LOGINلم يكن أنس يشعر بحبها من قبل، لكن بعد أن صار إلى جوارها، بات يستشعر الحب في قلبها وعينيها.كان يظن أنه يحبها أكثر، لكن حين سمع كلماتها، شعر فجأة أن حبهما متساوٍ.أمسك بيدها وجذبها بين ذراعيه."لن أدع أحدًا يلمسكِ."حين قال هذا، انعكست في عينيه نظرة قاتلة باردة.كان معتز على حق، فقد كان عالقًا في هذه الدوامة، ولن يستطيع النجاة بمفرده.لكن سواء كانت المنظمة "إس" أو الميدان المظلم، فمن الأفضل ألا يفكر أحد في المساس بحبيبته.فمن يجرؤ على فعل ذلك، حتى لو لقي حتفه، سيجره معه إلى الموت!فبالنسبة له، لا يوجد ما هو أهم من لينا.إنها حياته، والنور الذي سعى إليه طوال عمره، والشخص الذي لطالما رغب به.لن يخذل أبدًا من عادت بعد ثلاث سنوات من محاولته الانتحار.في تلك الليلة، لم يمكث أنس ولينا في منزلهما الجديد، فالزفاف بات قريبًا، وكان المنزل بحاجة إلى التجهيز.كان عليها أيضًا أن تعود إلى الفيلا الخاصة بها لتُعدها لليلة الزفاف، لكنها استعانت بمتخصصين، فلم يكن عليها أن تقلق بشأن الأمر؛ كان عليها مراقبتهم فقط.في اليوم السابق للعرس، استيقظت لينا باكرًا، وبعد أن قادت فريق العمل المسؤول عن التزيين إلى ال
لقد سمع معتز والده من قبل يتحدث عن حبه الأول، الذي يمكن القول إنه كان حبًا بعيد المنال، لم يستطع امتلاكه، لكنه لم يرها من قبل، ولم يكن يعلم سوى أن والده ظل عازبًا طوال حياته من أجل هذه المرأة.تشتت تفكيره بسبب أنس، فهما يتحدثان الآن عن أمر يخص المنظمة، والهدف الأساسي للمنظمة ليس بتلك الأهمية، بل الصواب هو الالتزام بالمبدأ الحالي.استجمع معتز أفكاره، وقطع وعدًا جادًا لأنس: "سأرافقك، وسأكون معك في الحياة أو الموت."لم يُبد ولاءه لأنس من قبل، وهذه كانت المرة الأولى. كان يظن أن أنس سيتأثر عند سماعه هذا، لكنه لم يتوقع أن يرمقه أنس بنظرة ازدراء، ويقول: "وجودك لن يفعل شيئًا سوى أنه سيعيقني."شدّ معتز قبضتيه غضبًا، وقال: "أيها المدعو أنس، لا تكن مغرورًا! لقد نظفت خلفك في الكثير من المهمات، وإلا هل تظن أنك كنت ستتمكن من إتمامها؟!"رفع أنس ذقنه بفخر، وقال: "هذا لأنك مناسب فقط للتنظيف بعد المهمات."معتز: هذا الرجل اللعين، كيف يكون بهذه الوقاحة؟!"سيد معتز، يجب أن أذهب إلى زوجتي، مع السلامة، لن أودعك."أظهر أنس حبه علنًا بهذه الجملة، ثم نهض ليغادر."هل ستذهب أم لا؟"لم يُجبه أنس وخطى بساقيه الطويل
هزت لينا رأسها بحزم، وقالت: "لن أذهب."لقد حصلت على شهادة الزواج، أي أنها متزوجة، فلماذا ستذهب إلى حفل توديع العزوبية؟لكن جمانة لم تسمح لها بالرفض، وقالت: "لقد حُسم الأمر، سآتي لاصطحابكِ غدًا."قالت لينا بعجز: "سيدة جمانة، حتى إن أتيتِ لأخذي، فلن أذهب."لم تُجبها المرأة التي ترتدي الزي التقليدي، بل ابتسمت فقط، ثم نهضت لتغادر وهي تلفّ نفسها بفرو الثعلب.بدا جسدها النحيل الممشوق أنيقًا، حتى أجمل الأشياء في العالم لا تضاهي عفوية جمانة وطبيعتها.نظرت لينا إليها وهي تبتعد، ثم تنفست الصعداء. لحسن الحظ، الشخص الذي تحبه جمانة ليس أنس، وإلا لكانت أكبر منافسة لها.رفعت كوب الماء وأخذت رشفة، ثم نظرت نحو غرفة المكتب. كان الجو في الداخل هادئًا، ولم تكن تعلم ما الذي كانا يتحدثان عنه بالضبط.في غرفة الدراسة التي تتمتع بعزل صوت ممتاز، اتكأ أنس على الأريكة الجلدية، وعقد ساقيه الطويلتين بأريحية.تحت ملامحه التي تشبه لوحة فنية، كانت عيناه العميقتان المظلمتان تحدقان في معتز الذي كان يتسم بطبع بارد مماثل."سيد معتز، ماذا تقصد؟"اعتدل معتز في جلسته على الأريكة، وأسند مرفقيه على ركبتيه، ورفع عينيه محدقًا في
