LOGINلمسة أصابع المرأة الدافئة جعلت لينا تشعر ببعض الانزعاج، فأمالت رقبتها للخلف."سيدة هبه..."أعاد تذكيرها اللطيف هبه إلى رشدها."آسفة، لقد فقدت رباطة جأشي..."بعد عودتها إلى بريطانيا، فكرت طويلًا، وتغلبت أخيرًا على خوفها من ذلك الوجه.فما دام ابنها قد مات، والعقاب قد بدأ يصيبها بالفعل، فما الجدوى من الخوف الآن؟بالتفكير في هذا، لَفَّت هبه شفتيها في عجز..."سيدة لينا، هل تعلمين أنكِ تشبهين والدتكِ تمامًا؟"هل لأنها تشبه والدتها تمامًا، فصُدمت هبه في المرة الأولى التي رأتها فيها؟لكن، بالمقارنة مع الدهشة، شعرت لينا أن الخوف كان هو الشعور الطاغي على وجه هبه...هل ارتكبت هبه شيئًا فظيعًا بحق والدتها، لذا هي خائفة من مواجهتها؟بينما كانت لينا غارقة في حيرة، نظرت هبه إلى وجهها وضحكت ضحكة خفيفة فجأة..."قبل أن تُشوّه والدتكِ، كانت جميلة مثلكِ تمامًا. يا للأسف..."توقفت هبه عن الكلام.اشتعل الخوف في عينيها، كما لو كانت مرعوبة مما فعلته.وحين رفضت هبه الاسترسال، لم تجد لينا أمامها سوى أن تلمّح وتسأل بطريقة ملتوية:"لماذا تشوّهت؟"هزت هبه رأسها، رافضةً الكشف عن مثل هذه الذكريات القديمة.فكرت لينا
اشتبه مجدي في أن أنس مثل جاسر، مثل أولئك الرجال المتعلقين بشدة بمن يحبون.بكلمات أبسط، شخص إذا أحب، تمسك بواحدة، ووقع فيها حتى النهاية، دون أن يستطيع الإفلات.في الحقيقة، هذا نتيجة لتربية صارمة في الصغر، وغياب التجارب العاطفية.شعر أنه لو اكتسب خبرةً أكبر، لما تعلّق بامرأة واحدة حدّ الهلاك.اعتقد مجدي أنه يفهم شخصية أنس، فأظهر هيبة الكبار، ورفع ذقنه بتعجرف."سيد أنس، بما أنك ستتزوج السيدة لينا، فأنت أيضًا تُعد عم الطفلة، وبالتالي لديك رأي في قرار الحضانة. إذا لم تمانع، فلننتقل إلى منطقة الاستراحة ونناقش الأمر بالتفصيل."بالنسبة لمجدي، أن يتحدث مع ابن عدوه بشأن الحضانة، هو تنازل كبير منه.كطالبٍ صغير، اضطر أنس للرضوخ قليلًا، ومن باب الشعور بالذنب، ناداه "عمي".ومع ذلك...لم يُلقِ أنس عليه نظرةً حتى، بل قال ببرود: "تحدث مع محاميّ."ثم التفت إلى لينا وسألها: "هل انتهيتِ من مراسم التأبين؟"نظرت لينا إلى جنة وسألتها: "هل لديكِ أي شيء آخر تريدين قوله لوالديكِ؟"هزت جنة رأسها بسرعة، وهي تعلم أن الزوجين في منتصف العمر يحاولان أخذها.ثم أمسكت لينا بيد جنة وردت على أنس: "هيا بنا."أومأ الرجل، وأ
اندهشت لينا للحظة لرؤية جنة، والتفتت إلى الوراء، فلمحت رجلاً يقف في مؤخرة الحشد، وإحدى يديه في جيبه.كان يرتدي بدلة سوداء، ووقف منتصبًا كالتمثال، كانت ملامحه حادة، ووجهه نقيًا لا تشوبه شائبة.عندما خرج أنس من السيارة، أدركت لينا أنه أحضر جنة لزيارة قبر جاسر ورهف.كانت لينا تنوي أن تنتظر حتى يغادر أفراد عائلة الشريف، ثم تأخذ جنة لزيارة القبر، حتى لا يحاول أحد أخذ الطفلة منها.لكن من مظهر أنس الواثق والمهيب، بدا وكأنه لا يخشى إطلاقًا أن تأخذ عائلة الشريف الطفلة.لذا، ستترك جنة تُودع والديها لمرة أخيرة، حتى لا تندم الطفلة على ذلك في المستقبل.بعد أن فهمت لينا الأمر، مدت يدها ومسحت على رأس جنة."جنة، أمكِ هنا، إن كان لديكِ أي شيء لتقوليه، فأخبريها."حدّقت جنة في شواهد قبريّ أمها وعمها الغريب للحظة طويلة، ثم مدّت يدها الصغيرة الناعمة ولمست صورهما."أمي، أبي، انتظراني في الجنة، سأكون ابنتكما الصغير مرة أخرى في حياتي القادمة..."اختفى الإحباط الداخلي من لينا عندما تكلم جنة، ولكن سرعان ما غمرتها موجة من الدهشة."جنة، كيف عرفتِ أنه والدكِ؟"أمالت جنة رأسها ونظرت إلى خالتها."أخبرني العم كاي، عل
