Share

الفصل 0508

Author: مو ليان تشينغ
بدأ قلب سليم يخفق بجنون، وشعور جليدي صعد من قدميه حتى جمجمته.

ما… ما الذي يحدث؟

اختطاف جميلة… أكان مجرد كذبة؟

راح يحاول استرجاع تفاصيل "اختطاف" جميلة.

لا بد أن هناك خطأ ما.

جميلة تحبه إلى هذا الحد، فكيف يمكن أن تخدعه؟

أخذ يقنع نفسه مرارا، لكن تلك الصورة كانت كالشوكة، غرست في قلبه بعمق، لا يستطيع تجاهلها.

وفيما كان سليم يجري تحقيقاته خفية، انفجرت الشبكة بخبر جديد.

فارس… اختفى.

أعلنت السلطات أن فارس متهم بغسيل الأموال، ويخضع للتحقيق من هيئة الرقابة التجارية، لكنه فجأة اختفى أثناء التحقيق.

ما إن انتشر الخبر، حتى ضجت الساحة العامة.

واختفاء فارس أضفى على القضية غلالة من الغموض.

وانهارت أسهم مجموعة عائلة عباس من جديد، بهبوط أعنف من ذي قبل.

الغرفة الخاصة في المستشفى.

وحين بلغ جميلة خبر اختفاء فارس، انهارت تماما، فصرخت وبكت، وحطمت كل ما حولها في الغرفة.

"كيف يحدث هذا؟ كيف يختفي فارس؟ هذا مستحيل! مستحيل!"

شعث شعرها وجن مظهرها، لم يبق فيها أثر من ضعفها السابق ورقتها.

وعندما وصل سليم، رأى هذا المشهد بعينيه.

كانت جميلة كوحش جريح، يصرخ ويزمجر، مفعما باليأس والغضب.

"ورد! أنت! أنت من دمرت أخي فارس!"
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0547

    قالت ورد بحزم: "أعلم ذلك، لكن لا بد أن أفعل هذا. من أجل أميرة، ومن أجلي أنا، يجب أن أسحق سليم وجميلة تماما، وأجعلهما يدفعان الثمن الذي يستحقانه!"رأى جليل ذلك العزم في عيني ورد، وأدرك أنه لا يستطيع منعها.تنهد قليلا، ثم اختار في النهاية أن يدعم قرارها: "حبيبتي، أنا معك، أيا كان ما تفعلينه، سأقف بجانبك دائما."نظرت إليه ورد بامتنان، وعيناها مملوءتان بالتأثر: "شكرا لك، حبيبي، أعلم أنك دائما تساندني."ابتسم جليل برفق، ومد يده ليمسد شعرها بحنان: "حبيبتي، وهل بيننا حاجة إلى كلمة شكر؟"في الأيام التالية، بدأ التعاون المبدئي بين مجموعة عائلة عباس ومجموعة عائلة أديب.بدأت فرق العمل التواصل، في أجواء ظاهرها ودية وهادئة، لكن باطنها يعج بالريبة والمناورات.فريق التعاون الذي أرسله سليم جاء تحت ستار مناقشة الشراكة، بينما هدفه الحقيقي كان استقصاء أسرار مجموعة عائلة أديب، وكشف تفاصيل تعاونها مع مجموعة الفخم.أما ورد فقد سبقتهم بخطوة، إذ أوكلت لسكرتيرها مسؤولية التعامل مع فريق مجموعة عائلة عباس. كان ذكيا ماكرا، يتعامل ببراعة مع كل محاولاتهم، دون أن يترك منفذا واحدا.فبدت اللقاءات وكأنها تسير بسلاسة، ل

