حدق في السقف فوقه، وأدرك أنه كان يحلم.لقد رأى ليلى في حلمه.في الليلة الماضية ظهرت ليلى في حلمه.جف حلقه، وتصلبت عضلاته تدريجيا، فجسد الرجل في عنفوانه يكون شديد الحساسية مع استيقاظه في الصباح.مد كمال يده ببطء تحت الغطاء، وأغمض عينيه في استسلام متراخ……………تساقط الثلج طوال الليل، وكان الجميع قد اتفقوا اليوم على الذهاب للتزلج.اجتمعوا كلهم، لكن كمال لم يأت بعد."أين كمال؟ لم لم يأت بعد؟""سأذهب لأناديه."كانوا يهمون بالذهاب، فإذا بكمال يخرج من غرفته."صباح الخير، كمال."وجهه الوسيم لم يكشف عن أي مشاعر، لكن هالته كانت باردة تنذر بالابتعاد. اكتفى بهز رأسه قائلا: "صباح الخير.""كمال وصل، لننطلق إلى ساحة التزلج."وقعت عيناه على ليلى، تقف بجانب فارس.قال فارس وهو يبتسم: "ليلى، أرسلت لك قبل قليل رسالة على واتساب، هل رأيتها؟"أومأت ليلى: "رأيتها يا فارس."ابتسم كمال بسخرية: "فارس، لديك حساب ليلى؟"أجاب فارس: "نعم."وأضاف الآخرون: "كمال، كلنا أصدقاء مع ليلى على واتساب، أليس لديك حسابها؟"كمال: "……"إذن، هو الوحيد الذي لا يملك حسابها؟لقد أضافت الجميع، إلا هو؟وكان مزاجه متعكرا أصلا، فأرسل نظرة
"كمال، اتركني!"دفعت ليلى صدره بكل قوتها لتبتعد عنه.توهجت عيناه الطويلتان بالشهوة، وما زال يحاول أن ينحني ليقبلها."كمال، نحن مطلقان الآن، فكر بجميلة!"كان اسم "جميلة" كدلو ماء بارد انسكب فوقه، فتوقف متصلبا.اندفعت ليلى لتدفعه بعيدا، ثم استدارت وركضت.بقي كمال جامدا في مكانه، لا يدري ما الذي فعله للتو. جميلة هي فتاته، وهو يعلم أن عليه أن يكون مسؤولا عنها.لكن ليلى كانت تجذبه بقوة، وكل مرة يعجز عن كبح نفسه… وكأنها لعنة تسحبه إليه.…………بعد الانتهاء من العشاء، عاد الجميع إلى فندق المنتجع.سار كمال مع اثنين من الزملاء، بينما كانت ليلى تتقدم الطريق مع فارس.ألقى كمال نظرة فرأى فارس يحدثها بشيء جعلها تضحك بفرح."كمال، هل يناسبك أن تسكن الغرفة 621؟"قال كمال ببرود: "وأين يسكن فارس؟""فارس في الغرفة 609، مقابل غرفة ليلى تماما.""كمال، أظن أن فارس وليلى مناسبين معا، لم لا نهيئ لهما فرصة ليكونا وحدهما؟"كانوا جميعا يرغبون في جمع ليلى مع فارس.ضغط كمال شفتيه وقال: "هما غير مناسبين."غير مناسبين.أصابتهم الدهشة من كلماته.قال كمال: "أريد الغرفة 607."أخرج أحد الزملاء بطاقة غرفته على الفور وقال:
في تلك اللحظة شعرت ليلى بألم في ذقنها الصغير، إذ شد كمال أصابعه وأمسك بها بقوة.عقدت ليلى حاجبيها الجميلين وقالت: "لقد آلمتني."نظر إليها كمال، وارتسمت عند زاوية فمه ابتسامة ساخرة: "لم أتوقع أن يكون سحرك بهذا القدر"لقد رأى رجالا كثر ينجذبون إليها، وكان فارس من أفضل الطلاب في هذه الدفعة، ومع ذلك وقع في شباكها، حتى أنه لم يبال بأنها كانت متزوجة.استغلت ليلى الفرصة وخطفت هاتفها من يده قائلة: "ومهما بلغ سحري فلن أستطيع أن أغوي السيد كمال، أليس كذلك؟"واستدارت لتغادر.لكن ذراعه القوي التف فجأة حول خصرها النحيل، وجذبها كمال مباشرة إلى صدره.التقت الرقة بالصلابة، ولم يفصل بينهما سوى طبقة رقيقة من الملابس.بدأت ليلى تتململ فورا وقالت: "سيد كمال، ماذا تفعل؟ إن واصلت هكذا سأصرخ طلبا للنجدة!""ليلى، هل التقينا من قبل؟"تجمدت ليلى لحظة.أخرج كمال تلك الصورة، صورتها مع انعكاسها في واجهة العرض.انكمشت عينا ليلى الواسعتان بدهشة، كيف حصلت على هذه الصورة؟ثبت كمال عينيه على وجهها الصغير وسأل مرة أخرى: "ليلى، هل التقينا من قبل؟"ارتبك عقل ليلى، فلم تكن تتوقع أن تحصل على هذه الصورة، ولم تعرف كيف تجيب.إ
