتي متوفرة بكل الأنواع

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 825

    مدّ أحمد يده وربّت على رأس الطفلة، في الآونة الأخيرة ازدادت صلتها به حميمية، وما عدا أنها لم تناده بكلمة "أبي"، فهي لا تختلف عن ابنة حقيقية له.قال لها مبتسمًا: "لقد أُعدّ للتو، كُلي بسرعة."هزّت سارة رأسها في عجز وقالت: "لا تُدللها أكثر من اللازم، فالإفراط في الحلويات يسبّب تسوّس الأسنان."أجابها وهو يضع قطعة صغيرة بين يديه: "لا بأس، إنها مجرد قطعة صغيرة"، كان وجهه في تلك اللحظة مفعمًا باللين، مختلفًا تمامًا عن قسوته المعهودة مع الآخرين.راود سارة إحساس غامض، شعرت أنّ حسني لم يعد كما كان في البداية.لكنها سرعان ما أقنعت نفسها أن الأمر طبيعي، فمن يُظهر كل حقيقته منذ اللقاء الأول؟سألته بهدوء: "هل رتّبت كل شيء؟"أجابها: "نعم."ثم أضاف أحمد مذكّرًا: "صحيح يا سيدتي، هذه خريطة توزّع مرافق السفينة، ألقي نظرة."حين صعدت سارة إلى السفينة لأول مرة، أدركت أنها ضخمة، لكنها لم تتصوّر أن تكون بهذا الحجم المفرط.في الطابق السفلي يقع كازينو ضخم، أما الطابق الثاني، فيضم تحفًا وأنتيكات مسروقة، وأدوية نادرة، وأسلحة، بل وحتى أعضاء بشرية للتوافقات، وكل شيء قابل للبيع إذا دفعت الثمن.الطابق الثالث يعرض أر

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 824

    كان فم الرجل محشورًا بجورب نتن لا يدري لمن يعود، وقد غطّى الرعب ملامحه كلها.كان قد صعد إلى السفينة فقط بحثًا عن بعض الإثارة، ولأن قوام تلك المرأة وافق هواه، لم يرَ ضررًا في أن يطرح عليها اقتراحًا، فهل يستحق الأمر كل هذه القسوة؟أليست هذه السفينة مليئة بأناس قذرين مثله أو أشد قذارة؟ فما الذي يجعلهم يتظاهرون بالطهر؟حين نزع أحمد الجورب من فمه، هرع الرجل يتوسل قائلًا: "أخي، كنت أمزح معك فقط، انظر كيف أخذت الأمر بجدية، ألا يكفي أنني لن أكررها؟"أطلق أحمد ضحكة باردة، ثم مد يده وانتزع قناعه: "دعني ألعب معك على طريقتي."فالقناع لم يكن سوى ورقة التوت التي تستر عوراتهم، وبمجرد نزعه، بدا الأمر كما لو أنهم عُرّوا تمامًا وألقي بهم في الشارع.لقد كان وجهًا يعرفه أحمد، إنه أحد رجال الأعمال المشهورين في مدينة الشمال.رجلٌ لطالما روّجت له وسائل الإعلام على أنه زوج محب وأب مثالي، وأبناؤه ناجحون ومبشرون.لكن خلف هذا الواجهة كان يخفي قذارةً مقيتة، وما يفعله في الظلام كفيل بإثارة الغثيان.صرخ الرجل في هلع: "قناعي! أعده إليّ."إلا أن القناع انزلق من بين أصابع أحمد وسقط أرضًا، ثم سحقه بحذائه حتى صار شظايا.

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 823

    هذا الطريق كان أكثر توافقًا مع شخصية حسني، فلن يثير شكوك سارة.قالت سارة بقلق: "سفينة غير مشروعة؟ وهل هي آمنة؟"أجابها: "لقد رتّبت الأمر مع صديقي مسبقًا، ما دُمنا باقين في الغرفة ولا نستفز أحدًا فلن يحدث شيء، نحن لن نشارك في أي نشاط على متن السفينة غير المشروعة، فقط نستقلها كرحلة مرور."في أعماقها لم تكن سارة تميل إلى ركوب مثل تلك السفن، فقد كانت تخشى المخاطر، غير أن هذا كان واحدًا من السبل القليلة للعودة.قالت بهدوء: "حسنًا."قال حسني: "لا تقلقي يا سيدتي، سأحميكما."أومأت سارة برأسها، وكانت ثقتها به تتعاظم شيئًا فشيئًا.قضوا الأيام الثلاثة الأخيرة على الجزيرة، وخلالها أعدّ أحمد لسارة شعراً مستعارًا وقناعًا.قال لها: "يا سيدتي، معظم من يصعدون إلى السفينة ليسوا أناسًا طيبين، وإن ظهرنا بملامحنا العادية فسنثير الريبة، لذا علينا التظاهر بأننا زوجان، وأما الآنسة مارية، فستضطر هي الأخرى إلى مواجهة بعض المعاناة."توقف أحمد قليلًا ثم أضاف بنبرة ثقيلة: "في مثل تلك السفن لا يُرى الأطفال من العائلات العادية، إلا إذا كانوا... كسلعة مستخدمة."اشتدّت ملامح سارة، وقد خمنت بعض ما يقصد، ففي الزوايا الم

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status