Share

الفصل 36

Author: إيفلين إم. إم
رووان

جلستُ وراء مكتبي أتصفح بعض الأوراق المهمة. حاولت التركيز، لكني لم أستطع، إذ كان ذهني عالقًا في حقيقة أن آفا تجاهلت اتصالي مرة أخرى. لولا أنني وظفتُ ليديا، أشك أنني كنت سأعرف شيئًا عن أحوالها.

لا أزال غير قادر على تصديق كم تغيرت. كان من المعقول أكثر القول بأن آفا التي كنت أعرفها اختفت منذ زمن، وحلّت محلها غريبة تمامًا.

عندما قررت إيما أن تعود للعيش هنا، خشيتُ أن تسبب آفا المشاكل، أن تكون مصدر إزعاج مثلما كانت أيام مراهقتها. لكنها أثبتت أنني كنت مخطئًا.

كان يجب أن أكون سعيدًا بابتعادها، بعدم تسببها لي بالمشاكل، لكن جزءًا مني كان منزعجًا من الأمر. كان غريبًا جداً أن يزعجني ذلك لهذا الحد، وكنت أكره أن صورتها أصبحت تسيطر على رأسي طوال الوقت.

استسلمتُ أخيرًا لعجزي عن التركيز، فنهضت واقفًا، وسرت نحو النافذة أحدّق إلى الخارج، محاولًا طرد أفا من عقلي.

"سيدي، المفتش العام هنا"، قالت كريستين، سكرتيرتي.

كنت غارقًا في التفكير لدرجة أنني لم أسمعها وهي تدخل مكتبي.

"اسمحي له بالدخول"، التفت نحوها قبل أن أعود إلى مقعدي.

دخل المفتش العام برايان، في اللحظة نفسها التي جلست فيها. صافحنا، ثم جلس مقابل
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • ندم الزوج السابق   الفصل 390

    دفعَ الوثيقة عبر المنضدة. أخذتها وبدأت أتصفحها. سأجعل المحامي الخاص بي يراجعها لاحقًا، لكن من الجيد دائمًا أن تطالع العقد بنفسك أولًا. إن كان هناك شيء علَّمني إياه أخي، فهو ألا أوقع على شيء لم أقرأه.كانت البنود الأساسية التي ناقشناها موجودة. سيكون العقد ساريًا لمدة لا تقل عن سنتين. في نهايته سأحصل على شركة يونتي فنتشرز وبعض النفقة. كما سيستمر غابرييل أيضًا في دعم ليلي. وصرَّح أيضًا بأنه يريد أن يعترف بليلي كابنته، وأن يتغيّر اسم عائلتها إلى وود.كانت هذه البنود الأهم بالنسبة إليّ، لذا بعد قراءتها مرارًا وتكرارًا وضعت الأوراق جانبًا."أي اعتراض؟"، سأل وهو يمدُّ إليَّ قلمًا."لا، لكن أودّ إضافة بعض الشروط."، ظللتُ أنظر إلى القلم دون أن ألتقطه."ما نوع الشروط؟"أخذت نفسًا عميقًا ورفعت رأسي. "أولًا، أطالب بالوفاء. زواجنا السابق كان سريًا، وهذا ما أتاح لك الخيانة. هذا الزواج، كما هو منصوص، سيكون معلنًا. لن أسمح لك أن تذلَّني علنًا بعلاقات مع أخريات. ولن أسمح أيضًا بأي إحراج لِليلي. تستحق أكثر من أبٍ لا يستطيع كبح جماع نفسه. لا أريد أن تضطر لرؤية مقالات عنك تستعرض فيها نساءً أخريات في المجل

