Share

الفصل 12

Author: محمد د. عبدالله
منيرة عبد الرحمن كانت مترددة بعض الشيء، ورغم أنها لم تجد كلام كريم الجاسم مقنعاً، إلا أن الحقيقة التي أظهرها في المرتين السابقتين جعلتها تشعر ببعض الأمل.

في هذه اللحظة، رأوا يوسف الضاهر يمد يده ليلتقط المفتاح الذي قدمه زاهر الطيب.

وجه زاهر الطيب تملأه السعادة.

ضحك في سرّه: هاها، من يقول إنه يفضل نبيذ الجاسم القديم؟ هذا مجرد استعراض، في النهاية اختاروا فيلّاتي الفاخرة! لم أخسر بعد.

نظر يوسف الضاهر إلى زاهر الطيب وقال : "سيد زاهر، هل هذا المفتاح من تقديمك؟"

"نعم، نعم، إنه مني."

"حسناً، إذا لم تخني الذاكرة، فإن سعر العقارات في مجمع فيلات تلال المدينة ليس رخيصاً. فإن الفيلات المنفصلة هناك، يتجاوز سعر كلًا منها 2.85 مليون دولار

قال زاهر الطيب وهو يبتسم : "نعم، هي غالية بعض الشيء، لكنها تستحق. فقط هذه الفئة من المنازل تليق بمكانة المسؤول العام!"

عبر بريق بارد عيون يوسف الضاهر، وسأل متعمداً : "هل اشتريت هذا المنزل بنفسك؟"

"بالطبع."

"ماذا؟ إذن يا سيد زاهر، بما أنك مدير قسم التسويق، كم يبلغ راتبك الشهري؟"

ابتسامة زاهر الطيب بدأت تتلاشى ببطء، وشعر بأن هناك شيئًا غير مريح.

" في الواقع ....راتبي الشهري حوالي ألف دولار."

"حسناً، ألف دولار مع احتساب العلاوات والمكافآت السنوية ومختلف الامتيازات، سيكون دخلك السنوي حوالي ألف دولار؟"

كلما سمع زاهر الطيب أكثر، ازداد شعوره بعدم الارتياح، "نعم، هذا صحيح."

هز يوسف الضاهر رأسه قليلاً وقال : "هذا أمر غريب. كيف لشخص دخله السنوي 28 ألف دولار أن يشتري فيلا فاخرة بأكثر من 2.85 مليون دولار؟ زاهر الطيب، هل يمكنك أن تعطيني تفسيرًا معقولًا؟"

بوم!

شعر الجميع بصدمة عميقة، فهذا السؤال يمثل مشكلة كبيرة.

في الواقع، الجميع يعلم أن هناك شيئًا مريبًا، لكن بما أن الجميع يقدم هدايا، لم يعتقدوا أن الأمور ستُثار بهذا الشكل.

لكن هذا المسؤول الجديد قرر أن يجعل من هذا الأمر مثالاً للجميع.

كل من قدم هدية بدأ يقشعر بدنه خوفًا، بينما كان الذين قدموا هدايا بقيمة عشرات الآلاف يشعرون بالفرح سرٍ، كان الذين قدموا هدايا بقيمة المئات و الآلاف وصولًا للمليون يشعرون بالبرد يسيطر على أيديهم.

ولكن الأسوأ حالاً كان زاهر الطيب.

يمكنك أن تبرر مبلغًا من المئات أو الآلاف وصولًا للمليون كمدخرات لسنوات طويلة، لكن 2.85 مليون دولار؟ كم من السنوات يحتاج ليجمع مثل هذا المبلغ؟

بحساب دخله، سيحتاج لمئة سنة لتجميع هذا المبلغ!

من الواضح أن دخل زاهر الطيب مشبوه.

الآن، كان زاهر الطيب يشعر ببرودة تسري في جسده، وبدأ يبتلع لعابه باستمرار، غير قادر على التفوه بكلمة.

رفع يوسف الضاهر صوته وقال : "يا زاهر الطيب، قل لي، من أين حصلت على 2.85 مليون دولار لشراء هذه الفيلّا؟"

مع صوت صاخب، سقط زاهر الطيب جالسًا على الأرض من شدة الخوف.

لم يستطع الرد بأي شيء.

زفر يوسف الضاهر بغضب وقال : "أرى أنك لا تستطيع الإجابة، إذن ابدأ بتوضيح الأمر تدريجيًا. يا رجال، قيدوه واصطحبوه."

