Share

الفصل2

Author: النهر الجليدي تحت القمر
صيفُ مدينةِ الرونق خانقٌ جدًّا، وحرارتُه المرتفعة لا تنكفّ أيّامًا متوالية.

كان فارسُ الدالي يريدُ توطيدَ علاقته بالعميلة يارا، لكنه في هذه الأيّام لم يجد فرصةً مناسبة.

وحين بدأ ييأس، جاءت الفرصة!

في تلك الليلة وصلت دفعةُ المكمّلات التي طلبتها يارا، فلم يلتفت فارس إلى انتهاء الدوام، وحملها إليها ليلًا.

بلغ فيلا يارا، ضغط الجرس مرّاتٍ، فلم يجبه أحد.

وإذ بسيارةٍ حمراء من طراز بورشه تقف أمام الباب؛ إنّها سيارتُها.

ترجّلت يارا مترنّحةً من أثر الشراب، ودفعت أجرة السائق البديل، ولمحت فارس للتوّ.

قالت: "يا فارس، ما الذي جاء بك؟"

قال وهو يتقدّم: "يا أخت يارا، وصلتْ بضاعتُك، وخشيتُ أن تحتاجيها سريعًا، فجئتُك بها."

"أتعبتَ نفسك وجئتَ في هذه الساعة، شكرًا لك."

مدّت يدها لتتناول الطرد، فهبّتْ من عطرها نفحةٌ أربكت فارسًا قليلًا.

على الأغلب كانت قد أنجبت طفلها صغيرةً، فعلى الرغم من أنّ سهيل ابنُها تجاوز العشرين، فهي لم تبلغ الأربعين بعدُ، وتحافظ على نفسها جيّدًا.

بشرةٌ بيضاءُ مصقولة، عينان واسعتان وأنفٌ شامخ، وشفاهٌ رقيقة ملوّنة، وهيئةُ سيّدةٍ آمرة.

لو تجاهلتَ السنّ، فهي حقًّا تعد في مصاف سقف النساء الفاتنات.

وبسبب الشراب بدت خطواتُها مائلة.

قال فارس: "يا أخت يارا، هذه الأشياء ثقيلة! ما رأيكِ أن أساعدكِ في إدخالها؟"

"حسنًا."

كانت تمسك بالمفتاح والهاتف، فمساعدته لها أيسرُ لها.

فتحت بابَ الفيلا وأشارت لفارس بالدخول.

وحين دخلا البهوَ، طلبتْ منه أن يضع الطرود تحت الطاولة الصغيرة، وجلست هي على الأريكة.

نادَت: "يا خالة سعاد، اسكبي لنا كوبين من الماء!" ثم عادت تنادي: "يا خالة سعاد؟ يا خالة سعاد؟"

الخالة سعاد بركات هي مُدبّرةُ البيت.

ابتسمت يارا مترنّحة وقالت وهي تطرق رأسَها: "يا إلهي، يبدو أنني أكثرتُ الشراب! لقد منحتها اليوم إجازة لتزور أهلها في القرية."

فإذا بالفيلا الفسيحة الخالية لا تضمّ في هذه الساعة سوى رجلٍ وامرأة لوحدهما.

لو كان هذا في وقتٍ آخر لاعتذر فارسُ مسرعًا ورحل.

لكنّه اليوم لم يفعل.

قال: "استريحي يا أخت يارا، سأصبّ لكِ الماء."

ومضى نحو مبرد الماء.

قالت: "لا، دعني أنا."

نهضتْ تستند لتوقفه، لكنّ الدوار أخذها، فترنّحت واصطدمت بفارس، فأحرجهما الموقفُ قليلًا.

قالت: "عذرًا، أنا…"

قال: "لا عليكِ يا أخت يارا، لقد أكثرتِ من الشراب، دعيني أتولّى الأمر."

قبض فارس على ذراعها وأجلسها، وصبّ لها كوبًا.

قالت وهي تتناول الكوبَ وخدّاها مورِدان: "أنت ضيفي، ولا يليق أن تتكفّل بشأني، اعذرني."

كان واضحًا أن سَعَتها في الشراب كبيرة؛ فعلى هذا القدر من السكر، لا تلجلجَ في كلام، ووعيُها ثابت.

