Share

الفصل3

Author: النهر الجليدي تحت القمر
شعر فارس الدالي أن هناك شيئًا غير طبيعي، فنهض مرتديًا ثياب النوم وفتح الباب.

قال: "ما الأمر؟"

قالت رنا لطفي، ترتدي اليوم ثوبًا مهنيًا لا يحجب قوامها الجذَّاب: "جئت لآخذ شهادة تخرّجي."

دخلت رنا وهي تتكلم، وبدأت تفتش مباشرة.

كان سهيل قد أوصى بها إلى مقر مجموعة إي-بي-إس، وهو مستعد لقيادتها اليوم إلى المقر لإنهاء إجراءات التعيين.

أمس عند ترتيب أغراضها اكتشفت أن الشهادة مفقودة، لعلها نسيتها وقت الانتقال من البيت.

لا يمكنها إتمام إجراءات التعيين من دون شهادة التخرج.

لذلك، وفي طريقها إلى المقر، مرّت على شقة فارس لتأخذ الشهادة.

ولتجنب الشجار، طلبت من سهيل أن ينتظرها في السيارة أسفل المبنى.

قالت بعد أن تعبت في البحث بلا جدوى: "هل أخفيت شهادتي؟"

قال فارس وهو جالس على طرف السرير نصف نعسان: "ألهذا الحد أنا فارغ؟"

قالت متجهمة: "فلماذا اختفت إذن؟"

تنهد فارس وابتسم بمرارة: "شهادتك وضعتِها آخر مرة تحت الخزانة حين كنت ترتبين ثيابك، أنسيت؟"

ما إن ذكّرها حتى تذكرت، فأسرعت وفتحت الخزانة، فإذا الشهادة في مكانها لم تُمس.

لم يلمسها فارس فعلًا.

قالت وهي تلتقطها: "أنا التي أسأت الظن بك." ورأت على الشهادة زهرة صغيرة كان فارس قد لصقها من قبل، فعادت إلى ذهنها أربع سنوات الجامعة، وقالت وهي تزفر: "فارس، في الحقيقة، ما زال في قلبي مشاعر نحوك."

قال ببرود وهو يشير إلى الخارج: "كفي عن هذا الأسلوب، خذي أغراضك، وارحلي."

قالت جادة: "فراس! أنا فقط أريد حياة أفضل، أرجو ألا تكرهني، أعلم أن الفراق يؤلمك، وأنا أيضًا متألمة، لكن هذه هي الحقيقة، نحن بالغون وعلينا مواجهة الواقع، حب بلا أساس مادي لن يدوم، بقي لي نصف ساعة، ولا أستطيع البقاء معك، لكن أستطيع أن أُعوّضك."

وضعت حقيبتها، وتقدمت نحو السرير.

حتى الأحمق يفهم مقصد كلامها، لكن فارس وجد الأمر مضحكًا مبكيًا.

متى أصبحت هذه المرأة بهذا الشكل؟

جلست على حافة السرير تزيح شعرها على عادتها وقالت: "سهيل ينتظرني في الأسفل، قرر بسرعة، تريد أم لا تريد؟"

شد فارس الستارة، ونظر من نافذة الطابق الثاني، فرأى سيارة سهيل تحت النافذة.

كان سهيل في السيارة، أنزل الزجاج، يدخن ويعبث بهاتفه مطمئنًا.

قال فارس ببرود: "لا رغبة لي."

"فارس!"

نادته رنا واندفعت تقبله.

قال وهو يدفعها: "ماذا تفعلين؟"

قالت: "فارس، أنت حبي الأول، حتى الفراق له طقوسه، أمنحك هذه الفرصة الأخيرة، ربما لا نلتقي بعد اليوم." كانت تنوي استعمال هذه الطريقة لتوديع حبها الأول.

تأثر فارس، فمهما يكن ما فعلته، فذكريات أربع سنوات الجامعة وما علق في الشقة المستأجَرة من تفاصيل حرّكت شيئًا في قلبه.

"فارس!" نادته رنا من جديد، وانخرطا في ممارسة الحب.

كانت النافذة مفتوحة، فبلغ صوتها السيارة في الأسفل.

سمع سهيل صوت رنا ينطلق من النافذة، فقبض حاجبيه وقال في نفسه: "أمعقول أنها تتشاجر ثانية مع ذلك المعدم؟"

أسرع يتصل بها، لكن الغرفة كانت في أوج سخونتها، فمدت رنا يدًا مرتجفة وأغلقت المكالمة.