فجأة، خرج عدد من رجال الشرطة وقاموا بتقييد يدي زاهر الطيب خلف ظهره، وأخذوه بعيدًا أمام الجميع.

"انتظر يا سيدي الضاهر دعنا نتحدث، ما هذا الذي يحدث؟"

"أتركوني، أتركوني."

كانت عيون زاهر الطيب مليئة باليأس، لم يكن يتخيل أبدًا أن تقديم هدية قد يجلب له هذه المشاكل الكبيرة.

عندما تم اقتياده أمام الجميع، خفض الجميع رؤوسهم تلقائيًا، خوفًا من أن يكونوا هم التاليين.

تابع يوسف الضاهر قائلاً : "في الواقع، أعلم أن الكثير منكم هنا ليسوا نزيهين. أنصحكم من الآن فصاعدًا أن تكونوا صادقين ومخلصين، وإلا فمصيركم سيكون مثل مصير زاهر الطيب!"

"أولئك الذين يعتقدون أن تقديم الهدايا سيقربهم من المسؤول، أنصحكم بالتوقف. المسؤول العام لا يتقبل هذه الأمور، وهو يكره المتملقين بشدة!"

"الهدايا التي قدمتموها اليوم، سيتم إرجاعها جميعًا. المسؤول العام لا يريد أيًا منها. هذه المرة سنتجاوز الأمر، ولكن في المرة القادمة، لن يكون هناك تسامح!"

جميع الحاضرين خفضوا رؤوسهم، ولم يجرؤوا حتى على التنفس بصوت عالٍ من شدة الخوف.

في النهاية، رفع يوسف الضاهر زجاجات نبيذ الجاسم القديم وقال : "عبد الرحمن بن خالد، الهدايا الأخرى يمكن إرجاعها، ولكن هذه الهدايا سأحتفظ بها نيابة عن المسؤول العام."

ابتسم عبد الرحمن بن خالد وقال : "هذا شرف لي."

أومأ يوسف الضاهر قليلاً وقال : "أنت مختلف عن الآخرين، لدي توقعات كبيرة منك، استمر في العمل الجيد."

"شكراً."

ثم استدار يوسف الضاهر وغادر، تاركًا الجميع في حالة من الذهول.

أخذ الجميع نفساً عميقاً، كانوا يعلمون أن المسؤول الجديد سيشعل النار في المكان، لكن لم يتوقع أحد أن تكون هذه النار بهذا الحجم.

ربتت منيرة عبد الرحمن على صدرها وقالت بقلق : "لحسن الحظ، أنك نصحت والدي بإهداء نبيذ الجاسم القديم. لو أنه قدم هدية بعشرات الآلاف، لكان الآن يتعرض لنفس التوبيخ مثل الآخرين."

ضحك كريم الجاسم وقال : "الآن، هل تصدقين كلامي؟"

"نعم، يبدو أن حظك كالقطة العمياء التي تجد فأرًا ميتًا." قالت منيرة عبد الرحمن بفرح : "زاهر الطيب، هذا الوغد، أخيراً وجد من يتعامل معه. ولكن، لا أدري إذا كان سيخرج بعد مرور بعض الوقت فقط."

قال كريم الجاسم : "لا تقلقي، المبلغ الذي تورط فيه كبير جداً، لن يخرج أبدًا."

بصفته المحارب الأعظم ومسؤول المنطقة الثالثة، كان كريم الجاسم واثقًا من أن زاهر الطيب لن يرى النور مجددًا.

هذا هو العقاب لكل من يتجرأ على تجاوز حدوده مع كريم الجاسم!

اقترب عبد الرحمن بن خالد مبتسماً وقال : "كريم، أنت بالفعل تعرف كيف تسير الأمور. لولا نصيحتك، لكنت اليوم في مشكلة كبيرة."

ضحك كريم الجاسم وقال : "أهم شيء هو أنك سعيد يا والدي."

لأول مرة، لم يعد عبد الرحمن بن خالد يشعر بالنفور من هذا الزوج، فقد جعله كريم الجاسم يسترد كرامته اليوم.

بعد سنوات من القمع من قبل زاهر الطيب في الشركة، أخيرًا، أتيحت الفرصة لعبد الرحمن بن خالد للتخلص من ذلك، وزاهر الطيب لن يخرج من السجن أبداً.

كان عبد الرحمن بن خالد في غاية السعادة.

"هيا، اليوم أنا من سيدعوكم لتناول عشاء فاخر."