لكن الجسد لا يخدع؛ ارتجّت يدُها قليلًا وهي تشرب، فانحدرتْ قطرةٌ على عنقها الأبيض إلى أخدود الصدر وبلّلت ياقةَ الثوب.

نظر فارسٌ، فجفّ ريقُه.

سأل: "يا أخت يارا، أتعيشين وحدكِ هنا في فيلا بهذا الاتساع؟"

خفتَ بريقُ وجهها قليلًا وقالت: "نعم! أحيانًا تبيت الخالةُ سعاد، وإلا فأنا وحدي."

ولمسَتْ هذه الكلمات شيئًا في نفسها، فاندفعت، وعلى لسانها أثرُ الشراب تبثّ ما بها: "لا تنظر إلى مظهري الأنيق يا فارس، فحياتي، صدقًا أقلُّ من حياةٍ عاديّة… أحيانًا أحسد البساطة والهدوء."

لم يتكلّم فارس، جلس قُبالَتها ينصت.

هي امرأةٌ ذاتُ خلفيةٍ وقصّة؛ يعجبُه هذا.

وفي الوقت نفسه سمع في حديثها نبرةَ العجز.

كانت يارا تدير شركةَ إعلانات؛ وبسبب ما لدى الأسرة من علاقاتٍ ونفوذ تتوالى المشروعات، وكأنّ المال يجري كالماء.

لكن حين تُشبَعُ المادّة، يشتدّ فراغُ الروح.

زوجُها مديرٌ رفيعٌ في شركةٍ كبرى، لا يكاد يجيء إلى البيت بسبب انشغاله في العمل.

وابنُها سهيل يدير شركةً صغيرة لا تنهض ولا تسقط، لا يظهرُ إلا إذا احتاج مالًا.

ولم تتذكّر يارا متى كان آخر عهدها بالحديث طويلًا مع أحد الأشخاص على هذا النحو.

لا سيّما ليلًا، مع شابٍّ في سن صغير، وعلى أريكة بيتها.

قالت مازحةً وهي تهزأ بنفسها: "على فكرة، لا تنادِني يا أخت؛ في سني يمكن أن تقول لي خالة!"

ضحك فارس وقال: "تقصدين تلك المقولة: "خالتي، ما عدتُ أريد أن أتعب؟"

"ماذا؟" شهقتْ ثم ضحكت: "هاها! أفزعتَني! ظننتُك تعنيها حرفيًّا!"

وفي اللحظة التي قال فيها ذلك، خفق قلبُها خفقةً مفاجئة.

قال جادًّا: "لكن حقًّا، تبدين أكبر منّي بعامين أو ثلاثة فحسب! مناداتُكِ بالأخت تبدو مناسبة."

قالت وهي تزيح خصلةَ شعرٍ عن جبينها، وقد لان بصرُها: "ما ألطف لسانك!"

وبدا أنّ ارتياحَها لذلك الشاب الذي في عمر ابنها تقريبًا يزداد.

الحقّ أنّ المدح لا تقاومه امرأة، أيًّا كانت.

وبينما الحديثُ يشتدّ دفئًا، انفتح بابُ الفيلا.

إنه سهيل.

قالت يارا وهي تعقد حاجبَيْها قليلًا بضيق: "سهيل؟ لماذا لا تدقّ الجرس؟"

قال: "أمي، بيتك هو بيتي، فلماذا أدق الجرس؟"

رمق فارسًا بنظرةٍ مشتعلة وقال: "ما الذي جاء بك إلى بيتي؟"

قال فارس بهدوء: "أتيتُ أُسلّم منتجاتِ الشركة."

قال سهيل بازدراء: "سلّم وارحل!"

قالت يارا مغضبة: "سهيل! كيف تكلّمه هكذا؟"

قال بتهديد: "إنّه مندوبٌ فقير، ووجودُه يلوّث علينا طاقة المكان! من الآن ممنوعٌ أن يطأ بيتَنا، سأضربه كلّما رأيتُه!"

قالت: "اصمت!"

تبدّد صفوُ يارا في لحظة، وقالت لفارس: "المعذرة يا فارس، لقد دلّلتُه."