صاح سهيل من أسفل: "رنا، هل يزعجك ذلك الوغد؟ سأصعد الآن."

ارتبكت رنا، فأشارت لفارس أن يتوقف قليلًا، واتصلت هي لتطمئنه: "لا تصعد، لم يحدث شيء، أنا أتفاوض معه."

خافت أن يلتقط ارتجاف صوتها، فقطعت المكالمة على عجل.

اطمأن سهيل إلى كلامها، فعاد إلى هاتفه في السيارة.

بعد نصف ساعة في غرفة النوم، نهضت رنا وشعرها مبعثر، وحدّقت في فارس بعَتب: "ألا ترأف بكوني حبيبةٌ لغيرك؟"

لم يجب فارس.

تنهدت، ودخلت تغتسل.

وبعد دقائق هبطت تحمل الشهادة.

وقف فارس عند النافذة ينظر، فإذا رنا ترتمي مبتهجة في حضن سهيل.

رفع سهيل رأسه، فرآه عند النافذة، فأشار إليه بإصبعه الوسطى وصاح: "وداعًا أيها المغفل."

ثم انطلق بالسيارة مع رنا.

ظل فارس واجمًا وهو يرقب السيارة تبتعد.

لم يُعر فارس أي اهتمام لاستفزاز سهيل.

لم يُثر استفزازُ سهيل أعصابَ فارس، فقد انتهت علاقته برنا، لم يعُد يُكنّ لها مشاعر، ما جرى قبل قليل لم يكن إلا تلبية حاجة جسدية.

استولى عليه شعور بالذهول.

كان الحب في زمن الدراسة بريئًا، أما بعد التخرج فصار شيئًا آخر.

ربما ما زالت رنا تحبه، لكنها بوضوح تحب المال أكثر.

ومن أجل المال والمستقبل، يمكنها أن تلقي بكل شيء.

العالم مملوء بنسخ من رنا.

هل الخطأ خطؤها أم خطؤه؟

أفاق في تلك اللحظة، وشعر أن شبابه طوى صفحته.

أقسم في نفسه أن يصبح أقوى في الأسام القادمة.

ألا يبقى إنسانًا هامشيًا، وأن يطلق مواهبه وطموحه، ويغدو صاحب الكلمة.

قال في قلبه: "شكرًا لك يا رنا لأنك جعلتِني أنضج."

وازداد عزمه رسوخًا. ولأنه نشأ في أسرةٍ من أهل الطبّ، كانت ظروفه أوفر من غيره؛ فمنذ صغره وهو يسمع ويرى، فحفظ في الخامسة كتاب الأعشاب، وفي الثامنة كان يجرّب أخذ النبض لأهله، وفي العائلة وصفاتٌ موروثةٌ نفيسة.

ولكن ما الحيلة، فالتنين إذا سبح في المياه الضحلة تعبث به الجمبريات، ولن يجد لمواهبه مجالًا للانطلاق إلا في عالمٍ أوسع وأرحب.

ولذلك عليه أن يرفع أداءه سريعًا؛ فإذا أصبحت لديه إنجازات ثُبّت موظّفًا، ثمّ يتقدّم بطلب نقلٍ إلى مقرّ مجموعة إي-بي-إس.

عندها فقط سيحظى بفرصة نيل ثروةٍ أكبر وشهرةٍ أوسع.

وكذلك... نساء أجمل وأكثر أناقة من رنا.

إنه يريد أن يفتح العالم أمامه!

لكن بعد تلك الطموحات الجياشة، كان لا بد أن يعود إلى الواقع!

نهض فارس، واغتسل، وخرج إلى العمل إذ لم يعد للنوم مكان.

لم يتوقع أن يصل رامي مراد مبكرًا أيضًا، فصادفه، ودعاه إلى المكتب.

قال رامي: "كيف تسير الأمور مع يارا؟"

كان هذا ثالث سؤال مماثل خلال أسبوع.

استغرب فارس كلمة التقدم.

قال: "علاقة العميلة مصانة كما ينبغي."

هذا ما أكده من قبل، سيحافظ على علاقة مهنية سليمة لا أكثر.

وكان يظن أنه أدى ما عليه.

