Short
لست مضطرا لعودتك

لست مضطرا لعودتك

By:  تشا تشاCompleted
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
24Chapters
22views
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

في الفيلا الفارغة، كانت فاطمة علي جالسة على الأريكة دون حراك، حتى تم فتح باب الفيلا بعد فترة طويلة، ودخل أحمد حسن من الخارج. توقفت نظرته قليلا عندما وقعت عيناه عليها، ثم تغير وجهه ليصبح باردا. "اليوم كانت سارة مريضة بالحمى، لماذا اتصلت بي كل هذه المكالمات؟"

View More

Chapter 1

الفصل 1

في الفيلا الخالية، جلست فاطمة علي على الأريكة دون حراك، حتى فتح باب الفيلا بعد وقت طويل، ودخل أحمد حسن من الخارج.

عندما وقعت عيناه عليها، توقف قليلا، ثم تغيرت ملامحه إلى البرود.

"سارة مريضة اليوم بالحمى، لماذا اتصلت بي كل هذا العدد من المرات؟"

نهضت فاطمة علي، لكنها ظلت تنظر للأسفل دون أن تنطق بكلمة. لم تجب، ولم يغادر أحمد حسن أيضا. بعد فترة، تحدث أخيرا بصوت منخفض: "كنت بحاجة إليك في ذلك الوقت."

"ما الأمر؟ أنت واقفة هنا بشكل طبيعي، ما الذي يمكن أن يحدث؟"

لم يفهم تفسيرها، بل زاده برودة في صوته: "هل سبق أن أخبرتك أن سارة ليست على ما يرام؟ اليوم سأبقى بجانبها طوال اليوم. ما الذي تحاولين فعله عمدا؟ فاطمة، لقد قلت لك من قبل ألا تحملي أي أفكار غير لائقة تجاهي. أنا عمك، ونحن مستحيل! إذا كررت هذا، فغادري فورا."

بعد أن انتهى من كلامه، صعد أحمد حسن إلى الطابق العلوي وأغلق الباب بقوة خلفه.

في الطابق السفلي، بقيت فاطمة علي واقفة، تراقب بهدوء ظهره وهو يصعد الدرج، ثم قالت بصوت خافت:

"عمي، آسفة، لا يوجد مرة أخرى."

"لأني... قد مت بالفعل."

كان صوتها خافتا للغاية، ولم يسمع أحمد حسن هذه الكلمات لأنه كان قد صعد إلى الطابق العلوي. لم تهتم فاطمة علي بذلك، بل جلست مجددا على الأريكة، وعادت ذاكرتها إلى الماضي.

في الحقيقة، أحمد حسن لم يكن عمها الحقيقي، بل كان مجرد صديق والدها.

منذ صغرها، كانت تحب الالتصاق به وتناديه "أخي"، لكنه كان يصحح لها بلطف في كل مرة:

"لست أخاك، أنا عمك."

عندما بلغت الثامنة من عمرها، مات والداها فجأة في حادث سيارة، فقام أحمد حسن بأخذها إلى منزله لتعيش معه.

كانت بالنسبة له كزهرة رقيقة يعتني بها بحرص، وأغدق عليها كل الحب والرعاية.

عندما وصلت إلى عائلة حسن لأول مرة، كانت تشعر بعدم الأمان لأنها أصبحت تعتمد على الآخرين، ولم تستطع النوم ليال طويلة. كان أحمد يعمل بجد، ومع ذلك كان يسهر بجانبها ليهدئ من روعها حتى تنام.

كانت فاطمة علي ضعيفة البنية منذ طفولتها وتعاني من الأمراض المزمنة، وكانت تعتمد على الأدوية للبقاء على قيد الحياة. عندما بلغت الثانية عشرة من عمرها، بدأت عائلة حسن تعترض على استمرار رعايته لها، وطلبوا منه إرسالها بعيدا.

لكن أحمد رفض هذا الطلب بشدة، وفضل أن يغادر عائلته ليؤسس حياته بنفسه. أسس شركة مجموعة الواحة بجهوده الخاصة، ونما بها إلى أن أصبحت تنافس مجموعة عائلة حسن، وهو ما أدى إلى استعادة العلاقات الودية بينه وبين عائلته لاحقا.

