로그인احمرت عينا ندى فجأة، فمنذ وفاة والدتها، أصبح لها منزل فجأة.صار لها أخت، وصار لها أب.لم تكن تتجرأ على تخيل ذلك حتى في أحلامها."الأخت روان، أنا..."مدت روان يدها لتمسح دموع ندى وقالت: "ندى، من الآن أنا أختك. أهلا بك في هذا المنزل. سأحميك دائما، وعندما تكبرين وتصبحين مميزة، ستحمينني أنت أيضا، صحيح؟ من اليوم نحن عائلة واحدة."أومأت ندى والدموع على وجهها: "نعم!"وقف رامي خارج البوابة ليشاهد المشهد، وعيناه محمرتان، لم يخطر بباله أن روان ستدخل أخته إلى عائلة السلمي رسميا.مرت خادمتان بجانبه وهما تتحدثان: "هذه الفتاة المدعاة بندى محظوظة حقا، تعرفت على سيدتنا، وتصبح ابنة لعائلة السلمي. لقد تغير قدرها.""أن يكون لها سند مثل عائلة السلمي، هذا من أعظم النعم في حياتها.""لا يمكننا مناداتها بآنسة ندى فيما بعد، بل علينا مناداتها بالسيدة الثانية."ابتعدت الخادمتان.ابتلعت عينا رامي دموعا حارة، وثبت نظره على روان، كم غيرت حياته تلك الفتاة التي دخلت حياته فجأة!أخرج رامي هاتفه واتصل بروان.لا بد أن يتصل بها.كانت لديه كلمات كثيرة لقولها لها.عن والده، وعن علاقته بصفاء، وعن كل ما أخفاه عنها، يريد أن ي
نظر صالح إلى جرح رامي في خصره وقال معارضا: "لقد طعنت! دمك ينزف بكثرة! لن تذهب إلى أي مكان، اذهب معي إلى المستشفى فورا!""لن أذهب! لا بد أن أذهب إليها الآن!"وبمجرد أن قال ذلك، ركض بعيدا."رامي!" لم يستطع صالح سوى أن يتنهد. هذا الشاب عنيد، إذا قرر شيئا، لا يمكن لأحد أن يغيره....ذهب رامي إلى قاعة الامتحان أولا، فكان قلقا على أخته ندى التي كانت في امتحاناتها، خصوصا بعد ما حدث بينه وبين روان، وخشي أن لا يوجد أحد يعتني بها.لكن عندما وصل، كانت الامتحانات المستمرة لثلاثة أيام قد انتهت بالفعل.لاحظ أحد المعلمين وجوده وقال: "يا فتى، من الذي تبحث عنه؟""هل انتهت امتحانات؟""نعم، انتهت. وقد أخذ أولياء الأمور أبناءهم بالفعل."فماذا عن ندى؟وفي تلك اللحظة، رأته زميلتان وقالتا: "مرحبا يا أخا ندى!"كانتا زميلتي ندى، وزار رامي أختها في المدرسة من قبل، وبسبب وسامته، كان معروفا بينهن.اقترب رامي وسأل: "مرحبا، هل رأيتما أختي ندى؟""نعم، لقد تم أخذها بالفعل."انقبض صدر رامي وسأل: "من الذي أخذها؟""كانت فتاة جميلة وبشرتها بيضاء جدا، وندى كانت تناديها الأخت روان.""الأخت روان كانت مع ندى طوال الأيام الثل
هز السيد حسن رأسه بسرعة وقال مؤكدا: "ليس أنا يا سيد نسر! تبعتك لسنوات، كيف يمكن أن أتعاون مع الشرطة؟""صحيح، ليس أنت... إذا أنت!" أشار بيده نحو رامي.وقف رامي ثابتا، ونظر إلى السيد نسر بنظرة باردة وحازمة، ثم رفع يده وأخرج جهاز تتبع صغير من خلف رأسه وقال: "صحيح، أنا! كل ما قلته قبل قليل وصل حرفيا للشرطة. يجب أن يزال الاتهام الذي تعرض والدي له طول هذه السنوات اليوم. ما لم يستطع أبي أن يقوله بلسانه، سأقوله أنا للعالم: كان شرطيا يخدم الشعب!"ذهل السيد حسن وقال: "رامي، هل والدك هو...؟"تغيرت ملامح السيد نسر وقال: "كنت أعلم أن عينيك تشبه عينيه، إذا أنت ابنه!"قال رامي: "نعم، هو أبي!"قال السيد حسن: "رامي، إذا خدعتني! لم تكن تنوي الزواج من ابنتي أصلا، كنت تقترب مني لتصل إلى السيد نسر!"وأخيرا استوعب السيد حسن أن كل ما حدث كان خطة رامي منذ البداية.توقفت سيارات الشرطة خارج المبنى في تلك اللحظة، وطوقت مجموعة من عناصر الشرطة المكان، وتقدم الشرطي صالح وقال عبر مكبر الصوت: "نسر، حسن، أنتما محاصران الآن. استسلما فورا، فالعقاب القانوني بانتظاركما!"قال أحد الرجال بخوف: "سيد نسر! نحن محاصرون! ماذا نف