هز كريم الجاسم رأسه وقال : "أبي، لدي بعض الأمور التي أحتاج إلى القيام بها، يمكنك أن تذهب مع منيرة."

"ما هي أمورك؟"

"أريد... أن أزور أخي."

تبادل عبد الرحمن بن خالد ومنيرة نظرات حزينة، وكأن شيئاً ثقيلًا قد أصاب قلبيهما.

"نعم، لم تذهب لزيارته منذ عودتك قبل يومين. من الضروري أن تذهب لزيارة أخيك."

"كريم، ابذل قصارى جهدك. رغم أنك الآن في وضع صعب، إلا أنه إذا اجتهدت، فلا يزال لديك فرصة لإعادة بناء مجد عائلتك."

أومأ كريم الجاسم وقال: "أعلم ذلك."

"حسنًا، سنعود الآن."

"نعم."

غادر عبد الرحمن بن خالد ومنيرة القاعة، ورتب كريم الجاسم ملابسه وغادر هو أيضًا.

استقل سيارة أجرة مباشرة إلى شارع الساحل الغربي.

توقف، فتح الباب.

توجه كريم الجاسم نحو قبر صغير على جانب النهر، وكلما خطا خطوة، زادت دقات قلبه عنفاً، وشعر بضغط الذنب يثقل صدره.

"يا حسن، سامحني، لقد تأخرت في العودة."

"يا حسن، لقد اشتقت إليك كثيراً."

"يا حسن..."

وصل إلى القبر، ناظرًا إلى شاهد القبر البسيط، ومال عليه، كأن حسن الجاسم كان بجواره

.

ذلك المحارب الجبار، لأول مرة تملأ الدموع عينيه.

بيديه، لمس الشاهد الخشن، وأطلق العنان لشعور الذنب الذي كان يثقل قلبه.

حينما غادر، كانت الشمس مشرقة.

والآن، عاد، وبينهما حاجز الموت.
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • محارب أعظم   الفصل 30

    إذا لم يكن هناك شيء آخر، سنغادر الآن."أخذ كريم الجاسم بيد منيرة عبد الرحمن ومر بها بكل ثقة أمام جابر ويوسف عبد الرحمن، مما جعل جابر يرتجف من شدة الغضب.لقد كان رجلاً ذو سمعة مشهورة، ولم يذق مثل هذا الإذلال من قبل.ركب الاثنان السيارة.وضعت منيرة العقد بعناية في مكانٍ آمن، وانطلقت بالسيارة.وأثناء الطريق، سألت منيرة: "قال سامي القاضي إن شخصًا ما قدم له خطة المشروع مسبقًا، هل كنت أنت؟"أومأ كريم برأسه وقال: "نعم إنه أنا.""كنت أعرف، وإلا لما كان الأمر بهذه السهولة. كيف فعلت ذلك؟"أوضح كريم: "في الواقع، الأمر حدث بالصدفة. لدي صديق قديم يعمل حاليًا في دائرة الأشغال. كنا نتحدث عن موضوع إعادة تطوير المنطقة، فقمت بتحضير خطة مشروع وسلمتها له ليقوم بتقديمها إلى نائب المدير سامي القاضي. وعندما اطلع عليها القاضي، أعجب بها ووافق على المشروع على الفور. قدمت الخطة باسمك، وهذا ما أدى إلى ما حدث اليوم."ورغم أن هذا التفسير قد يبدو غير منطقي، إلا أنه كان مقنعًا بدرجة كافية لمنيرة التي لم تفكر كثيرًا في الأمر.بعد لحظة من الصمت، قالت منيرة: "رغم أن نيتك كانت لمصلحتي، إلا أنك جعلت جدي يشعر بال