  • ندم الزوج السابق   الفصل 389

    هاربر.مرَّ نحو أسبوعٍ منذ أن تركنا غابرييل مع سائقه وانصرف. لم أتلقَّ منه أيَّ خبرٍ، ولم أرَه أيضًا. كما أنه لم يأتِ إلى هنا، وهذا ما جعلني أعتقد أنه يقيم في إحدى ممتلكاته العديدة الأخرى.كان من الصعب الاستقرار، خاصةً على ليلي. فهي من النوع الذي لا ينام جيدًا في سريرٍ غريب. السرير رائع بلا شك، والمرتبة أكثر راحةً من تلك التي في بيتنا، لكن المشكلة أنه ليس سريرها المعتاد.في هذه المرحلة، أجد نفسي أميل إلى أن أطلب من غابرييل شحن سريرها إلى هنا إذا استمر الوضع على هذا الحال. فهي بالكاد تنام، وفي الساعات القليلة التي تغفو فيها، يجب أن أكون إلى جوارها كي تنام براحة.أنا أيضًا لم أكن مرتاحة البال. أظل أتساءل إن كنتُ قد اتخذت القرار الصحيح بالموافقة على الزواج مرة أخرى. كانت الحياة مع غابرييل جحيمًا حقيقيًا، هل كان ينبغي عليَّ أن أُنازعه على حضانة ليلي؟ أنا أحب ابنتي بكل جوارحي، لكن هل أنا مستعدة لأن أكون زوجة غابرييل مرة أخرى، رغم كل ما أعرفه عنه بالفعل؟لقد كافحتُ مع تلك الأسئلة، لكن ظلّت الإجابة كما هي، نعم، سأفعل أيَّ شيء من أجل ابنتي، بما في ذلك التضحية بسعادتي الشخصية.نهضت ببطءٍ من الس

  • ندم الزوج السابق   الفصل 388

    ابتسمتُ لأول مرة منذ أن اتصل بي، أشعر بالسعادة لأنه يميل إلى التعرف على ابنته."إذن، سأدعمك.""ولكن، كيف أفعل ذلك؟ أنا أعرف التعاملات المالية كظهر كفي، لكنني لا أعرف كيف أكون أبًا"، تنهد بإحباط، مما أضحكني."يجب أن تدرك أنه لا يوجد دليل إرشادي يخبرك كيف تكون أبًا صالحًا. حتى بعد سنوات من الأبوة، ما زلت أتعلم أشياء جديدة كل يوم. عندما يتعلق الأمر بكونك والدًا، عليك أن تتصرف بما يمليه عليك شعورك. كن موجودًا من أجلهم، وافعل ما تشعر أنه الصواب.""نعم، أعتقد أنك محق.""ما الذي تخطط لفعله مع هاربر، وهل تكن لها أي مشاعر؟"، سألت بدافع الفضول.كان رده فوريًا، "بالطبع لا! لا أشعر بأي شيء تجاهها، ولو لم أكن بحاجة إليها لما اهتممت بها على الإطلاق."أطلقت تنهيدة وسألته السؤال الذي يقلقني منذ أن أخبرني بخططه، "فلماذا بحق الجحيم اعتبرتها زوجة محتملة؟ يمكنك اختيار أي امرأة، فلماذا وقع اختيارك عليها؟""لا أعرف... ربما لأنها مألوفة. كنت متزوجًا منها لمدة ثلاث سنوات. أعرف كيف تفكر، وأعلم أيضًا أنها لن تتوقع الكثير مني، تمامًا كما كان الحال عندما كنا متزوجين. سيكون زواجًا بالمصلحة، حيث لن تُزعجني فيه ولن

  • ندم الزوج السابق   الفصل 387

    رووان.تراجعت إلى الخلف ملقيًا بنفسي على الأريكة، وأنا أشعر بدوار يغمر رأسي. عندما اتصل بي غيب وطلب مقابلتي، لم يخطر ببالي قط أنه سيذهلني إلي هذا الحد.بصراحة، ظننت أنه يريد أن يشكو لي من قرار أعضاء مجلس الإدارة. لكنه صعقني تمامًا عندما كشف عن أن لديه طفلة، ابنة لا يعلم أحد بوجودها.أطلقت تنهيدة، ثم التفتُّ إليه وأخذت أحدق به. ماذا ينبغي علي أن أقول له؟ وماذا يمكنني أن أقول؟ فليس من الأمور المعتادة أن تكتشف أن لديك طفلة لا يعلم بها أحد."إذن، هل كانت هاربر مجرد علاقة ليلة واحدة انتهت بشكل خاطئ، أم ماذا؟"، سألت، وأنا أحاول جمع أجزاء اللغز.أعرف أخي جيدًا. لقد كان محبًا للنساء، لذا لم أتفاجأ. في الواقع، ما يدهشني هو أنه لا يوجد المزيد من الأمهات لأطفاله."لا، ليست علاقة ليلة واحدة"، ردّ. "أنت تعرفها في الواقع. إنها من عائلة بيكيت."في البداية، لم يثر الاسم أي ذكرى لدي، لكنني أدركته بعدها."لا بد أنك تمزح معي، يا غيب"، حدقت به في صدمة. "تقصد هاربر بيكيت؟ أخت أندرو الصغرى؟"لم ينبس بكلمة، واكتفى بإيماء رأسه موافقًا.يا للهول! شخصيًا، لا أعرف هاربر جيدًا. كانت فتاة هادئة، قليلة الأصدقاء، وغ

