Share

الفصل 8

Penulis: تشا تشا
عندما كانت على وشك التحدث، وقع حادث غير متوقع. طفلان يتزلجان على اللوح اقتربا من المسبح وهما يلعبان، ولم ينتبها لوجود أحد أمامهما. وعندما لاحظا ذلك، لم يتمكنا من التوقف في الوقت المناسب، فدفعا سارة محمود إلى المسبح.

سمعت فاطمة صوت ارتطام قوي بالماء. للحظة صدمت، لكنها سرعان ما استوعبت الموقف. لم تكترث للطفلين المشاغبين وتقدمت لإنقاذ سارة، إلا أن ظلا مر بجانبها بسرعة كبيرة.

فجأة، دفعتها قوة هائلة إلى الخلف خطوتين. عندما استقرت على قدميها، رأت أن الشخص الذي اندفع لإنقاذ سارة هو أحمد حسن.

خلع أحمد سترته دون تردد وقفز إلى المسبح. بعد أن أنقذ سارة، نظر إلى فاطمة بوجه متجهم.

"ماذا حدث؟"

قبل أن تبدأ فاطمة بالشرح، تحدثت سارة وهي ترتدي سترته.

"الخطأ مني. ربما أغضبت فاطمة، لذلك دفعتني إلى الماء. لا تقلق، أنا بخير، لا تلمها…" صوتها الضعيف الممزوج بالارتجاف جعل الجميع يشفقون عليها.

بعد أن استمع أحمد لكلماتها التي بدت كتبرير لكنها في الحقيقة كانت إدانة، تحول نظره إليها بنظرة لوم واضحة.

"لم أدفعها، لم أفعل ذلك، بل..." هزت فاطمة رأسها محاولة الدفاع عن نفسها، ثم التفتت للبحث عن الطفلين المشاغبين، لكنهما اختفيا تماما، فصمتت في الحال.

ذلك التوقف القصير جعلها تفقد فرصة الشرح تماما.

"إذا لم تكوني أنت، فمن إذن؟ أنا؟ أم أنك تقصدين أنها سقطت بنفسها؟"

"فاطمة علي، كنت أظنك فقط فتاة متقلبة، لكن يبدو أنك بلا أخلاق!"

كلمات أحمد كانت كالصاعقة التي دوت في ذهنها.

هل قالها حقا؟ أحمد، عمها، اتهمها بعدم التربية؟

كان يعلم تماما أن أكثر ما كانت تخشاه منذ وفاة والديها هو هذه العبارة. أيام المدرسة، كان الأطفال يتنمرون عليها ويقولون إنها بلا تربية. في ذلك الوقت، كان أحمد هو من يدافع عنها.

لكن الآن، هو نفسه من حول هذه الكلمات إلى خنجر يطعنها.

همست فاطمة محاولة قول شيء، لكنه لم يتوقف وحمل سارة محمود وغادر مباشرة.

بعد رحيل الشخصيات الرئيسية، لم يعد للحفل أي معنى للاستمرار، وتفرق الحضور بينما عادت فاطمة إلى المنزل تائهة ومحبطة.

لم تنم طوال الليل، اتصلت به وأرسلت له رسائل تحاول شرح ما حدث، لكن الليل بأكمله مضى ولم يرد أحمد حسن عليها.

لم يعد أحمد إلى الفيلا مع سارة محمود حتى وقت الفجر في اليوم التالي.

"يا عمي، لم أدفعها حقا! كان هناك طفلان يلعبان، ودفعاها بالخطأ إلى المسبح!"

عندما رأتهم يعودون، أسرعت فاطمة لتقديم تفسيرها، لكنه لم ينطق بكلمة واحدة وسحب سارة من يدها ومر بجانب فاطمة دون أن يلقي عليها نظرة.

ركضت لتقف أمامه مجددا، وعندما بدأت بالكلام، احمرت عيناها.

"هل يمكنك أن تثق بي هذه المرة؟ لقد كنت تثق بي دائما في السابق"

عندما ترددت نبرة مختنقة في صوتها، توقف أخيرا.

في الماضي، كان أحمد حسن هو الشخص الوحيد في حياة فاطمة، وكان يمنحها كل ما تحتاجه.

كلما حدث شيء، كان يصدق كلامها دون قيد أو شرط.

سألت أحمد ذات مرة لماذا يصدقها دائما حتى عندما يتهمها الآخرون بالكذب، فأجابها: "فاطمة، أنا من ربيتك، قد لا أعرف الآخرين، لكنني أعرف جيدا من أنت."