على الرغم من غضبه، بدا فارس باسمًا بتسامح، وقال: "لا عليكِ. إن لم يكن ثمّة شيءٌ آخر فسأنصرف!"

خرج فارس، وعلا خلفه صياحُ سهيل في البهو: "أمّي، لا تدعيه يدخل بعد اليوم، وإلّا عاملتُه بما لا يرضيه!"

قالت: "ولماذا تكرهه؟ أتعرِفُه؟"

قال: "لا! لكن شكله وحده يقول إنّه ليس إنسانًا لطفيًا. قدّمي شكوى ضده غدًا، اجعليه يغرب عنا!"

قالت: "ما الذي أصابك الليلة؟"

صباحَ اليوم التالي، وكان فارس لا يزال نائمًا، دوّى طَرقٌ على باب الشقّة المستأجَرة.

نظر إلى الهاتف؛ كان الوقتُ السادسة صباحًا.

قال: "مَن؟"

جاءه صوتُ حبيبته السابقة رنا لطفي من خلف الباب: "فارس، إنها أنا."

قال: "ما الذي جاء بك؟ ارحلي!"

قالت وهي تواصل الطرق: "افتح أوّلًا."

قال: "لقد افترقنا؛ إن واصلتِ الطرقَ سأشتكيكِ على الإزعاج!"

قالت بصوتٍ مضطرب: "أحتاجُ إليك في أمرٍ عاجل، أرجوك افتح بسرعة!"

Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App

Pinakabagong kabanata

  • عزوبيتي أشعلت نادي الثريّات   الفصل70

    "يارا، أنتِ تمزحين معي، أليس كذلك؟" قال فارس.لم تؤكّد يارا ولم تنفِ وقالت: "أنت شاب ونارك متّقدة، تلك الليلة في الحمّام عندما كنت تستمني رأيتك بعيني."في الحال شعر فارس الدالي بحرجٍ بالغ.كان صحيحًا أنّه في يومٍ ما انتابه المزاج، فأفرغ وحده في الحمّام.وصادف أن عادت يارا فوقع نظرها عليه.وكان يذكر أنّ الباب كان موصدًا، فهل لم يُحكم إغلاقه فرأته يارا من خلال الشق؟لكن لا بأس الآن؛ علاقتهما تزداد حرارة، وكثير من الأسرار بات مكشوفًا بينهما.وباتت يارا بلا قيود أسرةٍ وزواج، أكثر حرية.وفارس لم يعد يرزح تحت عبء الحرج الأخلاقي.لذلك، أيًّا يكن ما يحدث، فلن يشعر أي منهما بثقلٍ على كتفيه.قالت يارا: "حسنًا، اليوم عطلة؛ فلنخرج إلى عشاء فاخر!"قال: "حاضر!"بدّلا ملابسهما وخرجا.انقضى الأحد سريعًا، وفي صباح الاثنين وصل فارس إلى الشركة، وما إن دخل حتى رأى زينة نوار تتهادى بكعبٍ عالٍ مقبلةً نحوه.قالت: "مبارك يا فارس، ستنال ترقية!"قال مستغربًا: "ها؟" ولم يفهم قصدها.قالت زينة: "بعد قليل ستعرف!"وبسرعة بدأ اجتماع الصباح.وقفت سُجَى البكري بزيّ مكتبي رسمي أمام الجميع، واستهلّت بخبرٍ من العيار الثقي