انحنى السيد حسن أمام السيد نسر وقال باحترام: "السيد نسر، أهلا بك. هذا هو صهري رامي الذي ذكرته لك سابقا."نظر رامي إلى السيد نسر بهدوء وقال: "السيد نسر."سقطت نظرة السيد نسر المتعالية على رامي وقال: "أأنت زوج ابنة حسن؟"أومأ رامي: "نعم."تفحصه السيد نسر من أعلى لأسفل ثم قال فجأة: "أشعر أن وجهك مألوف، هل التقينا من قبل؟"ضحك السيد حسن وقال: "السيد نسر، أنت تمزح. كيف لرامي أن يلتقي بشخص بمكانتك من قبل؟ ربما يشبه أحدا ما فقط."فكر السيد نسر قليلا ثم نظر إلى رامي وقال: "رامي، تشبه شرطيا كان يعمل في مكافحة المخدرات."عند ذكر شرطي مكافحة المخدرات تغيرت ملامح السيد حسن وقال: "يا سيد نسر، هل تقصد ذلك الشخص من قبل؟""نعم، هو! عندما انضم إلي آنذاك، أعجبت به فورا. كان قادرا، يقظا، بل وأنقذ حياتي مرة. كنت أقدره وأعتبره أخا لي، لكنه خدعني!"وعندما تذكر الماضي، لمعت عينا السيد نسر بالحقد وقال: "اقترب مني لغرض واحد، ليقتلني! كان عميلا مزروعا! وخسرت الكثير وكدت أموت بسببه. حتى هذه الندبة على وجهي، من فعله!"ثم ابتسم السيد نسر ابتسامة قاسية وقال: "لكن ماذا في ذلك؟ في النهاية، هو الذي خسر. خطفت عشرة أطفا
رفعت صفاء شفتيها بابتسامة المنتصر.وقف رامي وصفاء مجددا أمام القس، فسأله القس مرة أخرى: "السيد رامي، هل تقبل الزواج من الآنسة صفاء، في الفقر والغنى، في الصحة والمرض، وألا تفترقا؟"نظر رامي إلى القس وقال: "أوافق."لقد قالها… "أوافق."دوى هذا الجواب في أذن روان، فجعل عقلها يغدو فراغا تاما.قال زيد: "روان، هل رأيت الآن؟ رامي تزوج من صفاء فعلا! لم يحبك يوما، كل شيء كان منك وحدك، حبك وحدك، وتضحياتك وحدك!"انهمرت دموع روان، بينما كان القس يعلن: "تم المراسم، أعلن أن السيد رامي والآنسة صفاء زوجان الآن، والآن تبادلا الخواتم."أحضر طفل الزهور صندوق الخواتم، فوضعت صفاء الخاتم ببطء في يد رامي.ثم أخذ رامي الخاتم ووضعه في يد صفاء بهدوء.بدأ السيد حسن بالتصفيق، ولحقه الجميع قائلين: "مبروك للعروسين! نتمنى لكما زواجا سعيدا!""ورزقكما الله بالذرية سريعا!"شعرت صفاء أن هذا أسعد يوم في حياتها، فمدت يديها وعانقت رامي.رأت روان هذا العناق من الخارج، فتحطم قلبها تماما، ثم استدارت ببطء ورحلت.لقد رحلت.مشى زيد بجانبها وقال: "روان، هل استسلمت الآن، أصبح رامي رجلا متزوجا الآن، لا تربطي نفسك به بعد الآن!""روان
لقد كذب عليها!سقطت دموع روان فجأة، كانت خيبة أملها عميقة جدا. ما زال يكذب عليها حتى الآن!لماذا؟بدأت روان تبكي وهي تختنق بصوتها.سمع رامي بكاء روان، فانقبض صدره وقال: "روان، ما بك؟ هل تبكين؟ هل حدث شيء؟"كان جميع الضيوف ينظرون إلى رامي وصفاء، فهما محور الحفل. ولكن توقف رامي فجأة أمام القس للرد على المكالمة، فجعل الحضور يتهامسون.تقدمت صفاء بقلق وأمسكت بكم رامي وهمست: "رامي، الجميع ينظر إلينا الآن، مهما كان الأمر فلنتركه لما بعد الزفاف."قالت روان بصوت بكاء خارج الباب: "رامي، بما أنت مشغول؟ هل أنت مشغول بالزواج من صفاء؟!"ضاقت عينا رامي فجأة وقال بخفوت: "روان، هل علمت بالأمر؟ من أخبرك؟""أنا واقفة عند الباب الآن!"ماذا؟رفع رامي رأسه، فرأى روان عند المدخل.كانت روان تنظر إليه بعيون دامعة، والتقت نظراتهما من بعيد.بدت اللحظة وكأنها توقفت.لم يكن رامي يتوقع أن يرى روان في يوم زفافه.كان يخفي عنها كل هذا من قبل. كان يظن أنه طالما اجتاز هذا اليوم، فسينتهي كل شيء.لكن جاءت روان الآن.قالت روان وهي تبكي: "رامي، لماذا تتزوج من صفاء؟ أنا لا أصدق أنك ستتزوج منها. فقط أعطني سببا واحدا، أي سبب،