في سن الخامسة عشرة، شاركت فاطمة في رحلة مدرسية، لكنها واجهت انهيارا طينيا كاد يودي بحياتها. في أخطر لحظاتها، خاطر أحمد بنفسه وتوغل في الجبال لينقذها ويعيدها سالمة.

منذ طفولتها، كان أحمد على استعداد لتحقيق أي رغبة لها، حتى لو طلبت منه النجوم في السماء.

لكن أكثر ما ظل عالقا في ذاكرة فاطمة علي كان ذلك العام الذي فقدت فيه والديها. كانت صحتها ضعيفة للغاية، وذات مرة أصيبت بحمى شديدة نقلت بسببها إلى المستشفى، ولم تستعد وعيها إلا بعد ثلاثة أيام.

عندما استيقظت، كانت خائفة جدا. عانقت أحمد حسن وهي تبكي بحرقة وسألته وسط شهقاتها:

"عمي، هل سأموت؟"

في ذلك الوقت قال لها: "فاطمة، طالما أنني موجود، لن يأخذك أحد مني. حتى لو كان أنوبيس، سأخطفك منه وأعيدك إلي."

كان أحمد واثقا من كلماته، وبالفعل، حماها طوال عشر سنوات، من سن الثامنة حتى الثامنة عشرة، ولم يفكر أبدا في التخلي عنها مهما كانت الصعوبات.

ولكن اليوم، اقتحم لص المنزل وطعنها عشرات الطعنات. حاولت فاطمة الاتصال به مرارا، لكنه كان يرفض المكالمة كل مرة، لأنه كان مشغولا برعاية سارة محمود المصابة بالحمى.

ظهرت سارة محمود في حياتهم قبل ثلاثة أشهر فقط. في أحد الأيام، استغلت نوم أحمد لتقبله، لكنه استيقظ فجأة وسألها بوجه بارد عما تفعله.

عندما اكتشفت أن أحمد لاحظ ما فعلته، تجرأت على الاعتراف بحبها له مباشرة.

لكنه رفضها بشدة وبأسلوب قاس. ولإجبارها على التراجع، كان يتعمد الخروج في لقاءات تعارف، وفي النهاية جلب سارة محمود إلى المنزل، وكان يتصرف معها بحميمية أمام فاطمة بشكل يومي.

عندما كانت فاطمة تحتضر، اتصلت به مرات كثيرة. في إحدى المرات، أجابت سارة على المكالمة، لكن قبل أن تتحدث فاطمة، سمعت صوت سارة على الجانب الآخر من الخط:

"فاطمة، هل هناك أمر مهم؟ أحمد مشغول الآن بإعداد الحساء لي، وليس لديه وقت للرد على مكالمتك."

ثم أغلقت الخط على الفور.

في اللحظة التي أغلق فيها الخط، لفظت فاطمة أنفاسها الأخيرة. بعد وفاتها، لم تختف روحها بسبب رغبتها الشديدة في الانتقام. لاحظ أنوبيس هذا الأمر غير الطبيعي، وظهر لها. استفادت من هذه الفرصة لتبرم اتفاقا معه.

وافقت على أن تتلاشى روحها إلى الأبد ولا تبعث من جديد، مقابل العودة إلى العالم البشري لمدة سبعة أيام لترتيب شؤونها الأخيرة.

تقدمت فاطمة نحو التقويم. لو كان أحمد حسن منتبها، للاحظ أن التقويم يحتوي على سبعة أيام فقط.

مزقت إحدى الصفحات بهدوء وقالت بصوت منخفض: "عمي أحمد، هذا هو اليوم الأول لوداعي لك."

Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters

Comments

No Comments
24 Chapters
الفصل 1
في الفيلا الخالية، جلست فاطمة علي على الأريكة دون حراك، حتى فتح باب الفيلا بعد وقت طويل، ودخل أحمد حسن من الخارج.عندما وقعت عيناه عليها، توقف قليلا، ثم تغيرت ملامحه إلى البرود."سارة مريضة اليوم بالحمى، لماذا اتصلت بي كل هذا العدد من المرات؟"نهضت فاطمة علي، لكنها ظلت تنظر للأسفل دون أن تنطق بكلمة. لم تجب، ولم يغادر أحمد حسن أيضا. بعد فترة، تحدث أخيرا بصوت منخفض: "كنت بحاجة إليك في ذلك الوقت.""ما الأمر؟ أنت واقفة هنا بشكل طبيعي، ما الذي يمكن أن يحدث؟"لم يفهم تفسيرها، بل زاده برودة في صوته: "هل سبق أن أخبرتك أن سارة ليست على ما يرام؟ اليوم سأبقى بجانبها طوال اليوم. ما الذي تحاولين فعله عمدا؟ فاطمة، لقد قلت لك من قبل ألا تحملي أي أفكار غير لائقة تجاهي. أنا عمك، ونحن مستحيل! إذا كررت هذا، فغادري فورا."بعد أن انتهى من كلامه، صعد أحمد حسن إلى الطابق العلوي وأغلق الباب بقوة خلفه.في الطابق السفلي، بقيت فاطمة علي واقفة، تراقب بهدوء ظهره وهو يصعد الدرج، ثم قالت بصوت خافت:"عمي، آسفة، لا يوجد مرة أخرى.""لأني... قد مت بالفعل."كان صوتها خافتا للغاية، ولم يسمع أحمد حسن هذه الكلمات لأنه كان ق
Read more
الفصل 2
في اليوم الثاني، استيقظت فاطمة علي مبكرا جدا وخرجت من المنزل باكرا لتقوم بإلغاء تسجيل هويتها.توفيت بشكل مفاجئ، وبعد البحث طوال الليل، علمت أن هناك الكثير من الأمور التي يجب تسويتها بعد الموت. وبما أن أحمد حسن يسعى الآن لتأسيس عائلة جديدة، فهي لا ترغب بأن تكون عبئا عليه كابنة بالتبني، ولا تريد أن تزعجه بهذه الأمور.عندما وصلت إلى مكان إلغاء التسجيل، كان الموظف مندهشا عندما سمع أنها تريد إلغاء تسجيل هويتها بنفسها، فتأكد منها عدة مرات."يا صغيرتي، لا يتم إلغاء التسجيل إلا بعد الوفاة. هل أنت متأكدة من هذا القرار؟"ابتسمت فاطمة علي بمرارة وأومأت قائلة: "لم يتبق لي سوى ستة أيام وسأختفي تماما من هذا العالم."اعتقد الموظف أنها مصابة بالسرطان، فنظر إليها بعين من الشفقة، ثم نظر إلى بياناتها مرة أخرى، وشعر بأسف شديد عليها.عمرها لا يتجاوز الثامنة عشرة.لم يسألها الموظف المزيد من الأسئلة، بل أكمل إجراءات إلغاء تسجيلها فورا.بعد إلغاء تسجيلها، ذهبت فاطمة لالتقاط صورة تذكارية، واشترت لنفسها صندوقا لحفظ الرماد ولباس كفن. في كل مكان ذهبت إليه، كانت تتلقى نظرات مليئة بالشفقة أو الأسف، لكنها لم تهتم أب
Read more
الفصل 3
بعد قوله، ثم أمسك بفاطمة على وأعادها إلى الطاولة، وأجلسها على الكرسي قبل أن يعود إلى جانب سارة محمود.رفعت رأسها، أولا نظرت إلى أحمد حسن، وكان مشغولا في تهدئة سارة محمود، وعندما شعر بنظرتها، عاد لينظر إليها تحذيرا.فاطمة علي كبتت مرارة قلبها، رفعت وعاء الطعام وأخذت تأكل منه قضمة تلو الأخرى، محاربة الألم.كانت رأسها منخفضة، والدموع تسقط في الوعاء، وأخذت قطعة طعام وأدخالها في فمها، شعور حارق يسري عبر حلقها إلى الأسفل، مختلطا بمذاق الدموع المالح، ما جعلها تتساءل إن كانت معدتها تؤلم أكثر أم قلبها.