أما الآن، فقد ظل صامتا لفترة طويلة، ثم دفع فاطمة بعيدا.

"تنحي جانبا!"

رغم أنه لم يستخدم الكثير من القوة، إلا أنها تعثرت وسقطت على الأرض. عندما رآها تسقط بسهولة، أصابه الفزع ومد يده ليمسك بها، لكنه فوجئ بأن حرارتها منخفضة بشكل غير طبيعي.

"لماذا حرارتك منخفضة هكذا؟"

صوته كان مليئا بالقلق. عندما رأى فاطمة تتلعثم دون أن ترد، أمسك يدها ليجد أنه لا يستطيع حتى أن يتحسس نبضها!

وقبل أن يسألها، قاطعته سارة محمود التي كانت تقف خلفه طوال الوقت قائلة: "فاطمة، حتى لو كنت منزعجة من وجود أحمد بجانبي، لا يجب أن تتظاهري بالمرض لتجعليه يقلق عليك!"

بهذه الكلمات، تحول قلق أحمد إلى غضب: "دفعت سارة في المسبح، ولم يكفك ذلك، فتظاهرت بالمرض لجذب انتباهي؟ الطريقة الوحيدة لتحصلي على مسامحتي الآن هي أن تعتذري لسارة!"

كانت عقارب الساعة على الجدار تتحرك ثانية بثانية، بينما امتلأ قلب فاطمة بحزن عميق، الوقت يمر بسرعة، هل يجب أن تضيع الوقت في هذه الحرب الباردة؟

وجه فاطمة أصبح شاحبا، ولم تستطع تقديم مزيد من التوضيحات، وقالت: "حسنا، أنا أعتذر."

بعد قول ذلك، نهضت ورفعت رأسها بخجل، ثم اعتذرت لسارة محمود، وبعدها رفعت عينيها لتنظر إلى أحمد حسن مرة أخرى.

هذه المرة، كانت عيونها فارغة كالمياه الراكدة.

"يا عمي، هل يمكنك الآن أن تسامحني؟"

رغم أنها حصلت على الاعتذار الذي كانت تريده، إلا أن أحمد حسن لم يشعر بالراحة.

لأن الفتاة أمامه كانت تبدو وكأنها تحمل حزنا عظيما، وكأنها على وشك البكاء في أي لحظة.

كانت ملامحه غاضبة للغاية، وبعد فترة طويلة، قال بوجه غاضب: "لا تتكرري!"

Lanjutkan membaca buku ini secara gratis
Pindai kode untuk mengunduh Aplikasi

Bab terbaru

  • لست مضطرا لعودتك   الفصل 24

    أحمد عبد الله في النهاية غادر.بعد أن أكملت فاطمة سليمان إجراءات الخروج من المستشفى بمفردها، لم يمض وقت طويل حتى تلقى أحمد عبد الله الرسوم الطبية التي أرسلتها له فاطمة.لم يكن يريد قبولها، لكن الجملة التالية جعلته يعجز عن رفضها." أحمد، بما أن حالتك المالية ليست جيدة، فلا تكابر كثيرا. يمكنني تحمل الرسوم الطبية بنفسي، وإذا كان عليك العمل بدوام جزئي آخر من أجلي، فلن أشعر بالراحة."خفض أحمد عبد الله رأسه في خجل، ربما لأن الأحلام التي يراها مؤخرا تزداد، وأصبح سلوكه وتصرفاته تشبه أكثر فأكثر الشخص الذي يظهر في تلك الأحلام.لكن الشخص في الحلم هو وريث مجموعة عائلة حسن، الذي حتى في حال تصادمه مع عائلة حسن، يمكنه الاعتماد على قدراته لبدء عمل جديد ليصبح نجما في عالم الأعمال.أما أحمد عبد الله، فهو مجرد طالب فقير لا يملك شيئا، ولم يتخرج بعد.بعد عودته إلى السكن الجامعي، استلقى أحمد عبد الله على سريره في حالة من الإحباط، لا يستطيع فهم سبب تطور كل شيء في الاتجاه الصحيح، ثم تغير كل شيء بين عشية وضحاها.فجأة بدأ الضجيج خارج السكن الجامعي، نظر أحمد عبد الله إلى الساعة واكتشف أنه حان وقت انتهاء الدرس.م