قال رامي بنبرة من يوبخ: "يجب أن تتحرك، فترة التدريب أوشكت، إن لم تسعفك يارا فقد لا تُثبّت، حسنًا، سأساعدك."

ثم رمى إليه حزمة ملفات: "هذه معلومات عن يارا، آمل أن تنفعك."

تناول فارس الأوراق، فيها سيرة يارا، تاريخ ميلادها، وتفاصيل كثيرة، بل حتى عادات شخصية، وميول، ودائرة علاقات.

أشعل رامي سيجارة وقال بغموض: "يا فارس، أفعل هذا لكي تحسن علاقتك بيارا."

وشدد على آخر أربع كلمات.

ازداد شعور فارس بأن في الأمر شيئًا غير سوي.

إذ كانا قد اتفقا أن يحافظ على علاقة عميلة، فما بال الملفات والتلميحات، ماذا يريد بالضبط؟

ولأنه ما زال يفتقر التجربة، لم يفهم، فتردد لحظة، ثم قال صراحة: "مديري، قل لي مباشرة ماذا تريد."

ضحك رامي قليلًا وفكر، ثم قال: "إذن سأقولها صريحة، هناك قيادي كبير أوكل إلي مهمة، وأنت الأنسب لتنفيذها!"

قال فارس: "ما المهمة؟"

قال رامي بابتسامة غامضة توحي بالتلميح: "أريدك أن تقيم علاقة مع يارا، وأن تصور مقطع فيديو لي."

قال فارس: "أي فيديو؟"

قال رامي وهو يبتسم ابتسامة ذات مغزى: "ألا تفهم، أي فيديو قد يكون؟" ثم صفق بكفيه بضع مرات وهو يمسك السيجارة بين شفتيه.

قال فارس: "…"

Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App

Pinakabagong kabanata

  • عزوبيتي أشعلت نادي الثريّات   الفصل70

    "يارا، أنتِ تمزحين معي، أليس كذلك؟" قال فارس.لم تؤكّد يارا ولم تنفِ وقالت: "أنت شاب ونارك متّقدة، تلك الليلة في الحمّام عندما كنت تستمني رأيتك بعيني."في الحال شعر فارس الدالي بحرجٍ بالغ.كان صحيحًا أنّه في يومٍ ما انتابه المزاج، فأفرغ وحده في الحمّام.وصادف أن عادت يارا فوقع نظرها عليه.وكان يذكر أنّ الباب كان موصدًا، فهل لم يُحكم إغلاقه فرأته يارا من خلال الشق؟لكن لا بأس الآن؛ علاقتهما تزداد حرارة، وكثير من الأسرار بات مكشوفًا بينهما.وباتت يارا بلا قيود أسرةٍ وزواج، أكثر حرية.وفارس لم يعد يرزح تحت عبء الحرج الأخلاقي.لذلك، أيًّا يكن ما يحدث، فلن يشعر أي منهما بثقلٍ على كتفيه.قالت يارا: "حسنًا، اليوم عطلة؛ فلنخرج إلى عشاء فاخر!"قال: "حاضر!"بدّلا ملابسهما وخرجا.انقضى الأحد سريعًا، وفي صباح الاثنين وصل فارس إلى الشركة، وما إن دخل حتى رأى زينة نوار تتهادى بكعبٍ عالٍ مقبلةً نحوه.قالت: "مبارك يا فارس، ستنال ترقية!"قال مستغربًا: "ها؟" ولم يفهم قصدها.قالت زينة: "بعد قليل ستعرف!"وبسرعة بدأ اجتماع الصباح.وقفت سُجَى البكري بزيّ مكتبي رسمي أمام الجميع، واستهلّت بخبرٍ من العيار الثقي

