الفصل 3

حجزت تذكرة طيران بعد خمسة أيام، وأرسلت رسالة للمحامي، مصرة على الحصول على حضانة طفلي.

بعد أن أنهيت ذلك، نهضت متجهة إلى غرفة النوم، لأنام نوما هادئا.

نظر جواد إلى ظهري وقال بغضب:

"أنا أتحدث معك، إلى أين أنت ذاهبة؟"

"سأذهب لأرتاح."

غمزت له بهدوء.

ما إن دخلت غرفة النوم، حتى سمعت صوت تحطيم أشياء في الصالة.

مضت إجراءات الطلاق كما هو مخطط.

بعد ثلاثة أيام، وبينما كنت أجهز حقائبي، تلقيت مكالمة من جواد.

"مقهى الواحة الساحلي المفتوح، عجلي، تعالي بسرعة."

الرياح قوية هناك على الساحل، وأنا في فترة النفاس، لا يناسبني الذهاب.

كدت أرفض، لكنه واصل الاتصال مرارا.

عندما وصلت إلى المقهى الساحلي متدثرة بملابسي، وجدت سارة وجواد يجلسان متقاربين بحميمية.

نظر أصدقاؤه المنافقون إلي من أعلى لأسفل، وقالوا بسخرية:

"لم تكذب علينا سارة، عشيقة جواد حقا سمينة!"

رشفت سارة من عصيرها، ونظرت إلي:

"عذرا، خسرت للتو في لعبة التحدي والجرأة، وخيروني بين أن أقبل مغني الفرقة أو أن أستدعي عشيقة جواد."

"جواد لا يسمح لي بتقبيل رجال آخرين، فقال أن أستدعيك، يمكنك الذهاب الآن."

بدت سارة كأنها تعتذر، لكن نبرتها كانت تخفي الكثير من الزهو.

نظرت بقلق إلى جواد.

أخفض رأسه بخجل، صامتا.

إذن، في أعين هؤلاء، أنا العشيقة التي يجب إخفاؤها.

ضحكت بغضب، وأردت أن أتكلم.

رفعت سارة رأسها بغرور، مستعرضة عقدها الذهبي الثقيل.

تقدمت بضع خطوات، وأمسكت بالعقد، وشددته حتى انقطع.

"أيتها السمينة! ماذا تفعلين!"

حاولت سارة استعادة العقد بغضب شديد.

وضعت العقد في حقيبتي، بوجه متجهم:

"هذا اشتراه جواد من أموالنا المشتركة كزوجين، وأنا حرة في أخذه."

استشرت المحامي، وقال إنه يمكنني استرداد المجوهرات.

تجمد وجه سارة الجميل فجأة، وقالت بخبث:

"سرقة ممتلكاتي الشخصية أمام الجميع، يمكنني أن أجعلك تدخلين السجن."

"هل تريدين مني الاتصال بالشرطة؟"

لم أخف مطلقا.

أدرك جواد أنني جادة، فخطف هاتفي وقطب جبينه:

"كفى، توقفي عن هذا، عودي للمنزل."

نظرت إلى القلق على وجهه، وغرق قلبي في الأعماق.

بدأ أصدقاء جواد المنافقون يلاحظون شيئا غريبا، وبدأوا يتهامسون عن من هي العشيقة، أنا أم سارة.

احمر أنف سارة، ونظرت إلى جواد بمظهر مثير للشفقة:

"أنت قلت بنفسك، من لا تُحب هي العشيقة، أخبر الجميع بسرعة أن سلمى الحداد الحقيرة هي العشيقة!"

مسح جواد دموع سارة بحنان، والتفت إلي بصوت بارد:

"كفى! سلمى، في كل مرة تظهرين فيها، تثيرين المشاكل!"

أمسك بيد سارة، ونظر إلى المتفرجين:

"لا داعي للتخمين، سارة هي زوجتي، وأنا أحبها كثيرا."

ارتفعت أصوات التشجيع من الحشد.

"يا جواد، قبّل زوجتك."

دون تردد، أمسك جواد وجه سارة وقبلها بحنان.

احمر وجه سارة الجميل خجلا، ثم التفتت إلي مبتسمة بتحد.

"أرأيت؟ ما قيمة وثيقة زواجك؟ جواد شخصيا، محفظته، حبه، سآخذ كل شيء منك واحدا تلو الآخر."

لم أتمالك نفسي، وصفعتها على وجهها.

غطت سارة وجهها، ونظرت إلى جواد بمظهر مظلوم:

"حبيبي، لقد ضربتني."

اسود وجه جواد، ورفع قدمه وركلني في بطني بقوة!

انفتح جرح العملية القيصرية فورا، وسقطت بقوة على الأرض.

انحنى جواد وأمسك بذقني، وقال بخبث:

"انهضي واعتذري لسارة!"

احمرت عيناي، وعضضت على شفتي بقوة:

"هي لا تستحق."

ركلني جواد مرة أخرى في بطني، وهو يوبخني:

"لا تقبلين النصيحة بالحسنى إذن؟ لم تعودي للمنزل عندما طلبت منك، وتجرئين على إثارة المشاكل هنا، لا بد من تأديبك اليوم!"

مع كل ركلة، انفتح جرح بطني أكثر، وبدأ الدم يلون ملابسي بالأحمر.

تكورت من شدة الألم، وشحب وجهي، وبدأ جسدي كله يرتجف.

رفعت رأسي بآخر ما تبقى لي من قوة:

"جواد، أريد الطلاق!"

لمعت الدهشة في عينيه السوداوين، وتحركت شفتاه الرقيقتان.

لم أسمع ما قاله، وفقدت وعيي تماما.