  • محارب أعظم   الفصل 29

    قال جابر عبد الرحمن: "لقد قلت من قبل، مع تلك الشركة الصغيرة التي تديرينها، بأي حق تذهبين لتقديم عرض في المزاد؟ الفشل كان متوقعًا، عودي معي ولا تستمعي لهؤلاء الأشخاص الفاشلين الذين لا يجلبون لكِ سوى الإحراج."نهض الاثنان واستعدا للمغادرة.لكن منيرة عبد الرحمن همست بصوت بالكاد يُسمع: "يا جدي ويا أخي، لقد وقعت العقد.""حسنًا، عرفنا ذلك.""ماذا؟""ماذا؟!"في البداية، لم يستوعب جابر عبد الرحمن ما قالت، ولكن بعد خطوتين توقف فجأة واستدار بحدة نحو منيرة، وسألها مرة أخرى: "اشرحي ليّ، أي عقد تتحدثين عنه؟"مدت منيرة يدها وقدمت العقد الذي كانت تحمله: "عقد مشروع البناء، لقد وقّعت عليه."بدا وكأن صاعقة ضربت عقل جابر، لم يستطع تصديق أن منيرة قد نجحت بالفعل في توقيع العقد."هذا مستحيل!"قال يوسف عبد الرحمن بدهشة: "أختي الصغيرة، لا تطلقي الكلام على عواهنه."ردت منيرة: "العقد هنا، يمكنكما رؤيته بنفسيكما."أخذ جابر العقد بسرعة وبدأ يقلب صفحاته. لم يكن هناك أي خطأ، كان عقدًا حقيقيًا لمشروع البناء، والختم كان من دائرة الأشغال العامة، لا يمكن أن يكون مزيفًا.يوسف الذي لم يكن قادرًا على استيعاب

  • محارب أعظم   الفصل 28

    أيُها المُستهتر!!!"صرخ جابر عبد الرحمن بغضب وضرب على الكرسي. لم يجرؤ أحد من قبل على التحدث معه بهذا الأسلوب. حتى حسن بن خالد، الذي كان يشغل منصبًا مرموقًا، كان دائمًا يتحدث معه بلطف واحترام. كيف يجرؤ كريم الجاسم، ذلك الصهر الذي يعتبر بلا قيمة، على التشكيك فيه؟ هذا تجاوز كل الحدود!"يا كريم، هل تعتقد حقًا أنك شيء مهم؟""في عائلة عبد الرحمن، لم يصل بك الأمر لأن يكون لك حق الكلام!"لم يغضب كريم الجاسم، بل استمر في الحديث بنبرة هادئة وقال لمنيرة عبد الرحمن: "يمكنكِ الذهاب لتقديم عرضكِ الآن."ضحك جابر عبد الرحمن ساخرًا: "تفضلي، اذهبي. دعينا نرى كيف ستنجحين في شيء فشل فيه الرجال. ولكن تذكري، تصرفاتكِ تمثل نفسكِ فقط ولا علاقة لها بعائلتنا الرئيسية!"شعرت منيرة عبد الرحمن بالحرج. كانت عالقة بين الطرفين، ولم تكن تشعر بالراحة. تنهدت بعمق وتوجهت نحو المكتب المؤقت.يوسف عبد الرحمن، الذي كان متشفيًا، قال: "يا جدي، أراهن أنها ستخرج في أقل من عشر ثوانٍ."رد جابر ببرود: "إذا حدث ذلك، فستكون هي المسؤولة عن نفسها. من يقترب من الأشخاص الفاشلين سيصبح مثلهم، ما الذي يمكن أن تتوقعه من هذه الشركة

  • محارب أعظم   الفصل 27

    توقفا عن الإستغراق في أحلام اليقظة.""هذا المزاد بالفعل في جيبي، أنتما، عودا إلى المنزل وإلعبا بالطين، هاهاهاها!"ضحك يوسف عبد الرحمن بصوت عالٍ ودخل المكتب.في هذه اللحظة، كان جابر عبد الرحمن يشعر بتوتر شديد، حيث كانت يداه مليئتين بالعرق وهو يراقب باب المكتب. كل الذين دخلوا قبله لم يستغرقوا أكثر من دقيقة، ولم يكن يعرف ما إذا كان يوسف سيتمكن من... بينما كان جابر عبد الرحمن غارقًا في تخيل كل الاحتمالات، خرج يوسف عبد الرحمن من المكتب.من اللحظة التي دخل فيها إلى اللحظة التي خرج فيها، لم يستغرق الأمر سوى عشر ثوانٍ!قصر للغاية. كانت أقصر فترة حتى الآن لجميع المشاركين في المزاد، وتوجهت إليه نظرات الاستهزاء من الجميع."هاها، من أي عائلة هذه؟ بالكاد دخل وخرج فورًا، هذا أمر مخجل!""يبدو أنه من شركة تصنيع عبد الرحمن التابعة لعائلة عبد الرحمن من منطقة السوخانا القديمة، إن عائلة عبد الرحمن التي كانت تعتبر من الدرجة الثانية قد تعرضت لإهانة شديدة اليوم.""ربما كان لباسه غير لائق؟"بينما كانت الناس تتحدث بصوتٍ عالٍ، عاد يوسف عبد الرحمن إلى جانب جده وهو يشعر بالهزيمة.صرخ جابر عبد الرحمن

