Share

الفصل الرابع

Author: معكرونة الأرز لا تستطيع الطيران

تجمّد باسل الرفاعي في مكانه، لأن ياسمين الريّان التي يعرفها لم ترفض أي طلب يطلبه منها تقريبًا، حتى إذا كان الطلب غير منطقي، كانت تبذل قصارى جهدها أن تفعله.

نادرًا ما سمعها ترفض.

ضحكت ليان السعدي ساخرة بعد ما سمعتها: "أنا وقحة للغاية، العيش معكم مرهق كفاية، والآن أطمح أيضًا أن آكل طعامًا ساخنًا من صنع السيدة ياسمين."

ثم رفعت قدمها تستعد للرحيل.

بعد سماع إياد الرفاعي ذلك انفجر في البكاء وهو يركل ويضرب ياسمين الريّان: "أمي الشريرة، لن أسمح لك أن تتنمري على الخالة ليان!"

أسرع باسل الرفاعي في إمساك ليان السعدي، وألقى اللوم على ياسمين الريّان، "هل ما زلتِ غاضبة مما حدث في الصباح؟ لقد أخبرتُكِ أن ليان أرادت أن تستعير الشاحن فقط، لماذا تثيرين ضجة على هذا الموضوع؟"

كان وجه ياسمين الريّان خاليًا من التعبير.

"أنا أشعر أنني لست بخير الآن، ليس لدي طاقة لعمل الطعام."

"هل أنتِ مريضة يا أمي؟"

تفاجأ إياد الرفاعي، ووضع يده على فمه.

"لماذا لم تخبرينا من قبل، إن صحة الخالة ليان ليست جيدة، ماذا سوف يحدث إذا أصابتها العدوى منكِ؟"

بعد أن أنهى الكلام، شد إياد الرفاعي أكمام باسل الرفاعي: "هذا ليس جيدًا يا أبي، لنأخذ الخالة ليان لتشتري بعض الدواء، للوقاية فقط."

"لا داعي لذلك يا إياد، الخالة بخير."

نظر باسل الرفاعي إلى ليان السعدي نظرة مليئة بالحنان وقال: "لقد سمعتَ إياد، لا تجهدي نفسك، أنتِ عندما تمرضين تحتاجين على الأقل عشرة أيام أو نصف شهر لكي تشفين."

ثم خرج الثلاثة وهم ممسكون بأيدي بعضهم البعض.

وبقيت ياسمين الريّان لوحدها تمامًا مع الكعكات الباردة.

بعد سنوات من العيش معًا.

زوجها وابنها لا يهتمّان بأمرها، بل ذهبوا ليشتروا دواءً لليان السعدي التي ليست مريضة من الأصل.

ألقت ياسمين الكعكات المتبقية، وجلست شاردة الذهن لبعض الوقت.

ثم وصلت إليها رسالة من باسل الرفاعي.

(نحن نريد الذهاب إلى السوبرماركت، تعالي بالسيارة لتوصلينا.)

عندما وصلت ياسمين الريّان، وجدت ليان السعدي وإياد الرفاعي فقط.

"خالة ليان، أريد أن آكل آيس كريم!"

قامت ليان السعدي بقرص خدي إياد الرفاعي، "حسنًا، إذا كان إياد يريده، الخالة سوف تشتريه لك."

لكن عبست ياسمين وذهبت لتوقفهم.

"إياد، هل نسيت ما أخبرك به الطبيب؟ إن معدتك لا تتحمّل، لا يمكنك أن تأكل الآيس كريم."

تغيّرت ملامح إياد الفرِحة إلى الإحباط.

"سيدة ياسمين، إذا أراد الطفل الآيس كريم، أعطيه له فقط، لا داعي لكل هذا القلق."

أظلم وجه ياسمين الريّان وقالت: "هذا شأن عائلتي، ليس من شأن الآنسة ليان السعدي أن تتدخل."

بينما كانت تُنهي كلامها، عاد باسل الرفاعي.

نظرت ليان السعدي إلى باسل الرفاعي بنظرة استياء وظُلم: "باسل، أنا أريد أن أشتري آيس كريم لإياد، لكن السيدة ياسمين لا توافق."