انتهت الوجبة في صمت فاطمة علي، بينما كان أحمد حسن وسارة محمود في قرب عاطفي، وعندما وضعت فاطمة علي العشاء، سمعت صوت السيارة قادمة من الخارج."يبدو أن أشيائي وصلت." عند سماع هذا الصوت، ضحكت سارة محمود.جرت نحو الباب، بينما نظر أحمد حسن إلى فاطمة علي وقال: "من اليوم فصاعدا، سارة محمود ستنتقل للعيش معنا."كان يراقب تعبير وجهها بشدة، كما لو كان يحاول اكتشاف أي تلميح، وكأنها ستبدأ بالصراخ في اللحظة القادمة رافضة أن تسكن سارة محمود هنا.ولكن بعد أن بكت فاطمة علي، كانت قد جمعت مشاعرها بالفعل، فأومأت برأس
Read more
الفصل 4
في اليوم التالي، استيقظت فاطمة علي مبكرا، وعندما وصلت إلى غرفة الطعام، رأت أن هناك شخصا بالفعل في المطبخ.كان أحمد حسن يرتدي مئزرا ويطبخ، بينما سارة محمود تقف خلفه وتعانقه، لم يمانع بل التفت لينظر إليها بين الحين والآخر بابتسامة مليئة بالحنان.مشهد قربهما كان واضحا أمام عيني فاطمة علي، لكنها تذكرت فجأة الماضي.في ذلك الوقت، كان هناك العديد من الخدم في المنزل، لكن أحمد كان دائم الانشغال في العمل لدرجة أنه كان يتغيب طوال الليل. وكان الخدم، باعتبارها مجرد طفلة يسهل التنمر عليها، يتعمدون عدم إعطائها الطعام.عندما اكتشف أحمد كسل الخدم، طردهم جميعا وتعلم الطبخ ليهتم بفاطمة بنفسه، فكان يجهز لها وجباته الثلاث يوميا دون إهمال.ولكن الآن، لم تعد تستطيع أن تحبه بعد.إذا كانت سارة محمود هي من ستجلب السعادة لأحمد، فستتمنى لهما كل الخير.أبعدت فاطمة نظرها بصمت، ووجدت نفسها دون وعي أمام ذلك التقويم مرة أخرى.خرجت سارة محمود دون أن تدري فوجدت نفسها أمام التقويم، وسألت فجأة: "ما هذا التقويم التنازلي؟ ولماذا يحتوي على سبع صفحات فقط؟"عندما سمعت سارة السؤال، التفت أحمد حسن دون وعي ونظر أيضا إلى التقويم.
Read more
الفصل 5
عندما رأت فاطمة علي تلك الأشياء على الأرض، شعرت بصدمة شديدة.على الرغم من أنها أخفتها جيدا، إلا أنها لم تعرف كيف اكتشفها أحمد حسن.ارتبكت ملامحها للحظة قبل أن تتذكر شيئا وتشرح بتلعثم: "غدا هو ذكرى وفاة والدي، وهذه الأشياء أعددتها لهم لأحرقها كطقس تذكاري."عندما سمع أحمد حسن ردها، أخفى مشاعره المتوترة وأجاب بعد لحظة: "سأرافقك لزيارتهم غدا.""لا داعي لذلك يا عمي، اقض وقتك مع سارة وركز على عملك. لقد سببت لك الكثير من المتاعب من قبل، كنت عبئا عليك، ولن أكون كذلك بعد الآن."كان أحمد حسن مستعدا لرؤية سعادتها، لكنه فوجئ عندما رآها تهز رأسها وترفض اقتراحه. نظراته كانت مليئة بالدهشة، لكن فاطمة غادرت قبله.بهدوء، نزعت ورقة أخرى من التقويم، ومزقتها قبل أن تلقي القطع في سلة المهملات.لم يتبق سوى أربعة أيام.وهو يراقب ظهر فاطمة وهي تغادر، تذكر أحمد حسن كلماتها الأخيرة، ورد دون وعي،"أنت لست عبئا علي أبدا."كانت كلماته خافتة لدرجة أن فاطمة، التي كانت قد عادت بالفعل إلى غرفتها، لم تسمعها.عندما تبقى أربعة أيام فقط، ذهبت فاطمة وحدها إلى مقبرة والديها. مشت حتى وصلت إلى قبرهما، وضعت باقة الزهور أمام الق
