Share

الفصل321

Author: شاهيندا بدوي
لكن رغم ذلك، شعرت نور بشيء غريب، فرغم أن سمير قال عبارته بنبرة خفيفة، إلا أن في صوته بعض البرود، وقليل من اللامبالاة.

وربما كانت تبالغ في التفكير.

لكنها لم تستطع تغيير هذا الطبع، كانت دائمًا تحلل كلماته لتفهم حالته النفسية.

كانت تهتم بمشاعره، بفرحه، بحزنه، وغضبه.

لم يكن ينبغي عليها أن تقلق إلى هذا الحد.

كان هناك الكثير من الناس بالفعل حين دخلا بيت عائلة عبَّاس.

ما يقارب عشرة أو أكثر من الأشخاص.

بعضهم ارتدى البدل الرسمية.

وبعضهم ارتدى الزي العسكري، وبدوا كلَّهم أصحاب هيبة.

ارتدى العم عبَّاس سترة صينية قديمة، ليست جديدة، بل بدت وكأنها من زمن بعيد.

كما قال سمير بالضبط، كان العم عبَّاس رجلاً مقتصدًا.

كان العم عبَّاس يتحدث ويضحك مع الحاضرين، وحين رأى سمير ونور يقتربان، انفرجت أسارير وجهه، وقال: "آه، سمير أتى، ومعه الصبية نور!"

نهض متكئًا على عصاه، وسار لاستقبالهما.

أسرعت نور بخطوتها، لا ترغب أن يُتعب العم عبَّاس نفسه، وقالت: "عمَّ عبَّاس!"

قال العم عبَّاس وهو ينظر إليها: "يا صبيتي نور، تبدين اليوم في غاية الجمال! يبدو أن هذا الشقي سمير قرر أخيرًا أن يشتري لك فستانًا جميلًا!"

كانت كلماته فيه
Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App
Locked Chapter

Pinakabagong kabanata

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل330

    جاءت الاثنتان إلى وسط المدينة، وقادت نور تالين أولًا إلى المتجر لشراء المستلزمات، فمشروبات غرفة الشاي تُشترى دومًا من هذا المحل.وانتهت من شراء الحاجيات بسرعة.أما ما كانت نور تحتاجه، فكان أكثر تعقيدًا بعض الشيء.القهوة التي يشربها سمير لها نوع خاص من حبوب البن، يحتاج إلى حجز مسبق.ولحسن الحظ، كانت متوفرة هذه المرة.توجهت نور فورًا إلى المتجر."أخت نور، هل نوع القهوة هذا الذي يشربه المدير بهذا التعقيد؟ لدرجة أنه يحتاج إلى حجز؟" لم تفهم تالين أي نوعٍ من القهوة النادرة هو هذا.أجابت نور: "المدير صعبٌ في اختياراته."فهو لا يشرب سوى هذا النوع فقط.تنهدت تالين، عالم الأغنياء مختلف فعلًا، حتى القهوة عندهم فاخرة.كانت نور قد حجزت مع مدير المتجر مسبقًا، فدخلت وسألت: "يا مدير المتجر، هل جهزت لي الكمية المطلوبة؟ كالمعتاد."لكن مدير المتجر بدا مترددًا وقال: "آنسة نور، لم يتبقَ سوى كيس واحد فقط، وربما..."كان مترددًا في الكلام، وكأنه يخفي شيئًا.لاحظت نور ذلك، فالتفتت لتنظر إلى الجوار، لتجد منار العامري جالسة تشرب القهوة، قالت بسخرية: "كنت أتساءل من هذا صاحب الذوق الرفيع، فإذا بها الآنسة نور، لكن