شرحت ياسمين بصوت جاد: "لقد أكّد الطبيب للتو، يمكننا أن نعطي إياد بعض الوجبات الخفيفة البسيطة، لكن الآيس كريم يجب أن ننتظر حتى يشفى تمامًا."

لكن لم يتحمّل باسل الرفاعي رؤية ليان السعدي مظلومة حتى لو قليلًا، وقال بحدّة.

"كلما تصرفتِ بهذه الطريقة كلما زادت كراهية الطفل لكِ، لمَ لا تدعينه يأكل قضمة واحدة، وما يتبقى يمكن أن تأكليه أنتِ؟ ثم إن ليان نيتها جيدة، لا داعي لتكبير الموضوع؟"

شعرت ياسمين الريّان وكأن طعنة حادة اخترقت قلبها، لم تتخيّل قط أن باسل الرفاعي من أجل الدفاع عن ليان السعدي فقط، سوف يُهمل صحة طفلهما.

وحتى سخر منها بسبب اهتمامها.

ضحكت ياسمين بألم، لكنها لم ترد على باسل الرفاعي.

لأنها أدركت فجأة.

أنه منذ عودة ليان، أصبحت هي غريبة تمامًا عنهم.

ومهما قدّمت لهم، أمام أعينهم لا تساوي شيئًا مثل ليان السعدي.
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • لم يأتِ القمرُ إلي ابداً   الفصل الواحد و العشرون

    أفلست عائلة الرفاعي، مع ظهور الشركات الجديدة، ضُيِّق عليهم لدرجة أنهم لم يعودوا قادرين على منافسة الشركات الصغيرة حتى، وبالطبع تم بيع ممتلكاتهم.عند سماع ذلك، اتسعت عينا ياسمين الريّان، فهي لم تكن تعرف حقًا، فمنذ تلك الزيارة في المستشفى قد قطعت الاتصال تمامًا مع عائلة الرفاعي.في هذه السنوات، كانت تطور نفسها في الخارج، لذلك لم تكن تعلم بالأحداث الكارثية التي حصلت لعائلة الرفاعي.وأثناء تناول الطعام، قالت يارا الحضري: "أبي، أشعر بتعب شديد، أريد أن أتقيأ."عندما سمع آسر الحضري ذلك، لمس جبهتها، فاكتشف أنها ساخنة للغاية.قال بقلق: "ربما لم تعتد على جو البلاد بعد، فقد أصيبت بالزكام فور وصولنا."عندما سمعت ياسمين الريّان ذلك، نهضت بسرعة واستعدت لركوب سيارة أجرة لتوصيل طفلتها إلى المستشفى.بعد أن وصلت إلى المستشفى، وصف الطبيب لهم دواء خافضًا للحرارة، وبعد تناول الدواء، نامت يارا الحضري في حضن والدتها ياسمين الريّان.وقد بدا منظرها يُلين القلوب.وفي ذلك الوقت، رأت ياسمين الريّان باسل الرفاعي يخرج من عيادة الطب النفسي.بعد مرور ست سنوات، لم يعد باسل الرفاعي كما كان، بدا عليه التعب الشديد، وظهر