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0546

    ظل جليل متمسكا بموقف لا يترك ثغرة، وفي شأن التعاون التجاري أبدى فتورا واضحا، فلم يعط سوى ردود مقتضبة، دون أي التزام جوهري.أما بخصوص مشروع مجموعة عائلة عباس الجديد، فقد اكتفى بتعليقات سطحية، لا فيها تأييد ولا رفض، بل موقف غامض تماما.بذل سليم جهدا كبيرا ليقتنص من جليل معلومة ذات قيمة، لكن الأخير كان بارعا في المراوغة، فأفشل كل محاولاته بحنكة.زاد هذا من توتر سليم، وأكد له أن جليل شخصية غامضة وعصية على الاختراق.بدأ يشك في أن محاولته لاختباره اليوم ربما كانت خطأ فادحا.فقد اتضح أن جليل أصعب بكثير مما تخيل.وما إن اقترب الوقت من نهايته، حتى نهض جليل وقال بنبرة ودودة: "السيد سليم، سعدت بالحديث معك اليوم، وسأفكر مليا في مقترح التعاون.""تفكر؟" قطب سليم جبينه، وصوته ينضح بعدم رضا: "ماذا يقصد السيد جليل؟"ابتسم جليل ابتسامة ذات مغزى وقال: "قضايا التعاون تستحق الدراسة بعناية، فهذا يمس مستقبل الشركتين، وأظن أن السيد سليم يتفهم وجهة نظري."بقي سليم عاجزا عن الرد، مدركا أن كلمة "التفكير" لم تكن إلا ذريعة.لقد كان واضحا أن جليل لا ينوي التعاون معه، بل حضر فقط ليواجهه ويحذره من أن يقترب من ورد.قا

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0545

    "تعبير؟" ارتفع آخر صوت جليل قليلا، وبدا على شفتيه ابتسامة غامضة، لكن نظرته الحادة كانت مثبتة على وجه سليم، وكأنه ينتظر ما سيقوله بعد ذلك.اختنق سليم بكلمات جليل التي قلبت الموقف عليه، فتحول وجهه إلى أقصى درجات الكآبة.لم يتوقع أن يكون جليل بهذا الوضوح، لا يترك له أي مساحة لحفظ ماء الوجه، ولم يتوقع أن يجاهر بالدفاع عن ورد حتى وإن أدى الأمر إلى القطيعة معه.قال سليم محاولا الحفاظ على رباطة جأشه: "السيد جليل يبالغ، فما حدث بالأمس في المنتجع لم يكن سوى سوء تفاهم.""سوء تفاهم؟" بدا أن جليل سمع نكتة ساخرة، فارتسمت على شفتيه ابتسامة استهزاء، بينما ازداد بصره برودة: "أتسمي افتراءك العلني على حبيبتي ورد، وإهانتك لكرامتها، سوء تفاهم؟""سوء التفاهم الذي تتحدث عنه يا سيد سليم، ثمنه باهظ جدا." كان صوت جليل لا يزال هادئا، لكن ضغط كلماته كان كجبل يطبق على صدر سليم.ازداد وجه سليم اسودادا، وهو يدرك أن جليل يجبره على الاعتذار. لكن.. هذا هو سيلم!أن يعتذر لورد؟مستحيل!"السيد جليل، تعلم أن مجال الأعمال لا يخلو من الاحتكاكات، فلماذا كل هذا التدقيق؟" حاول سليم تغيير مجرى الحديث، هاربا من الاعتذار.لكن جلي

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0544

    "السيد جليل، وأنت في هذا العمر الصغير، وقد حققت مثل هذه الإنجازات في عالم الأعمال، إنه أمر يدعو للإعجاب حقا.""لا أدري، إلى أي مجال تنتمي عائلة السيد جليل في أعمالها التجارية؟"رفع جليل فنجان الشاي بهدوء، ورشف منه رشفة صغيرة، وبدا مظهره متماسكا."عائلتي مجرد تجار عاديين، ولا نملك مؤسسات ذات حجم يذكر، فلا داعي لأن يضحك السيد سليم من بساطتنا."."أوه؟ حقا؟" رفع سليم حاجبيه متسائلا، ونبرته تحمل لمسة من التفحص" على حد علمي، يبدو أن العلاقة بين السيد جليل ومجموعة الفخم جيدة؟"ابتسم جليل وهو يضع فنجانه جانبا."مجموعة الفخم عملاق تجاري، ومن ذا الذي لا يتمنى أن يحافظ على علاقة طيبة معهم؟""شخصيا، كنت دائما أتابع تطور مجموعة الفخم عن كثب، وأتمنى أن تسنح الفرصة يوما للتعاون معهم."ظل سليم يثبت نظره في عيني جليل، محاولا أن يلتقط من ملامحه أي بادرة ارتباك."هل هو مجرد اهتمام ورغبة في التعاون؟" قال سليم بنبرة تحمل إيحاء خفيا: "سمعت أن لك نفوذا ملحوظا داخل مجموعة الفخم."لكن جليل بقي هادئ الملامح، وصوته لا يشي بأي اضطراب."السيد سليم يمزح لا أكثر، فأنا مجرد رجل أعمال عادي، فأي نفوذ يمكن أن يكون لي؟"