Read more
الفصل 6
عندما سمعت فاطمة علي سؤال أحمد حسن، استعادت وعيها أخيرا. وعندما رأت رسائل الحب في يدها، وضعتها بسرعة في الدرج وقالت بتردد: "كنت فقط أريد أن أساعدك في تنظيف المكتب..."لكن تفسيرها لم ينل استحسانه، بل جعل نبرة صوته تزداد برودة: "هل رأيت ما في الداخل؟"تجمدت فاطمة في مكانها، ولم تتوقع أن ما يهمه هو هذا السؤال تحديدا.عندما رأت وجهه يزداد عبوسا، سارعت بهز رأسها قائلة: "لم أقرأها."عندما سمع هذا الرد، استعاد أحمد حسن بعض هدوئه، لكن نبرة الغضب ظلت في صوته وهو ينظر إليها."اخرجي الآن، ولا تلمسي أغراضي مرة أخرى بدون إذني.""آسفة، لن أفعل ذلك مجددا."انخفضت فاطمة برأسها دون أن تجادل، وغادرت المكتب فورا.بعد مغادرتها المكتب، عادت مباشرة إلى غرفتها. استلقت على سريرها، لكن رسائل الحب التي رأتها في المكتب ظلت تراودها في ذهنها.لم تسمع من قبل أن لأحمد حسن شخصا يحبه. منذ أن وعت على الحياة، لم تر أي امرأة بجانبه سوى نفسها وسارة محمود.لمن يمكن أن تكون هذه الرسائل؟هل يمكن أن تكون لي؟في خضم أفكارها المتشابكة، غفت فاطمة تدريجيا. وعندما استيقظت، كان منتصف الليل.سمعت أصواتا خافتة من الغرفة المجاورة، وكا
Read more
الفصل 7
نظر أحمد حسن إليها وهو يتسلم الهدية منها، وكانت نظراته غامضة."يمكنك تهنئتي أثناء حفل الخطوبة، لا داعي للاستعجال."حفل خطوبة؟لكنها لن تصمد حتى موعد خطوبته.خفضت فاطمة رأسها بصمت، لم تشرح ولم ترد، قدمت الهدية ثم ابتعدت لتجلس في زاوية بمفردها.غادرت فاطمة، ولم يهتم أحمد حسن كثيرا بالأمر، بل استمر بالتجول وسط الحضور ممسكا بذراع سارة محمود، يبتسم بلطف ويعرفها بكل من جاء لتهنئتهم.بعد فترة قصيرة، وبعد أن رحبوا بكل الحاضرين، اختفى أحمد حسن وسارة محمود من بين الحضور.بقيت فاطمة لبعض الوقت بمفردها، ثم نهضت وغادرت قاعة الحفل.لم تكن معتادة على هذه المناسبات، فمنذ طفولتها كانت تكره الأماكن المزدحمة، وكان أحمد حسن دائما يصطحبها بعيدا بهدوء. لكن الآن، لم يتغير هذا العادة، فقط الشخص الذي يصطحبه تغير.المتغير الوحيد هو الشخص الذي يصطحبها معه.كانت الساحة خارج قاعة الحفل واسعة، وتذكرت فاطمة وجود قاعة زهور قريبة. خطت نحوها، لكنها فوجئت بوجود شخصين هناك.وعندما اقتربت، رأت أحمد حسن وسارة محمود اللذين كانا قد غادرا مبكرا."أحمد، بعد زواجنا، أريد قاعة زهور خاصة بي، هل هذا ممكن؟"سمع صوت سارة محمود وهي ت
Read more
الفصل 8
عندما كانت على وشك التحدث، وقع حادث غير متوقع. طفلان يتزلجان على اللوح اقتربا من المسبح وهما يلعبان، ولم ينتبها لوجود أحد أمامهما. وعندما لاحظا ذلك، لم يتمكنا من التوقف في الوقت المناسب، فدفعا سارة محمود إلى المسبح.سمعت فاطمة صوت ارتطام قوي بالماء. للحظة صدمت، لكنها سرعان ما استوعبت الموقف. لم تكترث للطفلين المشاغبين وتقدمت لإنقاذ سارة، إلا أن ظلا مر بجانبها بسرعة كبيرة.فجأة، دفعتها قوة هائلة إلى الخلف خطوتين. عندما استقرت على قدميها، رأت أن الشخص الذي اندفع لإنقاذ سارة هو أحمد حسن.