بوجوده، لا يجرؤ أحد على أخذها، كلمة واحدة منه، طمأنت قلبها وجعلت جنة تتوقف عن البكاء على الفور."إذن سأذهب لأقدّم باقة من الأقحوان لأبي وأمي."كانت قد رأت أفرادًا متوفين من العائلة المالكة يضعون باقة أقحوان على شواهد قبورهم.ووالداها لم يعودا على قيد الحياة، ومن الطبيعي أن تكون ابنتهما البيولوجية هي من تقدّم لهما باقة الأقحوان.رفع أنس يده ولوّح، فذهب أحدهم على الفور لإحضار الأقحوان، كانت باقة كبيرة، وثقيلة بعض الشيء، لكن جنة استطاعت تحملها.فتح أنس باب السيارة، تاركًا جنة تخرج بمفردها، ثم أجبر نفسه على النزول.عندما رأى رامز ذلك، أوقفه بسرعة: "سيدي، لا تذهب، أفراد عائلة الشريف لن يتركوك وشأنك."لمست أصابع الرجل البيضاء باب السيارة، ونظر إلى رامز بلا مبالاة: "لن يجرؤوا."لو تجرأوا على لمسه، لأرسلوا شخصًا للتعامل معه لحظة علمهم بنزوله من الطائرة الخاصة، فلماذا ينتظرون حتى الآن؟استدار أنس، وهمّ بالسير نحو المقبرة، وفجأة أمسكته يد صغيرة...خفض عينيه لينظر إلى الطفلة التي كانت تقف على أطراف أصابعها، تكافح للإمساك بأصابعه، فدفع يدها جانبًا بلا تردد.ثم حدق في عينيها البريئتين وقال ببرود: "
بعد هبوط الطائرة الخاصة، تفرقت مجموعة من أعضاء المنظمة "إس" بملابس مدنية في جميع الاتجاهات، لكنهم تبعوهم على مهل.وعند مخرج المطار، أمسكت لينا بيد جنة، وأمسك أنس بيدها، وللوهلة الأولى، بدوا كعائلة مكونة من ثلاثة أفراد.كان الرجل منعزلاً ونبيلاً، والمرأة أنيقة وراقية، والطفلة رقيقة وجميلة، كل واحد منهم أجمل من الآخر.وخلفهم كانت صفوف من الحراس الشخصيين يرتدون بدلات وربطات عنق، وكان الاثنان اللذان يقودان الوفد وسيمين للغاية.أثار ظهورهم في المطار دهشة المارة على الفور، وأخرج الكثيرون منهم هواتفهم لالتقاط الصور.ومع ذلك، لم يُلتقط سوى ظهورهم، إذ صعدوا سريعًا إلى موكب من السيارات الفاخرة، في مشهد مبهر وهادئ...بعد قضاء الليلة في الفيلا في بريطانيا، ارتدوا ملابس سوداء في اليوم التالي وذهبوا إلى مدافن عائلة الشريف.كانت عائلة الشريف كبيرة جدًا، وكانت المدافن وحدها تشغل تلة بأكملها، لا عجب أنهم إحدى العائلات الكبيرة في بريطانيا. كان بين عائلتي الفاروق والشريف تنافس تجاري على مر الأجيال السابقة، لذلك لم يتمكن أنس من النزول من السيارة، فجلس في الداخل مع جنة.حملت لينا رفات رهف، وحمل نادر مظلة
لينا الغافلة عن الخطر، أمسكت بالرفات ونظرت إليه بقلق: "هل أحضرت طبيبًا معك؟"أومأ أنس برأسه برفق وربّت على شعرها بلطف ليهدئ قلقها، ثم ألقى نظرة نحو الزاوية حيث كانت جنة منكمشة.لاحظت الفتاة الصغيرة أنه ينظر إليها، فسحبت نظرها بسرعة وأخفضت رأسها لتلعب بالدمية التي في يدها...بدا أن أنس ألقى عليها نظرة عابرة ثم أشاح بنظره بعيدًا.وعندما أشاح بنظره، اختلست جنة نظرة إليه من زاوية عينيها. كانت تجلس في المقعد المقابل له، وبمجرد نظرة خاطفة، كانت ترى ملامح وجهه الحادة والواضحة.إنه العم الوسيم، ومع أنه فقد الكثير من وزنه، إلا إنه لا يزال وسيمًا كعادته.ذلك النوع من الوسامة، لا يمكن لأي أحد أن ينافسه فيه، كأن الملائكة قد باركته وحده، وسامة وصلت حدّ الكمال.حدّقت جنة في أنس للحظة طويلة، ثم مدت يدها نحوه بالدُمية، لم تقل شيئًا، فقط أرادت أن تعطيه أغلى ما تملك.فعندما كانت سجينة في غرفة صغيرة مظلمة، وعلى وشك الموت، كان العم الوسيم هو من ركل الباب وفتحه.في تلك اللحظة، رأت جنة ضوء الشمس يُشرق عليه كملاك يهبط، مُرتديًا حذاءً عسكريًا ثقيلًا، مُقتربًا منها وبيده مسدس.أمر رجاله بفتح القفص الصغير، ثم
![زوجتي الحبيبة: [سيد عبّاد، لقد غازلتك بالخطأ!]](https://acfs1.goodnovel.com/dist/src/assets/images/book/43949cad-default_cover.png)






