الفصل الخامس

كان وجه ليان السعدي ملئ بالفخر، وكان إياد يصرخ بصوت عالٍ.

"أبي والخالة ليان لطيفان للغاية، ليس مثل أمي السيئة، لا تسمح لي بتناول حتى الآيس كريم!"

جذب كلام إياد انتباه المارة، وبدأوا يشيرون على ياسمين الريّان.

شعرت ياسمين الريّان بشعور بارد في قلبها.

هذا هو ابنها الصالح الذي ربته لمدة أربع سنوات.

وترك باسل الرفاعي إياد يصرخ، لم تكن لديه أي نية في إيقافه.

وأخيرًا انتهت هذه المهزلة بعد أن تظاهرت ليان السعدي بإيقافه.

بعد أن أنهوا جولتهم في السوبر ماركت، اقترحوا الذهاب إلى مطعم سيتشوان.

بالرغم من أنه اقتراح، إلا أن باسل الرفاعي لم يعطِ فرصة إلي ياسمين الريان للرفض.

طلب باسل الرفاعي طعامًا يملأ الطاولة، باستثناء طبق البيض بالطماطم الذي طلبه إياد الرفاعي، كانت جميع الأطباق الأخرى حارة تقريبًا.

لم يسأل أحد ياسمين الريّان عن رأيها، بل طلبوا الطعام مباشرة.

قالت ليان السعدي:

"باسل، لم أكن أتوقع أنه بعد كل هذا الوقت ما زلت تتذكر أطباقي المفضلة، كل واحد منها."

لمست يد ليان السعدي يد باسل الرفاعي بحنان، مما جعل أذنه تحمران خجلًا.

بعد وصول الأطباق، واصل باسل تقديم الأطباق إلى ليان السعدي.

أما ياسمين الريّان فقد خفضت رأسها لتأكل الأرز، ولم تلمس أي طعام آخر.

سأل باسل الرفاعي بحيرة:

"لماذا لا تأكلين؟"

أجابت ياسمين الريّان بهدوء: "أنا لا أستطيع أن آكل الطعام الحار."

فوجئ باسل الرفاعي، فقد كانت جميع الأطباق التي تعدها ياسمين الريّان حارة في العادة.

فظن أنها تحب الطعام الحار، لكنه لم ينتبه أبدًا إلى ذوقها.

شعر باسل الرفاعي بعدم الارتياح، فأمسك بقائمة الطعام.

"إذن سأطلب لكِ بعض الأطباق الأخرى، أخبريني ماذا تحبين أن تتناولين."

قالت ياسمين الريّان: "ليس هناك داعٍ، تناولوا أنتم."

كان باسل الرفاعي يريد أن يقول شيئًا، لكن قاطعه أحد المارة الذي قال بتفاجؤ:

"هل أنتِ ليان السعدي؟"

"هل أنت المدير باسل الرفاعي؟!"

أومأت ليان السعدي برأسها قليلًا، فقال المارة بحماس:

"أنا من معجبينكم، الخبر الذي كان على الإنترنت كان حلوًا للغاية،

كأنه مسلسل درامي عن الأيدول."

"مجرد نميمة، هل عدتم لبعضكم حقًا؟"

نظر باسل الرفاعي إلى ياسمين الريّان، ثم إلى نظرة ليان السعدي التي كانت تنتظر.

ثم أومأ برأسه وهمهم بصوت خافت: "نعم."

بعد سماع ذلك قال المعجب بحماس:

"لقد عادوا لبعضهم البعض بعد خمس سنوات من الفراق، أليس هذا هو الحب الحقيقي؟"

ابتسمت ليان السعدي وقالت:

"من قبل كنت لا أعرف كيف أقدّر، الآن سوف أقدّر باسل الرفاعي جيدًا."

نظر باسل الرفاعي إلى تعبيرات ليان السعدي السعيدة.

بعد أن رحل المارة، قال إياد بسعادة:

"أبي، بعد أن أصبحت أنت والخالة ليان معًا، هل يمكنني أن أحصل على أم جديدة؟"

أسرع باسل الرفاعي بوضع يده على فم إياد، لكي لا يكمل كلامه.

ثم نظر إلى ياسمين الريّان وقال:

"إنه طفل صغير، لا تأخذين كلامه على محمل الجد."

لم تفعل ياسمين الريّان أي ردة فعل، فتحدث مجددًا:

"لقد قلت ذلك للتو لأنني كنت أفكر في مسيرة ليان المهنية."

أومأت ياسمين الريّان برأسها: "أنا أعلم، لا حاجة للشرح."

شعر باسل الرفاعي بشعور غريب في قلبه وهو يراقب ياسمين الريّان.

أمسكت ليان السعدي التي كانت تجلس بجانبه بيده برقة.

"باسل، كل بسرعة، الطعام سوف يبرد."

ابتسم باسل الرفاعي ابتسامة رقيقة بعد سماع ذلك، سرعان ما انغمس في لطف ليان السعدي، ولم يعد يعر اهتمامًا إلى ياسمين الريّان.

بعد أن انتهوا من وجبتهم، توجهوا إلى موقف السيارات المقابل.

فجأةً، انطلقت سيارة صغيرة من التقاطع.

بعد أن لاحظها باسل الرفاعي، سحب ليان السعدي وإياد الرفاعي بعيدًا عن الطريق.

لكن نسي تمامًا ياسمين الريّان التي كانت على الطريق.

في اللحظة التالية، سمع صوت المكابح فجأة، وكانت ياسمين الريّان ساقطة على الأرض.

ذعر باسل الرفاعي تمامًا، حتى أنه ترك ليان السعدي وذهب للاطمئنان على ياسمين الريّان.

كان جسد ياسمين الريّان يرتجف بشدة، ملتفًا حول نفسه، وكانت تتصبب عرقًا باردًا من جبينها.

ركز باسل الرفاعي كل انتباهه على ياسمين الريّان.

وكان صوته يرتجف من الخوف:

"ياسمين! هل أنتِ بخير؟"

"سأوصلك إلى المستشفى على الفور!"

كانت ياسمين الريّان تريد أن تتكلم، لكن لم تستطع من شدة الألم.

حاولت مد يدها لتمسك يد باسل الرفاعي وتخبره ألا يقلق.

عندما اقتربت من يديه، صاح إياد الرفاعي فجأة وقال:

"أبي، الخالة ليان على وشك الإغماء، تعالَ بسرعة!"