خلع أحمد سترته دون تردد وقفز إلى المسبح. بعد أن أنقذ سارة، نظر إلى فاطمة بوجه متجهم."ماذا حدث؟"قبل أن تبدأ فاطمة بالشرح، تحدثت سارة وهي ترتدي سترته."الخطأ مني. ربما أغضبت فاطمة، لذلك دفعتني إلى الماء. لا تقلق، أنا بخير، لا تلمها…" صوتها الضعيف الممزوج بالارتجاف جعل الجميع يشفقون عليها.بعد أن استمع أحمد لكلماتها التي بدت كتبرير لكنها في الحقيقة كانت إدانة، تحول نظره إليها بنظرة لوم واضحة."لم أدفعها، لم أفعل ذلك، بل..." هزت فاطمة رأسها محاولة الدفاع عن نفسها، ثم التفتت للبحث عن الطفلين المشاغبين، لكنهم
Read more
الفصل 9
في اليوم الأخير من العد التنازلي، بينما كانت فاطمة علي تنزل من الدرج، كان أحمد حسن مع سارة محمود يستعدان للخروج، وعندما اقتربت من الباب، نادته."يا عمي، أعلم أنك مشغول، ولكن هل يمكنك العودة اليوم لتناول وجبة معي؟ فقط واحدة، نحن فقط الاثنان."أردت... أن أودعك بشكل جيد.كانت عيونها مليئة بالحزن والأمل، لكنه عندما سمع كلماتها، ظن بشكل غريزي أنها مجرد إعلان آخر لحبها، وأراد رفضها، لكن سارة محمود طرقت يده بلطف وقالت: "إذا سأذهب للاجتماع مع صديقتي، لأننا لم نلتق منذ وقت طويل. بما أنك الأكبر سنا، لا تكن قاسيا على فتاة صغيرة مثلها."في النهاية، بفضل إقناع سارة محمود، وافق أحمد حسن على العودة.رغم أنها حصلت على الجواب الذي كانت تريده، فإن الألم في قلب فاطمة علي لم يتوقف عن التدفق.تابعت فاطمة علي وهما يركبان السيارة، ومع صوت بدء محرك السيارة، ابتعدا شيئا فشيئا، فاطمة علي حاولت كبح الحزن المتصاعد في قلبها، ثم دخلت إلى المنزل.سمعت أنه بعد الموت يجب حرق الأشياء، واليوم هو اليوم الأخير، لا تريد أن تتسبب في إزعاج لعمي، فقررت ترتيب أشيائها وإشعال النار بها.كانت غرفتها مليئة بعلامات أحمد حسن.من أدو
Read more
الفصل 10
بعد خمسة أيام، عاد أحمد حسن من المملكة الشمالية، وأدرك على الفور وجود شيء غير عادي في الفيلا.لم تكن فاطمة علي كما المعتاد، التي تسرع لاستقباله بحماسة عند فتح الباب، فبعد أن غير حذاءه وتوجه إلى غرفة المعيشة، شعر بشيء واحد،كانت الهدوء يعم المكان.فجأة تذكر أن فاطمة علي كانت هادئة جدا طوال الأيام الخمسة الماضية، ولم يتلق أي مكالمات أو رسائل منها."أين فاطمة علي؟ هل هي ما تزال غاضبة لأنك لم تأت في الموعد؟ ولكنك لم تلغ الموعد إلا بسبب العمل، بالفعل إنها طفولية، عليك أن تهدئها لاحقا."جاء صوت سارة محمود من خلفه، وكلامها أشعل الغضب في قلبه،"طفلة؟ هي على وشك الذهاب إلى الجامعة، وما زالت تتصرف كطفلة! هذه المرة سأتركها، لا أحد سيتعامل معها، سأرى متى ستخرج!"استمعت سارة محمود إلى كلامه المليء بالغضب، وأخفت ضحكتها الساخرة، ثم حاولت تهدئته قليلا قبل أن تعود إلى غرفتها،كانت سعيدة كلما طال وقت القطيعة بينهما.لم يذهب أحمد حسن مباشرة إلى غرفة النوم أو المكتب، بل توجه إلى غرفة الطعام أولا، وعند اقترابه، شم رائحة كريهة،عبس قليلا، ثم نظر في المكان، واكتشف أن النفايات كانت تحيط بها الذباب والبعوض، وب
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status