  • عزوبيتي أشعلت نادي الثريّات   الفصل69

    "اخرج!""يا لها من جريئة!" صاح فراس ضاحكًا وهو يسبّ.ثم اقترب متحسّبًا من فارس وقال: "الأخ فارس، ما كان باين إنك تُخفي الكثير!"شرب فارس رشفةً من المشروب ولم يُجبه."الأخ فارس، أشرب معك نخبًا!" قال فراس دبّاس مُتزلفًا ثم جرع كأسًا. "من اليوم أنا معك، ومن لا يحترمك أؤدّبه!""أنت، اهدأ قليلًا." لوّح فارس بيده وذهب إلى جهاز اختيار الأغاني.سألت ميرا فخري زينة: "أختي، هل السيد فارس زميلك؟""همم." تمتمت زينة نوار، وكانت منشغلة تفكر كيف تقترب من فارس فلم تُعر سؤالها اهتمامًا.قالت ميرا فخري: "سأنتقل الأسبوع القادم إلى قسمكم كأخصائية دعم المبيعات. هكذا سأرى السيد فارس كل يوم!"زينة: "..."من حيث لا تدري، ظهر منافس جديد.وكلما حدث ذلك ازداد إعجاب زينة بفارس.باتت تراه أكثر وسامة، وفارس يقود سيارة تقارب قيمتها خمسين ألف دولار، وفاز بعميل تزيد قيمة عقده على مئة مليون دولار، أي أنّ دخله السنوي سيكون معتبرًا.إنه حقًا فارس أحلام الموظفات.يبدو أنها فوّتت الفرصة من قبل.تذكّرت لقائها مع فارس عند العميل؛ يا لها من فرصة ذهبية! لو أغرته يومها لممارسة الحب داخل السيارة وبذلت كل حيلها لربما كسبته.ولا ت

  • عزوبيتي أشعلت نادي الثريّات   الفصل68

    "كبيرك؟" سأل فارس."جواد!" قال أدهم: "هو نفسه المريض الذي نزف بشدة في مستشفى الرونق الأهلي.""أوه أوه!" أخيرًا فهم فارس المقصود.قبل قليل اتصل به المدير وسيم قانع وأخبره أن جواد يريد شكره وجهًا لوجه.ولما تعذر الشكر حضورًا، أرسل تابعه لينقل الامتنان.لا عجب إذن أن يكون الأخ أدهم بهذه المودة."يا سيد فارس، هذه هدية من كبيري جواد ضرغام، نرجو أن تتقبلها." أشار أدهم إلى رجاله فقدموا علبة صغيرة أنيقة.كانت علبة مصوغة بعناية.فتحها أدهم فإذا ببطاقة تتلألأ بالذهب."يا سيد فارس، هذه بطاقة اسمية من الذهب الخالص، منقوش عليها شعار شركة كبيري ومعلومات الاتصال." قال أدهم: "لم يصنع كبيري إلا ثلاث بطاقات مثلها، وهذه الأخيرة لك، وأتشرف بتسليمها نيابة عنه.""هذا كثير عليّ!" سارع فارس بالرفض.البطاقة سميكة ثقيلة، وقيمتها بالذهب مبلغ كبير.وخلفه كانت عينا زينة نوار ومن معها تلمعان.لكن هذه الهدية الثمينة رأى فارس أنه لا يصح قبولها."أخ أدهم، وصلتني مشاعرك، فلتعدها من فضلك." قال فارس."يا سيد فارس، هذا يحرجني." قال أدهم: "جئت مكلفًا من كبيري، وإن لم تستلمها يُعَدّ عملي تقصيرًا وسأعاقَب عند عودتي."قطّب فا

  • عزوبيتي أشعلت نادي الثريّات   الفصل67

    وفي هذه اللحظة، كان المشهد صفعةً قاسية على وجهه."رؤوسهم تنزف!" قالت لبنى قمر وهي تشير إلى أحد الأتباع، مرتجفة.كان ذلك التابع صريحًا أيضًا؛ إذ كانت شظايا الزجاج على الأرض وهو يسجد على جبينه، فانسكب الدم على ياقة قميصه فبدت الصورة دامية."حسنًا، كفى!" أوقف فارس الموقف في الوقت المناسب.قال أدهم نمر: "يا سيد فارس، لقد وصلت لتوي ولا أدري ما الذي جرى حقًا! قبل قليل سمعتك تقول إنهم اقتحموا غرفتك الخاصة لإثارة الشغب؟ ما القصة؟"أشار فارس إلى سهيل وسامي لهبان ومن معهم.قال فارس: "كنّا نلهو بسلام، فركلوا الباب ودخلوا يعربدون واعتدوا على صديقاتي، وقتها فقط رددت. وأنا أعترف أني تسرّعت، ولا ينبغي أن يحدث شجار في مكان الأخ صقر."الجملة الأخيرة خرجت بنبرة دبلوماسية مُتصنّعة.وما إن سمع أدهم ذلك حتى استشاط غضبًا.قال أدهم وهو يشير إلى سهيل: "ألا تبصرون؟ أتجرؤون على الفوضى هنا؟ كلكم تعالوا إلى هنا."جاء سهيل ومن معه مذعورين أمام أدهم.لوّح أدهم بيده: "اضربوا!"فانقضّ الأتباع من خلفه وأحاطوا سهيلًا وساميًا ومن معهم، لكمات كالبرق وركلات متتابعة.وتعالت صرخات الألم والاستجداء.وارتجفت زينة نوار وميرا ذ

