Share

الفصل 141

Author: ون يان نوان يو
كانت عيون باسل حمراء وألقى ابتسامة مريرة على لينا.

"أخي الأكبر لم يُردك أن تظلي في حياتي، فتعمّد انتحال شخصيتي وأساء إليك بقسوة"...

"كل ما فعله بك قبل خمس سنوات... لم أكن أعلمه إلا مؤخرًا".

"أنا آسف، لينا... لأنني لم أستطع حمايتك"...

توقّف باسل لوهلة، وصمت عمّ عينيه المبللتين بالدموع، وكل ملامحه ملؤها الأسف والذنب.

توقّف قلب لينا عن النبض، وبهت وجهها الصغير حتى شحب تمامًا.

هذا يعني أن وليد... لم يتخلَّ عنها قط.

وأنه لم يكن من أراد إيذاءها أو طردها من حياته.

ذلك الذي جرحها بالكلمات والأفعال، والذي ظنّت أنه وليد، لم يكن سوى أخيه.

وليد لم يتغيّرأبدا، ولم تحب الشخص الخطأ.

كل تلك السنوات من الكراهية والحزن والخذلان، انطفأت فجأة.

فما إن انكشف لها هذا السرّ، حتى شعرت وكأنّ سحابة سوداء كانت جاثمة على قلبها قد تلاشت.

لا ألم، لا حزن، لا غيظ... فقط راحة عميقة، كأنها تحررت أخيرًا من قيد كان يخنقها.

زفرت زفرة طويلة مرتاحة، وحين رفعت عينيها لتنظر إليه من جديد، كانت نظرتها أكثر صفاء وهدوءًا من أي وقت مضى.

"لا ذنب لك، وليد... نحن فقط لم يُكتب لنا نصيب، ولهذا حصل ما حصل".

"كل هذا أصبح من الماضي، ولا دا
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 466

    تقدم حتى وقف أمام لينا، وقامته الممشوقة كغصن الأوركيد واليشم، تبث شعورًا قويًا بالهيمنة.شعرت لينا بقليل من التوتر عندما رأته يقترب منها، فتراجعت قليلاً إلى الخلف، تاركة مسافة بينهما.قدّر أنس المسافة بينهما من تحت نظارته، ثم تقدم خطوة أخرى.تراجعت لينا خطوة إلى الوراء لا إراديًا، لكنه تقدم خطوة أخرى بلا هوادة.وهكذا، اصطدم أسفل ظهرها بالطاولة، وكاد أن يُجبرها على الجلوس عليها.بدت لينا غير مرتاحة، فرفعت ذقنها قليلاً، ونظرت إلى أنس قائلة: "أنت..."انحنى أنس دافعًا إياها تجاه الطاولة، وقال بصوت أجش ومنخفض: "لينا، لقد جئت لأوقع العقد معكِ."تراجعت لينا للخلف مجددًا، ونظرت إليه قائلة: "فلنوقع العقد إذًا، ولكن لا تقترب هكذا."ارتسمت على زوايا شفتيه ابتسامة خفيفة، وانحنى أكثر مقتربًا من أذنها."لقد جربنا وضعيات أقرب من ذلك، فلا تبالغي بالتفكير في هذا."كلماته الجرئية، مصحوبة بأنفاسه الدافئة الساحرة، جعلت الحرارة تتدفق إلى أذنها، مسببة شعورًا خفيفًا بالخدر.أمالت لينا رأسها بحرج، ثم دفعته بعيدًا بقوة، ونزلت عن المكتب، متجهة نحو منطقة الاستقبال.هدأت من روعها، وبصفتها رهف، اتخذت وضعية المدير