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0543

    كان ينظر إلى ورد وهي تزداد ثقة بنفسها وتحقق نجاحا تلو الآخر، فشعر في داخله بمزيج من الارتياح والحنين.ارتياحه كان لأنها أخيرا تخلصت من ظلال الماضي، وأصبحت أقوى وأكثر إشراقا.أما حنينه فكان لأنه لا يزال يخفي حقيقته، وهذا الإخفاء أشبه بحاجز غير مرئي يفصل بينهما.في مجموعة عائلة عباس، كان سليم يقطب جبينه بشدة.بدت التناقضات في شخصية جليل كغيمة ضبابية، فهو يظهر كرجل أعمال ناجح عادي.لكن قدرته على تحريك الرأي العام بسهولة، ونفوذه داخل مجموعة الفخم، أمر غير منطقي.فإن لم يكن هو، فمن الذي يقف خلف ورد إذن؟ كيف له أن يراقب أخبارها عن كثب، ثم لا يعرف القوى التي تسندها؟كلما فكر سليم شعر أن الأمور لا تسير على نحو صحيح، فقرر أن يختبر جليل بنفسه، والتقط هاتفه واتصل به.سرعان ما أجيب الاتصال، وجاءه صوت جليل الدافئ: "مساء الخير، السيد سليم."كبح سليم ضيقه، وحاول أن يجعل صوته هادئا."مساء الخير يا سيد جليل، أنا سليم.""أعتذر عن الإزعاج، لكنني أود لقاءك لنتحادث قليلا، هل لديك وقت؟"جاء صوت جليل كما هو، هادئا لا يحمل أي انفعال."دعوة من السيد سليم شرف كبير، عم تريد أن نتحدث؟"توقف سليم لحظة قبل أن يتابع

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0542

    "شكرا لك اليوم، حبيبي." التفتت ورد نحو جليل وقالت بصدق: "لو لم تكن معي، لما عرفت كيف أنهي الأمر.""لكن تصرف سليم اليوم بهذه الفوضوية، كان حقا مخزيا." لم تستطع ورد حين تذكرت هيستيريته في المنتجع إلا أن تهز رأسها بيأس ونفور.تغير بصر جليل إلى البرود، وقال بنبرة هادئة: "لا تعيري له أي اهتمام، إنه لا يفعل سوى أن يغار لأنك تعيشين أفضل منه الآن.""أعلم ذلك." أجابت ورد بصوت منخفض، نبرتها ثابتة وواثقة: "لن أدعه يؤثر علي مجددا."عند عودتها إلى الشركة، سرعان ما انغمست ورد بكامل طاقتها في العمل.كان مشروع التعاون مع مجموعة الفخم يجري على قدم وساق، وكان عليها أن تكرس نفسها لضمان تقدمه بسلاسة.بعد فترة من التحقيق، اكتشف سليم أن لجليل عدة مشاريع تجارية ناجحة فعلا، لكنه لم يجد أي دلائل على امتلاكه سلطة مطلقة أو أنه يمكن أن يكون "السند" الذي تعتمد عليه ورد.الأمر الذي زاد حيرته.التقت ورد وجليل بقيادات مجموعة الفخم لحسم تفاصيل اتفاقية التعاون.عقد الاجتماع في مقر مجموعة الفخم الرئيسي، حيث وصل ورد وجليل مبكرين.كانت قاعة الاجتماعات واسعة ومضيئة، أنيقة وراقية، تجسد قوة هذه الشركة العملاقة وعمقها.دخلت و

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status