  • عزوبيتي أشعلت نادي الثريّات   الفصل66

    كان السيّد الذي أوكل إليه الكبير جواد ضرغام مهمة تحيّة السيد الدالي، هو نفسُ الشاب الواقف أمامه الآنويجب أن يُعلَم أنّ جواد ضرغام ينظر إلى من أنقذ حياته كإلهٍ يُحمَل على الرأس.وفوق ذلك قال المدير وسيم قانع إنّ هذا الشاب ذا بأسٍ وحزم، ولولاه لما حصلت المستشفى بسهولة على أدوية إي-بي-إس الأساسية.ومكانة وسيم قانع بين رجال الشارع رفيعة.والمستشفى التي يديرها، مستشفى الرونق الأهلي، هي الملاذ الآمن لهم لحفظ الأرواح.ففي أيّ ساعة كانت، إذا جُرح أحدهم وصل إلى هناك فنال العلاج فورًا.وبما أنّ فارس الدالي أعان وسيم قانع على توفير أدويةٍ عالية الجودة، فبالمعنى الأعمّ لقد أعانهم جميعًا.ومتى اجتمعت هذه الروابط، صارت منزلة فارس في قلبي وسيم قانع وجواد ضرغام واضحة لا تحتاج قولًا.وأدهم نمر ليس إلا تابعًا عند جواد ضرغام.ومن يُجِلّه جواد إلى هذا الحد، كيف يتجرّأ تابعه على تهديده وتخويفه؟أليس هذا انقلابًا للموازين؟تماسك أدهمُ قليلًا وسأل على استحياء: "أأنت فارس الدالي؟ أنت الذي ساعد المدير وسيم على توقيع العقد؟""نعم، أنا هو، ما الأمر؟""السيد فارس، إذًا أنت حقًا هو."كان وجه أدهم قبل لحظات مكفهرً

  • عزوبيتي أشعلت نادي الثريّات   الفصل65

    حين يدافع أحدهم عن صديقته، يتحوّلون إلى مثيري فتنٍ يحرّضون ويفرّقون بين الناس ويكيدون لمن تصدّى لهم.يجسّدون الدهاء والأنانية والمكر والجبن بأقصى ما يكون.نظر صقر البدري إلى فارس الدالي بعينين باردتين، وكانت مهابةُ زعيم الشارع التي تفوح منه كفيلةً بسحق كل شيء في لحظة."هل تعرف ما عاقبةُ إثارة الشغب في ساحتي؟"قال فارس: "أولًا، لستُ أنا مَن بدأ الشغب، بل هذان الاثنان؛ جاءا من الغرفة المجاورة لإثارة المشاكل عندنا، وعندها فقط مددتُ يدي وضربتهما.""ثانيًا، لماذا ضربتُ رجالك؟ يمكنك أن تسألهم بنفسك."لمّا سمع صقر ذلك بدا أن في الأمر ملعوبًا، فرمق الرجلَ النحيل بنظرة حادّة وقال: "تكلّم لنسمع!""صـ... صقر، هم الذين أثاروا الشغب، جئتُ لأصلح بينهم، فلم يرضخْ هو فبادَر إلى الضرب!" دافع الرجل النحيل."أنت تكذب؛ لو كان الأمر هكذا فقط، فكيف كنتُ لأمدّ يدي!" قال فارس: "أنتم تستقوون بالعدد وتُهدّدون بإبقاء كل الفتيات وإخراج الرجال، ومن العجيب أنّ في عصرنا هذا ما زال يقع إذلالُ الرجال والاستقواءُ على النساء!""إذًا أنت مَن بدأ الضرب؟" عقد صقر حاجبيه."نعم!"عضّ صقر على أسنانه ولوّح بيده فجأة.فهوَت صفع

Higit pang Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status