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 465

    نظرت لينا إلى المكتب الفسيح، فإذا بقلبها يخفق شيئًا فشيئًا.وكأن دم أختها يغلي صارخًا في عروقها، فأومأت برأسها نحو نادر دون وعي منها، قائلة:"حسنًا."وما إن أنهت كلماتها، حتى سمعت صوت موكب سيارات يجتاح الطريق، صادر من الطابق السفلي. أكثر من عشر سياراتٍ فاخرة، تتقدمها سيارة كوينجسيج، توقفت جميعها عند المدخل.ترجل الحراس الشخصيون واحدًا تلو الآخر من السيارة، وكانوا يرتدون بدلات سوداء وربطات عنق، ثم اصطفّوا في صفّين على جانبي المدخل.أسرع سامح بالنزول من السيارة الكوينجسيج، واتجه نحو المقعد الأمامي وفتح الباب، ليخرج منه ذلك الرجل النبيل.تحت أشعة الشمس، بدا ذلك الرجل طويل القامة وسيمًا، وملامحه مرسومة بدقة، تصل إلى حد المثالية.وتحت حاجبيه المرسومين كلوحة فنية، كانت عيناه الجذابتان الرقيقتان كخيوط الضباب، وأسنانه ناصعة البياض التي تأسر القلب والروح.وفوق أنفه المستقيم الشامخ، كانت هناك نظارة ذات إطار ذهبي، تغطي عدساتها الكبيرة رموشه الكثيفة.استبدل ذلك الرجل الواقف أمام باب السيارة ما اعتاد أن يرتديه من بدلة سوداء وقميص أبيض ببدلة ذات لون أزرق ملكي.جعله ذلك اللون الأزرق الملكي المُفصّل خ

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 464

    سيأتي السيد أنس شخصيًا إلى شركتهم لتوقيع العقد؟أصيب نادر بدهشة بالغة، ولم يستطع أن يفهم الأمر.ألم يتخلّ السيد أنس عن لينا في واشنطن؟ فلماذا يأتي مجددًا لرؤيتها؟أيعقل أنه ما زال متعلقًا بتلميذته، ويستغل المشروع كذريعة للتقرب منها؟أطرق نادر رأسه ببطء، ونظر إلى يده اليمنى.كان يشعر أن إصابة يده بالخلع في هذا الوقت بالذات أمر غير طبيعي، ولكنه مهما أمعن التفكير، لم يستطع معرفة السبب وراء ذلك.نظرت لينا إلى شاشة الهاتف السوداء، وامتلأت عيناها بالشكوك.لماذا يريدها أنس أن تتولى أمر مشروع ضخم كهذا؟عقدت حاجبيها وأخذت تفكر للحظة قبل أن تعاود الاتصال بنادر."أستاذ نادر، ما رأيك أن ترفض المشروع؟ فما زال أمامي الكثير من المشاريع للعمل عليها، وليس لديّ وقت."كان نادر قد ودع للتو نائب الرئيس مفيد، ولما سمع ذلك، تلاشت مجددًا الابتسامة الهادئة التي كانت تعلو وجهه."لستِ بحاجة للذهاب لإجراء المسح الميداني للمشاريع الأخرى، سأتولى أمرهم. ركزي فقط على إعداد مخططات التصميم."كانت لينا على وشك أن تقول شيئًا آخر، لكن نادر أنهى الحديث معها قائلاً: "لقد اتفقت معهم بالفعل."تنفست لينا بعمق، ثم اتصلت بمريم ل

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 463

    ضغطت على زر الرد، فسمعت على الفور صوت نادر البائس يقول: "تلميذتي، ما زلتِ على قيد الحياة."كانت لينا قد غادرت الجناح الليلي، ولم ترَ نادر، ولم يرد على مكالمتها حين حاولت الاتصال به.كانت تعتقد أنه قد وظف العديد من الرجال الأقوياء، ولن يحدث له مكروه، فاكتفت بإرسال رسالة له وعادت إلى المنزل.لكن الآن عندما سمعت صوت نادر هكذا، خفق قلبها بشدة، وسألته بتوتر: "أستاذ نادر، ما خطبك؟"ابتسم بمرارة وهز رأسه، قائلاً: "أنا بخير. أردت فقط أن أخبركِ أنه إلى جانب النعال الذهبي، ما زلتِ مدينة لي بيد يمنى ذهبية."عندما قال إنه بخير، تنفست لينا الصعداء، لكنها سرعان ما عبست قائلة: "يد يمنى ذهبية؟ أنا لا أفهم."ابتسم نادر ابتسامة لطيفة، وقال: "لا داعي لأن تفهمي، فقط أعيديها لي."لقد سئمت من سماع كلمة "ذهبي"، لكنها قالت: "حسنًا، انتظر حتى أحصل على تمويل مشروع الفضاء، وسأطلب من صاحب محل ذهب أن يصنعها لك."شعر نادر بالارتياح عندما وافقت، وقال: "تذكري صنع يد يسرى أيضًا، فالتناسق سيجعلهما أكثر تناغمًا."أومأت لينا برأسها مرارًا وتكرارًا، قائلة: "أجل، أجل، سأصنع لك كل ما تريد، فأنت أستاذي."وضع نادر هاتفه جانبً