  • لست مضطرا لعودتك   الفصل 23

    لم تندم فاطمة سليمان على ذلك، ما قالته قبل أن تفقد روحها ما زال ساريا.رغم وجود بعض الأسف، إلا أنني لا أشعر بالندم.لكنها في ذلك الوقت كانت هناك كلمة لم تقلها -فقط إذا كان هناك حياة أخرى، فهي لا تريد أن تحب أحمد حسن مرة أخرى.في ذلك اليوم، كانت تعتقد حقا أنها ستختفي إلى الأبد.ولكن بما أنها الآن حصلت على فرصة للعيش مرة أخرى، فهي لا تريد أن تتشابك معه مرة أخرى، ترغب في العيش من أجل نفسها.عندما استفاقت فاطمة سليمان من نومها العميق، كان قد مر يوم كامل وأصبح بعد ظهر اليوم التالي.رائحة المطهر الحادة والسقف الأبيض النقي، والألم الذي كان يشعر به في ظهر يديها بسبب الحقن، وكذلك المغذي المعلق على جانبها جعلها تدرك فجأة مكانها.عندما دارت رأسها، رأت أحمد عبد الله وهو يقف بجانب السرير.كان مستلقيا بجانب السرير، وكان يبدو أنه لم ينام بشكل جيد، يمكنها رؤية بعض اللحية على ذقنه، مما يعني أنه لم يرتاح طوال الليلة.لو كان في الماضي، ربما كانت تشعر بالحزن أو قد تتأثر، لكن في هذه اللحظة، كانت تنظر إليه وتشعر بمشاعر مختلطة في قلبها.عندما جاء أنوبيس للبحث عنها، أخبرها بشيء آخر، عندما قام أحمد حسن بتبادل

  • لست مضطرا لعودتك   الفصل 22

    فاطمة سليمان حلمت حلما طويلا جدا.لم تتمكن من رؤية وجه الشخص الرئيسي في حلمها، لكن بطريقة ما شعرت أن الشخص في الحلم هو هم.في الحلم كان هناك رجل يحمل اسم أحمد عبد الله، لكن اسمه عائليا مختلف. لم يكن طالبا فقيرا بل كان وريث مجموعة عائلة حسن، وكان يفضل الانتقال من عائلة حسن، والتخلي عن هوية الوريث من أجل رعاية الفتاة التي تحمل اسمها، والتي كانت ضعيفة صحيا منذ طفولتها، وكان أكثر شخص يحبها في حياتها - عمها الحنون.رعاها منذ صغرها، وأعطاها حبا خاصا لم تعطه لأحد آخر، وعاملها بلطف حتى أنه كان يفعل كل شيء من أجل سعادتها.من عمر ثماني سنوات حتى ثماني عشرة سنة، رعاها لمدة عشر سنوات، لكنها للأسف "أحبته بلا خجل" حتى أنها أحبت قريبها الأكبر.لم يفهمها أحد، حتى عمها الذي كان يحبها أكثر من أي شخص آخر.الرجل الذي كان يدعى أحمد حسن سحب كل الحب الذي قدمه لها، وبدأ في التقدم للعديد من الفتيات، حتى أتى بشريكة حياة تمت الموافقة عليها من جميع النواحي.كان يعتقد أن هذا سيجعلها تتوقف عن حبه.لكن فيما بعد، عندما تعرضت فاطمة علي لعملية سطو على منزلها وطعنت عدة مرات، كان أحمد حسن هو الشخص الأول الذي تذكرته، وهو

  • لست مضطرا لعودتك   الفصل 21

    "هل هناك شيء تريد التحدث عنه اليوم؟" حاولت فاطمة سليمان أن تخفي شعورها الغريب، وسألت بنبرة عادية قدر الإمكان.بينما لم تختف الحمرة من وجهه، زادت بعد سماعه لسؤالها.أخرج من صدره كيسا وأعطاه إلى فاطمة سليمان، وكان صوته منخفضا بعض الشيء عندما تحدث."فاطمة، هذا لك."عندما رأت أنه يريد تقديم هدية، دفعت فاطمة سليمان الكيس بعيدا، لكنها كانت تحاول الرفض، لكنه كما لو كان قد توقع حركتها، أخرج ما في الكيس على الفور.كانت وشاحا محبوكا باللون الأبيض، وعندما نظرت عن كثب، رأت الخيوط غير المتساوية، مما جعلها تدرك أنه ليس هدية من محل، وكلام أحمد عبد الله التالي أكد ذلك."ليس لدي الكثير من المال الآن، ولا أستطيع أن أقدم لك هدية ثمينة، هذا الوشاح هو من صنع يدي، وهذه أول مرة أحوك، ما زلت غير معتاد، آمل ألا ترفضي."كانت كلماته مليئة بالتكتيك، ومع وجه أحمد عبد الله الذي امتلأ بالاحمرار، لو كان هناك شخص آخر هنا، لكان من الصعب رفضه وهو يتحدث بهذه الطريقة الصادقة.لكن فاطمة سليمان كانت تحدق في الوشاح الذي قدمه، وشعرت ببعض الارتباك قبل أن تدرك ما قاله، وحركت يدها بشكل مرتبك مع احمرار وجهها، وقالت "آسفة، لا أستط