  • محارب أعظم   الفصل 26

    بينما كان يوسف عبد الرحمن يستعد لتقديم عرضه، لاحظ وجود كريم الجاسم ومنيرة عبد الرحمن في المكان، فلم يتمالك نفسه من الضحك.قال بسخرية: "هل أرى ما أراه حقًا؟ ماذا تفعلان هنا؟ هل جئتما للاستمتاع بالمناظر؟"نظر إليه كريم الجاسم وقال: "ما جئتَ من أجله، جئنا نحن أيضًا من أجله.""هاهاهاها، هل أنتما هنا للمشاركة في المزاد؟ هذا مضحك جدًا، بأي حق؟""يا كريم، هل تعتقد أنك ستعتمد على ذلك الجنرال مرة أخرى؟""دعني أخبرك، المزاد ليس كتنظيم حفل تذكاري، لا يمكنك التحايل فيه بهذه السهولة!"أشار جابر عبد الرحمن بيده لإيقاف يوسف وقال: "لا تتحدث بهذه الطريقة، منيرة تظل جزءًا من عائلتنا، ومشاركتها في المزاد لن تضرنا، بل قد تكون إضافة لنا."رد يوسف قائلاً: "يا جدي، أنا فقط أخشى أن يتسبب البعض في إفساد الأمور."عقد جابر عبد الرحمن حاجبيه وفكر قليلاً، ثم قال لمنيرة: "يوسف لديه نقطة جيدة. يا منيرة، ربما من الأفضل أن تعودي الآن. أنت امرأة. وجودكِ في المزاد قد يعطي انطباعًا سيئًا للمسؤولين ويجعلهم يعتقدون أننا لا نهتم بهذا المزاد."شعرت منيرة بمرارة في قلبها. هل يعني ذلك أن مشاركة المرأة في المزاد تعني ع

  • محارب أعظم   الفصل 25

    بالإضافة إلى كريم الجاسم ومنيرة عبد الرحمن، كان هناك عدد كبير من الأشخاص الذين حضروا للمشاركة في المزاد.كانت هناك شركات كبيرة معروفة على مستوى البلاد، بالإضافة إلى مصانع صغيرة غير معروفة محليًا، وقد أرسلت جميعها ممثلين للمشاركة.عائلة عبد الرحمن، التي كانت في منطقة السوخانا سابقًا تعتبر عائلة من الدرجة الثانية، أصبح وضعها أكثر صعوبة بعد دمج المناطق الثلاث لتشكيل منطقة جنوب النهر الكبرى. الآن، تكاد تكون في أسفل سلم العائلات من الدرجة الثانية.في هذه المرة، حضرت العديد من العائلات الكبرى في مدينة جنوب النهر.ولذلك، كانت فرص عائلة عبد الرحمن ضعيفة جدًا.لكن كان واضحًا للجميع أن هذا المشروع لإعادة تطوير المنطقة بعد إزالة المباني القديمة على طول ساحل النهر، والذي يشمل أيضًا أجزاء من وادي البحر وقلب الشام، هو فرصة ذهبية لا يمكن تفويتها.هذا المشروع يمتد عبر المناطق الثلاث السابقة، وهو مشروع ضخم.مَن يحصل عليه، سيضمن دخلًا كبيرًا لعائلته لعشر سنوات قادمة!لهذا السبب، حضر جابر عبد الرحمن بنفسه للمشاركة في المزاد.كان يأمل في الحصول على بعض المساعدة من حسن بن خالد، لكنه اكتشف أن حسن ل