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل329

    "لقد شاهدتُ لقطاتٍ من التصوير، لم تستعمل ممثلة بديلة فعلًا، والمشاهد القتالية كانت سلسلة كجريان الماء، ليس غريبًا أنها أصبحت مشهورة!""هل شاهدت ما حدث؟ أصبحت شهد نجمةً، وسوق الأسهم اليوم أغلق على ارتفاع!"سمعت نور الموظفين يتحدثون في المكتب.ذهبت إلى غرفة الشاي لسكب كوب ماء.فوجدت تالين هناك، قالت ما إن رأتها: "ألم تسمعي ما يقولونه يا أخت نور؟ يقولون إن السيد سمير استثمر أموالًا طائلة في شهد، حتى أوصلها إلى هذا المستوى، كأنها كانت منقذته في حياته السابقة!"لم تفهم تالين حتى الآن كيف استطاعت شهد أن تشتهر.مجرد مسلسل واحد جعلها حديث الجميع.هي لم تشاهد المسلسل بعد، فقط سمعت من الآخرين أنه ممتاز.لكنها لم تكن تحب شهد، ومهما كانت شهرة مسلسلها، فهي لا ترغب في مشاهدته.قالت نور لتالين مبتسمة: "قد يكون دعمها، لكن النجاح يبقى على قدر ما تستحقه."قالت تالين: "إنها اشتهرت من خلال الفضائح، تتصدر محركات البحث يوميًّا، إما بانتحار أو بمكائد، من الصعب أن يتجاهلها الناس!"لم تكن نور تحب شهد، لكنها لم تنكر جهودها، قالت: "كفى، لا تتحدثي عنها، لا أعلم حتى لماذا تكرهينها."فهي لم تؤذِ تالين شخصيًّا.أطبق

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل328

    قال الصوت في الهاتف ممتنًا: "يا دعاء، شكرًا لكِ، لم أتوقع أن تهتمي لأمري هكذا، سببت لكِ المشاكل."ردّت دعاء: "لا حاجة للشكر. من يسيء إليكِ كأنه يسيء إليّ، بالتأكيد سأدافع عنكِ، ولن أسمح للشر بأن ينتصر."قالت الفتاة على الطرف الآخر بتأثر: "أنا فقط كنت أفضفض لكِ، ولم أتوقع أن تأخذي الأمر على محمل الجد. وجود صديقة مثلك نعمة حقًا."كانت دعاء دومًا بهذه الطريقة.تمنح قلبها لمن تعتبره صديقًا. منذ صغرها وهي مدلّلة، لم تذق طعم المعاناة.ولم ترَ خُبث البشر.وحين علمت أن هناك من تنمَّر على صديقتها، اندفعت تلقائيًا للدفاع عنها.حتى إن كلّ ذلك ارتدّ عليها.لكنها لم تندم.وحتى لو تكرّر الأمر، ستفعل الشيء نفسه.قالت الأخرى: "لا أدري إن كنتِ متفرّغة في هذه الأيام. أود أن أدعوكِ للعشاء لأشكركِ."أجابت دعاء وهي مستلقية على سريرها: "أنا متفرّغة دائمًا إذا كنتِ كذلك. لكن لا داعي للشكر، نحن صديقتان، والمساعدة بين الأصدقاء واجب."واستمرت المكالمة طويلًا. وظلّت صديقتها تملأ أذنها بكلام سيئ عن نور.مما أشعل غضبها.كيف يمكن لشخص أن يكون بهذه الدناءة؟أنهت المكالمة وهي في قمّة الغيظ، حتى إنها لم تستطع النوم.

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل327

    اقترب سمير منها، ووقف بجانبها يستقبل نسمات الهواء مثلها، ثم قال بهدوء: "لقد اعتدت على الأمر، ولا أفكر في تغييره، فالأمور كلها سواء."كلها سواء؟أي شيء يقصد؟ظنّت نور أنها تعرفه جيدًا، لكنها اكتشفت أن لديه أسرارًا أكثر مما تخيلت، نظرت إلى ملامحه الجانبية وسألت: "هل كانوا يعاملونك هكذا من قبل؟ هل كانوا يعزلونك؟"لماذا؟من الواضح أن هؤلاء الرجال أكبر منه سنًا.يدللون إيمان ويغدقون عليها الود، فلماذا لا يُبدون بعض التسامح تجاهه؟لابد أنه كان صغيرًا حين خدم في الجيش.أجابها سمير: "لن أراهم كثيرًا بعد الآن، لا داعي لأن تقلقي.""أنت لم تخبرني أبدًا بأنك خدمت في الجيش."نظر إليها وقال: "لم تكن خدمة نظامية، قضيت فترة في المعسكر فحسب، لم يكن هناك من يهتم بي حينها، والعم عبَّاس هو من آواني."اتسعت عينا نور بدهشة: "لماذا؟ ألم يهتم بك أهلك؟"ابتسم بسخرية طفيفة وقال: "كانوا مشغولين… لم يجدوا وقتًا."أطبقت نور شفتيها في صمت، لم تستطع أن تستوعب ذلك، فمهما انشغلوا، كان من المفترض أن يبقى في بيت عائلة القزعلي.فلماذا كان بحاجة لأن يتكفل به العم عبَّاس؟حتى إن أهمله أهله، ألم تكن عمته موجودة؟قالت بفضول:

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل326

    لم تُضِف نور كلمة واحدة، فكلام العم عبَّاس صحيح، إيذاء الآخرين سهل، لكن العواقب قد تكون وخيمة.قالت إيمان: "آسفة، يا زوجة أخي."فأجابتها نور بتسامح: "لا بأس، قد سامحتك!"ابتسم العم عبَّاس وهو يراقب المشهد برضًا، فعلى الأقل لم تتفاقم المشكلة، وقال بارتياح: "الاعتراف الخطأ خيرٌ من إنكاره،هذا هو السلوك اللائق. لكن لا أريد أن أراكِ تكررين ذلك مرة أخرى."قالت إيمان بخضوع: "حاضر يا جدي، من الآن فصاعدًا، سأحسن علاقتي بزوجة اخي، وسأكون على وفاق معها دائمًا."ثم خطت نحو نور بسرعة، وأمسكت بذراعها.كأنها تريد أن تُري جدَّها أنها وهي نور على وفاقٍ الآن، ولن يحدث مثل هذا الأمر مجددًا.رأى العم عبَّاس هذا المشهد، فقال مبتسمًا: "جيد، حافظا على التواصل بينكما."لكن نور لم تكن مرتاحة لهذا التودد المفاجئ.فالحرارة التي تظهر فجأة، غالبًا ما تخفي نوايا أخرى، غير أن إيمان لم تبدُ وكأنها تخطط لشيء سيئ الآن.ربما تُجيد التمثيل أمام جدّها فقط كي لا يغضب.ثم قالت إيمان بصوت حلو وهي تنحني لجدها مرَّتين: "جدي، اليوم عيد ميلادك السبعون، لا أريدك أن تحزن، وأتمنى لك من كل قلبي سعادة لا تنتهي، وعمرًا مديدًا كجبال ا

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل325

    اندفعت إيمان نحو حضن جدها، تبحث عن بعض المواساة.أمسك العم عبَّاس بوجهها، وتفحص الجرح جيدًا، فلم يكن إلا خدشًا بسيطًا لم يصل لحد تشويه ملامحها، فقال: "الجرح صغير، لن يُحدث شيئًا، لا تبكي أمام هذا الجمع يا إيمان." لكنها شَهقت بأنفها وقالت بتذمر: "جدي، يجب أن تنصفني."لم يكن العم عبَّاس قد رد، حتى تقدّم ممدوح وتكلم: "إيمان تأذت، ومنذ طفولتها حتى اليوم، لم يسمح لها العم عبَّاس بأن تتكبّد أدنى معاناة. فمن تجرّأ على إيذائها، فأنا أول من لن يترك ذلك يمرّ مرور الكرام!"نظرت نور إلى ممدوح، رجل قوي البنية، ولو حاول الاعتداء عليها فعلًا، فلن تكون أمامه إلا نملة ضعيفة.ارتجفت من الداخل بشكل لا إرادي، لكن سمير أمسك يدها بقوة، ثم نظر إلى ممدوح ببرود، وقال: "هل تظن أن نور ليس لديها من يسندها؟"نظرت نور إلى سمير باندهاش.فقد كان يتجاهل بصمت كل ما يُقال عنه، وبدون أي ردة فعل.لكنه ما إن شعَر أن أحدًا يُهينها، حتى وقف مدافعًا عنها دون تردد، بغض النظر عن مكانة من أمامه.نظر إليه ممدوح بغضب مكتوم في عينيه، دون أن ينبس ببنت شفة.أما سمير، فأصبحت عيناه باردتين، وبدا عليه الضيق من هذه المشاهد وقال ببرود: "

Higit pang Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status