  • عزوبيتي أشعلت نادي الثريّات   الفصل69

    "اخرج!""يا لها من جريئة!" صاح فراس ضاحكًا وهو يسبّ.ثم اقترب متحسّبًا من فارس وقال: "الأخ فارس، ما كان باين إنك تُخفي الكثير!"شرب فارس رشفةً من المشروب ولم يُجبه."الأخ فارس، أشرب معك نخبًا!" قال فراس دبّاس مُتزلفًا ثم جرع كأسًا. "من اليوم أنا معك، ومن لا يحترمك أؤدّبه!""أنت، اهدأ قليلًا." لوّح فارس بيده وذهب إلى جهاز اختيار الأغاني.سألت ميرا فخري زينة: "أختي، هل السيد فارس زميلك؟""همم." تمتمت زينة نوار، وكانت منشغلة تفكر كيف تقترب من فارس فلم تُعر سؤالها اهتمامًا.قالت ميرا فخري: "سأنتقل الأسبوع القادم إلى قسمكم كأخصائية دعم المبيعات. هكذا سأرى السيد فارس كل يوم!"زينة: "..."من حيث لا تدري، ظهر منافس جديد.وكلما حدث ذلك ازداد إعجاب زينة بفارس.باتت تراه أكثر وسامة، وفارس يقود سيارة تقارب قيمتها خمسين ألف دولار، وفاز بعميل تزيد قيمة عقده على مئة مليون دولار، أي أنّ دخله السنوي سيكون معتبرًا.إنه حقًا فارس أحلام الموظفات.يبدو أنها فوّتت الفرصة من قبل.تذكّرت لقائها مع فارس عند العميل؛ يا لها من فرصة ذهبية! لو أغرته يومها لممارسة الحب داخل السيارة وبذلت كل حيلها لربما كسبته.ولا ت

  • عزوبيتي أشعلت نادي الثريّات   الفصل68

    "كبيرك؟" سأل فارس."جواد!" قال أدهم: "هو نفسه المريض الذي نزف بشدة في مستشفى الرونق الأهلي.""أوه أوه!" أخيرًا فهم فارس المقصود.قبل قليل اتصل به المدير وسيم قانع وأخبره أن جواد يريد شكره وجهًا لوجه.ولما تعذر الشكر حضورًا، أرسل تابعه لينقل الامتنان.لا عجب إذن أن يكون الأخ أدهم بهذه المودة."يا سيد فارس، هذه هدية من كبيري جواد ضرغام، نرجو أن تتقبلها." أشار أدهم إلى رجاله فقدموا علبة صغيرة أنيقة.كانت علبة مصوغة بعناية.فتحها أدهم فإذا ببطاقة تتلألأ بالذهب."يا سيد فارس، هذه بطاقة اسمية من الذهب الخالص، منقوش عليها شعار شركة كبيري ومعلومات الاتصال." قال أدهم: "لم يصنع كبيري إلا ثلاث بطاقات مثلها، وهذه الأخيرة لك، وأتشرف بتسليمها نيابة عنه.""هذا كثير عليّ!" سارع فارس بالرفض.البطاقة سميكة ثقيلة، وقيمتها بالذهب مبلغ كبير.وخلفه كانت عينا زينة نوار ومن معها تلمعان.لكن هذه الهدية الثمينة رأى فارس أنه لا يصح قبولها."أخ أدهم، وصلتني مشاعرك، فلتعدها من فضلك." قال فارس."يا سيد فارس، هذا يحرجني." قال أدهم: "جئت مكلفًا من كبيري، وإن لم تستلمها يُعَدّ عملي تقصيرًا وسأعاقَب عند عودتي."قطّب فا

  • عزوبيتي أشعلت نادي الثريّات   الفصل67

    وفي هذه اللحظة، كان المشهد صفعةً قاسية على وجهه."رؤوسهم تنزف!" قالت لبنى قمر وهي تشير إلى أحد الأتباع، مرتجفة.كان ذلك التابع صريحًا أيضًا؛ إذ كانت شظايا الزجاج على الأرض وهو يسجد على جبينه، فانسكب الدم على ياقة قميصه فبدت الصورة دامية."حسنًا، كفى!" أوقف فارس الموقف في الوقت المناسب.قال أدهم نمر: "يا سيد فارس، لقد وصلت لتوي ولا أدري ما الذي جرى حقًا! قبل قليل سمعتك تقول إنهم اقتحموا غرفتك الخاصة لإثارة الشغب؟ ما القصة؟"أشار فارس إلى سهيل وسامي لهبان ومن معهم.قال فارس: "كنّا نلهو بسلام، فركلوا الباب ودخلوا يعربدون واعتدوا على صديقاتي، وقتها فقط رددت. وأنا أعترف أني تسرّعت، ولا ينبغي أن يحدث شجار في مكان الأخ صقر."الجملة الأخيرة خرجت بنبرة دبلوماسية مُتصنّعة.وما إن سمع أدهم ذلك حتى استشاط غضبًا.قال أدهم وهو يشير إلى سهيل: "ألا تبصرون؟ أتجرؤون على الفوضى هنا؟ كلكم تعالوا إلى هنا."جاء سهيل ومن معه مذعورين أمام أدهم.لوّح أدهم بيده: "اضربوا!"فانقضّ الأتباع من خلفه وأحاطوا سهيلًا وساميًا ومن معهم، لكمات كالبرق وركلات متتابعة.وتعالت صرخات الألم والاستجداء.وارتجفت زينة نوار وميرا ذ