  • لم يأتِ القمرُ إلي ابداً   الفصل العشرون

    وما إن انتهت من كلامها، حتى وصلت الشرطة.قيدت الشرطة يد ليان السعدي وقبضت عليها، لكن هذه المرة لم تقاوم، وكان وجهها شاحبًا للغاية كالميت.في هذه اللحظة أمسكت ياسمين الريّان بيد باسل الرفاعي بقلق وارتجاف وقالت له: "باسل، تمسك قليلاً، عربة الإسعاف في الطريق الآن."لكن باسل الرفاعي جمع كل ما بقي له من قوى وتكلم بصعوبة: "ياسمين، آسف، هذا ما أدين لكِ به في هذه الحياة، ويجب أن أعيده إليك."بعد عشر دقائق، تم نقل باسل الرفاعي إلى غرفة الطوارئ.وبعد ساعات من جهود الإنقاذ، عاد قلب باسل لينبض من جديد.بسبب ذلك أجلت ياسمين الريّان العودة إلى أمريكا لعدة أيام، وظلت تعتني به في غرفة المستشفى كما كانت تفعل من قبل.أول ما رآه باسل الرفاعي عندما فتح عينيه كان ياسمين الريّان.أعطته بعض الماء ثم سألته عن حاله.لكن نظر إليها باسل الرفاعي دون أن ينطق بكلمة، ثم سالت دموعه حتى سقطت على الوسادة البيضاء.نظر إليها وقال: "ياسمين، لقد مر وقت طويل منذ أن جلسنا معًا بسلام هكذا."عندما سمعت ياسمين الريّان كلامه، لم تقل أي شيء، بل وقفت استعدادًا لكي تذهب وتحضر الطبيب.نظر باسل الرفاعي إلى ظهر ياسمين الريّان، ونادى:

  • لم يأتِ القمرُ إلي ابداً   الفصل التاسع عشر

    بعد سماع ذلك، تغير لون وجه باسل الرفاعي، فبعد أن رحلت ياسمين الريّان أصبح إياد الرفاعي كل ما يملك.لو لم يكن يملك إياد الرفاعي، فربما لم يكن يرغب حتى في مواصلة الحياة، لكن الآن، حتى إياد قد اختفى!"بعد ما سمعت ياسمين الريّان ما قيل بالهاتف أيضًا نظرت إلى باسل الرفاعي وقالت له: "لا تقلق، اسأل من حولك أولًا إذا ذهب أحد لاستلام الطفل."بعد أن سمع باسل الرفاعي كلامها، أسرع وأخرج الهاتف وبدأ يتصل بالجميع.سأل الجميع، لكن لم يحصل على أي معلومة عن مكانه.حتى تلقى رسالة نصية."الطفل لدي، إذا أردت أن يبقى حيًا لا تخبر الشرطة، أحضر إلي خمسنائة ألف دولار نقدًا."ثم وصل إليه رسالة بها موقع مصنع مهجور.عندما رأى باسل الرفاعي الرسالة، نظر إلى ياسمين الريّان وقال بصوت مرتجف: "إياد، لقد خُطف."عند سماع ذلك، لمعت عينَا ياسمين الريّان بدهشة، لكنها قالت بهدوء: "فلنفعل ما قاله الخاطف، سأذهب معك."ففي النهاية إياد الرفاعي هو ابنها، حتى إذا كانت لا تريد أي علاقة به، فلم تتركه لكي يموت.وفقًا لمعلومات الرسالة، وصلوا المصنع معهم المال.كان المكان نائيًا جدًا، حتى لو اتصلوا بالشرطة، فستستغرق نصف ساعة على الأقل

  • لم يأتِ القمرُ إلي ابداً   الفصل الثامن عشر

    بعد أن أنهت ياسمين الريّان اجتماع عملها، عندما خرجت ياسمين الريّان من الشركة رأت سيارة مايباخ لافتة للانتباه.وكان الشخص المتكئ على السيارة هو باسل الرفاعي.اندهشت ياسمين الريّان، فهي لم تخبر أي أحد عن اجتماع العمل هذا.ومع ذلك وجدها باسل الرفاعي هنا.عندما رآها أسرع إليها."ياسمين، فلنتحدث قليلاً حسنًا؟"ركبت ياسمين الريّان السيارة معه، لأنها شعرت أن هناك الكثير من الأشياء يجب أن توضحها له.التف باسل الرفاعي إليها وهو يقود السيارة وقال: "ياسمين، لقد سمعت أنك أسستِ شركة روايات خاصة بك؟"أومأت ياسمين رأسها ببرود، لكن ظل باسل الرفاعي هادئًا وتابع كلامه: "لماذا لم ألحظ من قبل اهتمامك بالكتابة؟"بعد سماع ذلك، ابتسمت ياسمين الريّان بسخرية: "لأنك لم تكن تهتم بي، لذلك لم تهتم أن تعلم عني أي شيء، من الطبيعي أنك لا تعلم ما أحب."شعر باسل الرفاعي بالإحراج، وعندما كان سيكمل كلامه، كانوا قد وصلوا إلى المقهى بالفعل.نزلوا من السيارة وطلبوا مشروبات.وبعد أن رفعت ياسمين الريّان كوب القهوة وشربت منه رشفة، بدأ باسل الرفاعي في الحديث."ياسمين، خلال هذا العام الذي رحلتِ فيه، أنا وابننا لم نكن بخير."ضحكت