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 462

    في فيلا مريم، وبعد أن فحصت منى نبض لينا، أدركت أخيرًا سبب استياء السيد أنس.نظرت إلى لينا التي كانت هادئة، ثم نظرت مجددًا إلى نبضها، وفي النهاية ابتسمت ابتسامة مصطنعة."إن استخدام الأدوية على المدى الطويل يُصعب من الحمل، لكن من فضلك ثقي بمهاراتي في الطب الصيني."إن منى طبيبة عامة، وتتقن كلاً من الطب الغربي والصيني، وقد عالجت العديد من النساء اللاتي يعانين من صعوبة في الحمل.على الرغم من تدهور صحة لينا، وخضوعها لعملية جراحية كبرى، وأنها الآن ما زالت مضطرة لتناول الأدوية باستمرار، مما يجعل الوضع صعبًا.لكن منى تؤمن أنه بفضل مهارتها في الطب الصيني، لا بد أن يكون هناك طريقة لتحسين صحة لينا.حين سمعت لينا ذلك، سحبت يدها من فوق وسادة فحص النبض وابتسمت لمنى."منى، شكرًا لمجهودكِ، حتى أنكِ جئتِ خصيصًا من أجل ذلك."ما إن عادت إلى الفيلا، حتى جاءت منى حاملة صندوق الأدوية.بعد أن شرحت منى سبب قدومها، أدركت لينا أن أنس تصرف من تلقاء نفسه، وأرسل منى لمساعدتها في تحسين صحتها.كانت تشعر أنها مع حاجتها إلى تناول الأدوية لفترات طويلة، سيظل من الصعب عليها الحمل مهما حاولت تحسين صحتها.لكن منى لم تتمكن ح

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 461

    ارتسمت ابتسامة واثقة ومتغطرسة ومستفزة في عيني تاليا.تجمد الرجل المتعجرف الذي يزدري الآخرين دائمًا للحظة، ثم عاد إلى بروده وقسوته."أنهوا الأمر."!!!ظنت تاليا أنه عندما تذكر سبب وفاة أخيه، سيتقدم نحوها، ويسألها عمّا حدث.من كان يتخيل أنه سيصاب بالدهشة للحظة فقط، ثم يأمر أحدهم مجددًا بإنهاء أمرها، ألم يعد يكترث لأمر أخيه ولو قليلاً؟فتحت تاليا عينيها بدهشة على اتساعهما، عاجزة عن تقبل الأمر، تحدق بشدة في ذلك الرجل المعروف ببروده منذ صغره، ولكنه أسر قلبها."ألا تريد أن تعرف الحقيقة وراء موت أخيك؟!"خلع أنس قفازاته ببطء، بينما نظر ببرود إلى تاليا الراكعة على الأرض."إن لم تخبريني، فسأتمكن أيضًا من اكتشاف الأمر."ومعنى كلامه الضمني هو أنه لا يهمه على الإطلاق إن كانت الوحيدة التي تعرف الحقيقة، أم أنها تتفوه بالهراء.إن غايته الآن هي التخلص منها نهائيًا، وقطع دابر المشكلة، أما ما عدا ذلك، فليس هناك ما لا يستطيع أنس اكتشافه.كان معروفًا منذ وقت طويل عن أنس أنه يتصرف بحزم وقسوة، ولا يترك أي مجالاً للتراجع.لكنها سمعت عن ذلك فقط من قبل، أما الآن، وبعد أن جربته بنفسها، أدركت أخيرًا مدى ما يثيره

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status