  • عزوبيتي أشعلت نادي الثريّات   الفصل66

    كان السيّد الذي أوكل إليه الكبير جواد ضرغام مهمة تحيّة السيد الدالي، هو نفسُ الشاب الواقف أمامه الآنويجب أن يُعلَم أنّ جواد ضرغام ينظر إلى من أنقذ حياته كإلهٍ يُحمَل على الرأس.وفوق ذلك قال المدير وسيم قانع إنّ هذا الشاب ذا بأسٍ وحزم، ولولاه لما حصلت المستشفى بسهولة على أدوية إي-بي-إس الأساسية.ومكانة وسيم قانع بين رجال الشارع رفيعة.والمستشفى التي يديرها، مستشفى الرونق الأهلي، هي الملاذ الآمن لهم لحفظ الأرواح.ففي أيّ ساعة كانت، إذا جُرح أحدهم وصل إلى هناك فنال العلاج فورًا.وبما أنّ فارس الدالي أعان وسيم قانع على توفير أدويةٍ عالية الجودة، فبالمعنى الأعمّ لقد أعانهم جميعًا.ومتى اجتمعت هذه الروابط، صارت منزلة فارس في قلبي وسيم قانع وجواد ضرغام واضحة لا تحتاج قولًا.وأدهم نمر ليس إلا تابعًا عند جواد ضرغام.ومن يُجِلّه جواد إلى هذا الحد، كيف يتجرّأ تابعه على تهديده وتخويفه؟أليس هذا انقلابًا للموازين؟تماسك أدهمُ قليلًا وسأل على استحياء: "أأنت فارس الدالي؟ أنت الذي ساعد المدير وسيم على توقيع العقد؟""نعم، أنا هو، ما الأمر؟""السيد فارس، إذًا أنت حقًا هو."كان وجه أدهم قبل لحظات مكفهرً

  • عزوبيتي أشعلت نادي الثريّات   الفصل65

    حين يدافع أحدهم عن صديقته، يتحوّلون إلى مثيري فتنٍ يحرّضون ويفرّقون بين الناس ويكيدون لمن تصدّى لهم.يجسّدون الدهاء والأنانية والمكر والجبن بأقصى ما يكون.نظر صقر البدري إلى فارس الدالي بعينين باردتين، وكانت مهابةُ زعيم الشارع التي تفوح منه كفيلةً بسحق كل شيء في لحظة."هل تعرف ما عاقبةُ إثارة الشغب في ساحتي؟"قال فارس: "أولًا، لستُ أنا مَن بدأ الشغب، بل هذان الاثنان؛ جاءا من الغرفة المجاورة لإثارة المشاكل عندنا، وعندها فقط مددتُ يدي وضربتهما.""ثانيًا، لماذا ضربتُ رجالك؟ يمكنك أن تسألهم بنفسك."لمّا سمع صقر ذلك بدا أن في الأمر ملعوبًا، فرمق الرجلَ النحيل بنظرة حادّة وقال: "تكلّم لنسمع!""صـ... صقر، هم الذين أثاروا الشغب، جئتُ لأصلح بينهم، فلم يرضخْ هو فبادَر إلى الضرب!" دافع الرجل النحيل."أنت تكذب؛ لو كان الأمر هكذا فقط، فكيف كنتُ لأمدّ يدي!" قال فارس: "أنتم تستقوون بالعدد وتُهدّدون بإبقاء كل الفتيات وإخراج الرجال، ومن العجيب أنّ في عصرنا هذا ما زال يقع إذلالُ الرجال والاستقواءُ على النساء!""إذًا أنت مَن بدأ الضرب؟" عقد صقر حاجبيه."نعم!"عضّ صقر على أسنانه ولوّح بيده فجأة.فهوَت صفع

Higit pang Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status