عندما رأت جمانة هذا المشهد، شعرت أنها لن تكون يومًا لطيفة ومطيعة هكذا.ألقت نظرة مجددًا على معتز، وعندما رأته لا يزال يحدق في لينا، عضّت على أسنانها وسألته: "أتعجبك على هذه الحال؟"أومأ معتز برأسه بحركة آلية، وحين همّ أن يسألها عن معنى "الإعجاب بأحدهم"، قابلته نظراتها المشمئزة.وأيضًا...صفعة أخرى على مؤخرة عنقه.معتز:...وفي النهاية أصيب بالدوار، ثم تبع أنس إلى داخل غرفة المكتب.في اللحظة التي أٌغلق فيها باب المكتب، تبادلت لينا وجمانة النظرات.كان الجو غامضًا ومحرجًا بعض الشيء."سيدة لينا، هل لديكِ قهوة؟"تحدثت جمانة أولاً بعد صمت دام لوقت قصير.أجابتها لينا: "أجل"، ثم استدارت وذهبت إلى المطبخ لتبحث عن القهوة.لم تكن لينا معتادة على المنزل الجديد بعد، فظلت تبحث طويلاً ولم تجدها، فعاد الإحراج ليخيم على الجو.أمسكت بخصرها الذي كان يؤلمها مما فعله أنس بها، ثم التفتت نحو جمانة التي كانت تتبعها بحثًا عن القهوة."هل يفي الماء بالغرض؟"رفعت جمانة حاجبيها، وقالت: "لا بأس."لم يكن الأمر سوى تخفيف للحرج، فلم تكن تريد حقًا شرب القهوة.وهكذا أحضرت لينا كوبين من الماء، ووضعتهما على الطاولة المنخفض
كتم أنس ضيقه وفتح الباب، بينما كبح معتز غضبه وهو يخطو إلى الداخل.ولمنع نشوب شجار حقيقي بينهما، ارتدت لينا ملابسها ونزلت إلى الطابق السفلي بعد أن غادر أنس غرفة النوم.مزق أنس ياقة قميصها قليلاً، لتكشف عن آثار قبلات متناثرة على عظمة ترقوتها.ما إن دخل معتز، حتى وقعت عيناه على الفور على لينا التي تنزل من الدرج الحلزوني.وحين رأى آثار القبلات، تجمدت تعابير وجهه للحظة.أيعقل أنهما كانا قبل قليل...؟لم يكن معتز يدرك الأمر، لكنه فهم أخيرًا ما كانت تعنيه جمانة حين قالت له أن يعودوا غدًا.لكنه لا ذنب له في ذلك، فهو لم يعرف منذ صغره سوى التدريب، ولم يلمس امرأة قط، فكيف له أن يفهم هذه الأمور؟ظل معتز يحدق فيها بدهشة، فما كان من الرجل بجانبه إلا أن أصدر صوت تهيئة المسدس للإطلاق.عاد معتز إلى وعيه وألقى نظرة خاطفة بذهول نحو أنس.لم يفعل شيئًا سوى أنه ألقى نظرة على حبيبته، فهل يستحق الأمر أن يُشهر السلاح؟أما أنس الذي يعتقد أن الأمر يستحق تمامًا، رفع المسدس ووجهه صوب رأسه."سيد معتز، لا تنظر عبثًا إلى ما لا ينبغي أن تراه."قال هذا، ثم نظر إلى بشرة لينا المكشوفة للعيان، وقال:"غطها."خفضت لينا رأسها
عندما رأت جمانة ذلك الرجل، الذي بدا كتمثال من الثلج، لم يلتفت حتى برأسه، تنهدت بعجز وقالت:"أخي، لنعد غدًا."كان الرجل وزوجته يخوضان لحظة حميمية، بينما يقف هو – رجل بالغ – تحت سقف بيتهما، يحدق برغبة عارمة صوب الباب المغلق. من لا يعرف قد يظن أن معتز لديه مشاعر غريبة تجاه السيد فراس.لكن كلما نظر إليه أكثر، بدا الأمر كذلك.تدرب وترعرع السيد معتز من منظمة "إس" منذ صغره مع السيد فراس، ومع مرور الوقت، وقع في مشاعر غريبة، لكن لاختلاف الجنس أخفى هذه المشاعر في أعماق قلبه.لكنه انهار تمامًا عندما رأى السيد فراس عند باب مكتب الأحوال المدنية، يحصل على شهادة زواجه من امرأة أخرى، فلحق بسيارته الفاخرة حتى باب منزل زواجهما.أخذ السيد معتز، الذي لم يستطع الوصول إلى من يحبه، يضغط على جرس الباب بجنون، لم يكن يريد سوى استعادة السيد فراس، لكن قلب السيد فراس لم يكن يحمل سوى زوجته المدللة، فتجاهل تمامًا السيد معتز.كان السيد معتز غارقًا في ألم لا يُحتمل، ولم يسعه سوى أن ينتظر بعذاب أمام الباب، على أمل أن ينتهي السيد فراس من لحظاته الحميمية مع زوجته المدللة، ويخرج لرؤيته.كانت جمانة تشعر بالملل، وراحت تتخيل