  • محارب أعظم   الفصل 24

    منيرة عبد الرحمن كانت تشعر بالحيرة عندما قادها كريم الجاسم نحو سيارة متوقفة.فتحت باب السيارة وخرج منها رجلان، أحدهما كبير في السن والآخر شاب، وهما جابر عبد الرحمن ويوسف عبد الرحمن. لقد كانوا هناك منذ وقتٍ طويل، وشاهدوا كل ما قام به كريم الجاسم.في البداية، كان جابر عبد الرحمن مندهشًا للغاية، وبدأ يشعر بالندم على اندفاعه في قطع علاقته بكريم الجاسم؛ لكن بعد أن أرسل أشخاصًا للاستفسار، اكتشف أن كريم لم يكن بالقوة التي تخيلها. كل ما في الأمر أنه أنقذ جنرالًا قويًا.هذا الجنرال يدين له بالفضل، لذلك ساعده مرة واحدة، ولكن لن يستطيع مساعدته عشر مرات أو عشرين مرة. في النهاية، سيظل كريم الجاسم مجرد شخص يعتمد على الآخرين ولا يملك القوة الحقيقية.قالت منيرة بدهشة: "يا جدي ويا أخي الأكبر، لم أكن أتوقع أنكم قد جئتم بالفعل."أومأ جابر عبد الرحمن برأسه ووجه انتباهه نحو كريم الجاسم.وقال: "يا كريم، يبدو أنك في يوم مشرق اليوم.""ليس سيئًا.""ههه، لكن هل تعلم أن هذه الأضواء التي تحيط بك اليوم قد تجعلك تعاني في المستقبل؟""حقًا؟ تفضل بنصيحتك يا جدي."أشار جابر عبد الرحمن إلى نادر الحارثي والآخري

  • محارب أعظم   الفصل 23

    كان طلال يشعر بالسعادة عندما رأى أن السيد الثاني الذي كان يحبه أكثر من أي شيء قد حظي بجنازة مهيبة.اقترب طلال من القبر، وفجأة اكتشف أن جميع الأشخاص الذين كانوا راكعين على الأرض هم موظفو شركة تقنيات الحلم، وأن الذي يقودهم هو رئيسهم نادر الحارثي!كانت فرحته لا توصف لدرجة أنه كان يرغب في الرقص."نادر الحارثي، هل وصل بك الحال إلى هذا اليوم؟""أخيرا! أخيرا!"اقترب كريم الجاسم، ومد يده ليُساعد طلال على النهوض. وقال: "عمي طلال، لا تنفعل كثيرًا، احذر من أن تصاب بالبرد."مسح طلال دموعه وقال: "يا سيد كريم، لقد فعلت ما لم أكن أحلم به. لم تكتفِ بجعل الجنازة تليق بالسيد الثاني، بل جعلت الجناة الذين تسببوا في وفاته يركعون أمام قبره ويتوسلون المغفرة. أحسنت، أحسنت!""يا سيد كريم، أنا سعيد جدًا برؤيتك قد حققت هذا النجاح العظيم.""عائلة الجاسم لها مستقبل مشرق."وبينما كان طلال يزداد انفعالًا، أمر كريم الجاسم الحاضرين بالاعتناء به خوفًا من أن يصيبه مكروه.بالنسبة لكريم الجاسم، طلال كان كجده الحقيقي."ساعدوه على الراحة.""عُلم يا سيدي!"وعندما التفت كريم الجاسم، رأى منيرة عبد الرحمن تنظر إليه

  • محارب أعظم   الفصل 22

    في اللحظة التي رأى فيها نادر الحارثي أن وليد الحسن قد تم القبض عليه، فقد تمامًا أي رغبة في المقاومة.سقط على ركبتيه أمام كريم الجاسم، وبدأ يبكي بحرقة وهو يقول: "يا أخي كريم، أنا حقًا أدركت خطأي، لم يكن يجب أن أعاديك، أستحق العقاب. من أجل الزمالة التي كانت بيني وبين حسن الجاسم عندما كنا نعمل سويًا، أرجوك أن تعفو عني هذه المرة؟"زمالة؟ عمل سويًا؟قال كريم الجاسم بصوتٍ منخفض وغاضب: "هل تعتقد أنني لا أعرف كيف تآمرت مع مؤسسة النجمة المضيئة لتلفيق التهم ضد أخي؟"شحب وجه نادر الحارثي على الفور، وبدأ يضرب رأسه بالأرض وكأنه يدق الثوم."في الحقيقة، كانت مؤسسة النجمة المضيئة هي من أجبرتني على فعل ذلك، كانوا هم من أصدروا الأوامر، أنا كنت فقط أداة تنفيذ، لم أخطط لمؤامرة تلفيق التهم ضد حسن الجاسم.""أنت تعلم ذلك جيدًا، رغم أنني الآن رئيس شركة تقنيات الحلم، إلا أنني أطيع أوامر مؤسسة النجمة المضيئة في كل شيء. أنا مجرد تابع صغير، المتورطون الحقيقيون في تلفيق التهم ضد حسن الجاسم هم من يقفون خلفي."نظر إليه كريم الجاسم ببرود دون أن ينطق بكلمة.لم يستطع نادر الحارثي فهم ما يدور في ذهن كريم الجا

Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status