  • لم يأتِ القمرُ إلي ابداً   الفصل السابع عشر

    نظرت ياسمين الريّان إلى إياد الذي أصبح أطول قليلاً والذي يقف أمامها، ولم تستطع إلا أن تهز رأسها.فهي ربّته بيديها، وكانت دائمة صبورة ومليئة بالحب معه.لكن مرارًا وتكرارًا، كان يطعنها بالسكين.شاهدته يكبر من مجرد طفل، ثم تعلّم المشي تدريجيًا، ثم التحق بروضة الأطفال، لكن ما حصلت عليه بالمقابل هو أنه أعطي سبائك الذهب التي كانت تعطيها إليه كل عام كهدية لشخص آخر.بل كان يسيء الظن بياسمين الريّان دائمًا بأسوأ الطرق، بينما كان يرى ليان السعدي بكل حب وتقدير.لذلك كان حبها لإياد الرفاعي حقيقيًا، وكانت خيبة أملها به حقيقية أيضًا.ربما في عالم الأطفال كل شيء سهل، ومجرد الاعتذار ممكن أن يحل كل شيء.لكن للأسف هي شخص بالغ، وفي عالم البالغين الاعتذار لا يحل أي شيء.نظرت إلى إياد الرفاعي وقالت: "إياد الرفاعي، الاعتذار الآن هو أكثر طريقة ليس لها فائدة.""وأيضًا لا تنادني بأمي، فمنذ انتهاء العقد منذ عام، لم يعد بيني وبينك أي علاقة أمومة."رغم أن إياد الرفاعي لم يفهم كل شيء، إلا أن هناك جملة فهمها جيدًا، وهي أن أمه لم تعد تريده بعد الآن.لذلك، وقف بجانب الطريق وبدأ في البكاء بصوتٍ عالٍ.أما عن باسل الرفا

  • لم يأتِ القمرُ إلي ابداً   الفصل السادس عشر

    عندما سمعت ياسمين الريّان ذلك، تجمّد ظهرها، بالفعل كلما حاول الإنسان تجنّب شيء، كلما ظهر أمامه بسهولة.أمسك إياد الرفاعي فخذ ياسمين الريّان بشدّة، رافضًا تركه مهما حاولت.كان هذا الطفل مختلفًا تمامًا عن إياد الرفاعي الذي كان يرفض ياسمين الريّان دائمًا، فقد أصبح شخصًا مختلفًا تمامًا.لكن ياسمين الريّان دفعت إياد الرفاعي بصرامة، وكان وجهها ملئ بالاشمئزاز.نظر إياد الرفاعي بعينين مشوشتين، لم يكن يعلم لماذا أمه التي كانت تحبه كثيرًا، الآن تكرهه كثيرًا.لم يلتقِ بوالدته منذ عام كامل، وعندما التقيا، لم يقابله سوى اشمئزازها وكرهها.نظر باسل الرفاعي إلى ياسمين الريّان وعيناه مليئتان بالدموع وقال."ياسمين، إلى أين ذهبت طوال هذا العام؟ لقد بحثت عنك في كل مكان، لكن لم أستطع العثور عليك أبدًا.""أنا والطفل اشتقنا إليك جدًا، عودي إلينا أرجوكِ، ياسمين."كان صوته يرتجف، وكانت كلماته كفيلة بجعل أي شخص يذرف الدموع.لكن ردّت ياسمين الريّان عليه ببرود: "باسل الرفاعي، لا يمكننا الرجوع إلى ما كنا عليه."عندما سمع باسل الرفاعي ذلك، حاول أن يمسك بيد ياسمين الريّان غير مصدق ما تقوله، لكنها تراجعت للخلف.وقالت

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status