  • ندم الزوج السابق   الفصل 386

    غيب.انطلقت بعيدًا عن مبناي السكني دون أدنى فكرة إلي أين أتجه بالضبط. كل ما كنت أعرفه هو أنني أحتاج إلى الابتعاد عنهما. كنت بحاجة إلى مساحة شخصية، وكنت بحاجة إلى التفكير وجمع شتات نفسي، وهو ما لا أستطيع فعله عندما أكون محاطًا بهما معًا.لم يتوقف عقلي عن الدوران. بالكاد أستطيع التفكير بوضوح، وهذا الأمر كان يقودني إلى حافة الجنون طوال الوقت.عندما علمت بأمر ليلي، لم أفكر كثيرًا في حقيقة أنها ابنتي. كانت مجرد كائن آخر موجود، مجرد غريبة تربطني بها صلة. لكن رؤيتها والتواصل معها جعل الحقيقة تترسخ في ذهني: إنها بالفعل ابنتي.كانت عيناها دليلًا واضحًا لا لبس فيه، لكن طريقتها في التصرف هي ما أدهشني أكثر. ظننت أنني لن أعثر على شخص بهذا التشابه معي ومع أخي، لكنني كنت مخطئًا للغاية.ذكَّرتني ليلي بنفسي إلى حدٍّ لا يُصدَّق؛ لقد كان الأمر مدهشًا بحق. لم أستطع أن أصدق ذلك مطلقًا.حاولت هاربر إسكاتها مراتٍ كثيرة، لكن ليلي من آل وود حتى النخاع. كان عليها أن تتعلّم أنه لا يمكن لأحدٍ أن يُسكتنا. إن أردنا قول ما يدور في أذهاننا، فسنقوله، ولْيذهب الجميع إلى الجحيم.قلتُ لمساعدتي الرقمية، "سيري، اتصلي برووا

  • ندم الزوج السابق   الفصل 385

    دفعت الأفكارَ جانبًا وركبتُ، وتبعني غابرييل. بعد أن ركب سائقه أدار السيارةَ، وسرعان ما انطلقنا."يا سيدي، أأنت غني؟"، قطع صوتُ ليلي جوّ الصمتِ المحرج."يا ليلي"، وبختُها. "لا ينبغي أن تسألي الناس مثل هذه الأسئلة الشخصية."ستعرف عن ابنتي أنها لا تتوقف عند حد في كلامها. ستعبر عن رأيها بصراحة، ولا تبالي بمشاعر الآخرين. لا تراعي الحدود ما دامت قد أفرغت ما بعقلها وصدرها.بدل أن يغضب أو ينزعج كما ينبغي، اكتفي غابرييل بالضحك قليلًا ثم سأل، "لماذا تسألين؟""لأنك أولًا: تملك طائرة خاصة تكلف ما بين مليوني دولار ومئة مليون، ثم سيارتك التي تبلغ قيمتها حوالي مئتي ألف دولار، ولا ننسى بذلتك وساعتك وحذاءك. يمكنك معرفة سعرها الباهظ من خامتها وحدها."إن ليلي تعرف جيدًا عن الأرقام. إلى جانب السيارات، فهوايتها الأخرى هي مشاهدة قنوات الأعمال وقراءة مجلاتها. وقسم المحاسبة هو المفضل لديها.لقد لاحظت ذلك منذ أن كان عمرها حوالي خمس سنوات، ذكاؤها الحاد وحبها لكل ما هو عددي. لم أرد أن أخيب أملها وأضيع قدراتها، لذلك اجتهدت وتعبت لضمان ذهابها إلى مدرسة جيدة.ضحكة غابرييل الخفيفة العميقة جعلتني ألتفت إليه. كان بعين

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status