شعرت ليلى وكأنها تشوى على النار، ماذا يفعل كمال؟ هل يريد حقا أن يسمعها تناديه بـ"أخ كمال"؟بالتأكيد هو يعبث بها مجددا.حدجته ليلى بنظرة حادة.ابتسم كمال بخفة بعد تلك النظرة، وبدا في مزاج جيد.في تلك اللحظة رن هاتف ليلى بنغمة واضحة.كان ذلك الاتصال أشبه بالمنقذ، فنهضت ليلى بسرعة وقالت: "تناولوا براحتكم، سأخرج لأجيب على الهاتف."…………خرجت ليلى إلى مدخل الممر لتجيب، وكان المتصل زميلها خالد."ليلى، لقد وصلت إلى مدينة البحر، أين أنت؟""أنا الآن في مدينة الشمال، سأعود بعد يومين.""حسنا، سأنتظرك."أغلقت ليلى الهاتف واستدارت، لكنها ارتطمت مباشرة بصدر دافئ وقوي."آه!"سقط الهاتف من يدها متجها نحو الأرض.الهاتف!أسرعت ليلى بمد يدها لتلتقطه.لكن يدا كبيرة ذات أصابع طويلة سبقتها، وأمسكت الهاتف في الهواء.رفعت ليلى رأسها، فإذا بوجه كمال الوسيم يقترب من مجال بصرها.إنه كمال!لماذا جاء إلى هنا؟قالت ليلى فورا: "سيد كمال، أعد إلي هاتفي!"مدت يدها لتحصل على هاتفها.لكن كمال رفع ذراعه عاليا ولم يسمح لها بأخذه.ماذا يفعل؟اقترب جسد ليلى الرقيق منه، ووقفت على أطراف أصابعها محاولة أخذ الهاتف قائلة: "سيد كم
توقفت يد ليلى الصغيرة الممسكة بالعصا لحظة، ثم أجابت بصراحة: "تزوجت."ماذا؟أصيب الجميع بالدهشة.فارس نظر إلى ليلى غير مصدق وقال: "ليلى، هل تزوجت؟"شعرت ليلى أن كمال ينظر إليها، ونظرته دائما تحمل ضغطا. حاولت أن تتجاهله وابتسمت قائلة: "نعم، لذلك في هذه السنوات لم أنشغل بشيء سوى… الاعتناء بزوجي، وكنت ربة منزل."كانت ليلى صادقة في كلامها، فقد انسحبت من الحياة العامة لأكثر من ثلاث سنوات، وكل هذه المدة كانت تدور حول كمال.اندهشت الأخوات الكبيرات قائلين: "ليلى، في أجمل سنوات عمرك اخترت أن تكوني ربة منزل؟"أضافت ليلى: "لقد تطلقنا منذ فترة قصيرة."ازداد ذهول الجميع."لا بد أن الرجل الذي جعل ليلى تقبل أن تكون ربة منزل رجل مميز جدا.""ليلى، زوجك… لا، طليقك، من هو؟"أثار طليق ليلى فضول الجميع، وأرادوا أن يعرفوا أي رجل استطاع أن يخطف قلبها.رفعت ليلى عينيها لتنظر إلى الرجل المقابل.جلس كمال مستقيما في مكانه، ولم يمد يده كثيرا إلى الطعام. كانت ليلى تعرف أنه لا يحب الأكل الحار، فطعامه دائما خفيف.والآن وقعت عيناه الداكنتان على وجهها، وهو يراقبها.وكأنه مثل الجميع، ينتظر منها كيف ستجيب.فكيف لها أن تج
ليلى أسرعت تسحب يديها التي كانت تلعب بالثلج وأخفتها داخل كم معطفها."ليلى، أنا..."في تلك اللحظة عاد فارس وهو يحمل زوجا من القفازات الصوفية.كان يخشي أن تتجمد يدا ليلى، فذهب ليشتري لها قفازات، لكنه حين عاد وجد كمال يقف بجانبها.كمال وصل قبل أن يعود فارس، فوقف بجوار ليلى، يشتركان معا في مظلة سوداء واحدة.انعكس الإحباط في عيني فارس، يبدو أنه لم تعد قفازاته ذات جدوى.اقترب فارس وقال: "الأخ كمال، لماذا جئت إلى هنا؟"رغم أن فارس خريج هارفارد أيضا، إلا أنه بدا أقل شأنا حين وقف أمام كمال، الفتى المدلل بحق للقدر.اقترب بقية الزملاء متسائلين: "ألم تقل إنك لن تأتي؟ لماذا غيرت رأيك فجأة؟"الجميع استبد بهم الفضول حول سبب ظهوره المفاجئ.كمال نظر إليهم وقال بصوته العميق: "جئت في رحلة عمل، فمررت لألقي نظرة."ليلى رفعت عينيها الصافيتين نحوه، تتساءل في قلبها: هل حقا جاء إلى مدينة الشمال من أجل العمل؟أي مصادفة هذه؟قالوا بحماس: "بما أنك هنا، فابق معنا واستمتع قليلا."ألقى كمال نظرة على ليلى ثم أومأ برأسه: "حسنا."ابتهج الجمع واقترح أحدهم: "فلنذهب الليلة لتناول الهوت بوت.""الثلج مع الهوت بوت مزيج مثالي