  • لست مضطرا لعودتك   الفصل 20

    بعد أن هدأت المناقشات الفوضوية في السكن بصعوبة، كانت فاطمة سليمان على وشك أخذ قسط من الراحة عندما جاء صوت تنبيه من هاتفها.نظرت لأسفل وكان الرسالة من أحمد عبد الله."أختي العزيزة، أنا حقا آسف على أنني سكبت عصيدتك اليوم، ماذا عن أن أدعوك لتناول العشاء في يوم آخر؟"خرج رأس من فوق كتفها، ورأت على الفور الرسالة على شاشة هاتف فاطمة سليمان، ثم سمعت صوت آمنة إبراهيم المألوف: "انظري، انظري، هو حتى عرض أن يعزمك على العشاء، سمعت أن ظروفه المادية ليست جيدة، أليس هذا هو الحب؟!"عند سماع أن ظروف أحمد عبد الله المادية ليست جيدة، تجعدت جبهة فاطمة سليمان بشكل غير إرادي.لا تعرف لماذا، لكن عندما سمعت عن ظروفه العائلية، بدأ لها أن عائلته يجب أن تكون غنية.ولكن عندما قالت آمنة إبراهيم إن وضعه العائلي جيد، تذكرت فاطمة سليمان فجأة، أنها قد سمعت عن أحمد عبد الله من قبل.في النهاية، هو الأول في الفرع العلمي العام الماضي، وكان لديه اختيارات أفضل، ولكنه اختار جامعة الأميرة المحلية من أجل والديه.هذا الموضوع كان قد أثار الكثير من الجدل في ذلك الوقت.البعض امتدحه على بره بوالديه، بينما شعر البعض بالأسف لأنه تعرض

  • لست مضطرا لعودتك   الفصل 19

    انقلبت وعاء الحساء فجأة، وسكبت نصفه على الجانب الآخر، وبعضه سقط على ملابس الشاب الذي مر بجانبها.الشيء الوحيد الذي يمكن أن تشعر بالارتياح من أجله هو أن فاطمة سليمان لم تحرق."آه!"لم يتوقع أن يكون الحساء ساخنا للغاية، ومع شعوره بالألم في صدره وبطنه، أخذ أحمد عبد الله نفسا عميقا.سمعت فاطمة سليمان صوت الألم، ففزعت وسألت بسرعة، "هل أنت بخير؟"أخذ أحمد عبد الله عدة أنفاس عميقة، ثم تعافى أخيرا ورفع يده لفاطمة سليمان قائلا، "أنا بخير، آسف، كان ذلك خطئي، أسقطت الحساء عليك، دعني أشتري لك واحدة أخرى!"كان اعتذاره متسلسلا للغاية، لدرجة أن فاطمة سليمان لم تتمكن من الرد على الفور.كيف لشخص أن يتعرض للأذى، وفي أول لحظة يعتذر ويحاول تعويض الآخر؟بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن لومه بالكامل على هذه الحادثة."لا داعي لذلك، سأشتري لنفسي." نظرت فاطمة سليمان بحزن إلى الحساء المسكوب على الأرض، لكنها هزت رأسها وأخرجت من جيبها مناديل ورقية وأعطتها له، ثم أشارت إلى الحساء الذي على ملابسه، وعينيها مليئتان بالقلق، "الحساء ليس غاليا، ولكن هل تأكدت أن المكان الذي تم حرقه على جسمك ليس سيئا؟"أخذ أحمد عبد الله مناديل ف

Bab Lainnya
Jelajahi dan baca novel bagus secara gratis
Akses gratis ke berbagai novel bagus di aplikasi GoodNovel. Unduh buku yang kamu suka dan baca di mana saja & kapan saja.
Baca buku gratis di Aplikasi
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status